اﻟﺘﻀﺨﻢ ﻳﻘﻠﻖ اﻷﳌﺎن أﻛﺜﺮ ﻣﻦ اﻟﺤﺮب و»ﻛﻮروﻧﺎ«
ﺗﺮاﻛﻤﺎت ﻗﻴﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﻄﻠﺒﺎت اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ
ﻳـــﺜـــﻴـــﺮ اﻻرﺗـــــــﻔـــــــﺎع اﻟــــﺴــــﺮﻳــــﻊ ﻓــﻲ اﻷﺳـﻌـﺎر ﻓـﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﻣـﺠـﺎﻻت اﻟﺤﻴﺎة ﺗـــﻘـــﺮﻳـــﺒـــﴼ ﻓـــــﻲ اﻟـــــﻮﻗـــــﺖ اﻟــــﺤــــﺎﻟــــﻲ ﻗــﻠــﻖ اﳌﻮاﻃﻨﲔ ﻓﻲ أﳌﺎﻧﻴﺎ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ أي ﺷﻲء آﺧـــﺮ، ﺣـﺘـﻰ أن اﻟــﺤــﺮب ﻓــﻲ أوﻛـﺮاﻧـﻴـﺎ وﺟﺎﺋﺤﺔ ﻛﻮروﻧﺎ ﺗﺄﺗﻴﺎن ﺧﻠﻒ اﻟﻘﻠﻖ ﻣﻦ اﻟﺘﻀﺨﻢ، وذﻟﻚ ﺑﺤﺴﺐ اﺳﺘﻄﻼع أﺟــﺮﺗــﻪ ﺷـﺮﻛـﺔ اﻻﺳــﺘــﺸــﺎرات اﻹدارﻳـــﺔ »ﻣﺎﻛﻴﻨﺰي« وﻧﺸﺮﺗﻪ ﻳﻮم اﻻﺛﻨﲔ.
وأﻇﻬﺮ اﻻﺳﺘﻄﻼع، أن ﻧﺤﻮ ٠٤ ﻓــﻲ اﳌــﺎﺋــﺔ ﻣــﻦ اﻷﳌــــﺎن ذﻛــــﺮوا أن أﻛﺜﺮ ﻣﺎ ﻳﺜﻴﺮ ﻗﻠﻘﻬﻢ ﺣﺎﻟﻴﴼ ﻫﻮ اﻟﺘﻀﺨﻢ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ذﻛﺮ ٤٣ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ آﺧﺮون اﻟﻐﺰو اﻟــــﺮوﺳــــﻲ ﻷوﻛــــﺮاﻧــــﻴــــﺎ، و٨ ﻓـــﻲ اﳌــﺎﺋــﺔ ﺟﺎﺋﺤﺔ ﻛﻮروﻧﺎ.
وذﻛـــــﺮ ٩٢ ﻓـــﻲ اﳌـــﺎﺋـــﺔ ﻣـــﻦ اﻟــﺬﻳــﻦ ﺷﻤﻠﻬﻢ اﻻﺳﺘﻄﻼع، أﻧﻬﻢ ﻳﺨﺸﻮن أن ﻳﻀﻄﺮوا إﻟﻰ ﺗﻘﻴﻴﺪ أﺳﻠﻮب ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﺑــﺴــﺒــﺐ زﻳـــــــﺎدة اﻷﺳـــــﻌـــــﺎر. وﻳـﺘـﺠـﻠـﻰ اﻟــﺨــﻮف ﻣــﻦ اﻟﺘﻀﺨﻢ ﺑﺸﻜﻞ ﺧـﺎص ﺑﲔ ذوي اﻟﺪﺧﻞ اﳌﻨﺨﻔﺾ. وﻳﻔﺘﺮض ﺛﻠﺜﺎ اﻟــﺬﻳــﻦ ﺷﻤﻠﻬﻢ اﻻﺳــﺘــﻄــﻼع، أن اﻷﺳﻌﺎر ﺳﺘﺴﺘﻤﺮ ﻓﻲ اﻻرﺗﻔﺎع ﺧﻼل اﻟـ٢١ ﺷﻬﺮا اﳌﻘﺒﻠﺔ.
