ذوﺑﺎن اﻷﻧﻬﺮ اﻟﺠﻠﻴﺪﻳﺔ ﻓﻲ اﻷﻟﺐ اﻟﺴﻮﻳﺴﺮﻳﺔ ﻳﺸﻜﻞ أﻟﻒ ﺑﺤﻴﺮة
أﻋﺎد اﻟﺘﻐﻴﺮ اﳌﻨﺎﺧﻲ رﺳﻢ ﻣﻼﻣﺢ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻷﻟﺐ اﻟﺴﻮﻳﺴﺮﻳﺔ ﻓﻲ أﻗﻞ ﻣﻦ ﻗﺮﻧﲔ ﻣﻦ اﻟﺰﻣﻦ، ﻣﺘﺴﺒﺒﺎ ﺑﺬوﺑﺎن ﺷﺪﻳﺪ ﻟﻸﻧﻬﺮ اﻟﺠﻠﻴﺪﻳﺔ وﻣﺴﺘﻮﻟﺪا أﻛﺜﺮ ﻣﻦ أﻟﻒ ﺑﺤﻴﺮة ﺟﺪﻳﺪة. وﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ ﻛﺸﻔﺖ ﺟﺮدة ﺷﺎﻣﻠﺔ ﺟﺪﻳﺪة ﻟﻠﺒﺤﻴﺮات اﻟﺠﻠﻴﺪﻳﺔ اﻟﺴﻮﻳﺴﺮﻳﺔ أﻧــــﻪ »ﻣـــﻨـــﺬ ﻧــﻬــﺎﻳــﺔ اﻟــﻌــﺼــﺮ اﻟــﺠــﻠــﻴــﺪي اﻟـﺼـﻐـﻴـﺮ ﻗــﺮاﺑــﺔ اﻟــﻌــﺎم ٠٥٨١، أﺑــﺼــﺮت ﻧﺤﻮ ٠٠٢١ ﺑﺤﻴﺮة ﺟﺪﻳﺪة اﻟﻨﻮر ﻓﻲ اﳌﻨﺎﻃﻖ اﻟﺠﻠﻴﺪﻳﺔ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻓﻲ اﻷﻟـــﺐ اﻟـﺴـﻮﻳـﺴـﺮﻳـﺔ. وﻻ ﺗـــﺰال أﻟــﻒ ﺑـﺤـﻴـﺮة ﻣﻨﻬﺎ ﻣﻮﺟﻮدة ﺣﺘﻰ اﻟﻴﻮم«. وﻗﺪ أﺟﺮﻳﺖ ﻫﺬه اﻟﺪراﺳﺔ ﺑــﺎﻟــﺘــﻌــﺎون ﺑــﲔ اﳌــﻌــﻬــﺪ اﻟــﻔــﻴــﺪراﻟــﻲ اﻟـﺴـﻮﻳـﺴـﺮي ﻟﻠﻌﻠﻮم واﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎت اﳌﺎﺋﻴﺔ وﺟﺎﻣﻌﺔ زﻳﻮرﻳﺦ واﳌﻜﺘﺐ اﻟﻔﻴﺪراﻟﻲ ﻟﻠﺒﻴﺌﺔ، ﺣﺴﺐ وﻛﺎﻟﺔ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ. وﻋـﻨـﺪﻣـﺎ ﻳﻨﺤﺴﺮ اﻟـﻐـﻄـﺎء اﻟﺠﻠﻴﺪي، ﻳــﺨــﻠــﻒ ﻣــﻨــﺨــﻔــﻀــﺎت وﺳـــــــﺪودا ﻃــﺒــﻴــﻌــﻴــﺔ، وﻫــﻲ
أﺣﻮاض ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻤﻠﺆﻫﺎ اﳌﻴﺎه اﳌﺘﺄﺗﻴﺔ ﻣﻦ ذوﺑﺎن اﻟﺠﻠﻴﺪ ﺗﺸﻜﻞ ﺑﺤﻴﺮات ﺟﺪﻳﺪة.
وﻗﺎل داﻧﻴﻴﻞ أودرﻣﺎت، اﳌﺴﺆول ﻋﻦ ﺗﻘﻨﻴﺎت اﻻﺳﺘﺸﻌﺎر ﻋﻦ ﺑﻌﺪ ﻓﻲ اﳌﻌﻬﺪ اﻟﺴﻮﻳﺴﺮي، ﻓﻲ ﺑﻴﺎن ﻳﻘﺪم ﻫﺬه اﻟﺪراﺳﺔ »ﻓﻮﺟﺌﻨﺎ ﺑﻌﺪدﻫﺎ اﻟﻜﺒﻴﺮ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ وﺑﺴﺮﻋﺔ ﺗﺸﻜﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ أﺧﺮى«.
