}دﻟﺘﺎ{ ﻗﺪ ﻳﻌﻴﻖ ﺑﺮاﻣﺞ إﻧﻬﺎء اﻹﻏﻼق
أوروﺑﺎ ﻏﲑ ﻣﺘﺤﺪة ﰲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ »ﻛﻮروﻧﺎ«
ﺗﻌﻄﻲ ﺟﺎﺋﺤﺔ »ﻛﻮﻓﻴﺪ - ٩١« اﻻﻧﻄﺒﺎع أﺣﻴﺎﻧﴼ ﻓﻲ أوروﺑﺎ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻗﺼﺔ ﻻ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻟﻬﺎ، ﻓﻜﻠﻤﺎ ﻻﺣﺖ ﻓﻲ اﻷﻓﻖ ﺑﻮادر اﻧﻬﺰام اﻟﻔﻴﺮوس ﺗﺤﺖ وﻃﺄة ﺗﺪاﺑﻴﺮ اﻹﻗـﻔـﺎل اﻟﺼﺎرﻣﺔ وﺗـﻘـﺪم ﺣﻤﻼت اﻟﺘﻠﻘﻴﺢ، وﺑـﺪء رﻓـﻊ اﻟﻘﻴﻮد ﻋﻦ اﻟﺤﺮﻳﺎت اﻟﺘﻲ ﺻـﺎدرﻫـﺎ اﻟﻮﺑﺎء، ﺗﻌﻮد وﺗﺠﺪ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻣﻀﻄﺮة ﻟﻔﺮﺿﻬﺎ، ﻛﻤﺎ ﻟﻮ أن ﻣـﺎ اﺻﻄﻠﺤﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﺴﻤﻴﺘﻪ ﺑﺎﻟﺤﻴﺎة اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة ﻟﻴﺲ ﺳﻮى ﺳﺮاب ﻳﺘﺒﺨﺮ ﻓﻲ اﻷﻓﻖ.
ﻫﺬا ﻣﺎ ﻳﺤﺼﻞ ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ ﻣﻨﺬ أﺳﺎﺑﻴﻊ ﺑﻌﺪ أن ﺣـﻂ ﻣﺘﺤﻮر »دﻟــﺘــﺎ« ﻋﻠﻰ اﻟــﻘــﺎرة اﻷوروﺑــﻴــﺔ وراح ﻳﻨﺘﺸﺮ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﺗﻔﻮق ﺑﻜﺜﻴﺮ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻄﻔﺮات اﻷﺧﺮى اﳌﻌﺮوﻓﺔ ﺣﺘﻰ اﻵن، اﻟﺘﻲ ﺗﻘﺪرﻫﺎ ﻣﻨﻈﻤﺔ اﻟﺼﺤﺔ اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﺑـ٢١ ﺳﻼﻟﺔ ﺗﺨﻀﻊ ﻟﺮﺻﺪ ﻓﺮﻳﻖ ﻣﻦ اﻟﺨﺒﺮاء ﻋﺒﺮ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺮد ﺑﺸﻜﻞ دوري ﻣــﻦ ﻛــﻞ أﻧــﺤــﺎء اﻟــﻌــﺎﻟــﻢ. وﺑـﻀـﻌـﺔ أﺳـﺎﺑـﻴـﻊ ﻛﺎﻧﺖ ﻛﺎﻓﻴﺔ ﻟﻬﺬا اﳌﺘﺤﻮر، اﻟﺬي ﻇﻬﺮ ﻓﻲ اﻟﻬﻨﺪ أواﺧﺮ اﻟــﻌــﺎم اﳌــﺎﺿــﻲ، ﻟـــﻮأد اﻟــﻔــﻜــﺮة اﻟــﺘــﻲ روﺟـــﺖ ﻟﻬﺎ اﻟﺤﻜﻮﻣﺎت اﻷوروﺑﻴﺔ وﻫﻠﻞ ﻟﻬﺎ اﳌﻮاﻃﻨﻮن ﺑﺄن ﻫﺬا اﻟﺼﻴﻒ ﺳﻴﻜﻮن أﻗﺮب إﻟﻰ ﺻﻴﻒ ﻋﺎم ٩١٠٢ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻗﺪ ﺳﻤﻊ ﺑﻌﺪ ﺑـ »ﻛﻮروﻧﺎ«، ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺼﻴﻒ ﻋﺎم ٠٢٠٢ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎن اﻷوروﺑﻴﻮن ﻳﺘﻨﻘﻠﻮن ﺑـﺤـﺬر ﺷـﺪﻳـﺪ ﻋﺒﺮ اﻟــﺤــﺪود آﻣـﻠـﲔ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻗﺮﻳﺒﺔ ﻟﻠﻮﺑﺎء.
وﻓــــﻲ ﻟــﻘــﺎء ﺧــــﺎص ﻧــﻬــﺎﻳــﺔ اﻷﺳـــﺒـــﻮع اﻟــﻔــﺎﺋــﺖ ﻣﻊ ﻣﺪﻳﺮ اﳌﻌﻬﺪ اﻟﻌﺎﳌﻲ ﻟﻠﺼﺤﺔ اﻟﺘﺎﺑﻊ ﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﺟـﻨـﻴـﻒ، ﻗـــﺎل ﺧـﺒـﻴـﺮ اﻟــﻮﺑــﺎﺋــﻴــﺎت أﻧــﻄــﻮان ﻓـﻼﻫـﻮ، »ﻻ أﻋﺘﻘﺪ أن اﻟﻮﺿﻊ اﻟﺮاﻫﻦ ﻫﻮ ﻋﻮدة إﻟﻰ ﻧﻘﻄﺔ اﻟــﺒــﺪاﻳــﺔ. ﻛــﻞ اﻟــﺬﻳــﻦ ﺗـﻠـﻘـﻮا اﻟــﺠــﺮﻋــﺎت اﻟـﻜـﺎﻣـﻠـﺔ ﻣﻦ اﻟـﻠـﻘـﺎح ﺑﻮﺳﻌﻬﻢ ﺗﻤﻀﻴﺔ اﻟﻌﻄﻠﺔ اﻟﺼﻴﻔﻴﺔ ﻓﻲ ﻇﺮوف ﻣﺸﺎﺑﻬﺔ ﺟﺪﴽ ﳌﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﺒﻞ اﻟﺠﺎﺋﺤﺔ«.
ﻟﻜﻦ اﻟـﻮاﻗــﻊ اﻟــﺬي ﺗﻌﻴﺸﻪ أوروﺑـــﺎ ﻓـﻲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺮاﻫﻦ ﻳﻨﺎﻗﺾ ﻣﺎ ﺗﺬﻫﺐ إﻟﻴﻪ اﻷوﺳــﺎط اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻓــﻲ ﺗـﺄﻛـﻴـﺪاﺗـﻬـﺎ، وﻳــﻘــﻮض اﻟـﺴـﻴـﻨـﺎرﻳـﻮﻫـﺎت اﻟﺘﻲ وﺿﻌﺘﻬﺎ اﻟـﺤـﻜـﻮﻣـﺎت اﻷوروﺑـــﻴـــﺔ ﳌﻌﺮﻛﺘﻬﺎ ﺿﺪ اﻟﻮﺑﺎء واﺳﺘﺌﻨﺎف دورة اﻟﺤﻴﺎة اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ.
