ﺣﺴﺎﺳﻴﺔ اﻟﻄﻌﺎم واﻟﺘﻨﻤﺮ
اﻷﻃﻔﺎل اﳌﺼﺎﺑﻮن ﺑﻬﺎ ﻳﻜﻮﻧﻮن اﻷﻛﺜﺮ ﺗﻌﺮﺿﴼ ﻟﻪ
ﻛﺸﻔﺖ دراﺳﺔ أﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﺣﺪﻳﺜﺔ ﻋﻦ اﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ أن ﻳﻜﻮن اﻷﻃﻔﺎل اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﺎﻧﻮن ﻣﻦ ﺣﺴﺎﺳﻴﺔ اﻟﻄﻌﺎم (Food Allergies) أﻛﺜﺮ ﻋﺮﺿﺔ ﻟﻠﺘﻨﻤﺮ ﻋـﻦ ﻏﻴﺮﻫﻢ ﻣـﻦ اﻷﻗـــﺮان. ورﺑـﻤـﺎ ﻳـﻌـﻮد ذﻟــﻚ إﻟﻰ اﻟﻌﺎدات اﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ واﻷﻃﻌﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺗﺠﻨﺒﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﻻ ﺗﺘﺴﺒﺐ ﻓﻲ إﺻﺎﺑﺘﻬﻢ ﺑــﺎﻟــﺤــﺴــﺎﺳــﻴــﺔ، اﻟــﺘــﻲ ﻳـﻤـﻜـﻦ أن ﺗــﻜــﻮن ﺧـﻄـﻴـﺮة وﻣﻬﺪدة ﻟﻠﺤﻴﺎة ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﻴﺎن.
اﻟــﺤــﻘــﻴــﻘــﺔ أن اﻟــﺘــﻨــﻤــﺮ ﻳـــﺰﻳـــﺪ ﻣـــﻦ اﻟـﻀـﻐـﻂ اﻟﻨﻔﺴﻲ اﳌــﻮﺟــﻮد ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻟــﺪى ﻫــﺆﻻء اﻷﻃـﻔـﺎل واﳌﺮاﻫﻘﲔ، ﻷن اﻟﺤﺴﺎﺳﻴﺔ ﺗﺸﻌﺮﻫﻢ ﺑﺎﻻﺧﺘﻼف ﻋﻦ اﻵﺧﺮﻳﻦ أﻛﺜﺮ، وﻫﻮ اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﻳﺪﻓﻊ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻨﻬﻢ إﻟﻰ اﻹﻗﺪام ﻋﻠﻰ ﺗﻨﺎول ﺗﻠﻚ اﻷﻃﻌﻤﺔ، ﺧﻮﻓﴼ ﻣﻦ اﻟﺮﻓﺾ اﳌﺠﺘﻤﻌﻲ واﻟﺴﺨﺮﻳﺔ ﻣﻤﺎ ﻳﻌﺮﺿﻬﻢ ﻟﻸﺧﻄﺎر اﻟﺼﺤﻴﺔ.
ﺗﺒﻌﴼ ﻟـﻸﻛـﺎدﻳـﻤـﻴـﺔ اﻷﻣـﻴـﺮﻛـﻴـﺔ American) ،(Academy of Allergy ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﺤﺪث اﻟﺘﻔﺎﻋﻞ اﳌﻨﺎﻋﻲ أو )اﻟﺤﺴﺎﺳﻴﺔ( ﻛﺎﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻣﻦ اﻟﺠﺴﻢ ﻷى ﻣﺎدة ﻣﺴﺒﺒﺔ ﻟﻠﺤﺴﺎﺳﻴﺔ .(allergen) وﻫﺬه اﳌــﺎدة ﻟﻴﺴﺖ ﺑـﺎﻟـﻀـﺮورة ﺿــﺎرة، ﻟﻜﻦ ﺗﺄﺛﻴﺮﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺷﺨﺺ ﻣﻌﲔ ﻫﻮ اﻟﻀﺎر. وﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﻜﻮن ﻣﺎدة ﻛﻴﻤﻴﺎﺋﻴﺔ ﻣﺜﻞ اﻟﺮواﺋﺢ اﻟﻨﻔﺎذة، أو ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻠﺘﻌﺮض ﻟﻨﺒﺎﺗﺎت ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻣﺜﻞ ﺣـﺒـﻮب اﻟﻠﻘﺎح أﺛﻨﺎء ﺗﻐﻴﻴﺮ اﻟﻔﺼﻮل، أو ﺗﻜﻮن ﻃﻌﺎﻣﴼ ﻣﻌﻴﻨﴼ ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﺗﻢ ﺗﻨﺎوﻟﻪ ﺑﻘﺪر ﺑﺴﻴﻂ، أو ﺣﺘﻰ ﺑﻌﺾ اﻷﻧﻮاع ﻣﻦ اﳌﻼﺑﺲ.
وﻋﻨﺪ اﻟﺘﻌﺮض ﻟﻬﺬه اﳌــﻮاد ﻳﻘﻮم اﻟﺠﺴﻢ ﺑـﺈﻓـﺮاز ﻣــﻮاد ﻣﻌﻴﻨﺔ ﳌﻘﺎوﻣﺔ اﻟـﻐـﺰو اﻟﺨﺎرﺟﻲ، ﻣﺎ ﻳﺆدي إﻟﻰ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﻦ اﻷﻋﺮاض ﻣﺜﻞ اﻟﺤﻜﺔ اﻟﺠﻠﺪﻳﺔ واﺣــﻤــﺮار اﻟـﻌـﲔ واﻟـﻌـﻄـﺲ واﻟـﺴـﻌـﺎل، وﻓﻲ أﺣﻴﺎن ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻳﺼﻞ اﻷﻣﺮ إﻟﻰ اﻟﺪﺧﻮل ﻟﻐﺮﻓﺔ اﻟﻄﻮارئ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺣﺪوث ﺻﺪﻣﺔ .(anaphylaxis)
اﻟﺪراﺳﺔ اﻟﺘﻲ ﻗﺎم ﺑﻬﺎ أﻃﺒﺎء ﻣﻦ ﻗﺴﻢ اﳌﻨﺎﻋﺔ ﻓـــﻲ اﳌـﺴـﺘـﺸـﻔـﻰ اﻟــﻮﻃــﻨــﻲ ﻓـــﻲ وﻻﻳــــﺔ واﺷــﻨــﻄــﻦ اﻷﻣــﻴــﺮﻛــﻴــﺔ، وﻧــﺸــﺮت ﻓــﻲ ﻣـﻄـﻠـﻊ ﺷــﻬــﺮ أﻛـﺘـﻮﺑـﺮ )ﺗـﺸـﺮﻳـﻦ اﻷول( ﻣــﻦ اﻟــﻌــﺎم اﻟــﺤــﺎﻟــﻲ، ﻓــﻲ ﻣﺠﻠﺔ »ﻋﻠﻢ ﻧﻔﺲ اﻷﻃﻔﺎل« the Journal of Pediatric) (Psychology أﺟﺮﻳﺖ ﻋﻠﻰ ١٢١ ﻃﻔﻼ ﻳﻌﺎﻧﻮن ﻣﻦ ﺣﺴﺎﺳﻴﺔ اﻟﻄﻌﺎم. وأوﺿـﺢ ١٣ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻣﻨﻬﻢ أﻧﻬﻢ ﺗﻌﺮﺿﻮا ﻟﻠﺘﻨﻤﺮ ﺑﺴﺒﺐ اﻟﻄﻌﺎم ﺑﺸﻜﻞ أو ﺑـﺂﺧـﺮ، ورﻏــﻢ ﻫــﺬه اﻟﻨﺴﺒﺔ اﻟﻜﺒﻴﺮة اﻟﺘﻲ ﺗﺼﻞ إﻟــﻰ ﺛﻠﺚ اﻟﻌﻴﻨﺔ، إﻻ أن ٢١ ﻓـﻲ اﳌـﺎﺋـﺔ ﻓﻘﻂ ﻣﻦ اﻵﺑـﺎء ﻛﺎﻧﻮا ﻋﻠﻰ دراﻳـﺔ ﺑﺘﻌﺮض أﺑﻨﺎﺋﻬﻢ ﻟﺘﻠﻚ اﳌﻀﺎﻳﻘﺎت. وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻔﺴﺮ ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ أن اﻵﺑﺎء ﻓﻲ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻷﺣﻴﺎن ﻻ ﻳﺪرﻛﻮن ﺣﺠﻢ اﻟﻀﻐﻮط اﻟـﻨـﻔـﺴـﻴـﺔ ﻋــﻠــﻰ أﻃــﻔــﺎﻟــﻬــﻢ اﻟــﺘــﻲ ﺗــﺠــﺒــﺮﻫــﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎودة ﺗﻨﺎول ﻣﺄﻛﻮﻻت ﺿﺎرة ﺑﺼﺤﺘﻬﻢ ﻣﻬﻤﺎ ﺗﻢ ﻧﺼﺤﻬﻢ.
ﻛﺎﻧﺖ أﻋﻤﺎر اﻷﻃﻔﺎل ﺗﺘﺮاوح ﺑﲔ اﻟﺘﺎﺳﻌﺔ واﻟــﺨــﺎﻣــﺴــﺔ ﻋـــﺸـــﺮة، وﻛـــــﺎن ﻛـــﻞ ﻣــﻨــﻬــﻢ ﻳـﻌـﺎﻧـﻲ ﻣــﻦ اﻟﺤﺴﺎﺳﻴﺔ ﻣــﻦ ﻧــﻮع أو أﻛـﺜـﺮ ﻣــﻦ اﻷﻃﻌﻤﺔ اﻟﺸﻬﻴﺮة ﺑﺤﺴﺎﺳﻴﺔ اﻟﻄﻌﺎم )اﻟﻔﻮل اﻟﺴﻮداﻧﻲ واﳌﻜﺴﺮات وﻟﱭ اﻷﺑﻘﺎر واﻟﺒﻴﺾ واﻟﻘﻤﺢ وﻓﻮل اﻟﺼﻮﻳﺎ واﳌﺤﺎر واﻷﺳﻤﺎك(.
وﺣﻴﻨﻤﺎ ﺗﻢ ﺳﺆال اﻷﻃﻔﺎل إذا ﻛﺎﻧﻮا ﺗﻌﺮﺿﻮا ﳌﻀﺎﻳﻘﺎت ﺑﺴﺒﺐ اﻟﻄﻌﺎم ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺒﺎﺷﺮ، وﻃﻠﺐ ﻣﻨﻬﻢ اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻓﻘﻂ ﺑـ»ﻧﻌﻢ« أو »ﻻ«، أﺟﺎب ٧١ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻓﻘﻂ ﺑﻨﻌﻢ. وﻟﻜﻦ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺗﻢ ﺳﺆاﻟﻬﻢ ﺑﺸﻜﻞ ﺗﻔﺼﻴﻠﻲ ﻋﻤﺎ إذا ﻛﺎن ﻗﺪ ﺗﻢ اﺳﺘﺒﻌﺎدﻫﻢ ﻣﻦ أي ﻧﺸﺎط ﻣﻌﲔ ﺑﺴﺒﺐ اﻟﻄﻌﺎم ﻣﺜﻞ اﻟﺬﻫﺎب إﻟﻰ أﺣﺪ اﳌﻄﺎﻋﻢ، أو اﺣﺘﻔﺎل ﻓﻲ اﻟﻨﺎدي، وﻛﺬﻟﻚ إذا ﻛﺎن ﺗﻢ ﺗﻬﺪﻳﺪﻫﻢ ﺑﺸﻜﻞ ﺟـﺪي أو ﻫﺰﻟﻲ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام اﻷﻃﻌﻤﺔ اﳌﺴﺒﺒﺔ ﻟﻠﺤﺴﺎﺳﻴﺔ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﻓﻲ ﻃﻌﺎﻣﻬﻢ، أو إرﻏﺎﻣﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﺎوﻟﻬﺎ، أو ﻗﺬﻓﻬﻢ ﺑﻬﺎ، ارﺗﻔﻌﺖ اﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺘﺼﻞ إﻟﻰ ١٣ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ.
ﻣﻦ اﻟﻨﺴﺒﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺮﺿﺖ ﻟﻠﺘﻨﻤﺮ، أوﺿﺢ ٦٦ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻣﻨﻬﻢ أن اﳌﻀﺎﻳﻘﺎت ﺷﻤﻠﺖ اﻟﺴﺨﺮﻳﺔ اﻟﻠﻔﻈﻴﺔ، وﺗﻌﺮﺿﻬﻢ ﻟﻠﻨﻘﺪ وﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻣﻀﺎﻳﻘﺘﻬﻢ ﻋـــﻦ ﻃــﺮﻳــﻖ ﺗـــﻨـــﺎول اﻷﺷـــﻴـــﺎء اﻟــﺘــﻲ ﺣـــﺮﻣـــﻮا ﻣﻦ ﺗــﻨــﺎوﻟــﻬــﺎ ﺑــﻨــﻮع ﻣــﻦ اﻟــﺘــﻈــﺎﻫــﺮ ﺑــﺎﻟــﻨــﺸــﻮة أﺛــﻨــﺎء ﺗـﻨـﺎوﻟـﻬـﺎ. وأﻋـــﺮب ﻧـﺼـﻒ ﻫـــﺆﻻء ﻋــﻦ ﺗﻌﺮﺿﻬﻢ ﳌﺤﺎوﻻت إﻟﻘﺎء اﻟﻄﻌﺎم ﻋﻠﻴﻬﻢ، ووﺿﻌﻪ ﻋﻤﺪﴽ ﻓــﻲ وﺟــﺒــﺎﺗــﻬــﻢ، أو اﻟـﺘـﻠـﻮﻳـﺢ ﺑـﺎﻟـﻄـﻌـﺎم اﳌﺴﺒﺐ ﻟﻠﺤﺴﺎﺳﻴﺔ أﻣﺎﻣﻬﻢ ﺑﻐﺮض اﻟﺴﺨﺮﻳﺔ.
وأوﺿـــﺢ اﻟـﺒـﺎﺣـﺜـﻮن أﻧــﻪ ﻓــﻲ ﺣــﺎل ﺗﻌﺮض اﳌـﺮاﻫـﻖ ﻟﻠﺘﻬﺪﻳﺪ ﻓـﻲ اﳌــﺪرﺳــﺔ، ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻜﻮن أﻗﻞ ﻋﺮﺿﺔ ﻹﺧﺒﺎر اﻵﺧﺮﻳﻦ ﻋﻦ اﻟﺤﺴﺎﺳﻴﺔ اﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ ﻟـــﺪﻳـــﻪ، ﻣــﻤــﺎ ﻳــﺠــﻌــﻞ اﳌــــﺪرﺳــــﺔ ﺑــﻴــﺌــﺔ ﻏــﻴــﺮ آﻣــﻨــﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟــﻪ، ورﺑـﻤـﺎ ﻳﻤﺘﻨﻊ ﻋـﻦ ﺗـﻨـﺎول اﻟﻄﻌﺎم ﻧﻬﺎﺋﻴﴼ ﺧﺎرج اﳌﻨﺰل.
