ﻣﺎرﻳﻮ ﻓﺎرﻏﺎس ﻳﻮﺳﺎ ﻳﺸﻐﻞ اﳌﻘﻌﺪ ٨١ ﻓﻲ اﻷﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ
أﻛﺪ ﻟـ أن اﳌﻠﻚ ﺧﻮان ﻛﺎرﻟﻮس ﻗﺒﻞ دﻋﻮﺗﻪ ﳊﻀﻮر ﺣﻔﻞ دﺧﻮﻟﻪ ﻛﺎن اﺧﺘﻴﺎر ﻳﻮﺳﺎ ﻗﺪ واﺟﻪ ﺑﻌﺾ اﻻﻋﱰاﺿﺎت ﰲ ﻓﺮﻧﺴﺎ، إذ ﻟﻢ ﻳﺴﺒﻖ ﻟﻜﺎﺗﺐ ﻻ ﻳﻨﺸﺮ ﺑﺎﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ أن اﻧﻀﻢ إﻟﻰ ﻋﻀﻮﻳﺔ اﳌﺆﺳﺴﺔ اﻟﱵ ﺗﻌﺪ ﺣﺎرﺳﺔ اﻟﻠﻐﺔ
ﻓﻲ اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻣﻦ ﻓﺒﺮاﻳﺮ )ﺷﺒﺎط( اﳌﻘﺒﻞ، ﺗﺤﺘﻔﻞ اﻷﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﺑﺎﻧﻀﻤﺎم اﻟﺮواﺋﻲ ﻣﺎرﻳﻮ ﻓﺎرﻏﺎس ﻳﻮﺳﺎ إﻟﻰ ﻋﻀﻮﻳﺘﻬﺎ، ﻛـﺄول ﺣﺎﺋﺰ ﻋـــﻠـــﻰ ﺟـــــﺎﺋـــــﺰة ﻧــــﻮﺑــــﻞ ﻳــــﺪﺧــــﻞ ﻫـــﺬه اﳌـــﺆﺳـــﺴـــﺔ اﻟــﻌــﺮﻳــﻘــﺔ اﻟـــﺘـــﻲ أﺳـﺴـﻬـﺎ اﻟـــﻜـــﺎردﻳـــﻨـــﺎل رﻳــﺸــﻮﻟــﻴــﻮ ﻓـــﻲ اﻟــﻘــﺮن اﻟـﺴـﺎﺑـﻊ ﻋـﺸـﺮ، ﻣﻨﺬ دﺧـــﻮل اﻟﻜﺎﺗﺐ اﻟــﻔــﺮﻧــﺴــﻲ ﻓــﺮﻧــﺴــﻮا ﻣـــﻮرﻳـــﺎك اﻟـــﺬي ﺗﻮﻓﻲ ﻋﺎم ٠٧٩١.
وأﻛﺪ ﻓﺎرﻏﺎس ﻳﻮﺳﺎ، ﻓﻲ ﻣﻜﺎﳌﺔ ﺧــﺎﺻــﺔ ﻣــﻊ »اﻟــﺸــﺮق اﻷوﺳـــــﻂ«، أن اﻟـﻌـﺎﻫـﻞ اﻹﺳــﺒــﺎﻧــﻲ اﻟـﻔـﺨـﺮي ﺧــﻮان ﻛﺎرﻟﻮس، اﻟﺬي ﻳﻌﻴﺶ ﻓﻲ أﺑﻮﻇﺒﻲ، ﻣـــﻨـــﺬ أن ﻏــــــﺎدر إﺳـــﺒـــﺎﻧـــﻴـــﺎ ﻓــــﻲ ﻋـــﺎم ٠٢٠٢، ﺑﻌﺪ ﺗﺨﻠﻴﻪ ﻋﻦ اﻟﻌﺮش ﻻﺑﻨﻪ ﻓﻴﻠﻴﺒﻲ اﻟﺴﺎدس، ﻗﺪ ﺗﺴﻠﻢ اﻟﺪﻋﻮة، وأﻋـــﺮب ﻟـﻪ ﻋـﻦ رﻏﺒﺘﻪ ﻓـﻲ اﻻﻧﺘﻘﺎل إﻟــﻰ اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻟﺤﻀﻮر اﻻﺣــﺘــﻔــﺎل ﺑــﺮﻓــﻘــﺔ ﻛـﺮﻳـﻤـﺘـﻪ اﻷﻣــﻴــﺮة ﻛﺮﻳﺴﺘﻴﻨﺎ.
وﺗـﺠـﺪر اﻹﺷـــﺎرة إﻟــﻰ أن ﺧـﻮان ﻛـــﺎرﻟـــﻮس ﻗــﺪ ﺻــﻔــﻰ ﺣـﺴـﺎﺑـﺎﺗـﻪ ﻣﻊ ﻫﻴﺌﺔ اﻟﻀﺮاﺋﺐ واﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻹﺳﺒﺎﻧﻴﺔ، وﻫﻮ ﻟﻢ ﻳﻐﺎدر ﻣﻘﺮ إﻗﺎﻣﺘﻪ ﻓﻲ إﻣﺎرة أﺑﻮﻇﺒﻲ إﻻ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﺳﺒﺎت ﻧﺎدرة ﻣﻨﺬ ﻣﻐﺎدرﺗﻪ إﺳﺒﺎﻧﻴﺎ.
وﻛــــــــﺎن ﻗـــــﺪ اﻧــــﺘــــﻘــــﻞ إﻟـــــــﻰ أﺛـــﻴـــﻨـــﺎ ﻣﻨﺘﺼﻒ اﻟﺸﻬﺮ اﻟﺤﺎﻟﻲ، ﻟﺤﻀﻮر ﺟﻨﺎزة ﺻﻬﺮه اﳌﻠﻚ ﻗﺴﻄﻨﻄﲔ، ﻛﻤﺎ ﺳﺎﻓﺮ إﻟﻰ ﻟﻨﺪن ﻓﻲ ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ )أﻳﻠﻮل( ﻣﻦ اﻟﻌﺎم اﳌﺎﺿﻲ، ﻟﺤﻀﻮر ﺟﻨﺎزة اﳌﻠﻜﺔ إﻟﻴﺰاﺑﻴﺚ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ.
وﻳــــﻘــــﻮل ﻓـــــﺎرﻏـــــﺎس ﻳــــﻮﺳــــﺎ إﻧـــﻪ ﻋــــﻨــــﺪﻣــــﺎ ﺣــــﺼــــﻞ ﻋــــﻠــــﻰ اﻟـــﺠـــﻨـــﺴـــﻴـــﺔ اﻹﺳﺒﺎﻧﻴﺔ ﻋﺎم ٣٩٩١، اﺗﺼﻞ ﺑﻪ اﳌﻠﻚ
ﺧﻮان ﻛﺎرﻟﻮس ﻓﻲ اﻟﺜﺎﻣﻨﺔ ﺻﺒﺎﺣﴼ ﻟﻴﻌﺮب ﻟﻪ ﻋﻦ ﺳﻌﺎدﺗﻪ »ﻷﻧﻲ ﺻﺮت ﻣﻦ رﻋﺎﻳﺎه«، وإﻧﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻓﺎز ﺑﺠﺎﺋﺰة ﻧﻮﺑﻞ ﻟــﻶداب ﻋـﺎم ٠١٠٢، اﺗﺼﻞ ﺑﻪ اﻟﻌﺎﻫﻞ اﻹﺳﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻴﻮم اﻟﺘﺎﻟﻲ ﻟﻴﻘﻮل ﻟـﻪ: »ﻳﺠﺐ أن أﻣﻨﺤﻚ ﺷﻴﺌﴼ ﻣـــﺎ... ﻳﺠﺐ أن أﻣﻨﺤﻚ ﻟﻘﺒﴼ«، وﻓﻲ اﻟﻌﺎم اﻟﺘﺎﻟﻲ ﻣﻨﺤﻪ ﻟﻘﺐ ﻣﺎرﻛﻴﺰ دي ﻓﺎرﻏﺎس ﻳﻮﺳﺎ، اﻟﺬي ﻳﻘﻮل ﺻﺎﺣﺐ »اﳌﺪﻳﻨﺔ واﻟﻜﻼب« إﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﺨﺪﻣﻪ أﺑﺪﴽ »ﺑﻄﺒﻴﻌﺔ اﻟﺤﺎل«.