وﺑــﻌــﺪ ﺷـﻬـﺮﻳـﻦ ﻣــﻦ ﻣــﺒــﺎﺷــﺮة ﺑــﻠــﺪان اﻻﺗــﺤــﺎد اﻷوروﺑﻲ ﺑﺮﻓﻊ اﻟﻘﻴﻮد وإﻟﻐﺎء اﻟﺘﺪاﺑﻴﺮ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻔﺮوﺿﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻨﻘﻞ واﻟﺘﺠﻤﻌﺎت، وﺑﻌﺪ أن ﺑﺪأت ﻣﺤﺮﻛﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎد ﺗﻌﻤﻞ ﺑﻜﺎﻣﻞ ﻃﺎﻗﺘﻬﺎ، وﺑﻌﺪ أن ﻧــﺰع اﳌــﻼﻳــﲔ اﻟـﻜـﻤـﺎﻣـﺎت اﻟـﻮاﻗـﻴـﺔ ﻋــﻦ اﻟــﻮﺟــﻮه، ﻋـــﺎدت اﻟــﻘــﻴــﻮد واﻟــﺘــﺪاﺑــﻴــﺮ اﻟــﺼــﺎرﻣــﺔ إﻟـــﻰ واﺟـﻬـﺔ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ﻓـﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣـﻦ اﻟﺒﻠﺪان اﻷوروﺑـﻴـﺔ أﻣـــﺎم اﻻرﺗــﻔــﺎع اﻟـﺴـﺮﻳـﻊ ﻓــﻲ ﻋــﺪد اﻹﺻــﺎﺑــﺎت اﻟﺘﻲ ﺳﺠﻠﺖ ﻓـﻲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣـﻴـﺎن أرﻗـﺎﻣـﴼ ﻏﻴﺮ ﻣﺴﺒﻮﻗﺔ ﻓﻲ ذروة اﳌﺮﺣﻠﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﻦ اﻟﺠﺎﺋﺤﺔ. وﺑﻌﺪ أن ﻛﺎن اﳌﺘﻮﺳﻂ اﻟﻴﻮﻣﻲ ﻟﻺﺻﺎﺑﺎت ﻳــﺮاوح ﻋﻨﺪ ٨٣ أﻟﻔﴼ ﻣﻨﺬ ﺷﻬﺮ، ارﺗﻔﻊ اﻵن إﻟﻰ ٠٦١ أﻟﻔﴼ وﻓﻘﴼ ﻟﺒﻴﺎﻧﺎت اﳌـــﺮﻛـــﺰ اﻷوروﺑــــــــﻲ ﳌــﻜــﺎﻓــﺤــﺔ اﻷﻣـــــــﺮاض اﻟــﺴــﺎرﻳــﺔ واﻟﻮﻗﺎﻳﺔ ﻣﻨﻬﺎ.
وﻛﻌﺎدﺗﻬﺎ ﻣﻨﺬ ﺑـﺪاﻳـﺔ اﻟﺠﺎﺋﺤﺔ، اﺳﺘﺠﺎﺑﺖ اﻟـــــــﺪول اﻷوروﺑـــــﻴـــــﺔ ﻟـــﻬـــﺬه اﳌـــﻮﺟـــﺔ اﻟـــﺠـــﺪﻳـــﺪة ﻣـﻦ ﻏـﻴـﺮ ﺗﻨﺴﻴﻖ وﺑـﺘـﺒـﺎﻳـﻦ ﻓــﻲ اﻟـﺘـﺪاﺑـﻴـﺮ اﻟـﺘـﻲ ﻋــﺎدت وﻓﺮﺿﺘﻬﺎ. ﻓﺎﻟﺒﻌﺾ ﻓﺮض ﺣﻈﺮ اﻟﺘﺠﻮل اﻟﻠﻴﻠﻲ، واﻟﺒﻌﺾ اﻵﺧــﺮ ﻗــﺮر إﻗـﻔـﺎل