حني تصبح الوظائف األكادميية ملكية خاصة
ترجم عـضـوان فـي مجلس الـشـورى مـا باتت تلهج بـه ألسنة كثير مــن حملة الــشــهــادات الـعـلـيـا الــذيــن تــصــدف جامعاتنا السعودية عن توظيفهم ثم ال ترى ضيرا في التعاقد مع عرب وأجــانــب تخرجوا فـي نفس الجامعات الـتـي تخرجوا فيها، وجامعات أخرى أقل منها مرتبة وأدنى في العلم منزلة. عــضــوا الـــشـــورى تــحــدثــا بــوضــوح فــي الــتــقــريــر الــــذي نشرته «عــــكــــاظ» عـــن أن جــامــعــاتــنــا تــحــابــي غــيــر الـــســـعـــوديـــن في التوظيف على حساب سعودين هم أكثر كفاءة منهم، وأشار أحد العضوين إلى أن بعض قيادات الجامعات يتعاملون مع الوظائف باعتبارها ملكية خاصة، فيما أشــار اآلخــر إلـى أن تجاوزات الجامعات في هذا الصدد إنما تعود إلى ما تتمتع به الجامعات من تفويض يمكنها من التوظيف دون حاجة إلى الرجوع لديوان الخدمة املدنية. وتـــعـــود أهــمــيــة ومــصــداقــيــة مـــا تــحــدث عــنــه عــضــوا مجلس الشورى أنهما ليسا ببعيدين عن الشأن الجامعي وال بغريبن عن الكيفية التي تـدار بها الجامعات، فالدكتور فهد العنزي كان عميدا لكلية األنظمة والعلوم السياسية في جامعة امللك سـعـود، فيما كــان الـدكـتـور حمد آل فهاد أسـتـاذا مساعدا في كلية الطب بجامعة نجران وتولى رئاسة قسم الباطنة وقسم علم األمراض فيها، وذلك قبل تعيينهما في مجلس الشورى، وهـو ما ينزل ما وجهاه من نقد للجامعات منزلة النقد من الداخل، على نحو ينزله منزلة الشهادة على ما ظل يلهج به كثير من حملة الشهادات العليا من انحياز الجامعات لغير السعودين فـي التوظيف حتى وإن كـانـوا أدنــى مستوى من السعودين. وإذا كــان عـضـوا مجلس الــشــورى قـد أكــدا على مصداقية ما يشكوان منه حملة الشهادات العليا وأملحا إلى الثغرات التي تمكن بعض قـيـادات الجامعات من إســاءة استخدام السلطة املـمـنـوحـة لـهـم فـــإن مــن املـــأمـــول أن يـنـهـض مـجـلـس الشورى بدوره كهيئة رقابية من حقها أن تسأل الجامعات عما تفعل، وكهيئة تشريعية أن تعالج مواقع الخلل في أنظمة ال تحول دون استخدام السلطة وإلحاق األذى بأبناء الوطن.
للتواصل أرسل sms إلى 88548 االتصاالت 636250, موبايلي, 738303 زين تبدأ بالرمز 165 مسافة ثم الرسالة