باإلعالم اجلديد
حتسني صورة اإلسالم
الـــديـــن هـــو خــريــطــة طــريــق املؤمن خـــــــالل حــــيــــاتــــه. وال يـــــوجـــــد ديــــن سـمـاوي أو فـكـري وضـعـي يحرض على القتل أو العنف أو اإلرهاب أو السرقة أو الظلم.. فهذه قيم إنسانية أوجدها الله في األرض ليستقيها اإلنسان بفطرته وعقله الذي فضله به على كثير من خلقه. الدين اإلسالمي الحنيف –تحديداجــــاء بــمــبــادئ الــفــضــيــلــة املجردة، خــالصــة كــل الــفــضــائــل الــتــي نادى بها األنبياء والرسل من قبل بعثة نـــبـــي اإلســــــــالم مــحــمــد صـــلـــى الله عــلــيــه وســـلـــم، وجــمــعــهــا فـــي كتاب كريم لتكون منارا لإلنسانية حتى قيام الساعة. هـذه القيم والحقائق الجميلة استغلها املندسون تحت عباءة ديـن اإلســالم لتمرير جداول أعمال تتقزز منها الفطرة السليمة وتـــتـــنـــافـــى مـــعـــهـــا. ورغـــــــم أن تلك املــمــارســات تـعـيـش فــي الــظــالم، إال أنها تجد ضوء ا ساطعا في اإلعالم العاملي الذي يبرزها بكل مغالطاتها على أنها واقع الدين الحقيقي. وقد أعــطــت تــلــك الــحــمــالت نــتــائــج أكثر مـن املتوقع على املستوى العاملي. لدرجة أن بعض املسلمني في العالم يـتـرددون في التصريح بدينهم أو ممارسة شعائرهم علنا -في الدول غير اإلسـالمـيـة-، خوفا مـن النظرة املـــريـــبـــة والـــوصـــمـــة الـــلـــزجـــة التي ألـصـقـهـا اإلعــــالم املــوجــه باإلسالم واملنتمني إلـيـه. كما زادت صعوبة الحصول على التأشيرات للطالب املــســلــمــني، وتــضــاعــفــت احتياطات األمــن –حـد التوجس- في املطارات الـــعـــاملـــيـــة مــــن املـــســـلـــمـــني؛ والعرب منهم بالذات، وأصبحت الريبة هي أساس التعامل مع كل مسلم. إعــــــالم الـــعـــالـــم اإلســـــالمـــــي يوضح ويـؤكـد أن: (اإلســـالم ديــن التسامح واملــــحــــبــــة/ مـــــا يــــحــــدث مـــــن أفــــــراد ال يــمــكــن تــعــمــيــمــه عــلــى شــعــب أو أمــــة بــأكــمــلــهــا/ اإلرهـــــــاب لــيــس له ديــــن)، ولــكــن هــذا الــصــوت ال يصل للمستهدف األســـاس؛ وهــو شعوب دول العالم غير اإلسالمية. مــــلــــخــــص الـــــــقـــــــول، إن مــــثــــل هــــذه املــــواجــــهــــات اإلعــــالمــــيــــة لتحسني صــورة املسلمني فـي العالم لـم يعد اإلعـــالم اإلســالمــي التقليدي قادرا على مواجهتها بإمكاناته وخبرته املـــــتـــــواضـــــعـــــة. الـــــحـــــل األمــــــثــــــل هو (اإلعـالم الجديد). ولعله من األوفر للمال والجهد والوقت أن تخصص وزارات اإلعالم في الدول اإلسالمية جـــزءا مــن ميزانيتها لــدعــم برامج اإلعـــالم الجديد الخاصة بتحسني صـــــــــورة اإلســــــــــالم واملـــســــلــــمــــني في العالم.