Asharq Al-Awsat Saudi Edition

اﻷﻋﺮاض اﳌﺘﻐﻴﺮة ﻟـ »ﻛﻮﻓﻴﺪ اﻟﻄﻮﻳﻞ اﻷﻣﺪ« ﺗﻌﺮﻗﻞ ﻋﻼﺟﴼ واﻋﺪﴽ ﻟﻪ

أﻧﺴﺠﺔ ﻣﺪﻣﺮة واﻟﺘﻬﺎﺑﺎت ﻣﺴﺘﻌﺮة وأﻋﺼﺎب ﻣﺮﺗﺒﻜﺔ وﺟﻠﻄﺎت دﻣﻮﻳﺔ

- واﺷﻨﻄﻦ: ﻛﺎﺛﺮﻳﻦ ﺟﻴﻪ وو*

ﻓــــﻲ اﻟـــﻌـــﺎ­ﻣـــﲔ اﳌـــﺎﺿـــ­ﻴـــﲔ وﻣـــﻨـــﺬ أن أﺻــﻴــﺒــ­ﺖ ﺟﻴﺴﻴﻜﺎ ﻣﺎﻛﻐﻮﻓﺮن اﻟﺒﺎﻟﻐﺔ ﻣـﻦ اﻟﻌﻤﺮ ٨٣ ﻋﺎﻣﴼ ﺑﻔﻴﺮوس »ﻛﻮروﻧﺎ«، ﻗﺎﻣﺖ ﺑﺘﺠﺮﺑﺔ »أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ٠٠١ ﻣـﻦ اﻷدوﻳــــﺔ واﳌـﻜـﻤـﻼت واﻟـﻌـﻼﺟـﺎ­ت اﻷﺧــــﺮى« ﻓﻲ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻟﻠﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ أﻋﺮاض ﻓﻴﺮوس »ﻛﻮروﻧﺎ« اﻟﺘﻲ ﻃﺎل أﻣﺪﻫﺎ.

»ﻛﻮﻓﻴﺪ اﻟﻄﻮﻳﻞ اﻷﻣﺪ«

وﻗﺪ أﺧﺒﺮﺗﻨﻲ أن اﻟﺘﺪﺧﻼت ﻛﺎﻧﺖ ﻏﻴﺮ ﻣﺠﺪﻳﺔ ﻓـﻲ ﺟﻤﻴﻊ اﻟــﺤــﺎﻻت ﺗﻘﺮﻳﺒﴼ: ﻓــﺎﻹرﻫــﺎ­ق واﻟﻀﻌﻒ واﻷوﺟـــــ­ﺎع ﻣــﺎ زاﻟـــﺖ ﺗـﻀـﺮﺑـﻬـﺎ ﻋـﻠـﻰ اﻷرﻳـــﻜــ­ـﺔ؛ وﻣـﺎ زاﻟـــﺖ ﺗﺸﻌﺮ ﺑـﺄﻟـﻢ ﺧـﺎﻧـﻖ ﻓــﻲ اﻟــﺼــﺪر ﻳـــﺰداد ﺳــﻮءﴽ ﻋﻨﺪ اﺳﺘﻨﺸﺎﻗﻬﺎ اﻟﻬﻮاء؛ وﻛﺎن اﻟﺠﺰء اﻟﻌﻠﻮي ﻣﻦ ﺟﺴﺪﻫﺎ ﻻ ﻳﺰال ﻣﺴﻜﻮﻧﴼ ﺑﺈﺣﺴﺎس ﺣﺎد ﺑﺎﻟﻜﻬﺮﺑﺎء ﻳﺬﻛﺮﻫﺎ ﺑﺘﺪﻓﻖ اﳌﺎء اﻟﺴﺎﺧﻦ ﻋﻠﻰ اﻷﻳﺪي اﳌﺘﺠﻤﺪة.

