ما عندك أحد

الــعــالــم كــلــه بــطــولــه وعــرضــه بــدكــتــاتــوريــتــه وديموقراطيته وأسلحته الفتاكة وعقوله التي (متخرش امليه) من بني ثنايا مخيخهم العبقري، وعلماء النفس الجهابذة ورجــال اإلعالم واملثقفني حوالي أربعة مليارات نسمة عجزوا أن يقضوا على زمـــرة خــارجــة عــن الــديــن وعــن األخـــالق وروح اإلنـسـانـيـة. هل يعقل أن هذه املجموعة وعدد طلعات التحالف املعلنة وطلعات الطيران الـروسـي التي (مــا بعنا بالكوم إال الـيـوم) ومجموع تلك الطلعات لـو حسبناها بدقة لفاقت أعــداد «داعـــش» ومن (يداعش معها)، ولو في كل طلعة قتل (داعشي واحد) ملا بقي على سطح األرض من تدعشش أبــدا وربما صـار لدينا سلفة للمستقبل (واالحــتــيــاط واجــــب). مــن يستطيع أن يقنع طفال صغيرا بــأن هــذا العالم بقضه وقضيضه لـم يـحـرز انتصارا واحدا محسوبا ذا قيمة، وهنا أتكلم عن الحرب املعلنة على ما يسمى بدويلة «داعـش»، وهو اسم الدلع للكيان الذي يفكرون فيه. من يستطيع أن يفهمني كيف أن رتال من السيارات بطول كيلومترين يستعرض بأعالمه السوداء وكامل أسلحته وبكل هـــدوء وكــأنــي بهم يـقـولـون (آن ألبــي حنيفة أن يمد قدميه)، وطائرات التحالف الدولي ضد تنظيم «داعش» وصواريخه ال حس وال خبر. سبحان الله يقولون األمريكان والغرب ونضيف لهم الروس ألنهم على كل حال كيف سيتآمرون بدون (روس) ال تغيب عنهم ال شاردة وال واردة، ولكن الواضح أن كل هؤالء بمخابراتهم بكافة مسمياتها نمر علي وفي الحروب نعامة. وربما ينبري مليقيف ويقول ليس نمرا، بل أسـد، وأرد عليه كلهم حيوانات، ولكن األسد (أعفن) وكنت أود إعفائي من ذكر اسمه. املهم هذه األجهزة االستخباراتية التي تعلم وين اإلبرة وما نفكر فيه (طبعا على حد قولهم وقول املغرمني فيهم) كلها لم تعلم بتوقيت ذلـك االستعراض وال في بدايته وال أثنائه، (يـا عم بال هـم) هم اخترعوها، هم تغاضوا عنها كالجراثيم التي يخترعونها ثم تصبح وباال عليهم قبل غيرهم وبعدهم ال فرق. أقول بكل إجالل ملن أبتلي بـ «داعش» وحاربه عن صدق وبـالـذات وطننا العزيز وقيادته الحكيمة وعلى رأسها امللك سلمان -حفظه الـلـه- وفـــارس قصم ظهرها األمـيـر محمد بن نايف ولي العهد وزير الداخلية، االعتماد على النفس فضيلة.. أعانكم الله.. وأزيد (ترى ما عندك أحد).