أﻣـﺎﻛـﻦ اﻟﻠﻬﻮ وﻣـﺮاﻛـﺰ اﻟﺘﺮﻓﻴﻪ اﻟﻠﻴﻠﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﻮﻟﺖ إﻟﻰ رﻣﺰ ﻟﻠﺤﺮﻳﺔ اﳌﺴﺘﻌﺎدة ﻣـﻦ اﻟــﻮﺑــﺎء. وآﺧـــﺮون ﻋــﺎدوا وﻓﺮﺿﻮا اﺳﺘﺨﺪام اﻟﻜﻤﺎﻣﺎت اﻟﻮاﻗﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻬﻮاء اﻟﻄﻠﻖ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﳌﻨﺎﻃﻖ اﻟﺘﻲ ﻳﻮﺟﺪ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻔﻴﺮوس ﺑﻜﺜﺎﻓﺔ، ﻧﺎﻫﻴﻚ ﻋﻦ اﻟﻘﻴﻮد ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻔﺮ داﺧﻞ اﻻﺗﺤﺎد ﻣﺜﻞ ﺷـــﻬـــﺎدة اﻟـﺘـﻠـﻘـﻴـﺢ اﻹﻟـــﺰاﻣـــﻴـــﺔ اﻟــﺘــﻲ ﻗــــﺮرت ﻓـﺮﻧـﺴـﺎ ﻓﺮﺿﻬﺎ ﻋﻠﻰ أﻓﺮاد اﻟﻄﻮاﻗﻢ اﻟﺼﺤﻴﺔ ﺗﺤﺖ ﻃﺎﺋﻞ ﻣﻨﻌﻬﻢ ﻣﻦ ﻣﺰاوﻟﺔ اﳌﻬﻨﺔ وﺗﺠﻤﻴﺪ رواﺗﺒﻬﻢ.
ﻳﻘﻮل ﻓﺮﻧﺴﻮا ﻫﺎﻳﺴﺒﻮرغ ﻣﺪﻳﺮ ﻣﺨﺘﺒﺮ اﻷﻓﻜﺎر اﻟﺘﺎﺑﻊ ﻟﻠﻤﻌﻬﺪ اﻟﺪوﻟﻲ ﻟﻠﺪراﺳﺎت اﻻﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ ﻓﻲ ﺑﺮوﻛﺴﻞ، »ﻃﺎﳌﺎ أن اﻟﻔﻴﺮوس ﻣﺎ زال ﺣﻴﴼ ﺳﻴﻮاﺻﻞ اﻟﺘﻜﻴﻒ وﻳﺴﻌﻰ ﺑﻜﻞ اﻟﻄﺮق واﻻﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺎت إﻟﻰ اﻟﺒﻘﺎء«. واﻷوروﺑﻴﻮن أﻳﻀﴼ ﻳﺒﺤﺜﻮن ﻣﻦ ﺟﻬﺘﻬﻢ ﻋﻦ اﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ ﻣﻮﺣﺪة ﳌﻮاﺟﻬﺔ اﻟﻔﻴﺮوس، ﻟﻜﻨﻬﻢ ﺣﺘﻰ اﻵن ﻟﻢ ﻳﺠﺪوﻫﺎ ﻷن اﻟﺼﻼﺣﻴﺎت اﻟﺼﺤﻴﺔ ﻟﻼﺗﺤﺎد ﻣـﺤـﺪودة ﺟــﺪﴽ، وﻫـﻲ ﻓـﻲ ﻳـﺪ اﻟﺤﻜﻮﻣﺎت اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ وأﺣﻴﺎﻧﴼ اﻟﺤﻜﻮﻣﺎت اﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ أو اﳌﺤﻠﻴﺔ.
أوﺿــــﺢ اﻟــﺸــﻮاﻫــﺪ ﻋــﻠــﻰ ﻗــﻮﻣــﻴــﺔ اﻻﺳــﺘــﺠــﺎﺑــﺔ اﻷوروﺑــــﻴــــﺔ ﻟــﻠــﺠــﺎﺋــﺤــﺔ ﻧــﺠــﺪﻫــﺎ ﻓـــﻲ ﻓــﺮﻧــﺴــﺎ رﻣــﺰ اﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ اﳌﺮﻛﺰﻳﺔ واﻟﺮﺋﺎﺳﻴﺔ، ﺣﻴﺚ ﺧﺼﺺ رﺋﻴﺲ اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ إﻳـﻤـﺎﻧـﻮﻳـﻞ ﻣــﺎﻛــﺮون، ﺧﻄﺎﺑﻪ اﳌﺘﻠﻔﺰ إﻟــﻰ ﻣﻮاﻃﻨﻴﻪ ﻣــﺆﺧــﺮﴽ ﻟﺘﺪاﺑﻴﺮ ﺣﻜﻮﻣﺘﻪ اﻟﺮاﻣﻴﺔ إﻟـــﻰ ﺗــﺴــﺮﻳــﻊ وﺗـــﻴـــﺮة اﻟــﺘــﻠــﻘــﻴــﺢ، وﻟــﻴــﺲ ﻟـﺒـﺮﻧـﺎﻣـﺞ اﻹﺻﻼﺣﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﻟﻬﺎدﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﻨﻬﻮض ﻣﻦ اﻟﺠﺎﺋﺤﺔ ﻛﻤﺎ ﻛﺎن ﻣﻘﺮرﴽ ﻗﺒﻞ ﻇﻬﻮر ﻣﺘﺤﻮر »دﻟﺘﺎ« ﺑﻘﻮة ﻓﻲ اﳌﺸﻬﺪ اﻟﻮﺑﺎﺋﻲ. وﻣﻦ ﺑﲔ اﻟﺘﺪاﺑﻴﺮ اﻟﺘﻲ أﻋﻠﻨﻬﺎ ﻣـﺎﻛـﺮون إﻟــﺰام اﻟﻄﻮاﻗﻢ اﻟﺼﺤﻴﺔ ﺑﺘﻨﺎول اﻟﻠﻘﺎح، ﻋﻠﻰ ﻏﺮار ﻣﺎ ﻓﻌﻠﺖ إﻳﻄﺎﻟﻴﺎ ﻣﻨﺬ أﺷﻬﺮ، ﻟﻜﻦ ﺑﻌﻜﺲ أﳌﺎﻧﻴﺎ اﻟﺘﻲ ﺗﺮﻛﺖ ﻟﻬﻢ ﺣﺮﻳﺔ اﻻﺧﺘﻴﺎر. ﻛﻤﺎ أﻋﻠﻦ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻓﺮض ﺷﻬﺎدة اﻟﺘﻠﻘﻴﺢ أو اﻟﻔﺤﺺ اﻻﺧﺘﺒﺎري اﻟﺴﻠﺒﻲ ﻛﺸﺮط ﻟﻠﺪﺧﻮل إﻟﻰ اﳌﻘﺎﻫﻲ واﳌﻄﺎﻋﻢ ودور اﻟﺴﻴﻨﻤﺎ ورﻛﻮب اﻟﻄﺎﺋﺮات أو اﻟﻘﻄﺎرات.
وﻳﺮى ﻓﻼﻫﻮ أن ﺧﻄﺎب ﻣﺎﻛﺮون ﻛﺎن ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ اﻟﺒﻮﺻﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺪد وﺟﻬﺔ اﻟﺴﻔﻴﻨﺔ، ﻻ ﻳﺴﺘﺴﻴﻐﻪ اﻟﺴﺎﻣﻌﻮن، ﻟﻜﻨﻪ ﻋﺎﻟﻲ اﻟﻔﺎﻋﻠﻴﺔ وﻳـﻌـﺎدل ﻋﻤﻠﻴﴼ إﺟﺮاء اﻹﻗﻔﺎل اﻟﻌﺎم اﻟﺬي ﻳﺴﺘﺜﻨﻰ ﻣﻨﻪ اﳌﻠﻘﺤﻮن، وﻳﻀﻴﻒ: »ﻫﺬه اﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ اﻟﻔﺮﻳﺪة ﻣﻦ ﻧﻮﻋﻬﺎ، اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﻄﺒﻖ ﺑﻌﺪ ﻓﻲ أي ﺑﻠﺪ آﺧﺮ، ﺗﻬﺪف ﻣﻦ ﺟﻬﺔ إﻟﻰ ﺗﻮﺳﻴﻊ داﺋﺮة اﻟﺘﻐﻄﻴﺔ اﻟﻠﻘﺎﺣﻴﺔ وإﻟﻰ اﻟﻌﺰل اﻟﺼﺎرم ﻣﻦ ﺟﻬﺔ أﺧـﺮى، إذ ﺗﺠﻴﺰ ﻓﻘﻂ ﳌﻦ ﻳﻮاﺟﻬﻮن ﺧﻄﺮﴽ ﺿﺌﻴﻼ ﺑﻨﻘﻞ اﻟﻔﻴﺮوس اﻟﻮﺟﻮد ﻓﻲ اﻷﻣﺎﻛﻦ اﻟﺘﻲ ﺗﺸﻜﻞ ﺑﺆرﴽ ﻣﺤﺘﻤﻠﺔ ﻟﻼﻧﺘﺸﺎر«.
وﻛـﺎن اﻟﺒﻌﺾ ﻗﺪ ﻟﺠﺄ ﻟﺘﺤﻔﻴﺰ اﻟﺸﺒﺎب ﻋﻠﻰ ﺗﻨﺎول اﻟﻠﻘﺎح ﻋﺒﺮ ﻣﻨﺤﻬﻢ ﻣﺴﺎﻋﺪات أو ﻋﻼوات ﺗﺮﻓﻴﻬﻴﺔ وﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ﺧﻼل اﻟﻌﻄﻠﺔ اﻟﺼﻴﻔﻴﺔ. وﻳﺬﻛﺮ ﻓــﻼﻫــﻮ ﺑـــﺄن ﻗــﻄــﻊ اﻟــﻄــﺮﻳــﻖ ﻧـﻬـﺎﺋـﻴـﴼ ﻋــﻠــﻰ ﺳــﺮﻳــﺎن اﻟﻔﻴﺮوس ﻳﻘﺘﻀﻲ ﺑﻠﻮغ اﻟﺘﻐﻄﻴﺔ اﻟﻠﻘﺎﺣﻴﺔ ﻧﺴﺒﺔ ٠٩ ﻓـــﻲ اﳌـــﺎﺋـــﺔ ﻣـــﻦ ﻣــﺠــﻤــﻮع اﻟـــﺴـــﻜـــﺎن، واﻻﺗـــﺤـــﺎد اﻷوروﺑﻲ ﻣﺎ زال ﻋﻨﺪ ﻣﻨﺘﺼﻒ اﻟﻄﺮﻳﻖ ﻟﺒﻠﻮغ ﻫﺬه اﻟﻨﺴﺒﺔ. ورﻏـﻢ اﳌﻈﺎﻫﺮات اﻟﺘﻲ ﺧﺮﺟﺖ اﻷﺳﺒﻮع اﳌﺎﺿﻲ ﻓﻲ اﳌﺪن اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ اﻟﻜﺒﺮى اﺣﺘﺠﺎﺟﴼ ﻋﻠﻰ ﺧﻄﺎب ﻣﺎﻛﺮون، ﻛﺎن أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ٥٫٢ ﻣﻠﻴﻮن ﻓﺮﻧﺴﻲ ﻗﺪ ﺿﺮﺑﻮا ﻣﻮﻋﺪﴽ ﻟﺘﻨﺎول اﻟﻠﻘﺎح ﻓﻲ اﻷﻳﺎم اﻟﺜﻼﺛﺔ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ. ﻟﻜﻦ ﻣﻌﻀﻠﺔ ﺗﺪاﺑﻴﺮ اﳌﻮاﺟﻬﺔ اﻷوروﺑﻴﺔ ﻣﺎ زاﻟﺖ ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ ﻋﻠﻰ ﺟﺒﻬﺎت ﻋﺪة: اﻟﻌﻮدة إﻟﻰ ﻓﺮض اﻟﻘﻴﻮد ﻛﻤﺎ ﻓﻌﻠﺖ إﺳﺒﺎﻧﻴﺎ واﻟﺒﺮﺗﻐﺎل، أم إﻟﻐﺎؤﻫﺎ ﻛﻤﺎ ﻓﻌﻠﺖ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ.