ﺳﻌﻴﺪ رﻣﻀﺎن ﻓﻲ ﺗﺤﻠﻴﻞ اﺳﺘﺨﺒﺎراﺗﻲ أﻣﻴﺮﻛﻲ
أﺧـــــﻠـــــﺺ ﺑــــﻌــــﺪ ﻧـــﻘـــﻀـــﻲ ﳌـــﻌـــﻠـــﻮﻣـــﺎت ﻋـﺒـﺪ اﻟﻌﻈﻴﻢ ﺣـﻤـﺎد ﻋــﻦ ﻣـﺆﺗـﻤـﺮ »اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺘﻬﺎ ﺑﺎﻟﻌﺎﻟﻢ اﳌﻌﺎﺻﺮ«، اﻟــــــﺬي ﺳــــﻤــــﺎه ﻣـــﺮﺟـــﻌـــﻪ ﻫـــﻴـــﺮﻣـــﺎن آﻳــﻠــﺘــﺲ ﺑــ»ﻣـﺆﺗـﻤـﺮ ﺑــﺮﻧــﺴــﺘــﻮن«، وﻫــﻲ اﳌﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﺘﻲ ﺑﻨﻰ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻧﻈﺮﻳﺘﻪ اﻟﺘﺂﻣﺮﻳﺔ، إﻟﻰ أﻧﻪ ﻟـﻢ ﻳﻄﻠﻊ ﻋﻠﻰ اﻟـﻜـﺘـﺎب اﻟــﺬي ﺗـﺮﺟـﻤـﺖ ﻓﻴﻪ أﺑﺤﺎث ﻫﺬا اﳌﺆﺗﻤﺮ إﻟﻰ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، رﻏﻢ أن ﻫﻨﺎك ﻃﺒﻌﺔ ﻣﺘﺄﺧﺮة ﻟﻠﻜﺘﺎب ﺻﺎدرة ﻋﻦ اﻟﻬﻴﺌﺔ اﳌﺼﺮﻳﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻜﺘﺎب ﻋﺎم ٢١٠٢، وأﻧﻪ ﻻ ﻳﻌﺮف ﺷﻴﺌﴼ ﻋﻦ ﺳﻴﺎﻗﻪ اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ اﻻﺳـــﺘـــﺸـــﺮاﻗـــﻲ وﻻ ﻋــــﻦ ﺳـــﻴـــﺎﻗـــﻪ اﻟــﻌــﺮﺑــﻲ واﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﺘﺤﺪﻳﺜﻲ.
ﻓﻬﻮ، اﻋﺘﻤﺎدﴽ ﻋﻠﻰ ﻫﻴﺮﻣﺎن آﻳﻠﺘﺲ، أﻟــﺼــﻖ اﳌــﺆﺗــﻤــﺮ ﺑـــــ»اﻹﺧــــﻮان اﳌــﺴــﻠــﻤــﲔ«، ﳌـﺠـﺮد أن اﻹﺧــﻮاﻧــﻲ ﺳﻌﻴﺪ رﻣــﻀــﺎن ﻛـﺎن ﻣﻦ ﺿﻤﻦ اﳌﺪﻋﻮﻳﻦ إﻟﻴﻪ.
وﻣﻊ أن ﻋﺒﺪ اﻟﻌﻈﻴﻢ ﺣﻤﺎد، ﻛﻤﺎ ﻗﻠﺖ ﻓـــﻲ ﻣــﻘــﺎل »ﺗــﺨــﺎرﻳــﻒ ﻳــﺴــﺎرﻳــﺔ ﺗــﺂﻣــﺮﻳــﺔ«، ﻳﺴﺘﻨﺪ ﻓــﻲ ﺻــﻮغ ﻧﻈﺮﻳﺘﻪ اﻟـﺘـﺂﻣـﺮﻳـﺔ إﻟﻰ اﻟــﺴــﺮدﻳــﺔ اﻟـﺘـﺎرﻳـﺨـﻴـﺔ ﻋــﻦ ﻋــﻼﻗــﺔ اﻹﺧـــﻮان اﳌﺴﻠﻤﲔ ﺑﺎﻻﺳﺘﺨﺒﺎرات اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ اﻟﺘﻲ رواﻫــﺎ إﻳـﺎن ﺟﻮﻧﺴﻮن ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ »ﻣﺴﺠﺪ ﻓﻲ ﻣﻴﻮﻧﻴﺦ«، ﻓﺈﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﺷﺎﻫﺪه اﻟــﺬي ﻫـﻮ أﻳﻀﴼ أﻟﺼﻖ اﳌﺆﺗﻤﺮ ﺑـﺎﻹﺧـﻮان اﳌﺴﻠﻤﲔ، رﻏﻢ أﻫﻤﻴﺔ ﺷﺎﻫﺪه ﻣﻦ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ، وﻣﻨﻬﺎ أﻧﻪ ﻳﺠﻴﺐ ﻋﻦ ﺳﺆاﻟﲔ، ﻫﻤﺎ: ﻛـﻴـﻒ دﻋـــﻲ ﺳﻌﻴﺪ رﻣــﻀــﺎن إﻟــﻰ اﳌـﺆﺗـﻤـﺮ؟ وﳌﺎذا دﻋﻲ؟
ﻳـﻘـﻮل إﻳـــﺎن ﺟـﻮﻧـﺴـﻮن: »وﻓـــﻲ ﻳﻮﻟﻴﻮ )ﺗﻤﻮز( ﺣﲔ ﺗﻢ اﺧﺘﻴﺎر ﻣﻌﻈﻢ اﳌﺸﺎرﻛﲔ ﻓﻲ اﳌﺆﺗﻤﺮ، ﺧﻮﻃﺒﺖ اﻟﺴﻔﺎرة اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﻓــــﻲ اﻟــــﻘــــﺎﻫــــﺮة ﺣـــــﻮل ﻣــــﺎ إذا ﻛـــــﺎن ﺳـﻌـﻴـﺪ رﻣــﻀــﺎن ﺑــﻤــﻘــﺪوره ﺣـﻀـﻮر ذﻟــﻚ اﳌـﺆﺗـﻤـﺮ، إذ ﻛـــﺎن رﻣــﻀــﺎن راﻏــﺒــﴼ ﻓــﻲ زﻳــــﺎرة ﺑﻌﺾ اﻟـــﺘـــﺠـــﻤـــﻌـــﺎت اﻹﺳــــﻼﻣــــﻴــــﺔ ﻓــــﻲ اﻟــــﻮﻻﻳــــﺎت اﳌﺘﺤﺪة اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ. ﻫﺬا وﻗﺪ ﺑﻌﺜﺖ اﻟﺴﻔﺎرة ﺑﺎﻟﻄﻠﺐ إﻟﻰ واﺷﻨﻄﻦ ﻣﺮﻓﻘﴼ ﺑﻪ ﻧﺴﺨﺔ ﻣﻦ ﺳﻴﺮﺗﻪ اﻟﺬاﺗﻴﺔ وﻣﺴﻴﺮﺗﻪ اﻟﻮﻇﻴﻔﻴﺔ، ﺑﻌﺪ ﺗﻬﺬﻳﺒﻬﺎ... وﻟﺘﻮﺻﻲ اﻟـﺴـﻔـﺎرة ﺑﺤﻀﻮر رﻣﻀﺎن«.
وﺑﺎﻻﺳﺘﻨﺎد إﻟﻰ ﻋﺮض إﻳﺎن ﺟﻮﻧﺴﻮن أﺟـــــﺰاء ﻣــﻦ ﺗـﺤـﻠـﻴـﻞ وﻛــﺎﻟــﺔ اﻻﺳــﺘــﺨــﺒــﺎرات اﳌــﺮﻛــﺰﻳــﺔ اﻷﻣـﻴـﺮﻛـﻴـﺔ أﺟــﺮﺗــﻪ ﺑـﻌـﺪ اﻧﻘﻀﺎء اﳌﺆﺗﻤﺮ، ﺳﻨﻌﺮف ﻣﺎ اﻟﺠﻬﺔ اﻟﺘﻲ ﺧﺎﻃﺒﺖ اﻟـﺴـﻔـﺎرة اﻷﻣـﻴـﺮﻛـﻴـﺔ ﻓـﻲ اﻟـﻘـﺎﻫـﺮة ﻣـﻦ أﺟﻞ ﺗﻮﺟﻴﻪ دﻋﻮة إﻟﻰ ﺳﻌﻴﺪ رﻣﻀﺎن، ﻟﻴﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺣﻀﻮر اﳌﺆﺗﻤﺮ.
ﻳﻘﻮل إﻳﺎن ﺟﻮﻧﺴﻮن ﻓﻲ اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ إن »رﻣﻀﺎن ﻗﺪ دﻋﻲ ﺗﺤﺖ إﻟﺤﺎح ﻣﻦ اﻟﺴﻔﺎرة اﳌﺼﺮﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة«.
وﻣــــﻦ ﻫــﺬﻳــﻦ اﻻﻗــﺘــﺒــﺎﺳــﲔ ﻧــﺼــﻞ إﻟــﻰ اﳌﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ:
اﻷوﻟـــــــﻰ، ﻓـــﻲ اﻷﺻـــــﻞ ﻟـــﻢ ﻳــﻜــﻦ ﺳﻌﻴﺪ رﻣــﻀــﺎن ﻣــﻤــﻦ اﺧــﺘــﺎرﻫــﻢ اﳌــﺸــﺮﻓــﻮن ﻋﻠﻰ اﳌﺆﺗﻤﺮ ﻟﻴﻘﺪم ﺑﺤﺜﴼ ﻓﻴﻪ أو ﻟﻴﻜﻮن ﻣﻦ ﺑﲔ ﺣﻀﻮره، ﻷﻧﻪ ﻟﻴﺴﺖ ﻟﻪ ﺑﺤﻮث ﺗﺆﻫﻠﻪ ﻷن ﻳﺪﻋﻰ إﻟﻴﻪ.
اﻟــﺜــﺎﻧــﻴــﺔ، أن اﻟـــﺴـــﻔـــﺎرة اﳌــﺼــﺮﻳــﺔ ﻓﻲ واﺷﻨﻄﻦ ﻫﻲ اﻟﺘﻲ »أﻟﺤﺖ« ﻋﻠﻰ اﳌﺸﺮﻓﲔ ﻋﻠﻰ اﳌﺆﺗﻤﺮ ﻟﺘﻘﺪﻳﻢ دﻋﻮة ﻟﻪ، واﺳﺘﻌﺎﻧﺖ ﻓﻲ إﻟﺤﺎﺣﻬﺎ ﻫﺬا )وﻟﻨﺘﺬﻛﺮ ﻫﻨﺎ ﺷﺮح ﻋﺎدل إﻣﺎم ﻟﺘﺼﺮﻳﻒ ﻓﻌﻞ »أﻟﺤﺖ« ﻓﻲ ﻣﺴﺮﺣﻴﺔ »ﺷــﺎﻫــﺪ ﻣــﺎ ﺷــﺎﻓــﺶ ﺣـــﺎﺟـــﺔ«: أﻟــﺤــﺖ ﺗـﻠـﺢ إﻟﺤﺎﺣﴼ( ﺑﺎﻟﺴﻔﺎرة اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻫﺮة. وﻟﻨﻠﺤﻆ أﻧﻬﺎ، وﻫـﻲ »ﺗﻠﺢ إﻟﺤﺎﺣﴼ« ﻋﻠﻰ دﻋـــــﻮة ﺳــﻌــﻴــﺪ رﻣـــﻀـــﺎن إﻟــــﻰ اﳌـــﺆﺗـــﻤـــﺮ، ﻟﻢ ﺗـــﺪع أﻧــﻪ ﻣـﺆﻫـﻞ ﻋﻠﻤﻴﴼ أو ﺛـﻘـﺎﻓـﻴـﴼ، وإﻧـﻤـﺎ اﺳﺘﺨﺪﻣﺖ ذرﻳﻌﺔ ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﻬﺎ ﺑﺎﳌﺆﺗﻤﺮ، وﻫﻲ أﻧﻪ ﻳﺮﻏﺐ ﻓﻲ زﻳﺎرة ﺑﻌﺾ اﻟﺘﺠﻤﻌﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ!
وﻟﻨﺒﺘﻌﺪ ﻋــﻦ اﻟـﺘـﺠـﺮﻳـﺪ ﻓــﻲ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ اﻟﺴﻔﺎرة اﳌﺼﺮﻳﺔ ﻓﻲ أﻣﻴﺮﻛﺎ وﻗﺘﺬاك، ﻓﺴﺄﺣﺪد ﻟﻌﺒﺪ اﻟﻌﻈﻴﻢ ﺣﻤﺎد اﺳﻢ اﻟﺴﻔﻴﺮ اﳌــﺼــﺮي اﻟـــﺬي ﻛـــﺎن »ﻳــﻠــﺢ إﻟــﺤــﺎﺣــﴼ« ﻋﻠﻰ دﻋﻮة ﺳﻌﻴﺪ رﻣﻀﺎن إﻟﻰ اﳌﺆﺗﻤﺮ.
اﻟــﺴــﻔــﻴــﺮ ﻓـــﻲ ذﻟـــﻚ اﻟـــﻮﻗـــﺖ ﻛـــﺎن أﺣـﻤـﺪ ﺣﺴﲔ. وأﺣﻤﺪ ﺣﺴﲔ ﻫﻮ أول ﺳﻔﻴﺮ ﻋﻴﻨﻪ ﺟﻤﺎل ﻋﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ ﻟﻴﻜﻮن ﻣﻤﺜﻼ ﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﺜﻮرة ﻫﻨﺎك. وأﺣﻤﺪ ﺣﺴﲔ وﺣﺮﻣﻪ ﻋﺰﻳﺰة ﺷﻜﺮي )ﻛﻤﺎ ﻣﺮ ﺑﻨﺎ ﻓﻲ اﳌﻘﺎل اﻟﺴﺎﺑﻖ( ﻛﺎﻧﺎ ﻣﺸﺎرﻛﲔ ﺑﺒﺤﺜﲔ ﻓﻲ اﳌﺆﺗﻤﺮ.
ﻫــﻞ ﻋـﺮﻓـﺘـﻢ اﻵن ﳌـــﺎذا ﻟــﻢ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﻈﻴﻢ ﺣﻤﺎد ﻋﻠﻰ ﺷﺎﻫﺪ إﻳﺎن ﺟﻮﻧﺴﻮن ﻓﻲ إﻟﺼﺎق اﳌﺆﺗﻤﺮ ﺑـ »اﻹﺧﻮان اﳌﺴﻠﻤﲔ«؟!
