Okaz

دسوا اسم السعودية 193 مرة في «الصفحات الـ !»28

من مقال األمير عبداهلل بن فيصل آل سعود تايمز»: سفير المملكة لدى الواليات المتحدة األمريكية في صحيفة «لوس أنجلوس

- سعد الخشرمي (جدة)

رصدت «عكاظ» اشتمال «الصفحات الـ ،»28 الـتـي نـزعـت منها السرية أخــيــرًا، مـن تقرير لجنة التحقيق في هجمات سبتمبر ،2011 عــلــى اســــم الــســـعـ­ـوديـــة 193 مـــــرة! وهــــو ما اعتبره خـبـراء محاولة لتكريس االدعاءات بتورط سعودي مزعوم، وتشجيعًا لبورصة الشائعات بشأن دور حكومي سـعـودي في الــهــجــ­مــات، وتــمــويـ­ـل مـنـفـذيـه­ـا؛ وهـــو مــا لم يتوافر أي دليل يثبته البتة، وفقًا لألجهزة التنفيذية واألمنية األمريكية. ودعـــــــ­ا ســفــيــر الـــســـع­ـــوديـــة لـــــدى الــــوالي­ــــات املتحدة األمير عبدالله بن فيصل بن تركي األمريكيني إلى تجاوز مرحلة «الصفحات الـ .»28 وقـــــال - فـــي مــقــال نــشــرتــ­ه «لـــــوس أنجليس تايمز» أمس - إن الحكومة السعودية كانت تعرف أن الصفحات املذكورة ليس فيها شيء يدينها، ولذلك ظلت تطالب اإلدارة األمريكية بنشرها. وأضـاف أن نشر تلك الصفحات لم يــرض القائلني بنظرية املــؤامــ­رة، وهــو تحد للحقائق، وملا توصلت إليه لجنة التحقيق، ومــكــتــ­ب الــتــحــ­قــيــقــا­ت الــفــيــ­ديــرالــي، ووكالة االســـتــ­ـخـــبـــا­رات املـــركــ­ـزيـــة األمـــريـ­ــكـــيـــ­ة. وزاد: حان الوقت لنمضي لألمام؛ واصفًا العالقة األمــريــ­كــيــة - الــســعــ­وديــة بــأنــهــ­ا إحـــــدى أهم العالقات في العالم.

ملا يقارب على الـ51عاما، كانت هناك سحابة من الشك حالت دون فهم الشعب األمريكي لحقيقة السعودية، هذه السحابة انقشعت أخيرا، بعد اإلفـراج عن قسم كان سريا، مــــن قـــبـــل لــجــنــة الــتــحــ­قــيــق املشترك للكونجرس في أحداث .9/11 وقــد سـاهـم أسـلـوب الـرئـيـس جورج بــوش فــي إخــفــاء الـصـفـحـا­ت الـ82، على اعـتـبـار أنـهـا حماية مصادر وأســـــــ­الـــــــي­ـــــــب جـــــمـــ­ــع املــــعــ­ــلــــومـ­ـــات االســتــخ­ــبــاريــ­ة، فــي تـأجـيـج الرأي الـــعـــا­م بــــأن الــحــكــ­ومــة األمريكية أخــــفـــ­ـت األدلـــــ­ـــــة. األمــــــ­ـر الـــــــذ­ي أدى إلــــى تــفــشــي الـــجـــد­ل؛ أن السعودية قـــد شـــاركـــ­ت بــطــريــ­قــة أو بـــأخـــر­ى في الهجمات. وقــد كانت السعودية تعلم بأن تلك االتهامات باطلة، وسعيا لتبرئة ساحتنا، دعونا الحكومة األمريكية لرفع السرية عـن الصفحات وجعلها علنية منذ نشر التقرير في عام .2003 نحن نعلم بالتأكيد بأن واضعي نظرية املؤامرة كـــانـــو­ا مــخــطــئ­ــن، ولــيــس هــنــاك دخــــان بندقية فـي (الصفحات الــــ82). ذلــك أنـهـا تحتوي على قــائــمــ­ة مـــن األسئلة واحــــتــ­ــمــــال يفضي إلــــــــ­ــــــــى كــــــــش­ــــــــف فــــي تحقيقات قادمة. عـــــــــ­اوة عــــلــــ­ى ذلـــــك، فـــــــــ­ـإن الــــــــ­ـدالئـــــ­ــــل تم التحقيق بها مرارا وتــكــرار­ا، ولــم تفض االتـــهــ­ـامـــات إلــــى أي مـــــكـــ­ــان، إذ انتهت لجنة التحقيق في ،9/11 والتحقيقات الــــثـــ­ـاثــــة املختلفة التي أجراها مكتب التحقيقات الفيدرالي ووكالة االســتــخ­ــبــارات املــركــز­يــة، إلـــى نــفــس الـنـتـيـج­ـة .. «تبرئة السعودية». وردا على تقارير إعامية مثيرة، فقد أصدر كل مــن الـعـضـو الـسـابـق للكونغرس لــي هاملتون، وحـــاكـــ­م واليـــــة نــيــو جــيــرســ­ي الــســابـ­ـق توماس كـــن، بــيــانــ­ا مـطـلـع هـــذا الـــعـــا­م، مــحــذريـ­ـن مــن أن «الــصــفــ­حــات الـــــــ8­2» اســتــنــ­دت كــلــيــا عــلــى مواد خــام غـيـر دقـيـقـة جـــاءت إلــى مكتب التحقيقات الفيدرالي، فضا عـن أن هــذه الوثائق يفترض أن تكون سرية وفقا لقواعد العمل السرية لهيئة املحلفن الكبرى. واألمـــــ­ـر املــــؤسـ­ـــف، أنــــه حــتــى اآلن فــــإن واضعي نـــظـــري­ـــات املــــؤام­ــــرة اليــــزال­ــــون غــيــر راضـــــن عن تـبـرئـة الـسـعـودي­ـة، ويـشـيـرون إلــى أن أجـــزاء من (الصفحات الـ )28 بقيت سرية، ويصرون على أن الــحــكــ­ومــة األمــريــ­كــيــة ال تـــــزال تــخــفــي شيئا مشينا عن الشعب. في حن إن البعض يستمر في الترويج للشائعات، وأنهم يتحدون الحقيقة والــوقــا­ئــع واالسـتـنـ­تـاجـات الــتــي خلصت إليها لـجـنـة ،11/9 ومــكــتــ­ب الـتـحـقـي­ـقـات الفيدرالي ووكـالـة االسـتـخـب­ـارات املـركـزيـ­ة.. لكن «لقد حان الوقت للمضي قدما». الــعــاقـ­ـة األمــريــ­كــيــة الــســعــ­وديــة واحــــدة مــن أهم الـعـاقـات فـي الـعـالـم، فهي الـركـيـزة فـي محاربة اإلرهـــــ­ــــاب وتـــــبــ­ـــادل املـــعـــ­لـــومـــا­ت االستخباري­ة ومكافحة داعش والعمل لتحقيق االستقرار في منطقة الـخـلـيـج. وفــي هــذه الـفـتـرة مــن التغيير التاريخي والتهديد املتزايد لـإرهـاب، ال يمكن أن تكون هناك عدم ثقة.

 ??  ??
 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia