العبادي يحّول احلشد الشعبي إلى حرس ثوري عراقي
أصـــــــدر رئـــيـــس الـــحـــكـــومـــة الــــعــــراقــــي، حيدر الـعـبـادي، أمــرا ديوانيا يقضي بهيكلة قوات الحشد الشعبي وتحويله لجهاز مواز لجهاز مكافحة اإلرهاب من حيث التدريب والتجهيز والقوانني. وجاء في أمر العبادي «بناء على مقتضيات املصلحة العامة ولغرض إعادة تشكيل هيئة الـحـشـد الـشـعـبـي تــقــرر جـعـل الـحـشـد تشكيال عسكريا مستقال وجــزءا مـن الـقـوات املسلحة مرتبطا بالقائد العام للقوات املسلحة، إضافة لــعــمــلــه بـــنـــمـــوذج يـــضـــاهـــي جـــهـــاز مكافحة اإلرهاب الحالي من حيث التنظيم واالرتباط، فــضــال عــــن تــألــفــه مــــن قـــيـــادة وهــيــئــة أركـــــان وصنوف وألوية مقاتلة». وفاجأت هذه الخطوة املراقبني، ومن املتوقع أن تــحــدث جـــدال كـبـيـرا نــظــرا إلـــى التشكيات الـكـبـيـرة مــن انـتـهـاكـات الـحـشـد الـتـي دونتها منظمات محلية ودولية بحق مدنيي العراق السنة في عدة مدن. إلـــى ذلـــك، قـــال أثــيــل النجيفي رئــيــس الحشد الوطني إن التنسيق بني العرب السنة واألكراد، في ما يتعلق بعملية استعادة تحرير املوصل من أيدي تنظيم «داعش» بلغ أعلى مستوياته، مجددا الوعد بعدم السماح مليليشيات الحشد الشعبي دخول املوصل، معتبرا كل اإلجراء ات التي تتخذها قـوات البشمركة تتم بالتشاور مع القيادة املشتركة. وقــال النجيفي فــي تصريحات إلــى «عكاظ» إن الحشد الوطني وقوات البشمركة استعدت جــيــدا ملــعــركــة تــحــريــر املـــوصـــل، الفــتــا إلـــى أن هـذه املعركة مصيرية ألنها ستحرر املوصل من قبضة «داعــش» اإلرهـابـي وتمنع وصول القوى الخارجية التي تسعى للحرب الطائفية من التغلغل في محافظة نينوي في إشارة إلى إيـــران دون أن يسميها. وأشـــار النجيفي إلى أن جميع االتـصـاالت التي قامت بها القيادة املـشـتـركـة مــع رئـيـس الــــوزراء حـيـدر العبادي ووزيــر الـدفـاع خالد العبيدي بــاءت بالفشل، مــع إصـــرار الــعــبــادي عـلـى إشـــراك ميليشيات الحشد الشعبي في معركة املوصل، مؤكدا أنه سيتم التصدي لـهـذه امليليشيات إن حاولت دخـول املدينة مع اقتراب ساعة الصفر، الفتا إلــى أن دخولها يعني أنها سترتكب مجازر إرهـابـيـة بحق السنة كما فعلت فـي الرمادي والفلوجة وتكريت واملقدادية. مـيـدانـيـا، اسـتـعـرضـت تـقـاريـر واردة للقيادة املـــشـــتـــركـــة مــــن داخــــــل املــــوصــــل أن «داعــــــش» قـــام بـنـقـل مــقــراتــه إلـــى املـسـتـشـفـيـات واملراكز الصحية في املدينة ووزع اآلليات العسكرية في األحياء السكنية املكتظة بالسكان تجنبا لــــوقــــوع خــســائــر فــــي صــفــوفــه الفـــتـــة إلـــــى أن مستشفى الـخـنـسـاء بـــات هــو املــقــر الرئيسي لقيادات «داعــش» فيما تحول حـي النهروان السكني إلى ثكنة عسكرية. ويتمتع عناصر «داعش» في املوصل بتسليح كبير إذ سيطر التنظيم اإلرهابي على أسلحة الجيش واألمــن العراقي لـدى احتالله املدينة وهــو مـا يشكل ربــع أسلحة الجيش العراقي مــن أسـلـحـة خفيفة وثـقـيـلـة وآلــيــات عسكرية مصفحة ودبابات.