Okaz

نكتب أو ال نكتب؟

- حمود أبوطالب habutalib@hotmail.com

بصراحة، الكتابة عن موضوع إيقاف وتعديل وإلغاء بعض بدالت ومكافآت ومميزات موظفي الدولة قد تكون مشكلة، وعدم الكتابة قد تكون مشكلة. التأييد املطلق دون مالحظات أو تحفظ أو إبـداء رأي تجاه بعض الجوانب لن يكون موضوعيا أبــدا، ولـن يصدقه حتى أصحاب القرار ألنهم يعرفون أن هناك شيئا آخر لم تقله ويستحيل أن تكون مؤيدا لكل ما صدر من قرارات. أما املجتمع فإنه سوف يضع مثل هذا الكاتب في خانة التطبيل الفج واملجاملة الساذجة، وسوف ينزع منه صفة الحياد واملصداقية وااللتزام بأمانة الكلمة والوقوف الى جانب الحقيقة. أمـا عـدم الكتابة عن موضوع مهم كهذا فإنه يمثل هروبا مكشوفا وتنصال من مسؤولية الكتابة عن الشأن العام الداخلي الذي يجب أن يكون الشغل الشاغل للكاتب قبل أي شيء آخر. وكمثال، ربما يكون مضحكا أن تكتب صباح اليوم الثاني عن مناظرة كلينتون وترامب التي جرت في وقت صدور القرارات التي اكتسحت أحاديث املجتمع السعودي ذلك اليوم وما زالت وسوف تستمر إلى فترة طويلة. الــشــيء املــؤكــد أن كــل مــا صــدر مــن قـــرارات يــراد بــه مصلحة الوطن، وبالتأكيد فإنها لم تتمخض عن تفكير شخص واحـد أو مجموعة قليلة من األشخاص بني عشية وضحاها. مثل هذه القرارات الكبرى نتوقع أن يدرسها فريق كبير من املسؤولني والخبراء لوقت كاف، ولكن هـؤالء ال يجب اعتبارهم معصومني من أي مجانبة للصواب في أي جانب من الجوانب املتعلقة بتلك القرارات. لن يكون اإلنسان مثاليا في كل شيء مهما كان علمه وخبرته وحرصه ودقته، لهذا ال بد أن يفوته شـيء أو أشـيـاء. وعندما نضع هـذا االعتبار في الذهن ونضيف إليه أن الغرض األسـاسـي هو املصلحة العامة للوطن في ظل ظروف خاصة، وأن الجميع يتوخى هذه املصلحة، فإن الكتابة تكون ممكنة، بعقالنية وموضوعية، وبمنأى عن االنفعال الوقتي السريع كردة فعل ال أكثر. لذلك علينا أن نكتب، ولكن بصدق وأمانة وإنصاف، واضعني الوطن فوق أي اعتبار.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia