ﺗﺮاب »ﻧﺴﻲ« ﺳﻨﻮاﺗﻪ اﻟﺴﻴﺌﺔ ﻓﻲ ﺳﺎن ﺟﻴﺮﻣﺎن وأﺻﺒﺢ أﻣﻞ إﻧﺘﺮاﺧﺖ ﻓﻲ ﻟﻘﺐ »ﻳﻮروﺑﺎ ﻟﻴﻎ«
ﻏــــﺎدر ﺣــــﺎرس اﳌــﺮﻣــﻰ ﻛـﻴـﻔـﻦ ﺗــﺮاب ﻧﺎدي ﺑﺎرﻳﺲ ﺳﺎن ﺟﻴﺮﻣﺎن اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻋـــﺎم ٨١٠٢ دون أن ﻳﺘﻤﻜﻦ ﻣــﻦ ﻓـﺮض ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻲ ﺗﺸﻜﻴﻠﺘﻪ، ﻟﻜﻨﻪ ﻋﺎد ﻟﻴﺼﺒﺢ رﻛـــﻴـــﺰة أﺳـــﺎﺳـــﻴـــﺔ ﻓـــﻲ ﺻـــﻔـــﻮف ﻓـﺮﻳـﻘـﻪ اﻟﺴﺎﺑﻖ إﻧﺘﺮاﺧﺖ ﻓﺮاﻧﻜﻔﻮرت اﻷﳌﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻄﺮﻳﻖ إﻟﻰ ﻧﻬﺎﺋﻲ ﻣﺴﺎﺑﻘﺔ اﻟﺪوري اﻷوروﺑـــﻲ »ﻳـﻮروﺑـﺎ ﻟﻴﻎ« ﺣﻴﺚ ﻳﻼﻗﻲ رﻳﻨﺠﺰ اﻻﺳﻜﻮﺗﻠﻨﺪي ﻋﻠﻰ أﻣﻞ ﺣﺼﺪ ﺑﺎﻛﻮرة أﻟﻘﺎﺑﻪ اﻟﺪوﻟﻴﺔ.
وﻗـــــﺎل ﺗـــــﺮاب ﻣــﺘــﺤــﻤــﺴــﴼ: »ﻟـــﻘـــﺪ ﻟﻌﺒﺖ ﻧــــﻬــــﺎﺋــــﻴــــﴼ واﺣـــــــــــــﺪﴽ ﻓـــــﻘـــــﻂ ﻓـــــــﻲ ﻣـــﺴـــﻴـــﺮﺗـــﻲ اﻻﺣﺘﺮاﻓﻴﺔ، ﻛﺎن ﻧﻬﺎﺋﻲ ﻛﺄس ﻓﺮﻧﺴﺎ )اﻟﻔﻮز ﻋﻠﻰ ﻟﻴﺰﻳﺮﺑﻴﻴﻪ ٢ - ﺻﻔﺮ ﻓﻲ ٨١٠٢(، ﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﻳﺴﺒﻖ ﻟﻲ ﺧﻮض ﻣﺒﺎراة ﻧﻬﺎﺋﻴﺔ دوﻟﻴﺔ ﻣﻄﻠﻘﴼ. إﻧﻪ ﺷﻲء ﺧﺎص ﺟﺪﴽ«.
واﺳـﺘـﻌـﺎد ﺗـــﺮاب اﻟـﺒـﺎﻟـﻎ ﻣــﻦ اﻟﻌﻤﺮ
١٣ ﻋﺎﻣﴼ دور اﻟﻘﺎﺋﺪ اﻟﺬي ﻛﺎن ﺑﺤﺎﺟﺔ إﻟﻴﻪ ﻟﻠﺘﻄﻮر ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺎﻣﻞ. وﻛﺎﻧﺖ ﻧﻘﻄﺔ اﻟــﺘــﺤــﻮل ﻓـــﻲ ﺑـــﺪاﻳـــﺔ أﻛــﺘــﻮﺑــﺮ )ﺗـﺸـﺮﻳـﻦ اﻷول( اﳌـــﺎﺿـــﻲ ﺧــــﻼل اﻟـــﻔـــﻮز اﻟـﺜـﻤـﲔ ﻟﻔﺮﻳﻘﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﻀﻴﻔﻪ اﻟﻌﻤﻼق اﻟﺒﺎﻓﺎري ﺑﺎﻳﺮن ﻣﻴﻮﻧﻴﺦ ﻓﻲ اﻟﺪوري، ﺣﻴﺚ وﻗﻒ ﺳﺪﴽ ﻣﻨﻴﻌﴼ أﻣﺎم اﳌﻬﺎﺟﻤﲔ اﻟﺒﺎﻓﺎرﻳﲔ ﻟﻴﺒﻘﻲ ﻓﺮﻳﻘﻪ ﻓـﻲ اﳌــﺒــﺎراة ﺣﺘﻰ ﻫﺪف اﻟـــﻔـــﻮز اﻟـــــﺬي ﺳــﺠــﻠــﻪ زﻣــﻴــﻠــﻪ اﻟــﺼــﺮﺑــﻲ ﻓﻴﻠﻴﺐ ﻛﻮﺳﺘﻴﺘﺶ ﻓﻲ اﻟﺪﻗﻴﻘﺔ ٣٨.
وﻋـــــــــــــﻦ ذﻟـــــــــــــﻚ ﻋــــــﻠــــــﻘــــــﺖ ﺻــــﺤــــﻴــــﻔــــﺔ »ﻓـﺮاﻧـﻜـﻔـﻮرت ﻓــﺎﺗــﺲ« اﻟـﻴـﻮﻣـﻴـﺔ: »ﻫــﺬه اﳌﺒﺎراة ﺟﻌﻠﺘﻪ ﻳﺘﻄﻮر ﻛﺜﻴﺮا ﺣﻘﴼ. ﻫﺬا اﻷداء اﻟﺮاﺋﻊ اﻟﺬي ﺑﻘﻲ ﺧﺎﻟﺪﴽ ﻓﻲ ﺗﺎرﻳﺦ ﻣﻮاﺟﻬﺎت اﻟﻔﺮﻳﻘﲔ، ﻛﺎن ﻧﻘﻄﺔ ﺗﺤﻮل ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﻟﻴﻪ«.
وﻳـﺤـﻈـﻰ ﺗــــﺮاب ﺑـﺎﻟـﺘـﻘـﺪﻳـﺮ وﻳﻌﺘﺒﺮ ﺷـﺨـﺼـﻴـﺔ رﻣـــﺰﻳـــﺔ ﻓـــﻲ إﻧـــﺘـــﺮاﺧـــﺖ اﻟـــﺬي اﻧﻀﻢ إﻟﻰ ﺻﻔﻮﻓﻪ ﻟﻠﻤﺮة اﻷوﻟﻰ ﻓﻲ ﻋﺎم
٢١٠٢ ﻗـــﺎدﻣـــﴼ ﻣـــﻦ ﻛـــﺎﻳـــﺰرﺳـــﻼوﺗـــﺮن، ﻓﻲ ﺳﻦ اﻟﺤﺎدﻳﺔ واﻟﻌﺸﺮﻳﻦ. ورﻏﻢ ﺣﺪﻳﺜﻪ اﻟـﻬـﺎدئ داﺋـﻤـﴼ ﻓﺈﻧﻪ ﺣـــﺎزم، وﻟـﺪﻳـﻪ ﻗـﺪرة ﻋﻠﻰ اﻟﺜﺒﺎت واﺗﺨﺎذ اﳌﻮاﻗﻒ ﻓﻲ اﻷوﻗﺎت اﻟﺼﻌﺒﺔ. وإذا ﻛﺎن ﺗﺮاب ﻻ ﻳﺮﺗﺪي ﺷﺎرة اﻟــــﻘــــﻴــــﺎدة، ﻓـــﻬـــﻮ ﻣــــﻊ ذﻟـــــﻚ »ﻗــــﺎﺋــــﺪ ﻏــﺮﻓــﺔ ﺗﺒﺪﻳﻞ اﳌــﻼﺑــﺲ«، ﺣﺴﺐ ﺗﻌﺒﻴﺮ ﻣﺪرﺑﻪ اﻟﻨﻤﺴﺎوي أوﻟﻴﻔﺮ ﻏﻠﻴﺴﻨﺮ.
ﻫــــﺎﻟــــﺘــــﻪ ﻟـــــــﺪى زﻣـــــﻼﺋـــــﻪ ﺗــــﺄﺗــــﻲ ﻣــﻦ ﻣﻮاﻫﺒﻪ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ. ﻫﻮ اﻟﺬي ﻳﻌﺘﺮف ﺑـــﺄﻧـــﻪ ﻋـــﺎﻧـــﻰ ﻓـــﻲ اﻟـــﺒـــﺪاﻳـــﺔ ﻓـــﻲ ﺑــﺎرﻳــﺲ ﻣــﻦ ﻋـــﺪم اﻟــﺘــﺤــﺪث ﺑـﺎﻟـﻠـﻐـﺔ اﻟـﻔـﺮﻧـﺴـﻴـﺔ، ﻟﻜﻨﻪ اﻵن ﻳﺘﻘﻦ ﺧﻤﺲ ﻟﻐﺎت: اﻷﳌﺎﻧﻴﺔ واﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ واﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ واﻹﺳﺒﺎﻧﻴﺔ واﻟﺒﺮﺗﻐﺎﻟﻴﺔ وﻗﻠﻴﻞ ﻣﻦ اﻹﻳﻄﺎﻟﻴﺔ. وﻗﺎل ﺗــﺮاب: »ذﻟـﻚ ﻳﺴﺎﻋﺪﻧﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻮاﺻﻞ ﺑﺸﻜﻞ أﻓﻀﻞ ﻣﻊ اﻟﻼﻋﺒﲔ اﻟـﺠـﺪد. إذا ﻛـــــﺎن ﺑـــﺈﻣـــﻜـــﺎﻧـــﻲ ﻣـــﺴـــﺎﻋـــﺪة ﺷـــﺨـــﺺ ﻣـﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﻌﻮر ﺑﺎﻟﺮﺿﺎ، ﻓﺴﺄﻓﻌﻞ ذﻟﻚ«.
وﺑﻌﺪ ﺛــﻼث ﺳـﻨـﻮات ﻓـﻲ ﺑـﺎرﻳـﺲ ﺳﺎن ﺟﻴﺮﻣﺎن )٥١٠٢ - ٨١٠٢(، ﻟﻌﺐ ﻣﻮﺳﻤﴼ وﻧﺼﻒ اﳌﻮﺳﻢ ﻓﻘﻂ أﺳﺎﺳﻴﴼ، ﻗﺒﻞ أن ﻳﺨﺴﺮ ﻣﻜﺎﻧﻪ ﻟﺼﺎﻟﺢ أﻟﻔﻮﻧﺲ أرﻳﻮﻻ، ﻳــﻘــﻮل ﺗـــﺮب: »ﻛــﺎﻧــﺖ اﻟـﺘـﺠـﺮﺑـﺔ ﺻﻌﺒﺔ، ﻟﻜﻦ اﻟﻌﻤﻞ ﻳﻮﻣﻴﴼ ﻣﻊ ﺷﺨﺼﻴﺎت ﻣﺜﻞ )اﻟــﺴــﻮﻳــﺪي( زﻻﺗــــﺎن إﺑﺮاﻫﻴﻤﻮﻓﻴﺘﺶ أو )اﻟــــﺒــــﺮازﻳــــﻠــــﻲ( ﺗـــﻴـــﺎﻏـــﻮ ﺳــﻴــﻠــﻔــﺎ أو )اﻟـﺒـﺮازﻳـﻠـﻲ( ﻣﺎرﻛﻴﻨﻴﻮس ﻛــﺎن ﻓﺮﺻﺔ ﻟــﻠــﺘــﻌــﻠــﻢ. ﺳـــﺎﻋـــﺪﻧـــﻲ ذﻟـــــﻚ ﻛـــﺜـــﻴـــﺮﴽ ﻋـﻠـﻰ اﻟﺘﻄﻮر وأﻧــﺎ اﻵن أﺣـــﺎول أن أﻧﻘﻞ إﻟﻰ ﻓﺮاﻧﻜﻔﻮرت ﻣﺎ ﺗﻌﻠﻤﺘﻪ ﻫﻨﺎك«.
ﻛــــﺎﻧــــﺖ ﻋــــﻮدﺗــــﻪ إﻟـــــﻰ ﻓـــﺮاﻧـــﻜـــﻔـــﻮرت ﺑــــﻤــــﺜــــﺎﺑــــﺔ اﻧـــــﻄـــــﻼﻗـــــﺔ ﺟـــــــﺪﻳـــــــﺪة. وأﻗــــــــﺮ: »ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟـﻲ، ﻛـﺎن ﻣﻦ اﳌﻬﻢ اﻟﻮﺻﻮل إﻟـﻰ ﻧـﺎد ﺣﻴﺚ ﻳﻤﻜﻨﻨﻲ اﻻﺳﺘﻤﺮار ﻓﻲ اﻟﺘﻄﻮر ﺷﺨﺼﻴﴼ. اﻟﺠﻤﻴﻊ ﻳﻌﺮف وﻳﺮى ﻣﺎ ﻳﻌﻨﻴﻪ ﻫﺬا اﻟﻨﺎدي ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻲ. ﻫﺬه اﻟﺒﻴﺌﺔ، واﳌﺸﺠﻌﻮن، ﻛﻞ ﻣﺎ ﻧﻌﻴﺸﻪ ﻫﻨﺎ
ﻓـــــﺮاﻧـــــﻜـــــﻔـــــﻮرت اﻟـــــــﻔـــــــﻮز ٣ - ٢ ﻋﻠﻰ ﺑﺮﺷﻠﻮﻧﺔ ﻓﻲ ﻋﻘﺮ داره، وﺿـــــــﻤـــــــﻦ ﺑـــﻪ اﻟـــﺘـــﺄﻫـــﻞ إﻟـــﻰ ﻧــــــــــــــــﺼــــــــــــــــﻒ اﻟـــــﻨـــــﻬـــــﺎﺋـــــﻲ ﺑــــــــــــــــــﻌــــــــــــــــــﺪ اﻧﺘﺼﺎر ٤
ﻏﻴﺮ ﻣﻮﺟﻮد ﻓﻲ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻷﻧﺪﻳﺔ«.
ﻫﺪوء ﻫﺬا اﳌﺤﺘﺮف اﻟﺼﺎرم ﻳﺰرﻋﻪ ﺑﻔﻀﻞ اﻟـﺤـﻴـﺎة ﺧـــﺎرج ﻛـــﺮة اﻟــﻘــﺪم. ﻣﻦ ﻣﺤﺒﻲ اﻟﺪراﺟﺎت اﻟﻨﺎرﻳﺔ، أﺳﺲ أﻳﻀﴼ ﺷﺮﻛﺔ ﻣﻨﺘﺠﺎت ﻧﺒﺎﺗﻴﺔ. ﻗـﺎل: »أﺣﺘﺎج إﻟﻰ أﺷﻴﺎء أﺧـﺮى ﺗﺒﻌﺪﻧﻲ ﻋﻦ اﻟﺘﻮﺗﺮ اﻟـــﻴـــﻮﻣـــﻲ وﻳــﻤــﻜــﻨــﻨــﻲ اﻟــﺘــﻔــﻜــﻴــﺮ ﻓــﻴــﻬــﺎ. ﻛـﻞ ﻣـﺎ ﻫـﻮ ﻣﻬﻢ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟـﻲ ﻣـﻦ أﺟﻞ اﻻﺳﺘﻤﺘﺎع ﻳﺴﺎﻋﺪﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻋﻠﻰ أن أﻛﻮن أﻓﻀﻞ ﻓﻲ اﳌﻠﻌﺐ«.
أﻧـــــﻬـــــﻰ إﻧــــــﺘــــــﺮاﺧــــــﺖ ﻓــــﺮاﻧــــﻜــــﻔــــﻮرت ﻣـﻮﺳـﻤـﻪ ﻓــﻲ اﻟـﺒـﻮﻧـﺪﺳـﻠـﻴـﻐـﺎ ﻓــﻲ ﻣﺮﻛﺰ ﻣﺨﻴﺐ )اﻟـــﺤـــﺎدي ﻋــﺸــﺮ(، ﻟـﻜـﻦ اﻟﻔﺮﻳﻖ أﻇﻬﺮ ﺷﺨﺼﻴﺘﻪ ﻓﻲ ﻣﺴﺎﺑﻘﺔ اﻟــﺪوري اﻷوروﺑﻲ ﺣﺘﻰ وﺻﻞ اﻟﻨﻬﺎﺋﻲ، وﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺮة، ﻛﺎن ﺗﺮاب راﺋﻌﴼ ﺳﻮاء ﻓﻲ ﻋﺮﻳﻨﻪ أو ﻓﻲ دوره ﻛﻘﺎﺋﺪ ﻟﻠﺨﻄﻮط اﻟﺨﻠﻔﻴﺔ، واﻵن ﻳﺮﻛﺰ ﻋﻠﻰ ﻣﺒﺎراة ﻓﺎﺻﻠﺔ ﺳﺘﻤﻨﺤﻪ ﺧﻠﻮدﴽ أوروﺑﻴﴼ ﺿﺪ رﻳﻨﺠﺮز.