ﻛـﺎﻧـﺖ ﻣـﺎﻛـﻐـﻮﻓـ­ﺮن ﺗـﻨـﺎم ﻓــﻲ ﻋــــﺬاب، ﺛــﻢ ﺗﺤﻠﻢ ﺑﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻌﺬاب. وﻟﻜﻦ، وﺑﻌﺪ ذﻟﻚ، ﻓﻲ ﺑﺪاﻳﺔ ﺷﻬﺮ أﺑـﺮﻳـﻞ )ﻧـﻴـﺴـﺎن( اﳌــﺎﺿــﻲ، ﺑـــﺪأت دورة ﳌــﺪة ٥ أﻳـﺎم ﻣﻦ ﺗﻨﺎول ﻋﻘﺎر »ﺑﺎﻛﺴﻠﻮﻓﻴﺪ« ،Paxlovid اﻟﺤﺒﻮب اﳌﻀﺎدة ﻟﻠﻔﻴﺮوﺳﺎت ﻣﻦ ﺷﺮﻛﺔ »ﻓﺎﻳﺰر«. وﺑﺤﻠﻮل ﻳﻮﻣﻬﺎ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ اﻟﺪواء »ﺷﻌﺮت ﺑﺄن اﻟﺮﺳﺎﺋﻞ ﻓﻲ ﺟﺴﺪي ﺗﺘﻐﻴﺮ«. إﻻ إﻧﻬﺎ ﺑﻘﻴﺖ، ﺑﻌﺪ ٤ أﺳﺎﺑﻴﻊ، ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ اﻹرﻫـﺎق واﻷوﺟـﺎع وﺻﻌﻮﺑﺔ اﻟﺘﻨﻔﺲ. وﻟﻜﻨﻬﺎ أﺧﺒﺮﺗﻨﻲ أن اﻟﺼﺮاخ وأﻟﻢ اﻷﻋﺼﺎب اﻟﻠﺬﻳﻦ ﻋﺎﻧﻰ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﺟﺴﺪﻫﺎ ﳌـﺪة ٠٢ ﺷﻬﺮﴽ »ﻗـﺪ اﺧﺘﻔﻴﺎ ﺑﺸﻜﻞ أﺳــﺎﺳــﻲ«، وﻗــﺪ اﺳـﺘـﻌـﺎدت ﺑﻌﺾ اﻟﺤﺮﻛﺔ، وﻫﻲ ﺗﻘﻀﻲ ﻣﺰﻳﺪأ ﻣﻦ اﻟﻮﻗﺖ ﻣﻊ أﻃﻔﺎﻟﻬﺎ اﻟﺜﻼﺛﺔ اﻟﺼﻐﺎر.

واﺧﺬت ﻣﺎﻛﻐﻮﻓﺮن؛ وﻫﻲ ﻋﺎزﻓﺔ ﻟﻠﻔﻠﻮت ﻣﻨﺬ ﻧﺤﻮ ٣ ﻋـﻘـﻮد، ﺗـﻌـﺰف ﻋﻠﻰ آﻟﺘﻬﺎ اﳌﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ﻣﺮة أﺧﺮى ﺑﻌﺪ ﺗﻮﻗﻒ اﺳﺘﻤﺮ ﻋﺎﻣﲔ، »وﻫﻮ ﺷﻌﻮر ﻻ ﻳﺼﺪق،« ﻣﺜﻞ اﺳﺘﻌﺎدة »ﺟﺰء ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺗﻚ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ«.