وﻳـــﺸـــﺪد ﻓـــﺎرﻏـــﺎس ﻳــﻮﺳــﺎ ﻋﻠﻰ أن دﻋــــﻮﺗــــﻪ اﳌـــﻠـــﻚ ﺧــــــﻮان ﻛـــﺎرﻟـــﻮس ﻫـــﻲ ﻟــﻔــﺘــﺔ ﻣـــــﻮدة وﺗـــﻘـــﺪﻳـــﺮ ﻓـــﻲ ﻫــﺬا اﻟـــــﻈـــــﺮف اﻟــــــــﺬي ﻳــــﺠــــﺘــــﺎزه اﻟـــﻌـــﺎﻫـــﻞ اﻹﺳـــﺒـــﺎﻧـــﻲ اﻟـــﺴـــﺎﺑـــﻖ، اﻟـــــﺬي ﻣـــﺎ زال ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﺎﺣﺘﺮام ﻛﺒﻴﺮ ﻓﻲ اﻷوﺳﺎط اﻷوروﺑــﻴــﺔ ﻟـﻠـﺪور اﻟــﺬي ﻟﻌﺒﻪ ﺧﻼل اﻻﻧــﺘــﻘــﺎل ﻣــﻦ اﻟـﻌـﻬـﺪ اﻟـﺪﻳـﻜـﺘـﺎﺗـﻮري اﻟﺴﺎﺑﻖ إﻟﻰ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ، وﻳﻘﻮل: »أﻧﺎ ﻻ أﺗﻮاﺻﻞ ﻣﻊ اﳌﻠﻚ، وﻻ أﺗﺤﺪث إﻟﻴﻪ. اﳌﻠﻮك ﻟﻴﺲ ﻟﻬﻢ أﺻﺪﻗﺎء، ﺑﻞ رﻋـﺎﻳـﺎ. ﻟﺬﻟﻚ، وﺑﻘﺪر ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﳌﻠﻚ أن ﻳﻜﻮن ﻟﻪ أﺻﺪﻗﺎء، أﻋﺘﺒﺮ ﻧﻔﺴﻲ واﺣــــــــﺪﴽ ﻣـــﻨـــﻬـــﻢ. وﺑـــﻤـــﺎ أﻧـــــﻪ ﻳــﺠــﺘــﺎز ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺻﻌﺒﺔ، اﻓﺘﻜﺮه«.
وﻣـــﻦ اﳌـﻨـﺘـﻈـﺮ أن ﻳــﻜــﻮن دﺧــﻮل ﻓــــﺎرﻏــــﺎس ﻳـــﻮﺳـــﺎ إﻟــــﻰ اﻷﻛــﺎدﻳــﻤــﻴــﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ اﻟﺸﻬﺮ اﳌﻘﺒﻞ، ﺣﺪﺛﴼ أدﺑﻴﴼ واﺟﺘﻤﺎﻋﻴﴼ ﺑـــﺎرزﴽ ﻓــﻲ ﻫــﺬا اﻟﺸﺘﺎء اﻟﺒﺎرﻳﺴﻲ.
وﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬه اﳌﺆﺳﺴﺔ اﻟﻌﺮﻳﻘﺔ ﻗﺪ اﺧـﺘـﺎرت ﻳﻮﺳﺎ ﻟﻌﻀﻮﻳﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﻧـﻮﻓـﻤـﺒـﺮ )ﺗــﺸــﺮﻳــﻦ اﻟــﺜــﺎﻧــﻲ( ١٢٠٢، ﺑــﺄﻛــﺜــﺮﻳــﺔ ٨١ ﺻــﻮﺗــﴼ ﻣـــﻦ أﺻـــﻞ ٢٢، ﻗﺒﻞ أن ﻳﺠﺘﻤﻊ ﺑﺮﺋﻴﺲ اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ ﻣـــــــﺎﻧـــــــﻮﻳـــــــﻞ ﻣـــــــــــﺎﻛـــــــــــﺮون »راﻋـــــــــــــــﻲ« اﻷﻛـﺎدﻳـﻤـﻴـﺔ، ﻛﻤﺎ ﻛــﺎن اﳌـﻠـﻚ ﻟﻮﻳﺲ اﻟﺮﺑﻊ ﻋﺸﺮ وﺧﻠﻔﺎؤه، ﻟﻴﺤﺼﻞ ﻣﻨﻪ ﻋـﻠـﻰ اﳌــﻮاﻓــﻘــﺔ اﻟـﻨـﻬـﺎﺋـﻴـﺔ، ﺑﺤﻀﻮر ﻣــﺪﻳــﺮﺗــﻬــﺎ اﳌــــﺆرﺧــــﺔ ﻫــﻴــﻠــﲔ ﻛـــﺎرﻳـــﺮ داﻧـــــﻜـــــﻮس، واﻟـــﻌـــﻀـــﻮ اﻟـــﺠـــﺪﻳـــﺪ ﻓﻲ اﻷﻛـﺎدﻳـﻤـﻴـﺔ اﻟﻨﺎﻗﺪ اﻷدﺑـــﻲ أﻧـﻄـﻮان ﻛﻮﻣﺒﺎﻧﻴﻮن.
وﺳــﻴــﺠــﻠــﺲ ﻓــــﺎرﻏــــﺎس ﻳـــﻮﺳـــﺎ، اﻟــــﺬي ﻳـﻨـﺸـﺮ ﻣــﻨــﺬ أﺷــﻬــﺮ ﻣـــﻘـــﺎﻻ ﻛﻞ أﺳﺒﻮﻋﲔ ﺑـ»اﻟﺸﺮق اﻷوﺳــﻂ«، ﻓﻲ اﳌــﻘــﻌــﺪ رﻗــــﻢ ٨١ اﻟــــﺬي ﺷــﻐــﺮ ﺑــﻮﻓــﺎة اﻟﻔﻴﻠﺴﻮف ﻣﻴﺸﺎل ﺳﻴﺮ ﻋﺎم ٩١٠٢، واﻟﺬي ﺳﺒﻖ أن ﺟﻠﺲ ﻓﻴﻪ أﻟﻜﺴﻴﺲ دو ﺗـﻮﻛـﻔـﻴـﻞ، أﺣـــﺪ ﻣـﺆﺳـﺴـﻲ اﻟﻔﻜﺮ اﻟﻠﻴﺒﺮاﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﻘﺮن اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ، واﳌـﺎرﺷـﺎل ﻓﻴﻠﻴﺐ ﺑﻴﺘﺎن اﻟـﺬي ﻛﺎن ﺣﻠﻴﻔﴼ ﻟﻬﺘﻠﺮ ﻓــﻲ اﻟــﺤــﺮب اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ.
وﻗـــــﺒـــــﻞ أن ﻳـــﺠـــﻠـــﺲ ﻓـــــﺎرﻏـــــﺎس ﻳـــﻮﺳـــﺎ ﺑــــﲔ »اﻟــــﺨــــﺎﻟــــﺪﻳــــﻦ«، ﺑـــﺎﻟـــﺰي اﻷﺧﻀﺮ واﻟﺴﻴﻒ، ﺳﻴﻠﻘﻲ ﺧﻄﺎب اﻟـﺪﺧـﻮل إﻟـﻰ اﻷﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﺢ ﻣﻴﺸﺎل ﺳﻴﺮ، ﺑﻌﺪ أن ﻳﺘﻮﻟﻰ ﺗﻘﺪﻳﻤﻪ واﻟﺘﺮﺣﻴﺐ ﺑﻪ اﻟﻜﺎﺗﺐ واﻷﻛﺎدﻳﻤﻲ داﻧـــﻴـــﺎل روﻧــــﺪو اﻟـــﺬي ﻛـــﺎن ﺻﺎﺣﺐ ﻣﺒﺎدرة ﻓﺘﺢ أﺑﻮاب اﻷﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ أﻣﺎم اﻟﻜﺎﺗﺐ اﻹﺳﺒﺎﻧﻲ - اﻟﺒﻴﺮوﻓﻲ.
