من أمن العقوبة
بدأت وزارة العدل خالل السنوات األخيرة تصحيح أوضـاع عشرات صكوك األراضي الشاسعة املساحات التي أثبتت الوقائع أنها صكوك مــــزورة؛ ألن بعضها صـــادر مــن مـوقـع ال واليـــة عليه ملـصـدر الصك، وبعضها ال توجد لها سجالت نظامية وبعضها اآلخر تمت مضاعفة مساحتها األساسية إلـى أضعاف مضاعفة فأصبحت حـدودهـا من الوادي إلى الجبل ومن مجرى السيل إلى مطلع الليل!، ويكفي كمثال على ما ذكر ما نشرته "عكاظ" في اآلونة األخيرة من وجود شوائب في صك أرض مساحته ستة ماليني متر مربع في محافظة جدة، عائدة لـورثـة رجــل أعـمـال أقــام عليها مشروعًا استثماريًا كبيرًا فـي شمال املحافظة ثم اتضح للجهات املختصة وجود أجزاء من املوقع بصك صادر من خارج الوالية املكانية! وقضية الـصـكـوك "املــضــروبــة" غير املكتملة اإلجـــــراءات إذا كانت مزورة فإن املسؤولية تقع على كاهل املزورين لعدم وجود سجالت وأصــول لتلك الصكوك، أمـا إذا كانت اإلجـــراءات الخاصة بالصك قد اكتملت من الناحية الشكلية ولكنها غير نظامية من الناحية الشرعية مثل إصدار صك خارج الوالية املكانية أو قبول ادعاءات التملك واإلحــيــاء وفــق قــاعــدة "الـسـيـل يشق املــوقــع" أو غيرها من وسائل إصدار الصكوك املراد بإصدارها التهام أراضي الدولة، فإن من يجب محاسبتهم في أمثال هذه القضايا عدة جهات ملشاركتها في ما حصل من تزوير أو تجاوز للنظام العدلي املحدد لشروط وضـــوابـــط إصــــدار صــكــوك الــتــمــلــك، ولــكــن مــا يـحـصـل عــلــى أرض الواقع هو أن تركز الجهود على استعادة ما سلب من مواقع بعد اتـخـاذ إجـــراءات طويلة إللـغـاء مـا بنيت عليه صكوك تلك املواقع من خطوات أدت إلى إصدارها بوسائل غير نظامية، وقد يتوقف األمر عند هذا الحد فال عقوبة على من سعى إلى تملك ماليني أو حتى عـشـرات اآلالف مـن األمــتــار بغير وجــه حـق وال محاسبة ملن ساعدهم على ذلك التملك، والسيما إذا بلغت الجرأة إلى حد إصدار صك ملوقع خارج حدود الوالية املكانية كما حصل بالنسبة لصك املاليني الستة بجدة ! وأخــيــرا فــإنــه لــو فـتـح مــوضــوع الــصــكــوك الـــصـــادرة عـلـى مساحات شاسعة تحولت قبل عدة عقود إلى مخططات التضح أن العديد من تلك املواقع ال يوجد لصكوكها أصل أو سجل يوازي ما حصل لها من تمدد شاسع، وكل ذلك حصل ألن جميع األطراف قد أمنت العقوبة!