اﳌﻴﻠﻴﺸﻴﺎت ﺗﻐﻠﻖ ﻓﻲ ﺻﻨﻌﺎء ﻣﺮﻛﺰ دراﺳﺎت ﻳﺘﺒﻨﻰ اﻟﺪﻋﻮة ﻟﻠﺴﻼم
أﻏـــــــﻠـــــــﻘـــــــﺖ اﳌــــﻴــــﻠــــﻴــــﺸــــﻴــــﺎت اﻟــﺤــﻮﺛــﻴــﺔ ﻓــــﻲ ﺻــﻨــﻌــﺎء اﳌــﺮﻛــﺰ اﻟﻴﻤﻨﻲ ﻟــﻠــﺪراﺳــﺎت اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ واﺳــــﺘــــﺮاﺗــــﻴــــﺠــــﻴــــﺎت اﳌــﺴــﺘــﻘــﺒــﻞ )ﻣﻨﺎرات( واﻟﺬي ﻳﻌﻤﻞ ﻣﻨﺬ أﻛﺜﺮ ﻣـﻦ ٤١ ﺳـﻨـﺔ، وﺗـﺘـﺮﻛـﺰ أﻧﺸﻄﺘﻪ ﻓــــﻲ اﻟــــﺴــــﻨــــﻮات اﻷﺧـــــﻴـــــﺮة ﻋـﻠـﻰ دﻋــــﻮات إﺣـــﻼل اﻟــﺴــﻼم وﺗﺒﻨﻲ ﻣﺒﺎدرات ﻣﺤﻠﻴﺔ ﻟﻔﺘﺢ اﻟﻄﺮﻗﺎت اﳌـﻐـﻠـﻘـﺔ ﺑــﲔ اﳌــﺤــﺎﻓــﻈــﺎت، وﺣـﻞ ﻣــﺸــﻜــﻠــﺔ ﺗـــﻮﻗـــﻒ ﺻــــﺮف رواﺗــــﺐ اﳌﺘﻘﺎﻋﺪﻳﻦ اﳌﺪﻧﻴﲔ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺳﻴﻄﺮة اﳌﻴﻠﻴﺸﻴﺎت.
وﻓــــــﻴــــــﻤــــــﺎ ﻟـــــــــﻢ ﻳــــﺴــــﺘــــﻐــــﺮب ﻧـــﺎﺷـــﻄـــﻮن ﻓــــﻲ ﺻــﻨــﻌــﺎء إﻗـــــﺪام اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ اﻟﺤﻮﺛﻴﺔ ﻋﻠﻰ إﻏـﻼق اﳌــــــﺮﻛــــــﺰ ﻛــــﻐــــﻴــــﺮه ﻣــــــﻦ ﻋــــﺸــــﺮات ﻣﻨﻈﻤﺎت اﳌﺠﺘﻤﻊ اﳌـﺪﻧـﻲ اﻟﺘﻲ ﺻـﺎدرﺗـﻬـﺎ أو ﻗﻴﺪت ﻋﻤﻠﻬﺎ، ﻟﻢ ﺗﺘﻀﺢ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻮر اﻷﺳﺒﺎب اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻒ وراء ﻫــﺬه اﻟﺨﻄﻮة ﺳﻮى ﻗــﻮل أﺣــﺪ اﳌـﺤـﺎﻣـﲔ ﺑــﺄن اﻟــﻘــﺮار اﺗــﺨــﺬﺗــﻪ ﺷــﺨــﺼــﻴــﺔ ﻧـــﺎﻓـــﺬة ﻓﻲ ﻗﻴﺎدة اﳌﻴﻠﻴﺸﻴﺎت.