وﻛـــﺎن اﺧـﺘـﻴـﺎر ﻓــﺎرﻏــﺎس ﻳﻮﺳﺎ ﻗــﺪ واﺟــــﻪ ﺑـﻌـﺾ اﻻﻋـــﺘـــﺮاﺿـــﺎت ﻓﻲ ﻓﺮﻧﺴﺎ، أوﻻ ﻷﻧـﻪ ﻟـﻢ ﻳﺴﺒﻖ ﻟﻜﺎﺗﺐ ﻻ ﻳـــﻨـــﺸـــﺮ ﺑـــﺎﻟـــﻔـــﺮﻧـــﺴـــﻴـــﺔ أن اﻧـــﻀـــﻢ إﻟـــﻰ ﻋـﻀـﻮﻳـﺔ اﳌــﺆﺳــﺴــﺔ اﻟــﺘــﻲ ﺗﻌﺪ ﺣـــــﺎرﺳـــــﺔ اﻟــــﻠــــﻐــــﺔ، وأﻳـــــﻀـــــﴼ ﺑــﺴــﺒــﺐ ﻣـﻦ ﻣـﻮاﻗـﻔـﻪ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻓـﻲ أﻣﻴﺮﻛﺎ اﻟــﻼﺗــﻴــﻨــﻴــﺔ واﻧـــﺘـــﻘـــﺎداﺗـــﻪ اﻟـــﺸـــﺪﻳـــﺪة ﻟـﻠـﺸـﻴـﻮﻋـﻴـﺔ وﺗـﻤـﺠـﻴـﺪه اﻟـﻠـﻴـﺒـﺮاﻟـﻴـﺔ اﻻﻗـــﺘـــﺼـــﺎدﻳـــﺔ اﳌــﺘــﻄــﺮﻓــﺔ. وﻟـــﻌـــﻞ ﻣﺎ ﻳـﻠـﺨـﺺ اﳌــﺸــﺎﻋــﺮ اﻟــﺘــﻲ ﺳــــﺎدت ﻓﻲ اﻷﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ إزاء اﻧﻀﻤﺎم ﻓـــﺎرﻏـــﺎس ﻳـــﻮﺳـــﺎ إﻟــــﻰ ﻋـﻀـﻮﻳـﺘـﻬـﺎ، ﻣــﺎ ﻗــﺎﻟــﻪ اﻟــﻜــﺎﺗــﺐ واﻷﻛـــﺎدﻳـــﻤـــﻲ آﻻن ﻓﻴﻨﻜﻠﻜﺮوت ﻗﺒﻞ اﻟﺘﺼﻮﻳﺖ: »أﺗﻔﻬﻢ آراء اﳌﻌﺎرﺿﲔ: ﻛﻠﻬﻢ ﻣﻦ اﳌﻌﺠﺒﲔ ﺑﻔﺎرﻏﺎس ﻳﻮﺳﺎ، ﻟﻜﻨﻬﻢ ﻳﻌﺘﺒﺮون أن اﻷﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻫﻲ اﻟﻠﻐﺔ اﻟــﻔــﺮﻧــﺴــﻴــﺔ، وﺑـــﺎﻟـــﺘـــﺎﻟـــﻲ ﻓــــﺈن ﻛـﺎﺗـﺒـﴼ ﺑــﺎﻹﺳــﺒــﺎﻧــﻴــﺔ، ﻣـﻬـﻤـﺎ ﻋـــﻼ ﺷـــﺄﻧـــﻪ، ﻻ ﻣﻜﺎن ﻟﻪ ﻓﻴﻬﺎ. أﻋﺘﻘﺪ أن ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻨﺎ
ﻗﺒﻮﻟﻪ، ﻷﻧــﻪ ﻓـﺎرﻏـﺎس ﻳـﻮﺳـﺎ، وﻷن ﻋﻼﻗﺔ ﺣﺐ ﻋﻤﻴﻘﺔ ﺗﺮﺑﻄﻪ ﺑﺎﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ«.
وﺗﺠﺪر اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أن ﻓﺎرﻏﺎس ﻳــﻮﺳــﺎ ﻛـــﺎن ﻗــﺪ اﺳـﺘـﻘـﺮ ﻓــﻲ ﺑـﺎرﻳـﺲ ﺑـــﻌـــﺪ ﺧــــﺮوﺟــــﻪ ﻟـــﻠـــﻤـــﺮة اﻷوﻟــــــــﻰ ﻣـﻦ ﺑﻴﺮو، واﻧﻜﺐ ﻃﻮال ﻓﺘﺮة ﻋﻠﻰ ﻗﺮاء ة اﻷدب اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ اﻟــﺬي ﻛــﺎن ﺷﻐﻮﻓﴼ ﺑـــﻪ، وﺑـﺸـﻜـﻞ ﺧـــﺎص ﺑــﻮدﻟــﻴــﺮ، اﻟــﺬي زار ﻣﺴﻘﻂ رأﺳــﻪ ﻋـﺪة ﻣــﺮات وﻧﺸﺮ ﺑﺤﻮﺛﴼ ﻋﺪﻳﺪة ﻋﻦ أﻋﻤﺎﻟﻪ.
