«مشعل التسعينات» يسرد ذكريات «الصحوة» في مواجهة «الدشوش»
نـهـج شــاب ســعــودي طـريـقـة جــديــدة فــي الـحـضـور بموقع التواصل االجتماعي (تويتر) وحقق نحو 40 ألف متابع في غضون أيـام من تسجيله باملوقع، حينما اختار فترة التسعينات امليالدية عنوانًا لتغريداته اليومية. ويــســرد الـــشـــاب، الــــذي ســمــى نـفـسـه بـمـشـعـل التسعينات، يومياته في مدينة الرياض، لكنها في حقبة التسعينات، ويــتــطــرق مــن خــاللــه لــلــمــواقــف الــتــي مـــرت عـلـيـه فــي ذلك الزمن، مستعرضًا مشاهد من تلك الفترة الزمنية، ما أعاد الذكريات الجميلة ملتابعيه، وبساطة الحياة التي كانوا يعيشونها. ويـــتـــمـــحـــور حـــضـــور مــشــعــل فــــي (تــــويــــتــــر) حـــــول بداية دخــول األطــبــاق الفضائية (الــدشــوش) وطـريـقـة تهريبها ومـشـاهـدتـهـا، ومــواقــف (الــصــحــوة) مــن تلك األجــهــزة، من خالل اعتراض البعض عليها، وانتشار األشرطة الدينية الـــتـــي تـــحـــذر مــنــهــا آنـــــــذاك، وكــيــفــيــة مــشــاهــدتــه للقنوات الفضائية في املنزل بالخفاء عن أهله، مركزًا على عدد من البرامج املثيرة للجدل في ذلك الوقت. ويـــتـــطـــرق الــــشــــاب إلـــــى مـــوقـــف إمــــــام مــســجــد حــيــهــم من (الــدش)، الــذي مر على معظم السعوديني في تلك الفترة، حينما كتب: «إمــام مسجدنا شــاف طــرف الــدش طالع من سـطـحـنـا والــعــمــال يــركــبــونــه وراح جمع جماعة املسجد يبون يجونا عقب املغرب ينصحون أبـوي، واملشكلة أبوي ما يدري عن الدش»، في إشارة منه إلى أن الحصول على القنوات الفضائية كـان جرمًا كبيرًا، لكنه اليوم أصبح مألوفًا وال يخلو منزل منها. ويــســتــرجــع الــــشــــاب بــمــتــابــعــيــه ذكريات (الــــدشــــوش) ودخــولــهــا لــلــمــنــازل، ملمحًا إلــى القصص الخيالية عـن خطرها التي انتشرت في فترة التسعينات، حينما كتب تــغــريــدة يــقــول فـيـهـا: «أمـــي يـــوم درت عن الدش قالت والله إن وجع ظهري ورجليني مـنـكـم، هــذا هــو الـلـي طــرد املـالئـكـة ودخل الشياطني لبيتي، تبون ربي يخسف بنا»، لكنه يتناولها بفكاهة مـن زاويـــة أخرى، حـيـنـمـا يــتــطــرق إلـــى بــحــث والــــده عــن قــنــوات أخــــرى غير التلفزيون السعودي، خصوصًا قناة (إم بي سي). والقصص التي يتحدث بها الشاب، تعود باملتابعني له إلى فترة زمنية كـان املجتمع يعيش فيها ببساطة ومـن دون تكلفة، وكانت الهموم حينها قليلة، واالهتمامات بسيطة، كونه يتناول حياة الشباب في ذلك الوقت، حينما ينظرون إلى جهاز (البيجر) على أنه تطور وتقدم، وهاتف السيارة غريب جدًا، ال يملكه سوى أبناء رجال األعمال. ويعيش مشعل بتغريداته حياته اليومية في التسعينات، مرة يريد توصيل والدته وشــقــيــقــتــه إلــــى راق لــعــالجــهــمــا، وأخرى يتجول مع صديقه في طريق التخصصي بــــــالــــــريــــــاض، واالســــــتــــــمــــــاع إلــــــــى (نــــكــــت) محمد الـسـلـيـم، ومــصــادرة (الــكــاب) الذي يرتديه كونه محرمًا، والشغف بالبرامج التلفزيونية املخصصة إلهـــداء األغاني، والغزو العراقي الغاشم للكويت، والذهاب ملـــحـــالت الــفــيــديــو واســـتـــئـــجـــار األشرطة منها. وطريقة الشاب مشعل في الحضور دفعت عـــــددا كــبــيــرا مـــن املـــغـــرديـــن إلنـــشـــاء وسم (هاشتاغ) عن تلك الفترة، معظمها تطابقت مع ما كتبه، ما يعني أن هموم الشباب السعودي في مواقع التواصل واحدة، عاصروا تحريم (الدشوش)، وضحكوا على (نكت) محمد السليم، وتـذكـروا شــارع الغرابي في الـريـاض، لكن هل يستمر مشعل في التغريد عن (التسعينات) أم ينتقل إلى األلفية الجديدة؟