وﻗــﺎل ﻣـﺎرﻛـﻮس ﻳـﺎﻛـﻮب، اﻟﺨﺒﻴﺮ ﻟﺪى »ﻣﺎﻛﻴﻨﺰي« ﺗﻌﻠﻴﻘﴼ ﻋﻠﻰ ﻧﺘﺎﺋﺞ اﻻﺳـــﺘـــﻄـــﻼع »ﻋـــﺎﻣـــﺎن ﻣـــﻦ )ﻛـــﻮروﻧـــﺎ( ﺗـــﺮﻛـــﺎ ﺑــﺼــﻤــﺎﺗــﻬــﻤــﺎ. ﻟـــﻜـــﻦ اﻟــﺘــﻀــﺨــﻢ وﻏﺰو أوﻛﺮاﻧﻴﺎ ﻳﺠﻌﻼن اﻟﻨﺎس أﻛﺜﺮ ﺗﺸﺎؤﻣﴼ ﻣﻦ أي وﻗﺖ ﻣﻀﻰ«، ﻣﻀﻴﻔﴼ أن »اﻟﻨﺎس ﻳﺸﻌﺮون ﺑﺎرﺗﻔﺎع اﻷﺳﻌﺎر وﻳـــﺮون أن ﻣـﺎ ﻳﺘﺒﻘﻰ ﻓـﻲ ﻣﺤﺎﻓﻈﻬﻢ ﻓـﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﺸﻬﺮ ﺻـﺎر أﻗـﻞ ﻣﻤﺎ ﻛﺎن ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺤﺎل ﻓﻲ اﻟﺴﺎﺑﻖ«، ﻣﺸﻴﺮﴽ إﻟﻰ أﻧـــﻪ »ﺣــﺘــﻰ أﺻــﺤــﺎب اﻟــﺪﺧــﻞ اﳌـﺮﺗـﻔـﻊ ﻳﺤﺎوﻟﻮن ﺗﺮﺷﻴﺪ إﻧﻔﺎﻗﻬﻢ ﺣﺎﻟﻴﴼ«.
ووﻓـــﻘـــﴼ ﻟــﻼﺳــﺘــﻄــﻼع، ﻓــــﺈن ﺛﻠﺜﻲ اﻷﳌــــــــﺎن أﻧــــﻔــــﻘــــﻮا ﻣــــﺆﺧــــﺮﴽ اﳌــــﺰﻳــــﺪ ﻣـﻦ اﻷﻣـــﻮال ﻋﻠﻰ اﳌــﻮاد اﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ، وأﻧﻔﻖ ١٦ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ أﻣـﻮاﻻ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ذي ﻗﺒﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﻨﺰﻳﻦ وﺗﻜﺎﻟﻴﻒ اﻟﻨﻘﻞ، وﻛﺬﻟﻚ ﻋﻠﻰ اﻟﻄﺎﻗﺔ.
وأﺷــــﺎر اﻻﺳــﺘــﻄــﻼع إﻟـــﻰ أن ذﻟـﻚ دﻓــــــﻊ ﺛـــﻠـــﺚ اﻷﳌــــــــﺎن ﺗـــﻘـــﺮﻳـــﺒـــﴼ ﻟـﺨـﻔـﺾ اﺳﺘﻬﻼﻛﻬﻢ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻻت أﺧﺮى، ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻨﻔﻘﺎت ﻣﺴﺘﺤﻀﺮات اﻟﺘﺠﻤﻴﻞ واﳌﻼﺑﺲ واﻟﺘﺮﻓﻴﻪ واﻟﺴﻔﺮ. وﻗﺎل اﻟﺨﺒﻴﺮ ﻟﺪى »ﻣﺎﻛﻴﻨﺰي«، زﻳﻤﻮن ﻻﻧــــــﺪ »اﻟــــﺼــــﻨــــﺎﻋــــﺎت اﻟــــﺘــــﻲ ﺗـــﻀـــﺮرت ﺑـﺎﻟـﻔـﻌـﻞ ﺑــﺸــﺪة ﻣـــﻦ اﻟــﺠــﺎﺋــﺤــﺔ ﺗﺘﺄﺛﺮ أﻳــﻀــﴼ ﺑـﺎﻟـﺘـﻘـﺸـﻒ اﻟـــﺠـــﺪﻳـــﺪ«، ﻣـﺸـﻴـﺮﴽ إﻟﻰ أن اﳌﻮاﻃﻨﲔ ﻳﻘﻴﺪون إﻧﻔﺎﻗﻬﻢ ﻓﻲ اﳌــﺠــﺎﻻت اﻟـﺘـﻲ أرادوا ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ إﻧﻔﺎق اﳌﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻷﻣﻮال ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﺮة أﺧﺮى ﻣﻊ ﺗﺮاﺟﻊ اﻟﺠﺎﺋﺤﺔ - ﻣﺜﻞ زﻳﺎرة اﳌﻄﺎﻋﻢ واﻹﻗــﺎﻣــﺔ ﻓـﻲ اﻟﻔﻨﺎدق واﳌـﺸـﺎرﻛـﺔ ﻓﻲ ﻓﻌﺎﻟﻴﺎت.
وﺑـــﺤـــﺴـــﺐ اﻻﺳــــﺘــــﻄــــﻼع، ﺑـــــﺪأ ﻣـﺎ ﻳﻘﺮب ﻣـﻦ ﺛﻠﺜﻲ اﳌﺴﺘﻬﻠﻜﲔ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﺳـﻠـﻮﻛـﻬـﻢ ﻓــﻲ اﻟــﺘــﺴــﻮق ﻧﻈﺮﴽ ﻻرﺗـﻔـﺎع اﻷﺳـﻌـﺎر؛ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ اﳌﺜﺎل ﻋـــﻦ ﻃـــﺮﻳـــﻖ اﻟــﺘــﺒــﺪﻳــﻞ إﻟــــﻰ اﻟــﻌــﻼﻣــﺎت اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ اﻷرﺧــﺺ أو اﻟﺘﺴﻮق ﻋﻨﺪ وﺟــــﻮد ﺧــﺼــﻮﻣــﺎت ﻋــﻠــﻰ اﳌـﻨـﺘـﺠـﺎت. وذﻛــﺮ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻧﺼﻒ اﻟﺬﻳﻦ ﺷﻤﻠﻬﻢ اﻻﺳﺘﻄﻼع، أﻧﻬﻢ ﺻــﺎروا ﻳﺘﻌﺎﻣﻠﻮن ﺑﻮﻋﻲ أﻛﺒﺮ ﺧﻼل اﺳﺘﻬﻼﻛﻬﻢ ﻟﻠﻄﺎﻗﺔ ﻓﻲ اﳌﻨﺰل.
وﻓـــــﻲ ﺷـــــﺄن آﺧــــــﺮ، ﺳـــﺠـــﻞ ﻗــﻄــﺎع اﻟـﺼـﻨـﺎﻋـﺔ ﻓـــﻲ أﳌــﺎﻧــﻴــﺎ، اﻟــــﺬي ﻳﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﻣﺸﻜﻼت ﻓﻲ اﻹﻣــﺪادات، ﻣﺴﺘﻮى ﻗـــﻴـــﺎﺳـــﻴـــﴼ ﻓــــﻲ ﺗــــﺮاﻛــــﻢ اﻟـــﻄـــﻠـــﺒـــﺎت ﻏـﻴـﺮ اﳌــﻜــﺘــﻤــﻠــﺔ. ﻓــﻘــﺪ أﻋـــﻠـــﻦ ﻣـﻌـﻬـﺪ »إﻳـــﻔـــﻮ« اﻷﳌـــﺎﻧـــﻲ ﻟــﻠــﺒــﺤــﻮث اﻻﻗـــﺘـــﺼـــﺎدﻳـــﺔ ﻓﻲ ﻣــــﻴــــﻮﻧــــﻴــــﺦ، اﻻﺛــــــﻨــــــﲔ، أن اﻟـــﻄـــﻠـــﺒـــﺎت اﳌﺘﺮاﻛﻤﺔ ﻓﻲ أﺑﺮﻳﻞ )ﻧﻴﺴﺎن( اﳌﺎﺿﻲ ﻛﺎﻓﻴﺔ ﻟﻸﺷﻬﺮ اﻷرﺑﻌﺔ وﻧﺼﻒ اﳌﻘﺒﻠﺔ.
وﻓﻲ اﺳﺘﻄﻼع أﺟﺮاه اﳌﻌﻬﺪ ﻓﻲ ﻳﻨﺎﻳﺮ )ﻛﺎﻧﻮن اﻟﺜﺎﻧﻲ( اﳌﺎﺿﻲ ﺑﻠﻐﺖ ﻣــــﺪة اﻟــﺘــﺄﺧــﻴــﺮ ٤٫٤ ﺷـــﻬـــﺮ. وﺑـﺤـﺴـﺐ ﺑـﻴـﺎﻧـﺎت اﳌـﻌـﻬـﺪ، ﻛـــﺎن ﻳﺒﻠﻎ ﻣﺘﻮﺳﻂ ﺗـﺄﺧـﺮ اﻟﻄﻠﺒﺎت اﳌـﺘـﺮاﻛـﻤـﺔ ﻋﻠﻰ ﻣــﺪار ﺳﻨﻮات ﺳﺎﺑﻘﺔ ٩٫٢ ﺷﻬﺮ ﻓﻘﻂ.
وﻗﺎل ﺗﻴﻤﻮ ﻓﻮﳌﻴﺮﺳﻬﻮﻳﺰر، ﻣﺪﻳﺮ اﻟﺘﻮﻗﻌﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻓﻲ اﳌﻌﻬﺪ »ﻻ ﻳﻌﻜﺲ ﺗﺮاﻛﻢ اﻟﻄﻠﺒﺎت ارﺗﻔﺎع اﻟﻄﻠﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻠﻊ اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ اﻷﳌـﺎﻧـﻴـﺔ ﻓﻲ اﻷﺷــﻬــﺮ اﻷﺧـــﻴـــﺮة ﻓـﺤـﺴـﺐ، ﺑــﻞ أﻳﻀﴼ اﻟﺼﻌﻮﺑﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻮاﺟﻬﻬﺎ اﻟﺸﺮﻛﺎت ﻓــﻲ ﻣﻌﺎﻟﺠﺔ اﻟﻄﻠﺒﺎت اﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻮر ﺑﺴﺒﺐ ﻧﻘﺺ اﳌﻨﺘﺠﺎت اﻷوﻟﻴﺔ واﳌﻮاد اﻟﺨﺎم اﳌﻬﻤﺔ«.
وﺑﺤﺴﺐ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت، ﺳﺠﻞ ﻗﻄﺎع ﺻـــﻨـــﺎﻋـــﺔ اﻟـــــﺴـــــﻴـــــﺎرات، ﺑـــﻤـــﺎ ﻓــــﻲ ذﻟـــﻚ اﳌــــــﻮردون، أﻋــﻠــﻰ ﻣـﺴـﺘـﻮى ﻟﻠﻄﻠﺒﺎت اﳌــــﺘــــﺮاﻛــــﻤــــﺔ ﻋـــﻨـــﺪ ٤٫٧ ﺷـــــﻬـــــﺮا، وﻓـــﻲ ﻗـــﻄـــﺎع اﻵﻻت ﺑــﻠــﻐــﺖ ﻣـــــﺪة اﻟــﺘــﺄﺧــﻴــﺮ ٥٫٦ ﺷــــﻬــــﺮ. وإذا ﺗــــﻢ ﺣــــﻞ ﻣــﺸــﻜــﻼت اﻟﺘﺴﻠﻴﻢ ﻓـﻲ اﻷﺷـﻬـﺮ اﳌﻘﺒﻠﺔ، ﻳﻌﺘﻘﺪ اﳌﻌﻬﺪ أن اﻹﻧـﺘـﺎج ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻨﻄﻠﻖ. وﻗـﺎل ﻓﻮﳌﻴﺮﺳﻬﻮﻳﺰر »ﺳﻴﻌﻄﻲ ذﻟﻚ دﻓﻌﺔ ﻗﻮﻳﺔ ﻟﻸداء اﻻﻗﺘﺼﺎدي«. وﻣﻊ ذﻟـﻚ، ﻳﺘﻮﻗﻊ اﻟﺨﺒﻴﺮ اﻻﻗﺘﺼﺎدي، أن ﺗﺘﻔﺎﻗﻢ اﺧـﺘـﻨـﺎﻗـﺎت اﻟــﺘــﻮرﻳــﺪ، ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻹﻏــــﻼق »ﻛــــﻮروﻧــــﺎ« ﻓـــﻲ اﻟــﺼــﲔ ﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﻟﺨﺼﻮص.