املقابالت الشخصية واألسئلة «امللغومة»
حــني يـواجـه الطلبة والـطـالـبـات أسئلة حــول الليبرالية والعلمانية وبعض الوسوم املثيرة للجدل على موقع تويتر، وذلك خالل املقابلة الشخصية التي تحدد قبول الجامعة لهم أو رفضها إياهم، ونموذج ذلك ما حدث في جامعة اإلمام حسب ما جاء في التقرير الذي نشرته عكاظ يوم أمس، حني يحدث هذا فإن من الصعب علينا أن نطمئن إلى ما قاله املتحدث باسم الجامعة من أن هذا النوع من األسئلة طبيعي ومتعارف عليه في املقابالت الشخصية ويوجد في الجامعات كافة. ال يمكن لنا أن نطمئن إلى ذلك ونسلم من أن قبول الطلبة والطالبات املتقدمني لتلك الجامعة ال يتأثر باإلجابة على تلك األسئلة، وذلك ألنــنــا نــعــرف، واملــتــحــدث بــاســم الـجـامـعـة يــعــرف كــذلــك، أن مـثـل هذه األسئلة ليست أسئلة معرفية بحتة وال يتوخى السائل مـن ورائها سبر معلومات الطالب والطالبة، وإنما هي أسئلة موجهة مؤدلجة تهدف إلى معرفة ميول الطالب والطالبة وتوجهاتهم ومن ثم فرزهم بناء على ما يتبني من هذه امليول وتلك املواقف، وهو فرز من الصعب علينا أن نطمئن إلى أنه ال يؤثر في قبول قبول أو رفض هؤالء الطلبة والطالبات بناء على مواقفهم وميولهم وليس بناء على مدى القيم املعرفية التي يتمتعون بها لتحديد تلك املفاهيم. ولسنا كذلك من «البراءة» املتناهية كي نصدق براءة تلك األسئلة، فنحن نــعــرف، واملـتـحـدث بـاسـم الـجـامـعـة يــعــرف، أن تـلـك املفاهيم كالعلمانية والليبرالية مفاهيم غامضة ومثيرة للجدل وأداة من أدوات التصنيف في ساحة ثقافية عامة وال يمكن لنا أن نصدق براءة وحياد لجان القبول التي تجري تلك املقابالت وعدم تأثرهم بما يتبني لهم من اتجاهات الطلبة والطالبات، وقـد كـان األحرى بـتـلـك الــلــجــان أن تتجنب الــخــوض فــي أسـئـلـة تــعــرف أنــهــا أسئلة ملغومة ال تثير ريـبـة مــن يـتـقـدمـون للجامعات فحسب بــل تثير الريبة في نزاهة وحيادية الجامعات تجاه ما يضطرب في الساحة الثقافية ومــواقــع الـتـواصـل االجـتـمـاعـي مــن قضايا يختلط فيها املعرفي باأليديولوجي والحقيقة بالزيف والوعي بغياب الوعي.