وأﻗﺮ اﻟﺒﺎﺣﺚ »ﻓﻲ ﺑﺎدئ اﻷﻣﺮ، ﺗﻮﻗﻌﻨﺎ ﻧﺤﻮ ﺑﻀﻊ ﻣﺌﺎت ﻣﻦ اﻟﺒﺤﻴﺮات اﻟﺠﻠﻴﺪﻳﺔ«، ﻣﻀﻴﻔﺎ أن »٠٨١ ﺑﺤﻴﺮة أﺑﺼﺮت اﻟﻨﻮر ﺧـﻼل اﻟﻌﻘﺪ اﻷﺧﻴﺮ وﺣــــﺪه«. وأﺷــــﺎر أودرﻣـــــﺎت إﻟـــﻰ أن ﻫـــﺬه اﻟــﺠــﺮدة ﺗﺸﻜﻞ »اﻧﻄﻼﻗﺔ راﺋﻌﺔ ﳌﺮاﻗﺒﺔ أﺛﺮ اﻟﺘﻐﻴﺮ اﳌﻨﺎﺧﻲ ﻋﻠﻰ اﻷﻧــﻬــﺮ اﻟﺠﻠﻴﺪﻳﺔ وﺗﺤﻠﻴﻠﻪ«. وﻛـﻤـﺎ اﻟﺤﺎل ﻓﻲ ﺑﻘﻴﺔ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻷﻟـﺐ، ﻓﺈن اﻷﻧﻬﺮ اﻟﺠﻠﻴﺪﻳﺔ ﻓﻲ ﺳﻮﻳﺴﺮا آﺧﺬة ﻓﻲ اﻟﺬوﺑﺎن. وﻫﻲ ﺧﺴﺮت ﺧﻼل اﻟــﻌــﺎم اﳌــﺎﺿــﻲ ﻻ ﻏـﻴـﺮ ٢ ﻓــﻲ اﳌــﺎﺋــﺔ ﻣــﻦ ﺣﺠﻤﻬﺎ، ﺑﺤﺴﺐ اﻟﺪراﺳﺔ اﻟﺴﻨﻮﻳﺔ اﻟﺼﺎدرة ﻋﻦ اﻷﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ اﻟﺴﻮﻳﺴﺮﻳﺔ ﻟﻠﻌﻠﻮم.
وﺣـﺘـﻰ ﻟـﻮ ﺗـﻢ اﻟﺘﻘﻴﺪ ﺑﺒﻨﻮد اﺗـﻔـﺎق ﺑﺎرﻳﺲ اﳌﻨﺎﺧﻲ ﻟﺤﺼﺮ اﺣﺘﺮار اﻟﻜﻮﻛﺐ ﺑﺄﻗﻞ ﻣﻦ درﺟﺘﲔ ﻣﺌﻮﻳﺘﲔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻊ ﻣﻌﺪﻻت اﻟﺤﺮارة ﻗﺒﻞ اﻟﺜﻮرة اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ، ﻓﺈن ﺛﻠﺜﻲ اﻷﻧﻬﺮ اﻟﺠﻠﻴﺪﻳﺔ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻷﻟــﺐ ﺳﺘﻜﻮن ﻗـﺪ اﻧــﺪﺛــﺮت، وﻓــﻖ دراﺳــﺔ أﺟﺮﺗﻬﺎ اﳌــﺪرﺳــﺔ اﻟﺘﻘﻨﻴﺔ اﻟـﻔـﻴـﺪراﻟـﻴـﺔ ﻓــﻲ زﻳــﻮرﻳــﺦ ﺳﻨﺔ ٩١٠٢. واﻋﺘﺒﺮ اﻟﺒﺎﺣﺜﻮن أﻧـﻪ »دﻟـﻴـﻞ ﻣﺮﺋﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻐﻴﺮ اﳌﻨﺎﺧﻲ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻷﻟﺐ«، ﻓﻤﺎ ﺑﲔ ٦٠٠٢ و٦١٠٢ اﺷﺘﺪت ﺳﺮﻋﺔ ﺗﺸﻜﻞ اﻟﺒﺤﻴﺮات اﻟﺠﻠﻴﺪﻳﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة ﺑﺼﻮرة ﻣﻠﺤﻮﻇﺔ. وﻓﻲ اﳌﻌﺪل، ﺗﺸﻜﻠﺖ ٨١ ﺑـﺤـﻴـﺮة ﺟــﺪﻳــﺪة ﻛــﻞ ﺳـﻨـﺔ وﺗـﻮﺳـﻌـﺖ اﳌﻨﻄﻘﺔ اﳌــﺎﺋــﻴــﺔ ﺑــﺄﻛــﺜــﺮ ﻣـــﻦ ٠٠٤ ﻣــﺘــﺮ ﻣـــﺮﺑـــﻊ ﻓـــﻲ اﻟـﺴـﻨـﺔ اﻟـﻮاﺣـﺪة. وﻓـﻲ اﻟﻌﺎم ٦١٠٢، ﻛـﺎن أﻛﺒﺮ ﻧﻬﺮ ﻳﻤﺘﺪ ﻋﻠﻰ ٠٤ ﻫﻜﺘﺎرﴽ ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ أﻏﻠﺒﻴﺔ ﻛﺘﻞ اﳌﻴﺎه ﺗﺘﺨﻄﻰ اﻟﻬﻜﺘﺎر. وﻗﺪ ﺗﺴﻨﻰ إﺟﺮاء ﻫﺬه اﻟﺠﺮدة اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ﺑﻔﻀﻞ ﻣﻌﻄﻴﺎت ﻣﺠﻤﻌﺔ ﻣﻨﺬ ﻣﻨﺘﺼﻒ اﻟﻘﺮن اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ.