ﻛﺒﻴﺮ اﳌﻔﺎوﺿﲔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﲔ: دول ﻃﻠﺒﺖ ﺗﻌﺎوﻧﻨﺎ ﻓﻲ اﻻﻟﺘﻔﺎف ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت
ﻗﺎل ﻛﺒﻴﺮ اﳌﻔﺎوﺿﲔ اﻟﻨﻮوﻳﲔ ﻓﻲ إﻳﺮان، ﻋـــﻠـــﻲ ﺑــــﺎﻗــــﺮي ﻛـــﻨـــﻲ، أﻣــــــﺲ، إن دوﻻ ﻃـﻠـﺒـﺖ ﻣـــﻦ إﻳــــــﺮان اﻟــﺤــﺼــﻮل ﻋــﻠــﻰ ﺳــﺒــﻞ »إﺟـــﻬـــﺎض اﻟـﻌـﻘـﻮﺑـﺎت«، ﻣﺸﻴﺮﴽ إﻟــﻰ أن ﺑــﻼده ﺟﺪﻳﺔ ﻓﻲ ﻣﻔﺎوﺿﺎت ﻓﻴﻴﻨﺎ اﻟﻬﺎدﻓﺔ إﻟﻰ إﺣﻴﺎء اﻻﺗﻔﺎق اﻟـــﻨـــﻮوي ﺑــﺎﻟــﻘــﺪر ﻧـﻔـﺴـﻪ اﻟــــﺬي »ﻻ ﺗــﺜــﻖ ﻣﻌﻪ ﺑﺎﻷﻋﺪاء«
وداﻓﻊ ﺑﺎﻗﺮي ﻛﻨﻲ ﻋﻦ ﺳﻴﺎﺳﺔ »إﺟﻬﺎض اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت«، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﺠﺮي إﻳــﺮان ﻣﻔﺎوﺿﺎت ﻏﻴﺮ ﻣﺒﺎﺷﺮة ﻣﻊ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﻣﻨﺬ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻋﺎم ﻣﻦ أﺟﻞ رﻓﻊ اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت.
وﻳﺼﺮ اﳌﺮﺷﺪ اﻹﻳـﺮاﻧـﻲ، ﻋﻠﻲ ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ، ﻋﻠﻰ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺳﻴﺎﺳﺔ »إﺟـﻬـﺎض اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت« أو إﺑﻄﺎل ﻣﻔﻌﻮل اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت، ﻟﻠﺤﻴﻠﻮﻟﺔ دون ﺗﺄﺛﻴﺮ اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت اﻟﺤﺎﻟﻴﺔ أو اﳌﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ ﻋﻠﻰ إﻳﺮان.
وأﻓــــــــﺎد ﺑــــﺎﻗــــﺮي ﻛــــﻨــــﻲ، ﻓــــﻲ ﺗــﺼــﺮﻳــﺤــﺎت ﻟـﻠـﺼـﺤـﺎﻓـﻴـﲔ ﻋـﻠـﻰ ﻫــﺎﻣــﺶ »ﻣـــﻌـــﺮض اﻟﻨﻔﻂ واﻟﻐﺎز واﻟﺒﺘﺮوﻛﻴﻤﺎوﻳﺎت« ﻓﻲ ﻃﻬﺮان أﻣﺲ، ﺑــــﺄن »اﻟـــﺴـــﻴـــﺎﺳـــﺔ اﻻﺳــﺘــﺮاﺗــﻴــﺠــﻴــﺔ ﻹﺟــﻬــﺎض اﻟـﻌـﻘـﻮﺑـﺎت إﻟــﻰ ﺟـﺎﻧـﺐ اﳌــﺒــﺎدرة اﻟـﺬﻛـﻴـﺔ ﻟﺮﻓﻊ اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت، أﺣﺒﻄﺖ ﺧﺪﻋﺔ اﻷﻋـــﺪاء ﻓﻲ وﻗﻒ ﻗﻄﺎر اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺸﺎﻣﻠﺔ ﻟﻠﺒﻼد«.
وﺑﺬﻟﻚ؛ ﻗﺪم اﳌﻔﺎوض اﻹﻳﺮاﻧﻲ ﺗﻔﺴﻴﺮه اﻟﺨﺎص ﳌﺎ ﺳﻤﺎه »ﻋﻠﻢ إﺟﻬﺎض اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت«، ﻣـﺘـﺤـﺪﺛـﴼ ﻋـــﻦ ٣ ﻣـــﺮاﺣـــﻞ ﳌــﻮاﺟــﻬــﺔ اﻟـﻌـﻘـﻮﺑـﺎت اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻟﻄﺎﻗﺔ، وﻗــﺎل إن ﺑﻼده ﺗﺎﺑﻌﺖ »ﻓﻦ اﻻﻟﺘﻔﺎف ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت« ﳌﻮاﺟﻬﺔ »اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت اﻟﺬﻛﻴﺔ« ﻓﻲ زﻣﻦ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ اﻷﺳـﺒـﻖ ﺟــﻮرج ﺑــﻮش )اﻻﺑـــﻦ(، وأﺷـــﺎر أﻳﻀﴼ إﻟﻰ »ﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﻣﻮاﺟﻬﺔ اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت اﳌﺘﺸﺪدة ﻓﻲ زﻣﻦ ﺑﺎراك أوﺑﺎﻣﺎ«، ﻗﺒﻞ أن ﺗﺄﺗﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ »إﺟــــﻬــــﺎض اﻟـــﻌـــﻘـــﻮﺑـــﺎت اﻟــﻨــﺎﺟــﻤــﺔ ﻋـــﻦ ﺣﻤﻠﺔ )اﻟﻀﻐﻮط اﻟﻘﺼﻮى( ﻣﻦ )اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ اﻟﺴﺎﺑﻖ( دوﻧﺎﻟﺪ ﺗﺮﻣﺐ«.
وﻗــــﺎل ﺑــﺎﻗــﺮي إن »دوﻻ أﺧــــﺮى ﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﻠﻌﻘﻮﺑﺎت ﺗﺴﻌﻰ اﻵن ﻟﻠﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ )ﻋﻠﻢ إﺟﻬﺎض اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت(« ﻣﻦ إﻳـﺮان. وﻓﻲ إﺷﺎرة ﺿــﻤــﻨــﻴــﺔ إﻟـــــﻰ اﳌــــﻔــــﺎوﺿــــﺎت، ﻗــــــﺎل: »ﺻـــﻤـــﻮد رﻓــﻊ اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت ﻣـﺮﻫـﻮن ﺑﺎﻟﺤﻔﺎظ واﻻرﺗــﻘــﺎء ﺑـﺎﻟـﻄـﺎﻗـﺎت اﻟﻨﺎﻋﻤﺔ واﻟﺼﻌﺒﺔ ﻓــﻲ إﺟﻬﺎض اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت«. وأﺿﺎف: »اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺟﺪﻳﺔ ﻓﻲ آﻟﻴﺔ اﳌﻔﺎوﺿﺎت واﻟﻌﻤﻞ ﺑﺎﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت اﻟـﺪوﻟـﻴـﺔ ﻓــﻲ ﻗﻀﻴﺔ رﻓـــﻊ اﻟـﻌـﻘـﻮﺑـﺎت، ﺑﺎﻟﻘﺪر ﻧﻔﺴﻪ ﻟـ )ﻋﺪم اﻟﺜﻘﺔ ﺑﺎﻷﻋﺪاء( و)ﻋﺪم اﻻﻋﺘﻤﺎد ﻋﻠﻰ اﻷﺟﺎﻧﺐ( ﻓﻲ ﺗﺠﻨﺐ اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت«.