ﺗﻀﻢ اﻷﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ٠٤ ﻣـﻘـﻌـﺪﴽ، ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺷـﺎﻏـﺮ ﻓــﻲ اﻟـﻮﻗـﺖ اﻟـﺮاﻫـﻦ، وﻳﺠﺘﻤﻊ أﻋﻀﺎؤﻫﺎ ﺗﺤﺖ ﻗــــﺒــــﺔ ﻣـــﻌـــﻬـــﺪ ﻓـــﺮﻧـــﺴـــﺎ اﻟـــــــﺬي ﻳــــﺆوي ﻣـﺆﺳـﺴـﺎت ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ وﻋﻠﻤﻴﺔ أﺧــﺮى ﻣﺜﻞ أﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ اﻟﻌﻠﻮم، وأﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ اﻟــــﻔــــﻨــــﻮن اﻟـــﺠـــﻤـــﻴـــﻠـــﺔ، وأﻛــــﺎدﻳــــﻤــــﻴــــﺔ اﻟﻌﻠﻮم اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻨﺘﻤﻲ إﻟﻴﻬﺎ اﳌﻠﻚ ﺧـﻮان ﻛﺎرﻟﻮس اﻷول ﻣﻨﺬ ﻋــﺎم ٨٨٩١، ﻋﻨﺪﻣﺎ وﻗﻊ اﻻﺧﺘﻴﺎر ﻋﻠﻴﻪ »أﺟﻨﺒﻴﴼ ﻣﻨﺘﺴﺒﴼ«، ﺧﻠﻔﴼ ﻟﻠﻜﺎﺗﺐ اﻷرﺟﻨﺘﻴﻨﻲ اﻟﺸﻬﻴﺮ ﺧﻮرﺧﻲ ﻟﻮﻳﺲ ﺑﻮرﺧﻴﺲ.
ﺑﻌﺪ أﻳﺎم، ﻳﻌﻮد ﻣﺎرﻳﻮ ﻓﺎرﻏﺎس ﻳـﻮﺳـﺎ إﻟــﻰ ﻣﺪﻳﻨﺔ اﻟـﻨـﻮر اﻟـﺘـﻲ ﻛﺎن ﻳـــﻘـــﻮل إﻧــــﻪ وﻗــــﻊ ﻓـــﻲ ﺣـﺒـﻬـﺎ ﻗــﺒــﻞ أن ﻳﺮاﻫﺎ، وﺣﻴﺚ أﻗﺎم أﻋﻤﻖ ﺻﺪاﻗﺎﺗﻪ وأﺧﺼﺒﻬﺎ ﻣﻊ ﻧﺠﻮم اﻷدب اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ اﻟﻼﺗﻴﻨﻲ، ﻣﻦ ﺧﻮﻟﻴﻮ ﻛﻮرﺗﺎزار إﻟﻰ آﻟﻴﺨﻮ ﻛﺎرﺑﻨﺘﻴﻴﺮ، وﻣــﻦ ﻛـﺎرﻟـﻮس أوﻧـــﻴـــﺘـــﻲ إﻟـــــﻰ ﻏـــﺎﺑـــﺮﻳـــﻴـــﻞ ﻏـــﺎرﺳـــﻴـــﺎ ﻣـﺎرﻛـﻴـﺰ. ﻳﻌﻮد ﻣﺤﺎﻃﴼ ﺑﺎﳌﻌﺠﺒﲔ واﳌﺤﺒﲔ، ﻟﻜﻦ ﻓـﻲ ﻏﻴﺎب إﻳﺰاﺑﻴﻞ، اﳌـــــﺮأة اﻟــﺘــﻲ ﻷﺟــﻠــﻬــﺎ ﻫــﺠــﺮ زوﺟــﺘــﻪ وأوﻻده، وﻫــــﻮ ﻓـــﻲ اﻟــﺜــﻤــﺎﻧــﲔ ﻣﻦ ﻋﻤﺮه، واﻧﻔﺼﻞ ﻋﻨﻬﺎ ﻣﻨﺬ أﺳﺎﺑﻴﻊ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻋﻠﻰ أﺑﻮاب اﻟﺘﺴﻌﲔ.