أدوﻳﺔ ﻣﻀﺎدة

ﺣﺘﻰ اﻵن، ﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﻋﻼﺟﺎت ﻣﺜﺒﺘﺔ ﻟـ »ﻛﻮﻓﻴﺪ ﻃﻮﻳﻞ اﻷﻣﺪ«. وﻟﻜﻦ ﻓﻲ اﻷﺳﺎﺑﻴﻊ اﻷﺧﻴﺮة، ﻓﻮﺟﺊ ﻋــــﺪد ﻗـﻠـﻴـﻞ ﻣـــﻦ اﳌــﺼــﺎﺑـ­ـﲔ ﺑـــﺤـــﺎﻻ­ﺗـــﻪ؛ وﻣــــﻦ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻣﺎﻛﻐﻮﻓﺮن، ﺑﺎﻟﺸﻌﻮر ﺑﺄن ﻣﺮﺿﻬﻢ ﻳﻬﺪأ ﺑﻌﺪ ﺗﻨﺎول ﻋــﻘــﺎر »ﻓـــﺎﻳـــﺰ­ر« اﻟــﺠــﺪﻳـ­ـﺪ. ورﻏــــﻢ أن ﻋـــﻼج »ﻛـﻮﻓـﻴـﺪ ﻃﻮﻳﻞ اﻷﻣﺪ« ﺑﺎﻷدوﻳﺔ اﳌﻀﺎدة ﻟﻠﻔﻴﺮوﺳﺎت ﻳﻈﻞ ﺗﺤﺖ ﻃﺎﺋﻠﺔ اﻟﺘﺴﺎؤﻻت، ﻟﻜﻦ ﺣﺒﻮب »ﺑﺎﻛﺴﻠﻮﻓﻴﺪ« ﻗﺪ ﺗﻘﺪم ﺣﻼ ﻣﺒﺎﺷﺮﴽ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺪﻫﺶ ﻟﻮاﺣﺪ ﻣﻦ أﻛﺒﺮ اﻷﻟﻐﺎز ﻓﻲ اﻟﻮﺑﺎء.

إن »ﻛﻮﻓﻴﺪ ﻃﻮﻳﻞ اﻷﻣﺪ« ﻣﺘﻨﻮع ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ وﻗﺎدر ﻋﻠﻰ إﺣﺪاث ﻓﻮﺿﻰ ﻓﻲ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻷﻧﺴﺠﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻄﻠﺐ اﻟﻌﻼج، وﻳﺘﻄﻠﺐ ذﻟﻚ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻜﺜﻴﺮﻳﻦ، ﺑﻼ ﺷـﻚ، إﻋــﺎدة ﺗﺄﻫﻴﻞ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ أﻧﻈﻤﺔ اﻟﺠﺴﻢ ﻓﻲ وﻗﺖ واﺣﺪ. وﻟﻜﻦ رﺑﻤﺎ وﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﻟﻰ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻓـﺮﻋـﻴـﺔ ﻣــﻦ اﳌـﺼـﺎﺑـﲔ ﺑـــﻪ، ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗـﻜـﻮن ﺑﻀﻌﺔ أﻳﺎم ﻣﻦ اﻟﺤﺒﻮب اﳌﻀﺎدة ﻟﻠﻔﻴﺮوﺳﺎت ﻫﻲ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺘﻄﻠﺒﻨﻪ اﻷﻣﺮ ﻟﺘﺴﺮﻳﻊ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺸﻔﺎء.

وﺗﻈﻞ ﻗﺪرة ﻋﻘﺎر »ﺑﺎﻛﺴﻠﻮﻓﻴﺪ« ﻋﻠﻰ إﺧﻤﺎد أﻋــــﺮاض »ﻛـﻮﻓـﻴـﺪ ﻃـﻮﻳـﻞ اﻷﻣــــﺪ« ﻷي ﺷـﺨـﺺ أﻣــﺮﴽ ﻏــﺎﻣــﻀــ­ﴼ ﺑــﻌــﺾ اﻟـــﺸـــﻲ­ء؛ إذ ﻳـﻌـﻤـﻞ اﻟــــــﺪو­اء ﺑﺸﻜﻞ أﻓﻀﻞ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳـﻘـﺪم ﺑﺴﺮﻋﺔ وﻓــﻲ وﻗــﺖ ﻣﺒﻜﺮ، ﻣﻊ ﻗﺪرة اﻟﻔﻴﺮوس ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻜﺎﺛﺮ ﺑﺴﺮﻋﺔ داﺧﻞ اﻟﺨﻼﻳﺎ اﻟـﺒـﺸـﺮﻳـ­ﺔ. وﻟـــﺬا؛ ﻓــﺎن اﻟـﻌـﻘـﺎر ﻳﺴﻬﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﻬﺎز اﳌﻨﺎﻋﻲ اﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻨﻪ.

وﻟﻜﻦ اﳌﺸﻜﻠﺔ أن ﻇﻬﻮر »ﻛﻮﻓﻴﺪ اﻟﻄﻮﻳﻞ« ﻗﺪ ﻳﺴﺘﻐﺮق أﺳـﺎﺑـﻴـﻊ أو ﺷــﻬــﻮرﴽ، وﻟــﻢ ﻳﺘﻢ إﺛـﺒـﺎت أن ﻟـﻪ ﻣـﺼـﺪرﴽ ﻓﻴﺮوﺳﻴﴼ ﻣﺴﺘﻤﺮﴽ. وﻻ ﻳـــﺰال اﻟﺨﺒﺮاء ﻻ ﻳـﻌـﺮﻓـﻮن إﻟـــﻰ أي ﻣـــﺪى ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗـﻜـﻮن ﻟﺘﻨﺎول اﻟﻌﻘﺎر ﺗﺄﺛﻴﺮات ﻣﻌﺮوﻓﺔ أو داﺋـﻤـﺔ. ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻬﻢ أن ﻳﻘﻮﻟﻮا ﺑﺜﻘﺔ ﳌﺎذا ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﻜﻮن ﻟﻠﻌﻘﺎر ﺗﺄﺛﻴﺮات ﻣﻠﻄﻔﺔ، أو - إذا ﺗﻢ إﺛﺒﺎت اﻟﺘﺄﺛﻴﺮات اﳌﺬﻛﻮرة - أي ﻣﻦ اﳌﺼﺎﺑﲔ ﻫﻢ اﻷﻛﺜﺮ اﺳﺘﻔﺎدة ﻣﻨﻪ.

ﺧﻔﺎﻳﺎ اﻟﻔﲑوس

وﺣﺘﻰ ﻓﻲ أﻛﺜﺮ اﻟﺴﻴﻨﺎرﻳﻮﻫ­ﺎت وردﻳــﺔ، ﻓﻠﻦ ﻳﻜﻮن »ﺑﺎﻛﺴﻠﻮﻓﻴﺪ« ﺣﻼ ﺳﺤﺮﻳﴼ... وﻟﻜﻦ إذا ﻛﺎﻧﺖ ﻟﺪﻳﻪ ﻓﺮﺻﺔ ﻟﻠﻘﻴﺎم ﺑﺸﻲء ﻣﺎ، ﺣﺘﻰ ﻟﺠﺰء ﺑﺴﻴﻂ ﻣﻦ اﳌﺼﺎﺑﲔ، »ﻓﻌﻠﻴﻨﺎ ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ اﳌﺤﺎوﻟﺔ«، ﻛﻤﺎ ﺗﻘﻮل ﺟﲔ ﻣﺎرازو، ﻣﺪﻳﺮة ﻗﺴﻢ اﻷﻣﺮاض اﳌﻌﺪﻳﺔ ﺑﺠﺎﻣﻌﺔ أﻻﺑﺎﻣﺎ ﻓﻲ »ﻣﺪرﺳﺔ ﺑﺮﻣﻨﻐﻬﺎم ﻟﻠﻄﺐ«؛ »ﻷﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻟﺪﻳﻨﺎ ﺷﻲء آﺧﺮ«. ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻗﻠﻴﻼ. وﻓـﻲ ﻧﺴﺒﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻣﻦ اﳌﺼﺎﺑﲔ، رﺑﻤﺎ ﻟـﺪى اﻷﻏﻠﺒﻴﺔ، ﻳﻌﺘﻘﺪ أن اﻟﻔﻴﺮوس ﻗـﺪ ﺟﺎء وذﻫﺐ، ﺗﺎرﻛﴼ وراءه دﻣﺎرﴽ ﻓﺴﻴﻮﻟﻮﺟﻴﴼ: اﻷﻧﺴﺠﺔ اﳌـــﻀـــﺮ­وﺑـــﺔ، واﻻﻟـــﺘــ­ـﻬـــﺎﺑـــ­ﺎت اﳌــﺴــﺘــ­ﻌــﺮة، واﻷﺟـــﺴــ­ـﺎم اﳌـــﻀـــﺎ­دة ذاﺗـــﻴـــ­ﺔ اﻟـــﻬـــﺠ­ـــﻮم، واﻷﻋــــﺼـ­ـــﺎب اﳌـﺮﺗـﺒـﻜـ­ﺔ، واﻟـﺠـﻠـﻄـ­ﺎت اﻟـﺪﻣـﻮﻳـﺔ. ﻟﻜﻦ رﺑـﻤـﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﻟــﻠــﺪواء أن ﻳﺴﺎﻋﺪ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ أﺧــﺮى اﳌﺼﺎﺑﲔ، اﻟـﺬﻳـﻦ ﻳﻌﺘﻘﺪ أﻧﻬﻢ ﻳـﺆوون ﻣﺴﺘﻮدﻋﺎت ﻳﺼﻌﺐ اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻴﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﻔﻴﺮوﺳﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺜﻴﺮ ﻏﻀﺐ اﻟﺠﺴﻢ ﺑﺎﻧﺘﻈﺎم.

اﻷﻣـــﺮ اﳌﻌﻘﺪ ﻫﻨﺎ ﻫـﻮ أن أﺣـــﺪﴽ ﻟـﻢ ﻳـﻘـﺪم ﺣﺘﻰ اﻵن أدﻟﺔ ﻗﻮﻳﺔ ﻋﻠﻰ وﺟﻮد ﻫﺬه اﳌﺨﺎﺑﺊ اﻟﻔﻴﺮوﺳﻴﺔ اﳌﺨﻔﻴﺔ. وﻳﺠﺎدل اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻌﻠﻤﺎء؛ ﺑﻤﻦ ﻓﻴﻬﻢ أﻛﻴﻜﻮ إﻳﻮاﺳﺎﻛﻲ ﻣﻦ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻳﻴﻞ، وﻫﻮ أﺣﺪ أﻛﺒﺮ اﻟﺒﺎﺣﺜﲔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺣﻮل ﻓﻴﺮوس »ﻛﻮروﻧﺎ«، ﺑﺄن ﻫﻨﺎك ﺗﻠﻤﻴﺤﺎت ﻗﻮﻳﺔ إﻟﻰ أﻧﻪ ﻣﻦ اﳌﺆﻛﺪ أن ﻓﻴﺮوس «٢-SARS-CoV» )اﻻﺳــــﻢ اﻟﻌﻠﻤﻲ ﻟــ»ﻛـﻮﻓـﻴـﺪ٩١«( ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻈﻞ ﻣﻮﺟﻮدﴽ ﻓﻲ أﺟﺴﺎم ﺑﻌﺾ اﻷﺷﺨﺎص ﻷﺷﻬﺮ، وﻳﻤﻜﻦ أﻳﻀﴼ أن ﻳﺨﺮج ﻣﻦ ﻣﺠﺮى اﻟﻬﻮاء ﻻﺣﺘﻼل اﻷﻧﺴﺠﺔ اﻷﺧـﺮى؛ ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ذﻟﻚ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺑﻌﺾ ﻣﻘﺎﺗﻠﻲ ﺟﻬﺎز اﳌﻨﺎﻋﺔ اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻴﻬﺎ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ.

ورأى اﻟـــﺒـــﺎ­ﺣـــﺜـــﻮن آﺛــــــــ­ﺎرﴽ ﻟـــﻠـــﻤـ­ــﺎدة اﻟــﺠــﻴــ­ﻨــﻴــﺔ واﻟﺒﺮوﺗﻴﻨﺎ­ت اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻔﻴﺮوس ﻓـﻲ ﻣﺰﻳﺞ ﻣﻦ اﻷﻋــﻀــﺎء، وأﺣـﻴـﺎﻧـﴼ ﺑﻌﺪ أﺷـﻬـﺮ ﻣـﻦ ﺑــﺪء اﻟـﻌـﺪوى. وﻟﻜﻦ ﻓﻲ ﺣﲔ أن ﻫﺬه اﻵﺛﺎر أﺟﺰاء ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﻤﺜﻞ ﻓﻴﺮوﺳﴼ ﻧﺸﻄﴼ، إﻻ إﻧﻬﺎ ﻗﺪ ﺗﻜﻮن أﻳﻀﴼ أﺟﺰاء ﻣﻦ ﺑﻘﺎﻳﺎه ﻏﻴﺮ اﻟﻨﺸﻄﺔ.

ﻟﻠﻤﺴﺎﻋﺪة ﻓــﻲ ﺣــﻞ اﻟـﻘـﻀـﻴـﺔ، ﺳﻴﺘﻌﲔ ﻋﻠﻰ اﻟـﺒـﺎﺣـﺜـ­ﲔ ﺗﺠﻨﻴﺪ آﻻف ﻣــﻦ اﳌــﺼــﺎﺑـ­ـﲔ ﺑــ»ﻛـﻮﻓـﻴـﺪ ﻃــﻮﻳــﻞ اﻷﻣــــﺪ« ﻟـﻼﺧـﺘـﺒـﺎ­ر، ﻟﺘﺨﻤﲔ أﻳـــﻦ ﻗــﺪ ﻳﻜﻮن اﻟـﻔـﻴـﺮوس ﻛـﺎﻣـﻨـﴼ، وﻣـﻌـﺮﻓـﺔ ﻣــﺎ إذا ﻛـــﺎن ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻬﻢ اﺳــﺘــﺨــ­ﺮاج ﻣــﺎ ﻳـﻜـﻔـﻲ ﻣــﻦ اﳌــﻴــﻜــ­ﺮوب ﻣــﻦ اﻷﻧـﺴـﺠـﺔ ﻹﺻﺎﺑﺔ ﺧﻼﻳﺎ ﺟﺪﻳﺪة ﻓﻲ اﳌﺨﺘﺒﺮ؛ وﻫﻲ دراﺳﺎت ﺗﺪﺧﻠﻴﺔ، ﻛﻤﺎ ﺗﻘﻮل ﻛﺎﺛﺮﻳﻦ ﺑﻠﻴﺶ، اﺧﺘﺼﺎﺻﻴﺔ اﳌﻨﺎﻋﺔ ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺳﺘﺎﻧﻔﻮرد.

وﻣﻊ ذﻟﻚ، ﻗﺎل ﻟﻲ ﻓﻴﻨﻴﺖ ﻣﻴﻨﺎﺗﺸﻴﺮي، ﺧﺒﻴﺮ اﻟـﻔـﻴـﺮوﺳ­ـﺎت اﻟـﺘـﺎﺟـﻴـ­ﺔ ﻓــﻲ اﻟــﻔــﺮع اﻟـﻄـﺒـﻲ ﺑﺠﺎﻣﻌﺔ ﺗــﻜــﺴــﺎ­س، إن اﻟـــﻌـــﺪ­وى ﻃـﻮﻳـﻠـﺔ اﻷﻣــــﺪ رﺑــﻤــﺎ ﺗـﻜـﻮن »أﻛﺜﺮ ﺷﻴﻮﻋﴼ ﻣﻤﺎ ﻧﻌﺘﻘﺪ«. وﺗﺠﺎرب اﻟﻨﺎس اﻟﺤﻴﺔ ﺗﺪﻋﻢ ذﻟﻚ أﻳﻀﴼ؛ اذ أﻓﺎد ﺑﻌﺾ اﳌﺼﺎﺑﲔ ﺑﺸﻌﻮرﻫﻢ

ﺑﺘﺤﺴﻦ ﻛﺒﻴﺮ وﻏﻴﺮ ﻣﺘﻮﻗﻊ ﻓﻲ اﻟﺮاﺣﺔ ﺑﻌﺪ ﺗﻠﻘﻲ ﻟﻘﺎﺣﺎت »ﻛﻮﻓﻴﺪ« وﻫـﻮ اﺗﺠﺎه ﻳﻌﺰوه اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺨﺒﺮاء إﻟﻰ اﻟﺪﻓﻘﺎت اﻟﺘﻲ ﺣﻔﺰت اﻟﺨﻼﻳﺎ اﳌﻨﺎﻋﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺨﻠﺺ أﺧﻴﺮﴽ ﻣﻦ اﻟﻔﻴﺮوس اﳌﺘﺒﻘﻲ.

واﻵن ﺗــﻈــﻬــﺮ ﺣــﻔــﻨــﺔ ﻣــــﻦ ﻗـــﺼـــﺺ اﻟــﺘــﺤــ­ﺴــﻦ اﻟﺬي ﺣﺪث ﺑﻌﺪ ﺗﻨﺎول اﳌﺼﺎﺑﲔ ﺑﺤﺎﻻت »ﻛﻮﻓﻴﺪ ﻃﻮﻳﻞ اﻷﻣﺪ« ﺑﻌﺪ ﺗﻨﺎول »ﺑﺎﻛﺴﻠﻮﻓﻴﺪ«، ﻛﻤﺎ ﺣﺪث ﻟﻶﺧﺮﻳﻦ ﻣـﻊ اﻟﻠﻘﺎﺣﺎت. وﻗــﺪ أﺑــﺪت ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺒﺎﺣﺜﲔ ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺳﺘﺎﻧﻔﻮرد، ﺑﻘﻴﺎدة اﻟﻄﺒﻴﺒﺔ ﻟـﻴـﻨـﺪا ﺟـﻴـﻨـﺞ، أﺧــﻴــﺮﴽ أن أﻋــــﺮاض »ﻛـﻮﻓـﻴـﺪ ﻃﻮﻳﻠﺔ اﻷﻣـــــــ­ﺪ« ﻻﻣـــــــﺮ­أة ﺗــﺒــﻠــﻎ ﻣــــﻦ اﻟـــﻌـــﻤ­ـــﺮ ٧٤ ﻋـــﺎﻣـــﴼ - ﻣـﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ اﻟﺘﻌﺐ، واﻷرق، وآﻻم اﻟﺠﺴﻢ، واﳌﺸﻜﻼت اﻹدراﻛﻴﺔ، وﺳﺮﻋﺔ ﺿﺮﺑﺎت اﻟﻘﻠﺐ - ﺗﺒﺨﺮت ﺑﻌﺪ أن أﺧﺬت »ﺑﺎﻛﺴﻠﻮﻓﻴﺪ« ﻻﺳﺘﺒﻌﺎد اﺣﺘﻤﺎل اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﻔﻴﺮوس ﻣﺮة أﺧﺮى.

ﻟﻜﻦ ﻫﺬه اﻟﺤﻜﺎﻳﺎت؛ أﻛﺎﻧﺖ ﺻﺤﻴﺤﺔ أم ﻏﻴﺮ ﺻﺤﻴﺤﺔ، و»دراﺳــــﺎت اﻟﺤﺎﻟﺔ« وﺣـﺪﻫـﺎ ﻟـﻦ ﺗﻜﻮن ﻛﺎﻓﻴﺔ. أﺧﺒﺮﺗﻨﻲ أﻧﺠﻴﻼ ﻣﻴﺮﻳﻜﻴﺰ ﻓﺎﺳﻜﻴﺰ، اﻟﺘﻲ ﺗﺪﻳﺮ ﻣﺆﺳﺴﺔ »ﺑﻮدي ﺑﻮﻟﻴﺘﻜﺲ«، وﻫﻲ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻨﺎﺻﺮة ﺗﻘﺪم اﻟـﺪﻋـﻢ ﻟﻸﺷﺨﺎص اﻟـﺬﻳـﻦ ﻳﻌﺎﻧﻮن ﻣــــﻦ »ﻛـــﻮﻓـــﻴ­ـــﺪ ﻃــــﻮﻳـــ­ـﻞ اﻷﻣـــــــ­ــﺪ«: »ﺣــــﺘــــ­ﻰ اﻵن، ﻓـــﺈن اﻟﺘﻘﺎرﻳﺮ اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺘﺤﺴﻴﻨﺎت ﻣـﺎ ﺑﻌﺪ Paxlovid )ﺑﺎﻛﺴﻠﻮﻓﻴﺪ( ﻛﺎﻧﺖ ﻏﻴﺮ ﻣﺘﺴﻘﺔ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ، وﺷﺤﻴﺤﺔ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ، ﻟﻘﻴﺎس ﻣﺎ ﻳﺤﺪث ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ«.