واﻟﺸﻬﺮ اﳌﺎﺿﻲ، ﻛﺸﻔﺖ ﺻﺤﻴﻔﺔ »وول ﺳــﺘــﺮﻳــﺖ ﺟـــﻮرﻧـــﺎل« ﻋـــﻦ وﺛـــﺎﺋـــﻖ ﺣـــﻮل ﺗﻤﻜﻦ إﻳـــــــﺮان ﻣــــﻦ اﻟـــﺘـــﺤـــﺎﻳـــﻞ ﻋـــﻠـــﻰ اﻟـــﻌـــﻘـــﻮﺑـــﺎت، ﻋـﻦ ﻃــﺮﻳــﻖ إﻧــﺸــﺎء ﻧــﻈــﺎم ﻣـﺼـﺮﻓـﻲ وﻣــﺎﻟــﻲ ﺳـﺮي ﻳـﺘـﺄﻟـﻒ ﻣــﻦ ﺣـﺴـﺎﺑـﺎت ﻓــﻲ اﻟـﺒـﻨـﻮك اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ اﻷﺟﻨﺒﻴﺔ، واﻟﺸﺮﻛﺎت اﻟﻮﻛﻴﻠﺔ اﳌﺴﺠﻠﺔ ﺧﺎرج اﻟــــﺒــــﻼد، واﻟـــﺸـــﺮﻛـــﺎت اﻟـــﺘـــﻲ ﺗــﻨــﺴــﻖ اﻟــﺘــﺠــﺎرة اﳌــﺤــﻈــﻮرة وﻏــﺮﻓــﺔ ﻣـﻘـﺎﺻـﺔ اﳌــﻌــﺎﻣــﻼت داﺧــﻞ إﻳﺮان، وﻳﻤﻜﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﻧﻘﻞ ﻋﺸﺮات اﳌﻠﻴﺎرات ﻣﻦ اﻟﺪوﻻرات.
ورأي ﺑﺎﻗﺮي أن »اﻟﻌﻘﻼﻧﻴﺔ اﻟﺜﻮرﻳﺔ ﺗﺘﻄﻠﺐ اﺳﺘﺨﺪام ﻛﻞ ﻃﺎﻗﺎت اﻟﺴﺎﺣﺔ اﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﺄﻣﲔ اﳌﺼﺎﻟﺢ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻋﺪم اﻟﺜﻘﺔ ﺑﺎﻟﻌﺪو وﻋﺪم اﻻﻋﺘﻤﺎد ﻋﻠﻰ اﻷﺟﺎﻧﺐ«.
ﻫﺬه أول ﺗﺼﺮﻳﺤﺎت ﻣﻦ ﺑﺎﻗﺮي ﻛﻨﻲ ﺑﻌﺪ اﳌﻔﺎوﺿﺎت اﻟﺘﻲ أﺟﺮاﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺪى ﻳﻮﻣﲔ ﻣﻊ اﳌﻨﺴﻖ اﻷوروﺑـــﻲ ﳌﺤﺎدﺛﺎت ﻓﻴﻴﻨﺎ، إﻧﺮﻳﻜﻲ ﻣــــــﻮرا، وذﻟـــــﻚ ﺑــﻌــﺪ ﻧــﺤــﻮ ﺷــﻬــﺮﻳــﻦ ﻣـــﻦ ﺗﻌﺜﺮ ﻣـﻔـﺎوﺿـﺎت ذات وﺗـﻴـﺮة ﺑﻄﻴﺌﺔ ﺗﺴﺘﻀﻴﻔﻬﺎ ﻓﻴﻴﻨﺎ.
وﻗــــﺎل ﻣـﻨـﺴـﻖ اﻟــﺴــﻴــﺎﺳــﺔ اﻟــﺨــﺎرﺟــﻴــﺔ ﻓﻲ اﻻﺗﺤﺎد اﻷوروﺑﻲ، ﺟﻮزﻳﺐ ﺑﻮرﻳﻞ، إن ﻣﻬﻤﺔ ﻣﻮرا ﺟﺮت »أﻓﻀﻞ ﻣﻤﺎ ﻛﺎن ﻣﺘﻮﻗﻌﴼ«. وأﺿﺎف أن ﻣﺎ أﻋﺎق ﺗﻘﺪم اﳌﺤﺎدﺛﺎت ﻋﻠﻰ ﻣﺪى ﺷﻬﺮﻳﻦ ﻫــﻮ »اﻟــﺨــﻼﻓــﺎت ﺣـــﻮل ﻣــﺎ ﻳـﺠـﺐ ﻓـﻌـﻠـﻪ ﺣﻴﺎل )اﻟــﺤــﺮس اﻟـــﺜـــﻮري(«، ﻣﻀﻴﻔﴼ »اﻟــﺠــﻮاب ﻛﺎن إﻳﺠﺎﺑﻴﴼ ﺑﻤﺎ ﻳﻜﻔﻲ«. وﻟﻔﺖ اﻟﻰ أن »ﻫﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻷﻣﻮر ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺣﻠﻪ ﺑﲔ ﻟﻴﻠﺔ وﺿﺤﺎﻫﺎ. ﻟﻨﻘﻞ إن اﻷﻣﻮر ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻌﻄﻠﺔ وأﻋﻴﺪ ﻓﺘﺤﻬﺎ«.
وﻳـــﺆﻳـــﺪ اﻟــﺮﺋــﻴــﺲ اﻷﻣـــﻴـــﺮﻛـــﻲ ﺟـــﻮ ﺑــﺎﻳــﺪن ﻋــﻮدة ﺑــﻼده إﻟــﻰ اﻻﺗـﻔـﺎق اﻟــﺬي اﻧﺴﺤﺐ ﻣﻨﻪ ﺳـﻠـﻔـﻪ دوﻧـــﺎﻟـــﺪ ﺗـــﺮﻣـــﺐ، اﻻ إن ﻣـﻄـﺎﻟـﺐ إﻳـــﺮان أﺻﺎﺑﺘﻪ ﺑﺎﻹﺣﺒﺎط.
وأﻋــﺮب ﻣﺘﺤﺪث ﺑﺎﺳﻢ وزارة اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﻋﻦ ﺗﻘﺪﻳﺮه زﻳﺎرة اﳌﺒﻌﻮث إﻧﺮﻳﻜﻲ ﻣــــﻮرا، ﻟﻜﻨﻪ أﺷـــﺎر إﻟـــﻰ أن »اﻻﺗـــﻔـــﺎق ﻓــﻲ ﻫـﺬه اﳌﺮﺣﻠﺔ ﻣﺎ زال ﻏﻴﺮ ﻣﺆﻛﺪ«.
وﻗــــﺎل اﳌــﺘــﺤــﺪث ﻓــﻲ ﺑــﻴــﺎن ﻟﻠﺼﺤﺎﻓﻴﲔ: »ﻋــﻠــﻰ إﻳــــﺮان أن ﺗــﻘــﺮر ﻣــﺎ إذا ﻛــﺎﻧــﺖ ﺗﺘﻤﺴﻚ ﺑـﺸـﺮوط ﻻ ﻋـﻼﻗـﺔ ﻟـﻬـﺎ« ﺑـﺎﻟـﻨـﻮوي »أو ﻣـﺎ إذا ﻛـﺎﻧـﺖ ﺗـﺮﻳـﺪ ﺑـﻠـﻮغ اﺗـﻔـﺎق ﺳـﺮﻳـﻌـﴼ«. وأﺿـــﺎف: »ﻧــﺤــﻦ وﺷـــﺮﻛـــﺎؤﻧـــﺎ ﻻ ﻧــــﺰال ﻣـﺴـﺘـﻌـﺪﻳـﻦ ﻣﻨﺬ وﻗـــﺖ ﻏـﻴـﺮ ﻗـﺼـﻴـﺮ. اﻟــﻜــﺮة ﻓــﻲ ﻣﻠﻌﺐ إﻳــــﺮان«. وﺣﺬر ﺑﺄن اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﺗﺴﺘﻌﺪ ﻟﺠﻤﻴﻊ اﻟﺴﻴﻨﺎرﻳﻮﻫﺎت؛ ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ذﻟﻚ ﻋﺪم اﻟﻌﻮدة إﻟﻰ اﻻﺗﻔﺎق.