مواءمة األسعار ضرورة إلنعاش السياحة الداخلية 15 و7 مليارًاعوائد آالفوظيفةفيالصيف
«كنت أريـد السفر إلـى الطائف، ونظرا الرتفاع األسـعـار، قـررت السفر إلى األردن، وأسكن في أفخم الفنادق مدة ثمان ليال بسعر ليلتن في الـطـائـف».. هكذا غــرد الكويتي حمود محمد البغيلي على «تويتر» حن أراد التوجه إلى محافظة الطائف. وقد لخص البغيلي بهذه الكلمات جزءا كبيرا من أزمة السياحة الداخلية، املتمثلة في املغاالة في األسعار، ما يؤدي إلى هروب كثيرين بحثا عن سياحة خارجية بتكلفة أقل. وبرغم اتفاق الجميع حول هذه القضية، إال أن حلول األزمـــة تـتـضـاءل، نتيجة ارتــفــاع تكاليف املشاريع السياحية الداخلية، ومعوقات التمويل التي تحول دون دخول مستثمرين جدد يمكنهم تقديم خيارات متنوعة للخدمة، ما يؤدي إلى انخفاض األسعار. وحول أسباب ارتفاع أسعار اإليواء في العديد من املناطق، قال املدير التنفيذي إلحدى وكاالت السفر والسياحة خالد باوزير إن القطاع السياحى في اململكة اليزال يعتمد على موسم الصيف بالدرجة األولى، وبالتالى يضطر غالبية املستثمرين إلى رفع أسعارهم بصورة مبالغ فيها، لتعويض الركود في أغلب أشهر العام، مشيرا إلى أن هذه النظرة أثبتت خطأها، ووجب الوقوف عندها باتباع سياسة التخفيضات والبيع الكثيف على مـدار العام وليس في أشهر محدودة فقط. وأضاف أن هذه اإلستراتيجية تضمن الرواج ورفع معدالت التشغيل وكفاء ة املنشآت والخدمات السياحية، الفتا إلى أنه على رغم الدعوات املــتــكــررة إلنــشــاء صــنــدوق للتنمية الـسـيـاحـيـة عـلـى غـــرار الصندوق الـعـقـاري والــزراعــي وغـيـرهـا، اليـــزال األمــر يـواجـه بعض الـعـوائـق، إذ فــي وقـــت يــدعــو فــيــه مـخـتـصـون فــي مجال السياحة إلى االستثمار السياحي، باعتباره رافـــــدا اقــتــصــاديــا مــهــمــا، يــتــوافــق مــع رؤية املـمـلـكـة ،2030 يـطـالـب الـبـعـض بـــأن تعيد شـــــركـــــات الـــســـيـــاحـــة حـــســـابـــاتـــهـــا إلنعاش الــســيــاحــة الـــداخـــلـــيـــة، عــــن طـــريـــق تقليص امليزانية لتتواء م مع قدرة السائح السعودي الشرائية، التي تشهد تراجعا، تؤكده نسب اإلشــغــال الـتـي تـراجـعـت بشكل مـلـحـوظ في اآلونة األخيرة. ويـــؤكـــد عــضــو الــلــجــنــة الــســيــاحــيــة بغرفة تـجـارة وصناعة املدينة املـنـورة عبدالغني األنصاري لـ «عكاظ» أن «األزمة االقتصادية العاملية ألقت بظاللها على القوة الشرائية لــلــســائــح الــســعــودي فـــي الـــداخـــل والخارج، مـبـيـنـا حــــدوث انــخــفــاض واضــــح فــي نسب إشـغـال املنتجعات فـي جميع مــدن اململكة، فجميع املالك يشتكون من ضعف في اإليراد الذي لم يتجاوز %50 من اإليرادات السابقة، إن أسـمـاء املستثمرين فـي القطاع السياحي والـخـدمـات املساندة له، محدودة للغاية، وبالتالي هناك صعوبة لكسر هذا االحتكار والهبوط باألسعار. من جانبه أشــار املستثمر السياحي عبدالله الراجحي إلـى أن الدول املجاورة، خصوصا في الخليج سجلت نجاحات كبيرة في السياحة، بــفــضــل األســــعــــار الــتــنــافــســيــة والــتــشــجــيــعــيــة التي تـقـدمـهـا فــي الــخــدمــات والــســكــن، مبينا أن الــفــائــدة ال تـنـحـصـر فـــي هــــذه الـــــدول على ارتــــفــــاع الـــعـــائـــدات، بـــل تــمــتــد إلــــى تنشيط االقــتــصــاد إلـــى جــانــب إنــعــاش أكــثــر مــن 70 صناعة مرتبطة به، واستغرب ارتفاع إيجار الغرفة إلى 1200 ريال والفيال إلى 3000 ريال لليلة فــي أمــاكــن سياحية داخـلـيـة متواضعة الخدمات، فيما يمكن للمواطن دفع هذه املبالغ في الخارج في إيجار أسبوعن. ودعــــا هـيـئـة الــســيــاحــة إلـــى ضـــــرورة مراجعة أســعــار الـخـدمـات واملــرافــق السياحية لتقارب الــــــــــدول املــــــــجــــــــاورة، وعـــــــــدم تـــــــرك األمـــــــــر كليا لـلـمـسـتـثـمـريـن، الســيــمــا أن املــمــلــكــة تــنــشــد رفع معدل إسـهـام السياحة فـي الناتج الوطني إلى %18 بــدال مــن %4 حـالـيـا، وذلـــك بـحـلـول ،2030 مضيفا أن العروض التي توفرها مواقع الحجز اإللكترونية املتعلقة بالفنادق وقطاع اإليواء بشكل عام ليس لهيئة السياحة عالقة بها، إذ إنها تراقب األسعار على أرض الواقع من خالل قائمة األسعار التي تضعها لهذه القطاعات وتتأكد من االلتزام بها، مشيرا إلى أن هذه املواقع لديها اتفاقات مع الفنادق لجذب أكبر عدد من الـزوار، وقدر حجم إنفاق السعودين على السياحة في الخارج بمبلغ يتراوح بن 35 و04 مليار ريال سنويا. كــمــا أن بــعــض الـــشـــركـــات ســجــلــت خسائر كــبــيــرة، ومـــن املــتــوقــع أن تـتـعـثـر إيراداتها بنسبة .»%30-%25 وأضـــــــــاف أن الــــســــائــــح الــــســــعــــودي أصبح غالبًا ال يستطيع أن يسكن فـي فندق تزيد تـكـلـفـتـه عــلــى 200 ريــــال لـلـيـلـة، مــا يتطلب مـــن شـــركـــات الــســيــاحــة «إعــــــادة حساباتها لــتــقــلــيــل املـــيـــزانـــيـــة الــــتــــي ال تـــتـــنـــاســـب مع قــــدرة الــســعــوديــن الــشــرائــيــة»، مــوضــحــًا أن الــقــطــاعــات االســتــثــمــاريــة «ســتــعــيــد دراســــة الـــجـــدوى االقــتــصــاديــة مـــن هــــذه املشاريع، بحيث تتناسب مع القوة الشرائية للسائح السعودي الـذي كانت قوته الشرائية عالية جدا». من جانبه, أشار نائب اللجنة السياحية في غــرفــة جـــدة مـحـمـد الـنـفـيـعـي، إلـــى أن تذاكر دخول الفعاليات الترفيهية كانت تباع قبل عـامـن بنحو 700 ريـــال ألقــل فـئـة، وحاليًا تباع بـــ05 ريــاال، ويـراهـا املستهلك مرتفعة الـثـمـن، مــا اعـتـبـره انعكاسا على انخفاض القوة الشرائية للسائح. وأضاف: اختلف وضع السائح عن ذي قبل، إذ كــان يسافر مــدة تـقـارب الشهرين، إال أنه أصبح يقلص املدة قدر إمكانه، ما أثر أيضا عــلــى اخــتــيــار الــوجــهــة األقــــــرب واألرخـــــص لتوفير التكلفة، ما دفع بعض الشركات إلى تــوفــيــر نــظــام الــســيــاحــة بــاألقــســاط، مرجعا السبب الرئيسي لتوجه السائح السعودي للدول املجاورة للقرار الذي أصدرته الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالسماح ملالك اإليواء بوضع تسعيرة خاصة باملواسم، ما منح الجشعن فرصة لالستغالل. فــي املــقــابــل دعـــا مــديــر «إجـــازتـــي سعودية» فـهـد الــغــامــدي إلـــى االســتــثــمــار فــي الجانب الـسـيـاحـي، مــؤكــدًا أن االسـتـثـمـار السياحي رافد اقتصادي مهم جدا، ويتوافق مع رؤية اململكة ،2030 كـمـا أنــه مــدعــوم مــن الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني. موضحا أن املنتجعات السياحية والفنادق السعودية تكتظ بالسياح، داعـيـا فـي الـوقـت ذاتــه إلى الـتـخـطـيـط املــســبــق لـلـسـيـاحـة لـتـجـنـب غالء األسعار. تــوقــعــت الــهــيــئــة الــعــامــة لـلـسـيـاحـة والتراث الــــوطــــنــــي ارتــــــفــــــاع الــــعــــوائــــد االقتصادية لـلـفـعـالـيـات الـسـيـاحـيـة خـــالل الــعــام الحالى إلــى 15 مليار ريــال مقابل 11 مـلـيـارا خالل الـعـام املــاضــي، فيما تـوفـر املـهـرجـانـات التي قـدر عددها بنحو 73 مهرجانا في مختلف املــــنــــاطــــق، نـــحـــو ســـبـــعـــة آالف فــــرصــــة عمل للشباب السعودي الذي اقتحم هذا املجال في السنوات األخيرة. وأرجـــــــــع مــــديــــر عــــــام الــــبــــرامــــج واملنتجات السياحية في الهيئة العامة للسياحة والتراث الــوطــنــي عــبــدالــلــه املــرشــد ارتـــفـــاع العائدات إلــى زيــادة الفعاليات بنسبة %30 عـن العام املــاضــي، الفـتـا إلــى أن فعاليات املهرجانات هــــذا الـــعـــام تــتــمــيــز بــتــنــوعــهــا وشموليتها ومــراعــاتــهــا لــلــتــجــديــد، إذ تــشــمــل فعاليات تراثية وتاريخية وترفيهية ورياضية وفنية وتسويقية وفلكلورية وصـحـراويـة وبيئية وريــــاضــــة املـــغـــامـــرات واملــنــتــجــات الزراعية والتراثية وغيرها. وأبـــــان أن عــــددا يــخــلــطــون بـــن املهرجانات السياحية وبــن بعض األنـشـطـة الـتـي تقوم بــهــا بــعــض املـــراكـــز واملــجــمــعــات التجارية، التي سجلت مالحظات في فترة سابقة على بعض أنشطتها، برغم أن الهيئة ال عالقة لها بها، ولــم ترخص لها بمزاولة هــذا النشاط، كما أعلنت الهيئة برنامجا تطويريا شامال للفعاليات السياحية في اململكة خالل الفترة بـــن عــامــي 2014 ،2018و لـيـصـبـح قــــادرا على مواكبة إقبال املواطنن على الفعاليات وتطلعهم لتطويرها، ومتزامنا مـع اكتمال مــرحــلــة بــنــاء مــفــهــوم الــفــعــالــيــات السياحية فــــي الـــبـــرنـــامـــج الـــســـيـــاحـــي فــــي املـــمـــلـــكـــة، إذ تحول تنظيم الفعاليات السياحية إلى عمل احترافي تديره شركات متخصصة. وتـوقـع أن توفر مهرجانات هــذا الصيف ما يــزيــد عــلــى سـبـعـة آالف فــرصــة عــمــل موقتة للشباب فـي تنظيم املهرجانات، خـالل فترة إجازة الصيف التي تقارب 115 يوما.