ﺗﺤﺬﻳﺮ ﻓﺮﻧﺴﻲ ﻣﻦ ﺗﺒﻌﺎت ﻋﺪم اﻟﺘﻮﻗﻴﻊ ﻋﻠﻰ اﻻﺗﻔﺎق اﻟﻨﻮوي
ﻗﺎل إن اﳌﺘﺸﺪدﻳﻦ ﰲ إﻳﺮان ﻳﺘﺨﻮﻓﻮن ﻣﻦ دﻳﻨﺎﻣﻴﺔ اﻧﻔﺘﺎح ﳝﻜﻦ أن ﺗﻬﺪد ﺳﻴﻄﺮﺗﻬﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﻮﺿﻊ
ﺑــﻌــﺪ ﻣـــــﺮور ٣ أﻳـــــﺎم ﻋــﻠــﻰ ﻋـــﻮدة اﳌﻔﺎوض اﻷوروﺑﻲ أﻧﺮﻳﻜﻲ ﻣﻮرا ﻣﻦ ﻃﻬﺮان، ﻋﻘﺐ ﻳﻮﻣﲔ ﻣﻦ اﳌﺤﺎدﺛﺎت ﻣﻊ ﻣﺴﺆوﻟﻲ اﳌﻠﻒ اﻟﻨﻮوي اﻹﻳﺮاﻧﻲ، ﻟﻢ ﺗﺼﺪر ﻋﻦ أي ﺟﺎﻧﺐ ﻣﻦ اﻟﺠﺎﻧﺒﲔ اﻷوروﺑﻲ واﻹﻳﺮاﻧﻲ أي ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت أو ﺗﺴﺮﻳﺒﺎت ﺗﻮﻓﺮ ﺳﺒﺒﴼ ﻟﻠﺘﻔﺎؤل اﻟﺬي ﻋﺒﺮ ﻋﻨﻪ ﻣﺴﺆول اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ ﻓﻲ اﻻﺗﺤﺎد اﻷوروﺑﻲ ﺟﻮزﻳﺐ ﺑﻮرﻳﻞ ﻳــﻮم اﻟﺠﻤﻌﺔ اﳌــﺎﺿــﻲ؛ ﺣﻴﺚ اﻋﺘﺒﺮ أن اﳌﻔﺎوﺿﺎت »أﻋﻴﺪ ﻓﺘﺤﻬﺎ« وأﻧﻬﺎ ﺣﺼﻠﺖ »ﺑﺸﻜﻞ إﻳﺠﺎﺑﻲ ﺟﺪﴽ«. ﻛﺬﻟﻚ ﻟﻴﺲ ﻓﻲ اﻷﻓﻖ ﻣﺎ ﻳﺸﻴﺮ إﻟﻰ ﻣﻮﻋﺪ ﻣﺎ ﳌﻌﺎودة اﳌﻔﺎوﺿﺎت ﻓﻲ ﻓﻴﻴﻨﺎ اﻟﺘﻲ ﺗﻮﻗﻔﺖ ﻣﻨﺬ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺷﻬﺮﻳﻦ. وﻣﺮة أﺧﺮى، رأى ﺑﻮرﻳﻞ أن ﻣﻠﻒ »اﻟﺤﺮس اﻟـــﺜـــﻮري« ﻳـﻤـﺜـﻞ اﻟــﻌــﻘــﺪة اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ، وﺳﺒﻖ ﻟﻪ أن اﻗﺘﺮح »ﺣﻼ وﺳﻄﴼ« ﻟﻢ ﻳﻔﻬﻢ ﻣﺎ إذا ﻛـﺎن اﳌـﻔـﺎوض اﻹﻳﺮاﻧﻲ ﻗـــﺪ ﻗــﺒــﻠــﻪ أو ﻗــﺒــﻞ ﻣــﻨــﺎﻗــﺸــﺘــﻪ ﺑــﺪﻳــﻼ ﻋــﻦ ﻣﻄﻠﺐ ﻃــﻬــﺮان اﳌـﺘـﻜـﺮر ﺑـﺈﺧـﺮاج »اﻟـــــﺤـــــﺮس اﻟــــــﺜــــــﻮري« ﻣـــــﻦ اﻟـــﻼﺋـــﺤـــﺔ اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﻟﻠﻤﻨﻈﻤﺎت اﻹرﻫﺎﺑﻴﺔ.