إﻧـﻪ ﻟﻢ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻴﻪ، ﻛﻤﺎ وﺿـﺢ ﻟﻜﻢ، ﻷن إﻳﺎن ﺟﻮﻧﺴﻮن ذﻛﺮ ﻣﻦ ﺑﲔ ﻣﺎ ذﻛﺮ، أن ﺳﻌﻴﺪ رﻣﻀﺎن دﻋﻲ ﺗﺤﺖ إﻟﺤﺎح اﻟﺴﻔﺎرة اﳌﺼﺮﻳﺔ ﻓﻲ أﻣﻴﺮﻛﺎ.
وﻷﻫــﻤــﻴــﺔ ﻫـــﺬا اﻟــﺸــﺎﻫــﺪ، ﺳﺄﺳﺘﻜﻤﻞ اﻻﺳﺘﺸﻬﺎد ﺑﻤﺎ ﻗﺎﻟﻪ إﻳﺎن ﺟﻮﻧﺴﻮن ﻓﻴﻪ.
ﻳـــﻘـــﻮل إﻳــــــﺎن ﺟـــﻮﻧـــﺴـــﻮن ﻓــــﻲ ﻋــﺮﺿــﻪ ﻟــــﺒــــﻌــــﺾ أﺟــــــــــــــﺰاء ﻣـــــــﻦ ﺗــــﺤــــﻠــــﻴــــﻞ وﻛـــــﺎﻟـــــﺔ اﻻﺳﺘﺨﺒﺎرات اﳌﺮﻛﺰﻳﺔ اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ: »ﻇﻬﺮ رﻣـﻀـﺎن ﻛﻤﺸﺎﻏﺐ وﻣـﺤـﺮض ﺳـﻴـﺎﺳـﻲ... ذﻟــــﻚ اﻟـــﺮﺟـــﻞ اﻟـــــﺬي ﻣــﺜــﻞ اﻟــﻌــﻨــﺼــﺮ اﻷﻛــﺜــﺮ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﺧﻼل وﻗﺎﺋﻊ اﳌﺆﺗﻤﺮ، ﻧﻈﺮﴽ ﻻﻫﺘﻤﺎﻣﻪ ﺑﺎﻟﻀﻐﻮط اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻻ اﳌﺸﻜﻼت اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ«. ﻛﺬا ﻓﻮﻓﻘﴼ ﻟﻠﺘﺤﻠﻴﻞ، ﻧــــﺄى رﻣـــﻀـــﺎن ﺑــﻨــﻔــﺴــﻪ ﻋـــﻦ اﻟـــﺨـــﻮض ﻓـﻲ ﺛﺮﺛﺮات ﺟﺎﻧﺒﻴﺔ، واﺑﺘﻌﺪ ﻋﻦ اﻟﺰج ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻓﻲ ﺳﻔﺎﺳﻒ اﻷﻣﻮر. ﻓﺨﻼل ﺗﺠﻤﻊ ﺑﺈﺣﺪى أﻣﺴﻴﺎت اﳌﺆﺗﻤﺮ، ﺳﺌﻞ رﻣﻀﺎن ﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﻳﺘﻮﺟﺐ ﻋــﺪم ﺗﺸﺠﻴﻊ اﻟﺸﺒﻴﺒﺔ اﳌﺼﺮﻳﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﻧﺨﺮاط ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻞ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ، ﻓﻜﺎن رده أن اﻷﻣـﺮ اﻟﻮﺣﻴﺪ اﻟـﺬي ﻳﻠﻘﻰ اﻫﺘﻤﺎﻣﴼ ﻛﺒﻴﺮﴽ ﻟﺪى ﺗﻠﻚ اﻟﺸﺒﻴﺒﺔ ﻳﻨﺤﺼﺮ ﻓﻲ ﻃﺮد اﳌﺤﺘﻞ اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻲ ﻋﻦ اﻟﺒﻼد.
واﺳﺘﺄﻧﻒ ﻣﺤﺮر اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ )اﻟﺬي ﺟﺎء ﻓــﻲ ﺻــــﻮرة ﺗــﻘــﺮﻳــﺮ( ﺑﺘﻘﻴﻴﻤﻪ اﻟﺸﺨﺼﻲ ﻟﺴﻌﻴﺪ رﻣـﻀـﺎن، ﺣﻴﺚ ﻗــﺎل: »ﻟﻘﺪ ﺷﻌﺮت أن رﻣﻀﺎن ﻳﺘﺴﻢ ﺑﺮﺟﻌﻴﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ، ﺣﻴﺚ ﺑﺪأ أﻗﺮب ﻣﺎ ﻳﻜﻮن ﻷن ﻳﻨﻌﺖ ﺑﻜﻮﻧﻪ ﻛﺘﺎﺋﺒﻴﴼ أو ﻓﺼﺎﺋﻠﻴﴼ... أو ﻟﻌﻠﻪ ﻓﺎﺷﺴﺘﻲ اﻟﺘﻮﺟﻪ«. وﻟــﻢ ﻳﻜﻦ رﻣــﻀــﺎن ﻳـﺒـﺪو إﺳـﻼﻣـﻴـﴼ رﺟﻌﻴﴼ ﺑﻤﺜﻞ ﻣﺎ ﺗﻌﻠﻖ اﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﺸﻴﻮخ اﻟﺜﻼﺛﺔ اﻟﺬي ﻛﺎﻧﻮا ﺣﻀﻮرﴽ ﺑﺎﳌﺆﺗﻤﺮ. أﺟﻞ، إن رﻣﻀﺎن ﻗﺪ ﺑﺪأ ﻓﺎﺷﺴﺘﻴﴼ ﻳﻬﺘﻢ ﺑﺤﺸﺪ اﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺮ واﻷﻓــﺮاد ﺑﻐﻴﺔ اﺳﺘﺠﻼب اﻟﻘﻮة واﻟﻨﻔﻮذ. ﻛﺬا ﻓﻠﻢ ﻳﻜﻦ رﻣﻀﺎن ﻳﺒﺮز أي أﻓﻜﺎر )أﻳﴼ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ( ﻋﺪا ﺗﻠﻚ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺠﻤﺎﻋﺔ اﻹﺧﻮان اﳌﺴﻠﻤﲔ«.
اﻟﻜﻼم أﻋﻼه، وﻫﻮ ﻣﻨﻘﻮل ﻣﻦ ﺗﺮﺟﻤﺔ أﺣـﻤـﺪ ﺟـﻤـﺎل أﺑــﻮ اﻟﻠﻴﻞ ﻟﻠﻜﺘﺎب، ﻻ ﻳﺨﻠﻮ ﻣــﻦ ﻏــﻮاﻣــﺾ؛ ﻓﻤﺎ اﳌـﻘـﺼـﻮد ﺑــ»اﻟـﺜـﺮﺛـﺮات اﻟﺠﺎﻧﺒﻴﺔ« و»ﺳﻔﺎﺳﻒ اﻷﻣﻮر« ﻓﻲ اﻟﺴﻴﺎق اﻟﺬي وردﺗﺎ ﻓﻴﻪ، وﻣﺎ اﳌﻘﺼﻮد ﺑـ »اﻟﺮﺟﻌﻴﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ«؟!
وﻣﺎ اﳌﻘﺼﻮد ﺑﺠﻤﻠﺔ »ﻟﻢ ﻳﻜﻦ رﻣﻀﺎن ﻳﺒﺪو إﺳﻼﻣﻴﴼ رﺟﻌﻴﴼ ﺑﻤﺜﻞ ﻣﺎ ﺗﻌﻠﻖ اﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﺸﻴﻮخ اﻟﺜﻼﺛﺔ«؟!
ﺳﺄﺟﺘﻬﺪ ﻓﻲ ﻛﺸﻒ ﻫـﺬه اﻟﻐﻮاﻣﺾ، وﺳﺄﺟﺘﻬﺪ ﻓﻲ ﺷﺮح ﺗﻌﺒﻴﺮات أﺧـﺮى ﻫﻲ أﻗﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﻏﻤﻮﺿﴼ ﻳﺘﺒﺪى ﻟﻲ أﻧﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ واﺿﺤﺔ ﻛﻤﺎ ﻳﺠﺐ ﻟﻠﻘﺎرئ.
»اﻟـــﺜـــﺮﺛـــﺮات اﻟــﺠــﺎﻧــﺒــﻴــﺔ« و»ﺳــﻔــﺎﺳــﻒ اﻷﻣــــﻮر« إذا ﻣــﺎ رﺑـﻄـﻨـﺎﻫـﺎ ﺑﺎﻟﺠﻤﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻠﺘﻬﻤﺎ ﻣﺒﺎﺷﺮة، وﻫﻮ اﻟﺴﺆال اﻟﺬي وﺟﻪ إﻟﻴﻪ وإﺟﺎﺑﺘﻪ ﻋﻨﻪ، ورﺑﻄﻨﺎﻫﻤﺎ ﺑﺎﻟﺴﻴﺎق اﻟﺬي وردﺗﺎ ﻓﻴﻪ، ﻳﻌﻨﻲ ﺑﻬﻤﺎ ﻛﺎﺗﺐ اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﻻﺳــﺘــﺨــﺒــﺎراﺗــﻲ أن اﻟـﺘـﻔـﻜـﻴـﺮ اﻟــﻨــﻈــﺮي ﻓﻲ اﳌــﺸــﻜــﻼت اﻟــﺜــﻘــﺎﻓــﻴــﺔ )واﻟــﺜــﻘــﺎﻓــﺔ ﻓـــﻲ ﻫــﺬا اﻟــﺴــﻴــﺎق وﻓـــﻲ ﻋــﻨــﻮان اﳌــﺆﺗــﻤــﺮ ﻣﺴﺘﻌﻤﻠﺔ ﺑﻤﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﻌﺮﻳﺾ اﻟﻮاﺳﻊ( ﻫﻲ ﻣﻦ ﻣﻨﻈﻮر ﺳﻌﻴﺪ رﻣﻀﺎن اﻧﺸﻐﺎل ﺑﻤﺎ ﻻ ﻳﻔﻴﺪ ﻋﻠﻰ ﺻﻌﻴﺪ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ اﻟﺤﺮﻛﻲ.
ﻷﻧــــﻪ ﻣـــﻦ اﻟــﻨــﺎﺣــﻴــﺔ اﻟــﻨــﻈــﺮﻳــﺔ، ﺑﺤﻜﻢ اﻟﺘﺮﺑﻴﺔ اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻠﻘﺎﻫﺎ ﻓﻲ ﻣﺪرﺳﺔ اﻹﺧــــــــــﻮان اﳌـــﺴـــﻠـــﻤـــﲔ، ﻻ ﻳــــــﺮى أن ﻫــﻨــﺎك »ﻣــﺸــﻜــﻼت« و»إﺷــــﻜــــﺎﻻت« و»ﻣــﻌــﻀــﻼت« ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ أو ﻓﻜﺮﻳﺔ، ﺑﻞ ﻳﺮى أن ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﻄﺮوح ﻋﻨﺪ اﳌﺜﻘﻔﲔ )واﺳﺘﺨﺪم ﻫﺬا اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻫﻨﺎ ﺑﺤﻤﻮﻟﺘﻪ اﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴﺔ اﻟﺠﺬرﻳﺔ واﳌﺨﻔﻔﺔ( ﺣـــــــﻮل اﻟـــﺜـــﻘـــﺎﻓـــﺔ اﻹﺳــــﻼﻣــــﻴــــﺔ ﻣـــــﺎ ﻫـــــﻮ إﻻ »اﻧﺤﺮاﻓﺎت« ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ أو ﻓﻜﺮﻳﺔ ﻋﻦ اﻟﻄﺮﻳﻖ اﻟـﻘـﻮﻳـﻢ. وﻣـﺮﺷـﺪه اﻟﻨﻈﺮي ﻓـﻲ ﻫــﺬا اﻟﻔﻬﻢ ﻫﻮ اﻟﺸﻌﺎر اﻟـﺬي ﺳﻜﻪ إﻣﺎﻣﻪ ﺣﺴﻦ اﻟﺒﻨﺎ ﻟـ »اﻹﺧﻮان اﳌﺴﻠﻤﲔ« ﺑﻜﻠﻤﺎت ﺧﻤﺲ، ﻫﻲ: »اﻟﻠﻪ ﻏﺎﻳﺘﻨﺎ، واﻟـﺮﺳـﻮل ﻗﺪوﺗﻨﺎ، واﻟﻘﺮآن دﺳﺘﻮرﻧﺎ، واﻟﺠﻬﺎد ﺳﺒﻴﻠﻨﺎ، واﳌــﻮت ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﻠﻪ أﺳﻤﻰ أﻣﺎﻧﻴﻨﺎ«.
ﻓـــﻜـــﺎﺗـــﺐ اﻟــﺘــﺤــﻠــﻴــﻞ ﻛـــــﺎن ﻓــــﻲ ﺧــﺎﺗــﻤــﺔ ﺗﺤﻠﻴﻠﻪ ﻳـﺸـﻴـﺮ إﻟـــﻰ ﻫـــﺬا اﻟــﺸــﻌــﺎر وﺳـــﻮاه ﻣــــﻦ ﺷــــﻌــــﺎرات ﺗــﺒــﺴــﻴــﻄــﻴــﺔ أﺧــــــﺮى ﺳــﻜــﻬــﺎ ﺣﺴﻦ اﻟﺒﻨﺎ ﻓﻲ »رﺳـﺎﻟـﺔ اﻟﺘﻌﺎﻟﻴﻢ«. وﻫﻲ اﻟــﺘــﻲ ﺳـﻤـﺎﻫـﺎ اﻷﻓــﻜــﺎر اﻟــﺨــﺎﺻــﺔ ﺑﺠﻤﺎﻋﺔ »اﻹﺧﻮان اﳌﺴﻠﻤﲔ«. وأﻓﻜﺎرﻫﻢ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻵﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﻬﻢ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺸﻬﻮرة ﻋﻨﺪ »اﻷﺟــﺎﻧــﺐ« اﳌﻌﻨﻴﲔ ﺑﻬﻢ ﺣﺘﻰ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى ﺻﺤﺎﻓﻲ، ﻟﻜﺜﺮة ﻣﺎ ﻳﺮددوﻧﻬﺎ ﺗﺮدﻳﺪﴽ آﻟﻴﴼ ﻓﻲ ﻣﺤﻔﻞ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﻣﺤﺎﻓﻠﻬﻢ، وأﻣﺎم أﺳﺌﻠﺔ وﻗﻀﺎﻳﺎ ﺗﻄﺮح ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﺴﺒﻖ ﻟﻬﻢ أن ﺳﻤﻌﻮا وﻻ ﻓﻜﺮوا ﺑﻬﺎ. وﻫﻜﺬا ﻛﺎن ﻣﺆﺗﻤﺮ »اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺘﻬﺎ ﺑﺎﻟﻌﺎﻟﻢ اﳌﻌﺎﺻﺮ«.
وﻫــﺬا ﻣﺎ ﻧﻠﻤﺴﻪ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﻋﻦ ﺳﻌﻴﺪ رﻣـــﻀـــﺎن إﻧـــﻪ »ﻟـــﻢ ﻳــﻜــﻦ ﻳــﺒــﺮز أي أﻓـــﻜـــﺎر«، وذﻟﻚ ﻷﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﺑﻤﺜﻘﻒ ﻣﺘﺄﻣﻞ ﺣﺮ، وإﻧﻤﺎ ﻫـﻮ ﻟﻴﺲ أﻛـﺜـﺮ ﻣـﻦ داﻋـﻴـﺔ ﺳﻴﺎﺳﻲ دﻳﻨﻲ ﻳـﺘـﻠـﻮ ﺑـﺨـﻄـﺎﺑـﺔ ﺑـﻠـﻴـﻐـﺔ ﻣــــــﺮددات اﻹﺧــــﻮان اﳌﺴﻠﻤﲔ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ وﻣﺤﻔﻮﻇﺎﺗﻬﻢ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻵﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ.
ﻳﻘﺼﺪ ﻛﺎﺗﺐ اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﻻﺳﺘﺨﺒﺎراﺗﻲ ﺑـ»اﻟﺮﺟﻌﻴﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ« اﻟﺘﻲ وﺳﻢ ﺳﻌﻴﺪ رﻣــﻀــﺎن ﺑــﻬــﺎ، إذا ﻣــﺎ رﺑـﻄـﻨـﺎﻫـﺎ ﺑﻮﺻﻔﲔ وﺻﻔﻪ ﺑﻬﻤﺎ ﻗﺒﻞ إﻳﺮاده ﻫﺬا اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ، وﻫﻤﺎ: »ﻣــﺸــﺎﻏــﺐ وﻣـــﺤـــﺮض ﺳــﻴــﺎﺳــﻲ«، وﻣـﻬـﺘـﻢ ﺑـــ»اﻟــﻀــﻐــﻮط اﻟــﺴــﻴــﺎﺳــﻴــﺔ«، ورﺑـﻄـﻨـﺎﻫـﻤـﺎ ﺑﺈﺟﺎﺑﺔ ﺳﻌﻴﺪ رﻣـﻀـﺎن ﻋـﻦ اﻟــﺴــﺆال اﻟـﺬي وﺟﻪ ﻟﻪ، وﻫﻲ أن اﻷﻣﺮ اﻟﻮﺣﻴﺪ اﻟﺬي ﻳﻠﻘﻰ اﻫــﺘــﻤــﺎﻣــﴼ ﻛــﺒــﻴــﺮﴽ ﻟــــﺪى اﻟــﺸــﺒــﻴــﺒــﺔ اﳌــﺼــﺮﻳــﺔ ﻳـﻨـﺤـﺼـﺮ ﻓــﻲ ﻃـــﺮد »اﳌــﺤــﺘــﻞ اﻟـﺒـﺮﻳـﻄـﺎﻧـﻲ« ﻋﻦ اﻟﺒﻼد، ورﺑﻄﻨﺎﻫﻤﺎ أﻳﻀﴼ ﻣﻊ ﻧﻌﺘﻪ ﻟﻪ ﺑـ »اﻟﻜﺘﺎﺋﺒﻲ« أو »اﻟﻔﺼﺎﺋﻠﻲ«، و»ﻓﺎﺷﺴﺘﻲ« اﻟــﺘــﻮﺟــﻪ، ﻳـﻘـﺼـﺪ ﺑــﻬــﺎ أﻧـــﻪ ﻻ ﻳـــﺮى ﻃـﺮﻳـﻘـﴼ ﻟﻠﺘﻐﻴﻴﺮ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻣﻦ وﺿﻌﻴﺔ اﻻﺣﺘﻼل إﻟـــﻰ وﺿــﻌــﻴــﺔ اﻟــﺘــﺤــﺮر ﻣــﻨــﻪ ﺳـــﻮى اﻟـﻌـﻤـﻞ اﻟﺴﺮي اﳌﺴﻠﺢ، اﻟﺬي ﻳﻘﻮم ﻋﻠﻰ ﺗﻔﺠﻴﺮات إرﻫــﺎﺑــﻴــﺔ ﻓــﻲ ﻣــﻮاﻗــﻊ ﺛـﻜـﻨـﺎت اﳌـﺤـﺘـﻞ، وﻓـﻲ ﻋﻘﺮ ﻣﺼﺎﻟﺤﻪ، وﻋﻠﻰ اﻏﺘﻴﺎﻻت ﻟﺴﻴﺎﺳﻴﻴﻪ وﻋﺴﻜﺮﻳﻴﻪ، وﻋﻠﻰ ﺷﻦ ﺣﺮب ﻋﺼﺎﺑﺎت ﻋﻠﻰ ﺟﻴﺸﻪ اﻟﻨﻈﺎﻣﻲ، وذﻟﻚ ﺑﻮاﺳﻄﺔ ﻛﺘﺎﺋﺐ أو ﻓﺼﺎﺋﻞ ﻣﺴﻠﺤﺔ. ﻋﻠﻤﴼ ﺑﺄن اﻟﻔﺼﻴﻞ اﳌﺴﻠﺢ ﺑﻮﺻﻔﻪ وﺣﺪة ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﻫﻮ أﺻﻐﺮ ﺣﺠﻤﴼ ﻣﻦ اﻟﻜﺘﻴﺒﺔ اﳌﺴﻠﺤﺔ.
وزﻳـــﺎدة ﻓـﻲ اﻟـﺸـﺮح أﻧــﻪ ﻻ ﻳــﺮى ﺳﻮى ﻃﺮﻳﻖ اﻟﻜﻔﺎح اﳌﺴﻠﺢ، وأﻧـﻪ ﻳـﺰدري ﻃﺮﻳﻖ اﳌــﻔــﺎوﺿــﺎت اﻟـﺴـﻴـﺎﺳـﻴـﺔ ﻟـﻨـﻴـﻞ اﻻﺳــﺘـﻘــﻼل اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ اﻟﺘﺎم. وﻷﻧﻪ ﻳﺮى ﻫﺬا اﻟﺮأي، ﻓﻠﻘﺪ ﻧﻌﺘﻪ ﺑﺄﻧﻪ ﻓﺎﺷﻲ اﻟﻔﻜﺮ!
وﻧﺴﺘﻨﺘﺞ ﻣﻤﺎ ﻛﺘﺒﻪ ﻛـﺎﺗـﺐ اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﻻﺳﺘﺨﺒﺎراﺗﻲ )ﻫﺬا إن ﻛﺎن ﺳﻌﻴﺪ رﻣﻀﺎن ﺻﺎدﻗﴼ ﻓﻴﻤﺎ ﺳﻤﻌﻪ ﻛﺎﺗﺐ اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﻣﻨﻪ( أن ﺳﻌﻴﺪ رﻣﻀﺎن ﻛﺎن ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻦ اﻻﺳﺘﺨﺒﺎرات اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﻣـﺪ ﻳـﺪ اﻟـﻌـﻮن ﻟﻠﺸﺮوع ﻓـﻲ ذﻟﻚ اﻟﻌﻤﻞ، اﺳﺘﻨﺎدﴽ إﻟﻰ أن اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﻟــﺠــﻤــﺖ اﻟـــﺤـــﻜـــﻮﻣـــﺔ اﻟـــﺒـــﺮﻳـــﻄـــﺎﻧـــﻴـــﺔ ﻣــــﻦ أن ﻳـﻘـﻮم ﺟﻴﺸﻬﺎ اﳌــﺮاﺑــﻂ ﻓـﻲ ﻗـﻨـﺎة اﻟﺴﻮﻳﺲ ﺑــﺈﺟــﻬــﺎض ﻋـﺴـﻜـﺮي ﻟـــ»اﻟــﺤــﺮﻛــﺔ اﳌــﺒــﺎرﻛــﺔ« )ﺣﺴﺐ اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ اﻷوﻟﻰ ﻟﺜﻮرة ٣٢ ﻳﻮﻟﻴﻮ(، اﻟﺘﻲ ﻗﺎدت اﻟﻀﺒﺎط اﻷﺣﺮار ﻟﺘﺴﻠﻢ ﻣﻘﺎﻟﻴﺪ اﻟﺤﻜﻢ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ.
وﻣــــﻤــــﺎ ﻳـــﻜـــﺸـــﻒ اﻟـــﺤـــﻤـــﻖ ﻓــــﻲ اﻟــﻄــﻠــﺐ اﻟــــﺴــــﺎﻟــــﻒ، ﻫــــﻮ اﻋـــﺘـــﺒـــﺎر ﻛـــﺎﺗـــﺐ اﻟــﺘــﺤــﻠــﻴــﻞ اﻻﺳﺘﺨﺒﺎراﺗﻲ اﻻﺣﺘﻼل اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻲ ﳌﺼﺮ ﻣﺠﺮد »ﺿﻐﻮﻃﺎت ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ«!
وﻫﺬه اﳌﺮاوﻏﺔ اﳌﺒﺎﻟﻎ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﻠﻄﻴﻒ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻻﺣـﺘـﻼل، ﺗﺮﺟﻊ إﻟـﻰ أن ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﻫــــﻲ اﻟــﺤــﻠــﻴــﻒ اﻷول )وﻟـــﻌـــﻠـــﻬـــﺎ اﻷوﺣــــــﺪ( ﻟﻠﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﻋﻠﻰ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺻﻌﻴﺪ وﻣﻦ ﻣﺴﺘﻮى، ﻣﻨﺬ ﻋﺎم ٠٤٩١.
ﻟﻜﻦ ﻫﻨﺎك ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻋﻮﻳﺼﺔ ﻓﻲ ﻗﺒﻮل ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻪ اﻟﺘﻘﺮﻳﺮ اﻟـﺬي اﺳﺘﻨﺪ إﻟﻴﻪ ﺷﺮﺣﻲ ﻟﻐﻮاﻣﻀﻪ، ﻧﻈﺮﴽ إﻟــﻰ أﻧــﻪ ﻳﻨﺎﻗﺾ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻓــﻲ ﺗــﺎرﻳــﺦ اﻹﺧـــــﻮان اﳌـﺴـﻠـﻤـﲔ ﻓــﻲ اﻟﻌﻬﺪ اﳌﻠﻜﻲ وﻓـﻲ ﻋﺸﻴﺔ ﺛــﻮرة ٣٢ ﻳﻮﻟﻴﻮ، وﻫﻲ أﻧﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮا ﻣﻬﺎدﻧﲔ ﻟﻺﻧﺠﻠﻴﺰ وﻣﺘﻌﺎوﻧﲔ ﻣـــﻌـــﻬـــﻢ. وﻫــــــﺬه ﺣــﻘــﻴــﻘــﺔ ﺗـــﻌـــﺰزﻫـــﺎ وﺛـــﺎﺋـــﻖ ﻣﺼﺮﻳﺔ ووﺛﺎﺋﻖ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ.
ﻟــﻦ أرﺟـــﻊ إﻟــﻰ ﺑــﺪاﻳــﺔ إﺑــــﺪاء »اﻹﺧــــﻮان اﳌﺴﻠﻤﲔ« ﻟﻠﺴﻔﺎرة اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ اﺳﺘﻌﺪادﻫﻢ اﻟﺘﻌﺎون ﻣﻌﻬﺎ ﻓـﻲ اﻟﻌﻬﺪ اﳌﻠﻜﻲ، وﺑﺴﺮد ﺗﺎرﻳﺦ ﻫﺬه اﻟﻌﻼﻗﺔ وأﺳﺒﺎﺑﻬﺎ، واﺳﺘﻌﺮاض ﻣــﻮﻗــﻔــﻬــﻢ اﻟــﺴــﻠــﺒــﻲ واﳌـــــﺨـــــﺬل ﻣـــﻦ اﻟــﻜــﻔــﺎح اﳌﺴﻠﺢ، وﺳﺄﻗﻔﺰ إﻟــﻰ ﻋــﺎم ٣٥٩١، وأﺧﺘﺎر ﻣـــﺸـــﻬـــﺪﴽ ﻣــــﻦ ﻣـــﺸـــﺎﻫـــﺪ اﻻﺟـــﺘـــﻤـــﺎﻋـــﺎت ﺑـﲔ اﻟﺴﻔﺎرة اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ و»اﻹﺧﻮان اﳌﺴﻠﻤﲔ« ﻳﺨﺺ ﺳﻌﻴﺪ رﻣﻀﺎن ﺑﻐﻴﺔ اﻻﺧﺘﺼﺎر.
ﻓﻲ اﻟﺸﻬﺮ اﻟﺬي أﻟﺤﺖ اﻟﺴﻔﺎرة اﳌﺼﺮﻳﺔ ﻓﻲ واﺷﻨﻄﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻔﺎرة اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻫﺮة ﻋﻠﻰ دﻋﻮة ﺳﻌﻴﺪ رﻣﻀﺎن ﻟﺤﻀﻮر ﻣـﺆﺗـﻤـﺮ »اﻟـﺜـﻘـﺎﻓـﺔ اﻹﺳــﻼﻣــﻴــﺔ ﻓــﻲ ﻋﻼﻗﺘﻬﺎ ﺑﺎﻟﻌﺎﻟﻢ اﳌﻌﺎﺻﺮ، اﺟﺘﻤﻊ ﺳﻌﻴﺪ رﻣﻀﺎن وﻋﺒﺪ اﻟﺤﺎﻓﻆ اﻟﺼﻴﻔﻲ ﺑﻮﺻﻔﻬﻤﺎ ﻣﻤﺜﻠﲔ ﻟـ»اﻹﺧﻮان اﳌﺴﻠﻤﲔ« ﺑﺎﳌﺴﺘﺸﺎر اﻟﺸﺮﻗﻲ ﻟﻠﺴﻔﺎرة اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ واﳌﻠﺤﻖ اﻟﻌﺴﻜﺮي ﺗﺮﻳﻔﻮر إﻳﻔﺎﻧﺰ.
ﻳﻘﻮل رؤف ﻋﺒﺎس ﻓﻲ ﺑﺤﺚ ﻟﻪ ﻋﻨﻮاﻧﻪ »اﻹﺧـــﻮان اﳌﺴﻠﻤﻮن واﻹﻧﺠﻠﻴﺰ«: »ﻋـﺮض ﺳﻌﻴﺪ رﻣﻀﺎن ﻓﻲ ﻫﺬا اﻻﺟﺘﻤﺎع ﻧﻘﻄﺘﲔ: أﺣﺪاﻫﻤﺎ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﻤﺎ ﺗﺘﻌﺮض ﻟﻪ اﻟﺴﻴﺎدة اﳌـﺼـﺮﻳـﺔ ﻣــﻦ ﻣـﺴـﺎس ﻋـﻨـﺪﻣـﺎ ﺗـﻜـﻮن ﻣﺼﺮ ﻫﺪﻓﴼ ﻟﻠﻬﺠﻮم ﺑﺴﺒﺐ وﺟﻮد اﻟﻘﺎﻋﺪة ﻋﻠﻰ أراﺿـﻴـﻬـﺎ، واﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺈﻗﺎﻣﺔ ﻋﻼﻗﺔ اﺳـﺘـﺮاﺗـﻴـﺠـﻴـﺔ ﻣــﻊ ﺑـﺮﻳـﻄـﺎﻧـﻴـﺎ، ﺣـﻴـﺚ أﻋﻠﻦ ﺳـﻌـﻴـﺪ رﻣــﻀــﺎن ﻟـﻠـﺠـﺎﻧـﺐ اﻟــﺒــﺮﻳــﻄــﺎﻧــﻲ أن )اﻹﺧﻮان( ﻳﻔﻀﻠﻮن اﻟﺘﻔﺎﻫﻢ ﻣﻊ اﻹﻧﺠﻠﻴﺰ، وﻻ ﻳـــــﺮﻳـــــﺪون اﻟـــﺘـــﻔـــﺎﻫـــﻢ ﻣـــــﻊ اﻟـــــــــﺮوس أو اﻷﻣﻴﺮﻛﺎن، واﻧﺘﻘﺪ اﻟﺼﻴﻔﻲ أﻋﻀﺎء ﻣﺠﻠﺲ ﻗﻴﺎدة اﻟﺜﻮرة ﻟﺘﻌﺎوﻧﻬﻢ ﻣﻊ اﻷﻣﻴﺮﻛﺎن«.
اﻟـــــﺴـــــﺆال اﻟـــــــﺬي وﺟــــــــﻪ إﻟــــــﻰ رﻣـــﻀـــﺎن ﺑﺎﻟﺼﻴﻐﺔ اﻟﺘﻲ ورد ﻓﻴﻬﺎ، ﺳﺆال اﺳﺘﻨﻜﺮت أن ﻳﺼﺪر ﻓﻲ ﺑﻠﺪ ﻛﺄﻣﻴﺮﻛﺎ ﻻ ﺗﺤﻈﺮ ﻋﻠﻰ اﻟـﺸـﺒـﺎب ﺣـﺮﻳـﺔ اﻟﻌﻤﻞ اﻻﺟـﺘـﻤـﺎﻋـﻲ، ﺛــﻢ إن اﻟـــﺴـــﺆال وإﺟــﺎﺑــﺘــﻪ ﻻ ﻳـﺼـﻠـﺤـﺎن ﻟﻠﺘﻤﺜﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﻧﺄﻳﻪ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻋﻦ اﻟﺨﻮض ﻓﻲ ﺛﺮﺛﺮات ﺟـﺎﻧـﺒـﻴـﺔ، واﻻﺑــﺘــﻌــﺎد ﻋــﻦ اﻟـــﺰج ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻓﻲ ﺳﻔﺎﺳﻒ اﻷﻣﻮر.
اﻟــﺸــﻴــﻮخ اﻟــﺜــﻼﺛــﺔ اﻟــﺬﻳــﻦ ﻗــــﺎرن ﻛـﺎﺗـﺐ اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﻻﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻲ ﺳﻌﻴﺪ رﻣﻀﺎن ﺑﻬﻢ، ﻫــﻢ اﻟــﺴــﻮري ﻣﺼﻄﻔﻰ اﻟــﺰرﻗــﺎ، واﻷردﻧـــﻲ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﻏﻮﺷﺔ، واﻟﻌﺮاﻗﻲ ﻣﻨﻴﺮ اﻟﻘﺎﺿﻲ، وﻫــــﺆﻻء ﻓــﻲ أﺑــﺤــﺎﺛــﻬــﻢ اﻟــﺘــﻲ ﻗــﺪﻣــﻮﻫــﺎ ﻓﻲ اﳌﺆﺗﻤﺮ ﻟﻢ ﻳﻜﻮﻧﻮا رﺟﻌﻴﲔ إﺳﻼﻣﻴﲔ، وﻻ ﺳﻌﻴﺪ رﻣﻀﺎن ﻫﻮ ﺗﻘﺪﻣﻲ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﻬﻢ. ﻓﻬﻞ ﻳﻘﺼﺪ ﻛﺎﺗﺐ اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﺑﺎﻟﺮﺟﻌﻴﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺗــﺤــﺎﺷــﻴــﻬــﻢ ﻣــﻼﻃــﻔــﺔ اﻟـــﻨـــﺴـــﺎء واﺣــﺘــﺴــﺎء اﳌﺸﺮوﺑﺎت اﻟﺮوﺣﻴﺔ، وﻫﻤﺎ أﻣــﺮان ﻻ ﻳﺠﺪ ﺳﻌﻴﺪ رﻣﻀﺎن )ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﺸﻬﻮر ﻋﻨﻪ( ﺑﺄﺳﴼ ﻓﻲ ﻓﻌﻠﻬﻤﺎ؟!
ﻛﻨﺖ ﻗﺒﻞ أن أﻛﺘﺐ ﻫﺬه اﻟﺴﻄﻮر أﺑﺤﺚ ﻋــﻦ ﻛــﺘــﺎب إﻳــــﺎن ﺟــﻮﻧــﺴــﻮن، »ﻣــﺴــﺠــﺪ ﻓﻲ ﻣﻴﻮﻧﻴﺦ«، ﺑﻨﺴﺨﺘﻪ اﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ، واﺳﺘﻌﻨﺖ ﻓــﻲ ﺳـﺒـﻴـﻞ ذﻟـــﻚ ﺑــﺄﺻــﺪﻗــﺎء، ﻷﻧــﻨــﻲ ﻟــﻢ أﻛـﻦ ﻣﻄﻤﺌﻨﴼ إﻟﻰ ﺻﺤﺔ اﻟﺘﺮﺟﻤﺔ، ﻟﻜﻨﻨﺎ ﻓﺸﻠﻨﺎ ﻓﻲ إﻧﺰاﻟﻪ ﻣﻦ اﻹﻧﺘﺮﻧﺖ. ﻷن إﻧﺰاﻟﻪ ﻳﺤﺘﺎج إﻟـــﻰ ﺗــﻮﻓــﺮ ﻋــﻀــﻮﻳــﺔ ﻓــﻲ اﳌــﻮﻗــﻊ اﻟــــﺬي ﻫﻮ ﻣﻮﺟﻮد ﻓﻴﻪ. ﻓﻘﻠﺖ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻲ: رﺑﻤﺎ ﻟﻴﺲ اﻟــﻌــﻴــﺐ ﻓــﻲ ﻣــﺘــﺮﺟــﻢ اﻟــﻜــﺘــﺎب أﺣــﻤــﺪ ﺟـﻤـﺎل أﺑـﻮ اﻟﻠﻴﻞ، وإﻧﻤﺎ ﻓﻲ ﻧﺺ ﻛﺎﺗﺐ اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﻻﺳـﺘـﺨـﺒـﺎراﺗـﻲ؛ ﻓﻬﻮ اﻟــﺬي ﻛﺘﺒﻪ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻏﺎﻣﻀﺔ وﻣﺨﻠﺨﺔ، ﻓﺘﺼﺪﻳﺖ ﻟﺸﺮح ﻧﺼﻪ.
