النساء وسيارات األجرة
تــوجــد لـــدى مـعـظـم الــنــســاء الـــالتـــي تــضــطــرهــن ظروفهن السـتـخـدام ســيــارات أجــرة فــي تنقالتهن الـيـومـيـة، صورة ذهنية غير مريحة عن «السائق املواطن» حتى أن بعضهن عــبــرن عــن خـيـبـة أمــلــهــن فــي قــيــام بــعــض شــركــات تأجير السيارات بإلحاح من وزارة العمل والتنمية االجتماعية «بــســعــودة» مـهـنـة ســيــارات األجـــــرة، حـتـى كـتـبـت الزميلة الكاتبة عبير الفوزان في اآلونة األخيرة مقاال في «عكاظ» عبرت فيه عن رفض بنات جنسها لسعودة سيارات األجرة، وأن الراكبة تفضل السائق األجنبي داعية إلى إعادة النظر في سعودة هذه املهنة! وأرى أن الصورة الذهنية السيئة لسائق األجــرة املواطن لم تأت من فـراغ، وإنما جـاءت نتيجة سلوك بعض الذين امتهنوا هذه املهنة من املواطنني في العقود األخيرة، فقد كان جميع سائقي سيارات األجرة في مدن البالد قبل عقود عــدة مــن املــواطــنــني، ولــم يكن هــذا االنـطـبـاع السيئ عنهم مـوجـودًا فـي أذهــان الـركـاب مـن الـرجـال والنساء على حد سواء ولكن يبدو أن هناك تساهال في االشتراطات املطبقة على من يتقدم لشغل مهنة سائق سيارة أجرة وذلك حرصًا على السعودة، أتاح فرصة الدخول فيها لكل من هب ودب، مع أن هذه املهنة بالذات يدقق في اختيار من يشغلها في الدول املتحضرة أكثر مما يدقق في اختيار أي وظيفة أو مهنة أخــرى مهما ارتـقـى شــأن املهنة األخـــرى، ألن سائق األجرة واجهة رئيسية لألوطان املتحضرة، فأدى التساهل إلــى بـــروز نـوعـيـة مــن سـائـق األجـــرة مــن املــواطــنــني تتكلم بعجرفة مع الـركـاب عمومًا وتسأل الـراكـب قبل أن يركب: ويـــن رايـــح ؟ وتــشــتــرط مـبـالـغ زائــــدة عــن املــعــقــول وتعطل العداد وتبدي استعدادًا للدخول في معركة مع الراكب «إن كثر الكالم»، هذا بالنسبة للركاب من الذكور أما في حالة كون الركاب نساء فإن حركات تعديل املرآة األمامية ووضع شريط غناء قد يبدأ من لحظة دخول الراكبات للسيارة وإن كانت الراكبة منفردة ال يوجد من يصاحبها قال الذئب في نفسه: جانا الهنا! هذا إن لم يحاول استراق السمع ملعرفة ما يدور من حديث بني الراكبات لعله يجد فرصة ملشاركته معهن فيه، وهو أمر يزعج النساء الراكبات ولكنهن يخشني مـن ردة فعل السائق إن هـن زجـرنـه عـن التدخل فـي مـا ال يعنيه! وحتى نحسن صورة سائق األجرة املواطن، فال بد من التدقيق في االختيار وإبعاد «الطالحني» وإال فال ؟!. للتواصل أرسل sms إلى 88548 االتصاالت 636250, موبايلي, نيز738303 تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة