ما لم يحدث في القطيف

بفضل مـن الله ثـم بفضل يقظة رجــال األمــن تـم إحباط عـمـلـيـتـن انــتــحــاريــتــن كــانــتــا تــســتــهــدفــان مــســجــدا في القطيف ومطعما فـي تـــاروت، كــان يمكن أن تـكـون تلك الليلة مفتاحا لليالي الفتنة الطويلة الدامية، مثل تلك الـتـي يئن مــن ظلماتها املــايــن مــن أشقائنا فــي الدول العربية املـجـاورة، ولكن الله لطف بهذه الباد وأهلها ومكن رجال األمن من قتل أحد اإلرهابين والقبض على اثنن آخرين. مـن هـنـا.. مـن تلك الليلة التي تغير مسارها لتمر بردا وسـامـا على البيوت اآلمـنـة يمكننا الـقـول إن مواجهة تنظيم داعــش وكــل مـن يتعاطفون معه أهــم بكثير من مـواجـهـة إيـــران ألنــك لـن تستطيع هزيمة الخصم الذي يقف أمـامـك مـا دمــت مشغوال بـتـفـادي طعنات الخصم الذي خرج من بن صفوفك ليطعنك من الخلف. فلوال أفعال داعش والتنظيمات التكفيرية املشابهة لها فـي سـوريـا والــعــراق ملـا تـوفـرت أجـــواء الفتنة الطائفية التي شجعت إيــران وميليشياتها على التدخل العلني فــي هــذيــن الـبـلـديـن الـعـربـيـن الـكـبـيـريـن، وداعــــش دون شك تسعى إلى صناعة مثل هذه الفتنة في السعودية - مثلما خططت تلك الليلة - ولو نجح مخططها اآلثم فلن يستطيع أحـد توجيه اتهام جـاد إليــران حتى لو كانت املستفيد الوحيد ألن املنفذين ببساطة شديدة خرجوا من بن صفوفنا ليغدروا بنا جميعا. لـذلـك فــإن دعـمـنـا الــقــوي والــصــريــح لـوحـدتـنـا الوطنية ونبذ الطائفية بكل صورها هو أقل ما يمكن أن نقدمه كمواطنن في سبيل محاربة داعش، فما فائدة أن يستنكر اإلنـسـان الـحـزام الناسف الــذي يرتديه الـداعـشـي مـا دام يحمل في رأسه فكرا شبيها بفكره التكفيري الطائفي؟ وما قيمة أن يكره أي شخص سياسات إيران التي مزقت الدول العربية املجاورة مادام يشارك في تحقيق أهدافها من خال تبنيه لخطابات الكراهية في باده؟! باختصار تضامننا (سـنـة وشـيـعـة) هـو مـصـدر قوتنا الــتــي تـعـيـنـنـا عــلــى هــزيــمــة داعـــــش، وبــالــتــالــي تفويت الفرصة على إيران وكل من يواليها في اختراق صفوفنا وتشتيت جمعنا، وكي ال يضيع إنجاز رجـال األمـن في تلك الليلة نـقـول: حــاربــوا داعــش وفـكـر داعــش إن كنتم تتمنون حقا سقوط مخططات إيران.