ﻧﺼﺤﺖ اﻟﺪراﺳﺔ اﻵﺑﺎء ﺑﻀﺮورة ﻣﺤﺎورة أﻃﻔﺎﻟﻬﻢ ﺑﺸﺄن ﺗﺠﺎرﺑﻬﻢ ﻣﻊ أﻗﺮاﻧﻬﻢ ﻓﻲ اﳌﺪرﺳﺔ، ﺧﺼﻮﺻﴼ ﻓـﻲ اﳌــﻮاﻗــﻒ اﻟـﺘـﻲ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻟﻄﻌﺎم، ﺳـــﻮاء داﺧـــﻞ اﳌــﺪرﺳــﺔ أو ﺧــﺎرﺟــﻬــﺎ، وﻳــﺠــﺐ أن ﻳــﻜــﻮن ﻫــﻨــﺎك ﺣـــﻮار ﺑــﲔ اﻵﺑــــﺎء وأﻃــﻔــﺎﻟــﻬــﻢ، وﻻ ﻳــﻜــﺘــﻔــﻮن ﺑــﻤــﺠــﺮد اﻟــــﺴــــﺆال اﻟـــﻌـــﺎﺑـــﺮ، ﻣـــﺜـــﻞ: ﻫﻞ ﺗـﻌـﺮﺿـﺖ ﻟﻠﻤﻀﺎﻳﻘﺔ ﺑـﺴـﺒـﺐ ﺣـﺴـﺎﺳـﻴـﺘـﻚ؟ ﺑﻞ ﻳــﻔــﻀــﻞ اﻟــﺤــﺪﻳــﺚ اﻟــــــﻮدي ﺣــﺘــﻰ ﻳــﻤــﻜــﻦ ﻣـﻌـﺮﻓـﺔ اﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ اﻟﺪﻗﻴﻘﺔ، اﻟﺘﻲ رﺑﻤﺎ ﺗﻜﻮن ﻏﺎﺋﺒﺔ ﺣﺘﻰ ﻋﻦ اﳌﺮاﻫﻖ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﺸﻌﺮه ﺑﺎﻻﺧﺘﻼف واﻟﻨﺒﺬ. وﻟـــﺬﻟـــﻚ ﻓــــﺈن اﻟـــﺤـــﻮار ﻳــﺠــﻌــﻞ اﻵﺑــــــﺎء ﻳـﺘـﻔـﻬـﻤـﻮن ﺳـﺒـﺐ ﻋــﺪم اﻟــﺘــﺰام اﻟـﻄـﻔـﻞ ﺑﺘﻌﻠﻴﻤﺎت اﻟﻄﺒﻴﺐ، وﻳﺘﻌﺎﻃﻔﻮن ﻣﻌﻪ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ إﻟﻘﺎء اﻟﻠﻮم ﻋﻠﻴﻪ.
أوﺿــــﺤــــﺖ اﻟـــــﺪراﺳـــــﺔ أن اﻟــﻄــﻠــﺒــﺔ ﻣــﺮﺿــﻰ اﻟﺤﺴﺎﺳﻴﺔ ﻓـﻲ اﻷﻏـﻠـﺐ ﻳﺘﻌﺮﺿﻮن ﻟﻠﺘﻨﻤﺮ ﻣﻦ زﻣﻼﺋﻬﻢ ﻓـﻲ اﻟــﺪراﺳــﺔ، ﻟﻜﻦ ﻓـﻲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﻴﺎن ﻳﺘﻌﺮﺿﻮن ﻟﻠﺘﻨﻤﺮ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﺒﺎﻟﻐﲔ ﻣﺜﻞ اﳌﺪرﺳﲔ أو ﻋﻤﺎل اﳌﻄﺎﻋﻢ أو اﻷﻗﺎرب ﻓﻲ اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ. وﺣﺬرت ﻣـــﻦ اﻟــﺘــﻌــﺎﻣــﻞ ﻣـــﻊ اﻷﻣــــﺮ وﻛـــﺄﻧـــﻪ دﻋـــﺎﺑـــﺔ ﻣـــﻦ ﻗﺒﻞ اﻟــﺒــﻌــﺾ، ﺧــﺼــﻮﺻــﴼ أن ﻧـﺴـﺒـﺔ اﻷﻃـــﻔـــﺎل اﻟــﺬﻳــﻦ ﻳﻌﺎﻧﻮن ﻣﻦ اﻟﺤﺴﺎﺳﻴﺔ ﺣﻮاﻟﻲ ٩ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﺗﻘﺮﻳﺒﴼ ﻣﻦ أﻃﻔﺎل اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة. وﺗﻌﺪ اﻟﺤﺴﺎﺳﻴﺔ ﻣـﺸـﻜـﻠـﺔ ﺣـﻘـﻴـﻘـﻴـﺔ ﺗـﺴـﺘـﺤـﻖ اﻟــﺘــﻌــﺎﻃــﻒ، وﻟـﻴـﺲ اﻟﺴﺨﺮﻳﺔ، وﻫﻮ اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﻳﻮﺿﺢ اﻟﺤﻤﻠﺔ اﻟﺘﻲ أﻃﻠﻘﺘﻬﺎ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﻏﻴﺮ رﺑﺤﻴﺔ أﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﻣﻬﺘﻤﺔ ﺑﺄﺑﺤﺎث اﳌﻨﺎﻋﺔ ﺗﺤﺖ ﺷﻌﺎر »إﻧﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﺰﺣﺔ« (It’s Not a Joke) ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺨﻄﻮرة اﻟﺘﻨﻤﺮ.
وأوﺻــــﺖ اﻟـــﺪراﺳـــﺔ ﺑــﻀــﺮورة ﻧـﺸـﺮ اﻟـﻮﻋـﻲ اﻟﺼﺤﻲ ﺑﲔ اﳌﺮﺿﻰ واﳌﺘﻌﺎﻣﻠﲔ ﻣﻌﻬﻢ، ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﺳﻮاء، وﺗﻮﺿﻴﺢ أن أي ﻛﻤﻴﺔ ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺻﻐﻴﺮة ﻣﻦ اﻟﻄﻌﺎم اﳌﺴﺒﺐ ﻟﻠﺤﺴﺎﺳﻴﺔ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﻜﻮن ﻋﻮاﻗﺒﻬﺎ ﺳﻴﺌﺔ، وﻻ ﻳﺠﺐ اﻟﺘﻬﺎون ﻓﻲ ﺗﻨﺎوﻟﻬﺎ ﳌﺠﺮد ﻣﺴﺎﻳﺮة اﻵﺧﺮﻳﻦ. وﻳﺠﺐ أن ﻳﻘﻮم اﻷﻃﻔﺎل اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﻌﺮﺿﻮن ﻟﻠﺘﻨﻤﺮ ﺑﺈﺑﻼغ اﻵﺑﺎء أو اﳌﺸﺮﻓﲔ ﻓﻲ اﳌﺪرﺳﺔ. وﻳﺠﺐ أﻳﻀﴼ أن ﺗﻜﻮن ﻫﻨﺎك ﺟﻠﺴﺎت ﻧﻔﺴﻴﺔ ﻟﻸﻃﻔﺎل ﺿﺤﺎﻳﺎ اﻟﺘﻨﻤﺮ، وﺗﻮﺿﻴﺢ أن اﻟﺤﺴﺎﺳﻴﺔ ﻣﺮض ﻣﺜﻞ أي ﻣﺮض آﺧﺮ وﻻ داﻋﻲ ﻟﻺﺣﺴﺎس ﺑﺎﻻﺧﺘﻼف أو اﻟﺨﺠﻞ ﻣﻨﻬﺎ.