وﺑﺤﺴﺐ اﳌـﺤـﺎﻣـﻲ اﻟﻴﻤﻨﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻲ اﻟﺸﺎوش، ﻓﺈﻧﻪ ﻗﺒﻞ ﻧﺤﻮ ٠١ أﻳﺎم ﺗﻢ إﻏﻼق ﻣﻘﺮ ﻣﺮﻛﺰ ﻣﻨﺎرات اﻟﻮاﻗﻊ ﻓﻲ ﺣﻲ اﻟﺼﺎﻓﻴﺔ
أﻣــــــــــﺎم ﻣـــﺒـــﻨـــﻰ وزارة اﳌـــﺎﻟـــﻴـــﺔ ﺑﺘﻮﺟﻴﻬﺎت ﻣﻦ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﻧﺎﻓﺬة ﻣﺤﺴﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻮة اﳌﺴﻴﻄﺮة ﻓﻲ ﺻﻨﻌﺎء ﺑﻌﻴﺪة ﻋﻦ اﻟﺠﻬﺎت اﳌﺨﺘﺼﺔ وﺑﻌﻴﺪة ﻋﻦ اﻷﻧﻈﻤﺔ واﻟﻘﻮاﻧﲔ«.
وأوﺿـــــﺢ اﳌــﺤــﺎﻣــﻲ أن ﻫــﺬا اﻹﻏـــﻼق »ﻛـــﺎن ﻣـﻘـﺮوﻧـﴼ ﺑﺘﻬﺪﻳﺪ اﻟﻘﺎﺋﻤﲔ ﻋﻠﻰ اﳌـﺮﻛـﺰ ﺑﺎﻟﺴﺠﻦ ﺣــــــــﺎل رﻓــــــــﺾ أﻣــــــــﺮ اﻹﻏــــــــــــﻼق«. ووﺻﻒ ﻫﺬه اﻟﺘﺼﺮﻓﺎت ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺑـﻌـﻴـﺪة ﻋــﻦ اﻟــﺠــﻬــﺎت اﳌﺨﺘﺼﺔ وﺑﻌﻴﺪة ﻋﻦ اﻟﺪﺳﺘﻮر واﻟﻘﺎﻧﻮن، وﻗــــﺎل: »إن اﻷﻟــــﻮان اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﻜﻮن ﻟﻮﻧﴼ واﺣﺪﴽ إﻻ ﻓﻲ اﻟﻈﻼم، واﻵراء اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﻜﻮن رأﻳـﴼ واﺣـﺪﴽ إﻻ ﻓﻲ ﻇﻞ ﻣﺼﺎدرة اﻵراء وﺗﻜﻤﻴﻢ اﻷﻓﻮاه واﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﻨﺎس ﻛﻘﻄﻴﻊ ﻓﻲ ﻇﻞ ﻧﻈﺎم دﻳﻜﺘﺎﺗﻮري«.
وﻓﻲ ﻣﻘﺎل ﻟﻪ داﻓﻊ اﳌﺤﺎﻣﻲ اﻟــــــــﺸــــــــﺎوش ﻋـــــــﻦ اﻟــــﻔــــﻌــــﺎﻟــــﻴــــﺎت واﻷﻧﺸﻄﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻨﻈﻤﻬﺎ ﻣﺮﻛﺰ ﻣﻨﺎرات وﻗﺎل إﻧﻬﺎ »ﻓﻲ ﻣﻌﻈﻤﻬﺎ ﺛﻘﺎﻓﺔ وﺳﻄﻴﺔ ﺗـﻘـﻮل إن اﻟﻴﻤﻦ ﺑﻠﺪ اﻟﺠﻤﻴﻊ وإﻧﻪ ﻳﺠﺐ أن ﻧﻌﻮد إﻟﻰ اﻟﺴﻠﻢ واﻟﺴﻼم وﻧﺘﺨﻠﻰ ﻋﻦ اﻟﺜﻘﺎﻓﺎت واﻷﻓﻜﺎر اﳌﺘﻄﺮﻓﺔ اﻟﺘﻲ ﺻﻨﻌﺖ اﻟـﺤـﺮب وﻧﻘﺒﻞ ﺑﺎﻵﺧﺮ أﻳــــﴼ ﻛــــﺎن رأﻳـــــﻪ ﻃــﺎﳌــﺎ ﻃــــﺮح ﻫــﺬا اﻟـــﺮأي ﺑـﻄـﺮق ﺳﻠﻤﻴﺔ ﺣﻀﺎرﻳﺔ ﺑــﻌــﻴــﺪﴽ ﻋـــﻦ اﻟــﻌــﻨــﻒ وﻓــــﻲ إﻃـــﺎر اﻟﺪﺳﺘﻮر واﻟﻘﺎﻧﻮن«.
وأﺿــﺎف »ﻫـﺬه ﻫﻲ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟــــﺘــــﻲً ﺳـــﻴـــﺘـــﻢ ًاﻟـــــﺮﺟـــــﻮع إﻟــﻴــﻬــﺎ ﻋﺎﺟﻼ أو آﺟﻼ إذا أردﻧﺎ اﻟﺴﻼم وﺑﺪوﻧﻬﺎ ﻟﻦ ﻳﺤﻞ اﻟﺴﻼم إﻃﻼﻗﴼ، ﻣـﺴـﺘـﻐـﺮﺑـﴼ ﻣــﻦ أﻧـــﻪ وﻓـــﻲ اﻟــﻘــﺮن اﻟﺤﺎدي واﻟﻌﺸﺮﻳﻦ وﻓﻲ ﻋﺼﺮ اﻟــــﺴــــﻤــــﺎوات اﳌــﻔــﺘــﻮﺣــﺔ وﺛـــــﻮرة اﳌـــﻌـــﻠـــﻮﻣـــﺎت اﳌــﺨــﺘــﻠــﻔــﺔ ﻻ ﻳـــﺰال ﻫﻨﺎك أﻧــﺎس ﻳﻔﻜﺮون ﺑﺄﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﻌﺼﺮ اﻟﺤﺠﺮي« ﻓﻲ إﺷﺎرة إﻟﻰ اﻟﺤﻮﺛﻴﲔ.
ﻣـــﻦ ﺟــﻬــﺘــﻬــﺎ أﻋــﻠــﻨــﺖ إدارة اﳌــﺮﻛــﺰ ﺗــﻮﻗــﻒ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﻧـﺸـﺎﻃـﺎت اﻟـــﺒـــﺮﻧـــﺎﻣـــﺞ اﻟـــﻔـــﻜـــﺮي اﻟــﺜــﻘــﺎﻓــﻲ ﻟﻠﻤﺮﻛﺰ ﻣﻌﻠﻠﺔ ذﻟﻚ ﺑﺄﻧﻪ ﻹﻧﺠﺎز ﺗﺮﺗﻴﺒﺎت ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﳌﺮﻛﺰ ﻳﺠﺐ اﺳــﺘــﻜــﻤــﺎل اﻟــﺠــﺎﻧــﺐ اﻟــﻔــﻨــﻲ ﻣﻊ اﻟﺠﻬﺎت ذات اﻟﻌﻼﻗﺔ.
وﻗــﺎﻟــﺖ اﻹدارة ﻓــﻲ اﻹﻋــﻼن اﳌﻮﻗﻊ ﻣﻦ اﳌﺪﻳﺮ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬي ﻋﺒﺪ اﻟـــﺮﺣـــﻤـــﻦ اﻟــﻌــﻠــﻔــﻲ إﻧـــﻬـــﺎ ﺗـﻌـﻠـﻦ ﺗــﻮﻗــﻒ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﻧــﺸــﺎﻃــﺎت اﳌـﺮﻛـﺰ اﻟﻔﻜﺮﻳﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ اﺑﺘﺪاء ﻣﻦ ٩١ أﻛﺘﻮﺑﺮ )ﺗﺸﺮﻳﻦ اﻷول( وﺣﺘﻰ إﺷـــــﻌـــــﺎر آﺧــــــــﺮ، دون اﻹﺷــــــــﺎرة ﻟــــﺤــــﺎدﺛــــﺔ اﻹﻏـــــــــﻼق واﻟـــﺘـــﻬـــﺪﻳـــﺪ ﺑﺤﺒﺲ ﻣﻦ ﻳﻌﺘﺮض ﻋﻠﻴﻪ.