ﻛﻤﺎ أن اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﳌﺼﺎﺑﲔ ﻏﻴﺮ ﻣﺆﻫﻠﲔ ﻷﺧﺬ »ﺑﺎﻛﺴﻠﻮﻓﻴﺪ«؛ ﻷﻧﻬﻢ ﻟﻢ ﺗﺮﺻﺪ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﺣﺪﻳﺜﴼ إﺻﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﻔﻴﺮوس، وﻟﺬا ﻻ ﻳﻌﺪون ﻣﻌﺮﺿﲔ »ﻟﺨﻄﺮ ﻛﺒﻴﺮ« ﻟﻺﺻﺎﺑﺔ ﺑﻤﺮض »ﻛﻮﻓﻴﺪ« اﻟﺸﺪﻳﺪ. وﻳﻤﻜﻦ أﻳﻀﴼ ﻷﻋﺮاض »ﻛﻮﻓﻴﺪ ﻃﻮﻳﻞ اﻷﻣﺪ« أن ﺗﺘﻼﺷﻰ ﺑﺸﻜﻞ ﻃﺒﻴﻌﻲ. وﻹﻇﻬﺎر ﻧﺘﺎﺋﺞ واﺿﺤﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﺣﻮل ﻣﺎ إذا ﻛﺎن »ﺑﺎﻛﺴﻠﻮﻓﻴﺪ« ﻳﻔﻌﻞ ﻣﺎ ﻳﺄﻣﻠﻪ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﳌﺼﺎﺑﲔ، ﻳﺤﺘﺎج ﺷﺨﺺ ﻣﺎ إﻟﻰ اﺧﺘﺒﺎر اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﺠﺎرب إﻛﻠﻴﻨﻴﻜﻴﺔ ﺻﺎرﻣﺔ وﺑﺸﻜﻞ ﻣﺜﺎﻟﻲ ﺑﻤﺴﺎﻋﺪة اﻟﺸﺮﻛﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺼﻨﻊ اﻟﺪواء.

ﻻ ﻳﺒﺪو أن ﺷﺮﻛﺔ »ﻓﺎﻳﺰر« ﺗﻌﺎرض ذﻟﻚ ﺑﺸﻜﻞ ﻓـﻌـﺎل؛ ﻛﻤﺎ ﻛﺘﺒﺖ ﻛﻴﺖ ﻟﻮﻧﻐﻠﻲ، اﳌﺘﺤﺪﺛﺔ ﺑﺎﺳﻢ اﻟـﺸـﺮﻛـﺔ، ﻓـﻲ رﺳـﺎﻟـﺔ ﺑﺎﻟﺒﺮﻳﺪ اﻹﻟـﻜـﺘـﺮو­ﻧـﻲ، ﻟﻜﻨﻬﺎ رﻓﻀﺖ ﺗﻮﺿﻴﺢ ﺳﺒﺐ ﻋﺪم إﺟﺮاء دراﺳﺔ ﻟﻠﺸﺮﻛﺔ.

* »ذا أﺗﻼﻧﻴﻚ« - ﺧﺪﻣﺎت »ﺗﺮﻳﺒﻴﻮن ﻣﻴﺪﻳﺎ«

 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia