الهيئة تقرر واالحتاد يبصم !
كانت الرئاسة العامة لرعاية الشباب تتدخل في شؤون اتــحــاد كــرة الــقــدم مــن خلف الـسـتـار، فأصبحت الهيئة العامة للرياضة اليوم تديره من أمام الستار باستخدام عـبـارة لطيفة فـي جميع بياناتها التي تخص شؤون كــرة الــقــدم: «بالتنسيق مــع اتــحــاد الــقــدم»، فأصبحت توقف أنشطة فـرق وتحقق مـع رؤســاء أنـديـة ومدربني والعبني وتصدر عقوبات شطب وغرامات وقرارات منع وسماح تسجيل العبني محترفني، وكل ذلك تحت ستار عبارة: «بالتنسيق مع اتحاد القدم» ! أي أن املسألة باختصار، الهيئة تصدر القرارات، واتحاد القدم يبصم عليها، ليمنحها الشرعية الالزمة لإلفالت من أنظمة االتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» الذي يمنع تماما تدخل الجهات الحكومية في شـؤون االتحادات املحلية للعبة ! عندما انتخب الـريـاضـي املـخـضـرم أحـمـد عيد رئيسا التــحــاد الــقــدم كـتـبـت مــقــاال أذكــــره فــيــه بـــأن مرجعيته الوحيدة هي «الفيفا»، لكن لألسف سار اتحاد القدم في ظل الرئاسة العامة لرعاية الشباب والحقا الهيئة العامة للرياضة، ألن معظم من انتخبوا إلدارة شؤون االتحاد ولـــــدوا مــن رحـــم الــرئــاســة وكـــانـــوا نــتــاج ثــقــافــة إداريــــة لبيئة رياضية شعارها االمتثال لسلطة القرار الواحد، وبالتالي فشل اتحاد القدم في العمل باستقاللية، وعجز عن فهم مسؤولياته كمنظومة رياضية مستقلة ! وألن فـاقـد الــشــيء ال يعطيه فــإن أي رهــان على اتحاد كـــرة الــقــدم الــحــالــي هــو رهـــان خــاســر، وبــالــتــالــي يجب أن يـسـتـفـيـد الــريــاضــيــون جــيــدا مـــن ســلــبــيــات تجربة االنتخابات املاضية، ليخرجوا في االنتخابات القادمة بـمـجـلـس إدارة مــحــتــرف يـسـتـطـيـع تـصـحـيـح أوضاع ريـاضـة كــرة الـقـدم، وتحصني بيئتها ضـد املتعصبني ورفع جدرانها ضد املتدخلني !