تنبأ باخلير تصب
فــــي عـــــام 5141هـــــــــ تــوفــقــت وألفت كتابا بعنوان «مرض السكر... الــحــلــو املــــر» وأوصـــانـــي أبي يرحمه الله أن ال أبيع الكتاب بــــل أوزعـــــــه مـــجـــانـــا فحققت وصيته وتمت طباعة ونشر ٠٠٠5٢ نـــســـخـــة وتوزيعها على كل من أراد ووزعـت الكتاب عـلـى الـــدوائـــر الـحـكـومـيـة واملؤسسات والــشــركــات الـخـاصـة وبـعـد أن نـفـدت جميع الـنـسـخ وضعته على الشبكة العنكبوتية ليقرأه كل من يريد. في الصفحة ما قبل األخـيـرة رقـم 84 تجد أخـي الـقـارئ الكريم فقرة بعنوان «التنبؤات (بأمر الله) في بحوث وإنجازات مرض السكري». كتبت تحت هذا العنوان أربعة تنبؤات قبل ٢٢ عاما. األولى كانت: سيتمكن مريض السكر من نوع رقم واحد أن يتعاطى اإلنسولني عن طريق بخاخ أنف بدال من وخزات اإلبر. اليوم والــحــمــد لــلــه أصــبــت فــي هـــذا الـتـنـبـؤ ولــكــن لــم تـنـتـشـر هذه البخاخات ألنها لم تنجح نجاحا تاما بعد. التنبؤ الثاني في الكتاب كان: بأمر الله سيتمكن مريض السكري الذي يتعاطى إبـــر اإلنــســولــني أن يـسـتـغـنـي عـنـهـا كـلـيـا عــن طــريــق مضخة إلكترونية تزرع تحت الجلد وتضخ األنسولني بصفة تلقائية حــســب نـسـبـة الــســكــر فــي دم املــريــض تــقــوم املــضــخــة بقياس وتحديد الجرعة في ضـوء ذلـك. هنا أصبت جزئيا حيث لم يتمكن الطب من موضوع قياس نسبة السكر في دم املريض تلقائيا والباقي من التنبؤ سار تطبيقه ولله الحمد. التنبؤ الثالث: سيتمكن الطب قبل دخـول القرن الحادي والعشرين مـن إيـجـاد لقاح تطعيم ضـد حــدوث مـرض السكر مـن النوع األول عـنـد األطــفــال ومــن ثــم مـنـع حـــدوث املـــرض. نـعـم اليوم حــدث مـا تنبأت لــه. الجدير بالذكر أنــه مـن املتوقع أن يصل عدد مرضى السكري حول العالم إلى ٠٠6 مليون مصاب، في غضون العام 5٣٠٢، في الوقت الذي يعيش فيه %6 فقط من املصابني، حياة بعيدا عـن مضاعفاته السلبية، كما يعاني ٠٠٠.٠5٢.1 شــخــص فــي الـــواليـــات املــتــحــدة األمــريــكــيــة من السكري من النوع األول بينما يعاني ٢8٣ مليون شخص من السكري في العالم، حتى اليوم. وباألمس صرحت الجمعية األمريكية للسكري أن هناك وعلى ما يبدو لقاحا سيساهم في معالجة السكري من النوع األول، وهـو اللقاح املستعمل للوقاية مـن مــرض الـسـل منذ ٠٠1 عــام، إذ تبني أنــه يساهم أيضا في عالج مرض السكري من النوع رقم واحد. وستقوم منظمة الغذاء والــدواء األمريكية FDA بتجريب هـذا اللقاح عـلـى ٠51 شخصا مـصـابـني بـالـسـكـري مــن الــنــوع األول، في املرحلة األولـى. يعمل اللقاح على إزالـة الخاليا التائية التي تسبب مشاكل في خاليا الجزر البنكرياسية حيث يتم إنتاج اإلنــســولــني، إذ تـبـني مــن الـتـحـالـيـل األولــيــة أن مـنـح املريض بــالــســكــري مــن الــنــوع األول، هـــذا الــلــقــاح قــد رفـــع مــن معدل مادة تقوم بدورها بتدمير الخاليا التائية التي تعيق إفراز اإلنــســولــني. وعـبـر مـعـدو الــدراســة عــن رضــاهــم مــن نتائجها وقــالــوا إنــهــم يــشــعــرون بــالــحــمــاس واإلثـــــارة ملـتـابـعـة نتائج الدراسة حيث تم التوصل في املرحلة األولى إلى أن لقاح السل خلق رد فعل عالجيا يــدوم وقـتـا طـويـال، علما أنــه تـم حقن املرضى بلقاح السل مرتني خالل أربعة أسابيع، ويستدل أن أجسام بعض املرضى عادت وحدها إلنتاج مادة اإلنسولني. أما التنبؤ الرابع في الكتاب وهو زراعة عضو البنكرياس أو خاليا بيتا فهذا اإلنجاز لم ينجح بعد. فبالقلم علم اإلنسان ما لم يعلم. بالعلم نتنبأ للغد بأمر الله. تنبأ بالخير تصب.