وﺑﻌﺪ أن ﻛﺘﺒﺖ اﳌﻘﺎل ﺗﻤﻜﻦ أﺣﺪ ﻣﻤﻦ اﺳﺘﻌﻨﺖ ﺑـﻬـﻢ ﻣــﻦ إﻧـــﺰال اﻟــﻜــﺘــﺎب، وﺗـﺮﺟـﻢ ﻟﻲ ﻧﺺ ﺗﺤﻠﻴﻞ اﻻﺳﺘﺨﺒﺎرات اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ. وﻫﺬه ﻫﻲ ﺗﺮﺟﻤﺘﻪ:
»ﺗــﺒــﲔ أن رﻣـــﻀـــﺎن ﻟـــﻢ ﻳــﻜــﻦ ﻟﻴﺼﺒﺢ ﺣﻠﻴﻔﴼ ﻣﺮﻧﴼ. ﻓﻔﻲ ﺗﺤﻠﻴﻞ ﺗﻘﻴﻴﻤﻲ ﻟﻮﻛﺎﻟﺔ اﻻﺳــﺘــﺨــﺒــﺎرات اﳌــﺮﻛــﺰﻳــﺔ اﻷﻣــﻴــﺮﻛــﻴــﺔ ﺑﻌﺪ اﳌﺆﺗﻤﺮ، ﻛﺎن اﻻﻧﻄﺒﺎع ﻋﻨﻪ أﻧﻪ ﻛﺎن ﻣﺤﺮﺿﴼ ﺳﻴﺎﺳﻴﴼ، وﻗﺪ ﺗﻤﺖ دﻋﻮﺗﻪ ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ إﻟﺤﺎح ﻣﻦ اﻟﺴﻔﺎرة اﳌﺼﺮﻳﺔ.
ﻛﺎن أﻛﺜﺮ اﻟﺤﺎﺿﺮﻳﻦ ﺗﻌﻨﺘﴼ، ﺣﻴﺚ ﻛﺎن اﻫﺘﻤﺎﻣﻪ ﻣﻨﺼﺒﴼ ﻋﻠﻰ اﻟﻀﻐﻂ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻻ ﻋــﻠــﻰ اﳌــﺸــﻜــﻼت اﻟــﺜــﻘــﺎﻓــﻴــﺔ. وﺑــﻨــﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻘﺮﻳﺮ، ﻓﻘﺪ رﻓـﺾ اﻟﺨﻮض ﻓﻲ أﺣﺎدﻳﺚ اﳌﺠﺎﻣﻼت.
ﻓــﻲ إﺣـــﺪى اﻟـﺤـﻔـﻼت اﳌـﺴـﺎﺋـﻴـﺔ، ﺳﺌﻞ ﻋــﻤــﺎ إذا ﻛـــﺎن ﻳـﻨـﺒـﻐـﻲ ﺗـﺸـﺠـﻴـﻊ اﻟـﺸـﺒـﻴـﺒـﺔ اﳌـــﺼـــﺮﻳـــﺔ ﻋـــﻠـــﻰ اﻻﻧـــــﺨـــــﺮاط ﻓــــﻲ اﻟــﻨــﺸــﺎط اﳌﺠﺘﻤﻌﻲ، ﻓﻜﺎن ﺟﻮاﺑﻪ: إن اﻟﺸﻲء اﻟﻮﺣﻴﺪ اﻟــــﺬي ﻳــﻬــﻢ اﻟـﺸـﺒـﻴـﺒـﺔ اﳌــﺼــﺮﻳــﺔ ﻫــﻮ إﺟــﻼء اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﲔ«. اﺳﺘﻤﺮ ﻛﺎﺗﺐ اﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﻓﻲ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺗﻘﻴﻴﻢ ﺷﺨﺼﻲ ﻋﻦ رﻣﻀﺎن، ﻗﺎﺋﻼ: »ﺷﻌﺮت أن رﻣﻀﺎن ﻛﺎن رﺟﻌﻲ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ، ﻣﻦ اﻟﺼﻨﻒ اﻟﻜﺘﺎﺋﺒﻲ أو اﻟﻔﺎﺷﻲ، أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻛﻮﻧﻪ رﺟﻌﻴﴼ دﻳﻨﻴﴼ، ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﺣﺎل اﳌﺸﺎﻳﺦ اﻟﺜﻼﺛﺔ اﻟﺬﻳﻦ ﺣﻀﺮوا اﳌﺆﺗﻤﺮ«.
وأﺿـــــﺎف ﻗـــﺎﺋـــﻼ: »ﻳـــﺒـــﺪو أن رﻣــﻀــﺎن ﻓﺎﺷﻲ ﻫﺪﻓﻪ ﺣﺸﺪ اﻷﻓـﺮاد ﻓﻲ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎت ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺴﻠﻄﺔ، وﻟﻢ ﻳﺒﺪ آراء ﻛﺜﻴﺮة ﻋﺪا ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﻟﺪى )اﻹﺧﻮان اﳌﺴﻠﻤﲔ(«.
وﺑﻌﺪ أن ﻗﺮأت ﻫﺬه اﻟﺘﺮﺟﻤﺔ ﻏﻀﺒﺖ ﻣﻦ أﺣﻤﺪ ﺟﻤﺎل أﺑﻮ اﻟﻠﻴﻞ، وﻻ أزال ﻏﺎﺿﺒﴼ ﻣﻨﻪ، ﻷﻧﻪ ﺑﺘﺮﺟﻤﺘﻪ ﻏﻴﺮ اﻟﺪﻗﻴﻘﺔ، دﻓﻌﻨﻲ إﻟﻰ ﺷﻄﺢ ﻓﻲ اﻟﺘﺄوﻳﻞ وإﺳﺮاف ﻓﻲ اﻟﺸﺮح.
وﻫــــﺬا اﻟــﺸــﻄــﺢ ﻓــﻲ اﻟــﺘــﺄوﻳــﻞ ﻻ ﻳﻨﻔﻲ ﺻﺤﺔ اﳌﻌﻠﻮﻣﺎت واﻵراء اﻟــﻮاردة ﻓﻴﻪ ﻋﻦ ﺳﻌﻴﺪ رﻣـﻀـﺎن ﻋـﻦ »اﻹﺧـــﻮان اﳌﺴﻠﻤﲔ«. وﻟﻠﺤﺪﻳﺚ ﺑﻘﻴﺔ.