ﺑﻴﺪ أن ﺗﻔﺎؤل ﺑﻮرﻳﻞ، اﳌﻔﺘﺮض ﺑﻪ أن ﻳﻜﻮن اﻟﻨﺎﻃﻖ ﺑﺎﺳﻢ اﻹﺟﻤﺎع اﻷوروﺑــــــــــــــﻲ، ﻻ ﻳــــﺒــــﺪو ﺣـــﻘـــﻴـــﻘـــﺔ أﻧـــﻪ اﻟـــﺘـــﺼـــﻮر اﻟـــﻐـــﺎﻟـــﺐ ﻟـــــﺪى اﻟـــﻌـــﻮاﺻـــﻢ اﻷوروﺑــﻴــﺔ اﳌﻌﻨﻴﺔ ﺑﺎﳌﻠﻒ اﻟـﻨـﻮوي. ﻓـﻔـﻲ ﻟــﻘــﺎء ﻣــﻊ ﻣـﺠـﻤـﻮﻋـﺔ ﺿـﻴـﻘـﺔ ﻣﻦ اﻟــﺼــﺤــﺎﻓــﻴــﲔ، ﻗـــــﺪم ﻣـــﺼـــﺪر رﺳـﻤـﻲ ﻓـﺮﻧـﺴـﻲ رﻓــﻴــﻊ اﳌــﺴــﺘــﻮى ﻗــــﺮاء ة أﻗـﻞ ﺗـــﻔـــﺎؤﻻ ﳌــﺴــﺎر اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ، ﻋــــﺎرﺿــــﴼ ﺟــﻤــﻠــﺔ ﻣــــﻦ اﻟـــــﺪواﻓـــــﻊ اﻟــﺘــﻲ ﺗﺠﻌﻞ اﻟﺴﻠﻄﺎت ﻓﻲ إﻳﺮان ﺣﺬرة ﻣﻦ اﻟﺴﻴﺮ ﻓﻲ اﳌﻔﺎوﺿﺎت ﺣﺘﻰ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ واﻟـﺘـﻮﺻـﻞ إﻟــﻰ اﺗـﻔـﺎق ﻣﻌﺪل ﻻﺗﻔﺎق ٥١٠٢، وﻣـــﺤـــﺎوﻟـــﺔ إﻳــــﺠــــﺎد اﻷﻋــــــﺬار ﻟﻠﻤﻤﺎﻃﻠﺔ وﻛﺴﺐ اﻟﻮﻗﺖ.
ﺑـــــﺪاﻳـــــﺔ، ﺗــــﺆﻛــــﺪ ﺑـــــﺎرﻳـــــﺲ، وﻫـــﻲ إﺣـــﺪى اﻟـﻌـﻮاﺻـﻢ اﻷوروﺑــﻴــﺔ اﻟﺜﻼث اﳌﻮﻗﻌﺔ ﻋﻠﻰ اﺗﻔﺎق ٥١٠٢، واﳌﺸﺎرﻛﺔ ﻓﻲ ﻣﻔﺎوﺿﺎت ﻓﻴﻴﻨﺎ أوروﺑـﻴـﴼ »إﻟﻰ ﺟـــﺎﻧـــﺐ ﻟـــﻨـــﺪن وﺑـــــﺮﻟـــــﲔ«، أن »ﻧـــﺺ اﻻﺗﻔﺎق ﺟﺎﻫﺰ« ﻟﻠﺘﻮﻗﻴﻊ وأن اﻟﺴﻴﺮ ﺑـــــﻪ أو إﻋــــﺎﻗــــﺘــــﻪ ﻣـــﺴـــﺄﻟـــﺔ ﻳـﺤـﺴـﻤـﻬـﺎ اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻹﻳﺮاﻧﻲ اﻟﺬي ﻳﻤﺘﻠﻚ ﻣﻔﺘﺎح اﻟـــﺤـــﻞ واﻟـــــﺮﺑـــــﻂ، ﻣــﻀــﻴــﻔــﴼ أﻧـــــﻪ ﺣـــﺎن اﻟﻮﻗﺖ أن ﺗﻘﻮل أﻋﻠﻰ اﻟﺴﻠﻄﺎت ﻓﻲ ﻃﻬﺮان ﻛﻠﻤﺘﻬﺎ اﻟﻨﻬﺎﺋﻴﺔ، وأن ﺗﺘﺨﺬ ﻗــﺮارﴽ ﻳﻀﻊ ﺣـﺪﴽ ﻟﻠﻤﺮاوﺣﺔ. وﺗﺄﺧﺬ ﺑﺎرﻳﺲ، وﻣﻌﻬﺎ اﻟﻌﻮاﺻﻢ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ، ﻋﻠﻰ إﻳـﺮان أﻧﻬﺎ »ﺗﺒﺘﺰ اﳌﻔﺎوﺿﺎت« ﻋﺒﺮ إدﺧﺎل ﻋﻨﺼﺮ ﻏﺮﻳﺐ ﻋﻨﻬﺎ، وﻫﻮ ﻣﻠﻒ »اﻟﺤﺮس اﻟﺜﻮري« واﻟﻌﻘﻮﺑﺎت اﳌــﻔــﺮوﺿــﺔ ﻋـﻠـﻴـﻪ. وﺑـﺤـﺴـﺐ اﳌـﺼـﺪر اﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻲ اﳌﺸﺎر إﻟﻴﻪ، ﻓﺈن ﻃﻬﺮان ﺗـــﻌـــﻲ ﺳــﻠــﻔــﴼ أن اﻹدارة اﻷﻣــﻴــﺮﻛــﻴــﺔ اﻟـﺤـﺎﻟـﻴـﺔ ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟــﺘــﺠــﺎوب ﻣﻊ اﻟــﺮﻏــﺒــﺔ اﻹﻳـــﺮاﻧـــﻴـــﺔ، وأﻧــﻬــﺎ ﺳـﺘـﻮاﺟـﻪ ﺻـــﻌـــﻮﺑـــﺔ ﻣــــﺆﻛــــﺪة ﻓــــﻲ اﻟـــﻜـــﻮﻧـــﻐـــﺮس ﻟﺘﻤﺮﻳﺮه، وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺈن اﻹﺻﺮار ﻋﻠﻴﻪ رﻏﻢ أﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﺟـﺰءﴽ ﻣﻦ اﺗﻔﺎق اﻟﻌﺎم ٥١٠٢ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ ﻋﺮﻗﻠﺔ اﻟﺘﻮﺻﻞ إﻟﻰ اﺗﻔﺎق ﻧﻬﺎﺋﻲ.
ﺑــﻴــﺪ أن ﺑـــﺎرﻳـــﺲ ﺗــــﺮى أن ﻫـﻨـﺎك ﻋــــﺎﻣــــﻼ آﺧـــــﺮ ﻳــﻠــﺠــﻢ اﻻﻧـــــﺪﻓـــــﺎع ﻧـﺤـﻮ اﻻﺗﻔﺎق. واﳌﻘﺼﻮد ﺑﺬﻟﻚ أن اﻟﻌﻮدة
إﻟــــﻰ اﻻﺗــــﻔــــﺎق ﻣـــﻊ اﻟـــﺘـــﻌـــﺪﻳـــﻼت اﻟــﺘــﻲ أدﺧﻠﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺳﺘﻄﻠﻖ دﻳﻨﺎﻣﻴﺔ اﻧﻔﺘﺎح ﺟﺪﻳﺪة وﺗﻄﺒﻴﻊ ﺗﺪرﻳﺠﻲ ﺑﲔ إﻳﺮان واﻟــﻌــﺎﻟــﻢ اﻟــﺨــﺎرﺟــﻲ. اﻷﻣـــﺮ اﻟـــﺬي ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ أن ﻳﻐﻴﺮ اﻟﺘﻮازﻧﺎت اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻻﺟـﺘـﻤـﺎﻋـﻴـﺔ اﻟـﺪاﺧـﻠـﻴـﺔ ﻓــﻲ إﻳــــﺮان. وﻟــــــﺬا، ﺗــﻌــﺘــﺒــﺮ ﺑـــﺎرﻳـــﺲ أن ﺗــﺤــﻮﻻت اﻧﻔﺘﺎﺣﻴﺔ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻨﻮع ﺗﺮﺑﻚ وﺗﺜﻴﺮ ﻣـــﺨـــﺎوف اﻟــﻔــﺌــﺎت اﻷﻛـــﺜـــﺮ ﺗـــﺸـــﺪدﴽ ﻓﻲ اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻹﻳﺮاﻧﻲ، اﻟﺘﻲ ﺗﻤﺴﻚ ﺣﺎﻟﻴﴼ ﺑﺎﻟﺴﻠﻄﺔ. وﻟﺬا ﻳﻤﻜﻦ اﻋﺘﺒﺎر أﻧﻪ »ﻻ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﻟﻬﺎ« اﻟﻴﻮم ﻓﻲ رﻛــﻮب ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﳌﺨﺎﻃﺮ ﻣﺨﺎﻓﺔ ﺗﻔﻠﺖ اﻟﻮﺿﻊ ﻣﻦ ﻳﺪﻳﻬﺎ. وﺑﻜﻼم آﺧﺮ، ﻓﺈن اﻟﻌﻮدة إﻟﻰ اﻻﺗـﻔـﺎق، اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻨﻲ رﻓـﻊ اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت وﺗــــﻤــــﻜــــﲔ إﻳــــــــــﺮان ﻣـــــﻦ ﺑــــﻴــــﻊ ﻧــﻔــﻄــﻬــﺎ ﺑﺤﺮﻳﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ واﻟـﺘـﺼـﺮف ﺑﻌﺎﺋﺪاﺗﻪ واﻟــــﺘــــﺠــــﺎوب ﻣــــﻊ اﳌـــﻄـــﺎﻟـــﺐ اﳌـــﺘـــﻌـــﺪدة اﻟﺘﻲ ﻳﺮﻓﻌﻬﺎ اﳌﺘﻈﺎﻫﺮون، ﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﻟﻬﺎ ﻣﻔﻌﻮل ﻋﻜﺴﻲ. وﺗﺠﺪر اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أن اﻟﻔﻠﺴﻔﺔ اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎن اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻷﺳﺒﻖ ﺑﺎراك أوﺑﺎﻣﺎ ﻳﺮوج ﻟﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ اﻋﺘﺒﺎر أن رﺑﻂ إﻳﺮان ﺑﺎﻟﻌﺮﺑﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ، وإﻋﺎدة دﻣﺠﻬﺎ ﻓﻲ اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻟﺪوﻟﻲ، ﺑﻌﺪ أن ﻛﺎﻧﺖ »دوﻟﺔ ﻣﺎرﻗﺔ«، ﺳﻴﺤﺪث ﺗﻐﻴﺮات ﺟـﺬرﻳـﺔ ﺗﺤﺪﻳﺜﻴﺔ ﻓﻲ اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻹﻳﺮاﻧﻲ. اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﻟﻢ ﻳﺤﺼﻞ ﺣﻘﻴﻘﺔ. واﻟﺠﺪﻳﺮ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ أن اﳌﺘﺸﺪدﻳﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻫﻢ ﻓﻲ اﻟﺴﻠﻄﺔ، أو اﳌﻘﺮﺑﲔ ﻣﻨﻬﺎ، ﻳﺴﺘﻔﻴﺪون ﻣﻦ اﻟﻮﺿﻊ اﻟﺤﺎﻟﻲ، وﻻ ﻳﺮون داﻋﻴﴼ ﻟﺘﻐﻴﻴﺮه.