إﻟــــــﻰ ذﻟــــــﻚ ذﻛـــــــﺮت ﻣـــﺼـــﺎدر ﻋـــﺎﻣـــﻠـــﺔ ﻓــــﻲ اﳌــــﺮﻛــــﺰ ﻟــــ»اﻟـــﺸـــﺮق اﻷوﺳﻂ« أن اﻹدارة ﺗﺒﺬل ﺟﻬﻮدﴽ ﻟــﺪى ﺳﻠﻄﺔ اﳌﻴﻠﻴﺸﻴﺎت ﻟﻜﻨﻬﺎ ورﻏﻢ ﻣﻀﻲ ﻫﺬه اﻟﻔﺘﺮة ﻟﻢ ﺗﺘﻠﻖ اﺳﺘﺠﺎﺑﺔ.
وﻛﺎن اﳌﺮﻛﺰ ﻗﺪ ﻧﺸﻂ ﺧﻼل اﻟــﺴــﻨــﻮات اﻟــﺜــﻼث اﻷﺧـــﻴـــﺮة ﻓﻲ ﻣــــﺒــــﺎدرات ﻣــﺤــﻠــﻴــﺔ ﻫـــﺪﻓـــﺖ إﻟــﻰ إﻗـــــﻨـــــﺎع اﻟــــﺤــــﻜــــﻮﻣــــﺔ اﻟـــﺸـــﺮﻋـــﻴـــﺔ ﺑــــﺎﺳــــﺘــــﺌــــﻨــــﺎف ﺻــــــــﺮف رواﺗــــــــﺐ اﳌﺘﻘﺎﻋﺪﻳﻦ اﳌﺪﻧﻴﲔ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺳــﻴــﻄــﺮة ﻣـﻴـﻠـﻴـﺸـﻴـﺎت اﻟــﺤــﻮﺛــﻲ وﻫـــﻮ ﻣــﺎ ﺗــﻢ ﻗـﺒـﻞ أن ﺗــﻘــﺪم ﻫـﺬه اﳌــﻴــﻠــﻴــﺸــﻴــﺎت ﻋــﻠــﻰ ﻣــﻨــﻊ ﺗـــﺪاول اﻟــﻄــﺒــﻌــﺔ اﻟــﺠــﺪﻳــﺪة ﻣـــﻦ اﻟـﻌـﻤـﻠـﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ وﺣﺮﻣﺎن ﻋﺸﺮات اﻵﻻف ﻣﻦ اﳌﺘﻘﺎﻋﺪﻳﻦ ﻣﻦ رواﺗﺒﻬﻢ.
وﻗـــــــﺎد اﳌــــﺮﻛــــﺰ وﺣـــﻠـــﻔـــﺎء ﻟـﻪ ﻣــــﺒــــﺎدرات أﺧـــــﺮى ﻹﻋــــــﺎدة ﻓـﺘـﺢ اﻟﻄﺮﻳﻖ اﻟﺮاﺑﻂ ﺑﲔ ﻣﻴﻨﺎء ﻋﺪن وﻣـﻨـﺎﻃـﻖ ﺳـﻴـﻄـﺮة اﳌﻴﻠﻴﺸﻴﺎت ﻟﺘﺴﻬﻴﻞ ﺣﺮﻛﺔ ﻧﻘﻞ اﻟﺒﻀﺎﺋﻊ، وﻋـﻘـﺪ ﺛــﻼث اﺗـﻔـﺎﻗـﻴـﺎت اﻟﺘﺰﻣﺖ ﺑــــﻬــــﺎ اﻟــــﺤــــﻜــــﻮﻣــــﺔ وأﻓـــﺸـــﻠـــﺘـــﻬـــﺎ اﳌﻴﻠﻴﺸﻴﺎت ﻋﻨﺪ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬ، ﻛﻤﺎ ﻗﺎد وﺳﺎﻃﺔ ﻹﻋﺎدة ﻓﺘﺢ اﻟﻄﺮﻳﻖ اﻟـــﺮاﺑـــﻂ ﺑـــﲔ ﻣـﻨـﻄـﻘـﺔ اﻟــﺤــﻮﺑــﺎن ووﺳﻂ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺗﻌﺰ ﻟﻜﻦ اﳌﺒﺎدرة ﻓﺸﻠﺖ.