ﺛـــﻤـــﺔ ﻋـــﻨـــﺎﺻـــﺮ إﺿـــﺎﻓـــﻴـــﺔ ﺗـﺸـﻴـﺮ إﻟـــﻴـــﻬـــﺎ ﻣــــﺼــــﺎدر رﺳـــﻤـــﻴـــﺔ أوروﺑــــﻴــــﺔ ﻟﺘﻔﺴﻴﺮ اﻟـﺘـﺮدد اﻹﻳــﺮاﻧــﻲ. أوﻟـﻬـﺎ أن إﻳﺮان ﺗﻜﺴﺐ اﻟﻮﻗﺖ ﻟﺪﻓﻊ ﺑﺮﻧﺎﻣﺠﻬﺎ اﻟــﻨــﻮوي إﻟــﻰ اﻷﻣــــﺎم، وﻫــﻲ ﺗــﺮى ﻓﻲ ذﻟﻚ وﺳﻴﻠﺔ ﺿﻐﻂ إﺿﺎﻓﻴﺔ ﺳﺘﻠﺰم اﻟﻄﺮف اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ واﻟﻐﺮﺑﻴﲔ ﺑﺸﻜﻞ ﻋـــﺎم ﺑـﺎﻟـﺘـﺠـﺎوب ﻓــﻲ ﻟﺤﻈﺔ ﻣـــﺎ، ﻣﻊ ﻣـــﻄـــﺎﻟـــﺒـــﻬـــﺎ ﻟـــﺘـــﻼﻓـــﻲ ﺗـــﻤـــﻜـــﻦ ﻃـــﻬـــﺮان ﻣـﻦ اﻟﺘﺤﻮل إﻟــﻰ ﻗــﻮة ﻧـﻮوﻳـﺔ، أو أن ﺗﺘﻮﺻﻞ، ﻋﻠﻰ اﻷﻗـﻞ، إﻟﻰ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ اﻟﻌﺘﺒﺔ اﻟـﻨـﻮوﻳـﺔ. ﻛﺬﻟﻚ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻫﺬه اﳌﺼﺎدر أن ﺗﻘﺪﻳﺮات اﻟﻄﺮف اﻹﻳﺮاﻧﻲ أن اﻟﺤﺮب اﻟﺮوﺳﻴﺔ ﻋﻠﻰ أوﻛﺮاﻧﻴﺎ، اﻟﺘﻲ ﻟﻦ ﺗﻨﺘﻬﻲ ﺑﲔ ﻟﻴﻠﺔ وﺿﺤﺎﻫﺎ، ﺑﻞ ﻫﻲ ﻣﺮﺷﺤﺔ ﻟﻼﺳﺘﻤﺮار ﺷﻬﻮرﴽ، إن ﻟﻢ ﻳﻜﻦ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ذﻟﻚ، ﺗﻤﻨﺢ ﻃﻬﺮان ﻓـــﺮﺻـــﺔ زﻣـــﻨـــﻴـــﺔ إﺿـــﺎﻓـــﻴـــﺔ، وﺗــﺸــﻴــﺢ اﻷﻧــــــﻈــــــﺎر ﻋـــــﻦ اﻟــــﺘــــﻄــــﻮر اﳌــــﺘــــﺴــــﺎرع ﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺠﻬﺎ اﻟــﻨــﻮوي، وﺗﺒﻌﺪ ﻋﻨﻬﺎ ﺷﺒﺢ اﻟـﺤـﺮب، اﻧﻄﻼﻗﴼ ﻣـﻦ ﻣﺒﺪأ أن واﺷــﻨــﻄــﻦ ﻻ ﻳـﻤـﻜـﻦ أن ﺗـﺘـﻌـﺎﻣـﻞ ﻓﻲ وﻗــﺖ واﺣــﺪ ﻣـﻊ ﺟﺒﻬﺘﲔ »أوﻛـﺮاﻧـﻴـﺎ وإﻳﺮان«. إﻻ أن اﳌﺼﺪر اﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻲ اﻟـــﻔـــﺮﻧـــﺴـــﻲ ﻋـــــﺎد ﻟـــﻴـــﺤـــﺬر اﻟــﺴــﻠــﻄــﺎت اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ﻣﻦ أن اﻹﺧﻔﺎق ﻓﻲ اﻟﺴﻴﺮ ﺑـــــﺎﳌـــــﻔـــــﺎوﺿـــــﺎت إﻟـــــــﻰ ﺧـــﻮاﺗـــﻴـــﻤـــﻬـــﺎ، ﺳـﺘـﻨـﺸـﺄ ﺑـﺴـﺒـﺒـﻪ أوﺿــــــﺎع ﺟـــﺪﻳـــﺪة، ﻋﻨﻮاﻧﻬﺎ اﻟﺴﻴﺮ ﻧﺤﻦ ﺗﺼﻌﻴﺪ ﻛﺒﻴﺮ. وإذا ﻛﺎن اﳌﺼﺪر اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ اﻣﺘﻨﻊ ﻋﻦ اﻟﺨﻮض ﻓﻲ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﻣﺎ ﻳﻌﻨﻴﻪ، ﻓﺈن ﻛﻼﻣﻪ واﺿﺢ ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻪ اﻟﻜﻔﺎﻳﺔ، ﻟﻴﻔﻬﻢ ﻣﻨﻪ أن واﺷﻨﻄﻦ واﻟﻐﺮﺑﻴﲔ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم وﻗﻮى إﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﺷﺮق أوﺳﻄﻴﺔ ﻟﻦ ﺗﺘﺮك ﻹﻳﺮان اﻟﺤﺒﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﻐﺎرب، وأن إﻣﻜﺎﻧﺎت ﻋﺮﻗﻠﺔ ﺑﺮﻧﺎﻣﺠﻬﺎ اﻟﻨﻮوي ﻻ ﺗﻌﻨﻲ ﺑﺎﻟﻀﺮورة ﺗﻮﺟﻴﻪ ﺿﺮﺑﺎت ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮة ﻟﻪ، ﺑﻞ ﺛﻤﺔ وﺳﺎﺋﻞ أﺧــــﺮى ﻻ ﺗــﻘــﻞ ﻓــﺎﻋــﻠــﻴــﺔ، ﻣــﺜــﻞ ﻓــﺮض ﻋﻘﻮﺑﺎت ﻣﺎﻟﻴﺔ واﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﺟﺪﻳﺪة وإﺧــــــــﺮاج اﻟـــﻨـــﻈـــﺎم اﳌــــﺎﻟــــﻲ اﻹﻳــــﺮاﻧــــﻲ ﻣـــﻦ اﻟــــــﺪورة اﻟــﻌــﺎﳌــﻴــﺔ، وﺻـــــﻮﻻ إﻟــﻰ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻹﻟﻜﺘﺮوﻧﻴﺔ واﳌﻴﺪاﻧﻴﺔ، ﺣﺘﻰ اﻟﺤﺮب اﳌﺒﺎﺷﺮة.
وﻟﺘﺠﻨﻴﺐ اﳌﻨﻄﻘﺔ واﻟﻌﺎﻟﻢ ﻫﺬا اﻟـــﻨـــﻮع ﻣـــﻦ اﻟـــﺘـــﻄـــﻮرات اﳌـــﺄﺳـــﺎوﻳـــﺔ، ﺗﺪﻋﻮ ﺑﺎرﻳﺲ اﳌﺴﺆوﻟﲔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﲔ إﻟــﻰ اﻏـﺘـﻨـﺎم اﻟـﻔـﺮﺻـﺔ اﳌـﺘـﺎﺣـﺔ، اﻟﺘﻲ ﻟــﻦ ﺗـﻜـﻮن ﻛـﺬﻟـﻚ إﻟــﻰ اﻷﺑـــﺪ، واﻟﺴﻴﺮ ﺑﺎﻻﺗﻔﺎق وﺗﻮﻗﻴﻌﻪ. وﻳﻌﺪ اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻟـﻔـﺮﻧـﺴـﻲ أن ﻓــﻮاﺋــﺪ ﺟـﻤـﺔ ﻟـﻄـﻬـﺮان، ﺗـــﺴـــﺘـــﻄـــﻴـــﻊ ﺟــــﻨــــﻴــــﻬــــﺎ ﻣـــــﻨـــــﻪ، أوﻟــــﻬــــﺎ ﺗـﻤـﻜـﻴـﻨـﻬـﺎ ﻣـــﻦ اﻻﺳــﺘــﺠــﺎﺑــﺔ ﳌـﻄـﺎﻟـﺐ ﺷـــﻌـــﺒـــﻬـــﺎ اﳌـــﺴـــﺘـــﻤـــﺮ ﻓـــــﻲ اﻟـــﺘـــﻈـــﺎﻫـــﺮ، وأﺣــﻴــﺎﻧــﴼ اﻟــﻘــﻴــﺎم ﺑــــ»أﻋـــﻤـــﺎل ﺷـﻐـﺐ« اﺣﺘﺠﺎﺟﴼ ﻋﻠﻰ اﻷوﺿـــﺎع اﳌﻌﻴﺸﻴﺔ وﺗــــﺪﻫــــﻮر اﻟــــﻘــــﺪرة اﻟـــﺸـــﺮاﺋـــﻴـــﺔ. ﻓـﻬـﻞ ﺗﻘﺘﻨﺺ إﻳﺮان اﻟﻔﺮﺻﺔ؟ اﻟﺠﻮاب ﻓﻲ ﻗﺎﺑﻞ اﻷﻳﺎم.