Okaz

النصيب الوافر للشفاعات السيئة!

- محمد الحساني mohammed.ahmad568@gmail.com

تــبــذل الــشــفــ­اعــات الـحـسـنـة إلحــقــاق حــق أو لــدفــع ظلم أو ملـسـاعـدة طـالـب فــي أمــر مــن األمـــور املـبـاحـة، فيكون لــلــشــا­فــع الــحــســ­ن نــصــيــب وافـــــر مـــن الــحــســ­نــات مقابل شفاعته الحسنة التي أقام بها الحق أو دفع بها الظلم أو ساعد إنسانًا في قضاء حاجة من حوائج الدنيا. كــمــا يــبــذل بــعــض الــنــاس شـفـاعـتـه­ـم دون أن يــتــحــر­وا عــمــا إذا كانت شفاعتهم حسنة أم سيئة، بل إن بعضهم يعلم علم اليقني أن شفاعته قــد بــذلــت إليــقــاع الــضــرر والــظــلـ­ـم بـخـصـم مــن بــذلــوا الـشـفـاعـ­ة السيئة ملعاونته على الظلم أو أكل حقوق الناس بالباطل، ومع ذلك يبادرون إلى بذل الشفاعة، فتراهم يسيرون زرافات ووحدانًا إلنقاذه مما تورط فيه من ظلم أو أعمال منافية لألخالق أو األمانة، (وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعًا) مع أن اآليـة الكريمة قد حــذرت من الشفاعة السيئة، وأن من يبذلها يكون له كفل منها؛ أي نصيب وافـر من الــوزر واإلثم، حيث قال عز وجل (ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له كفل منها وكان الله على كل شيء مقيتًا) فهو القادر على أن يجزي املحسن على إحسانه واملسيء على إساءته. وال شك أن أصحاب الشفاعة السيئة مسيئون وظاملون ألنفسهم ولغيرهم بما بذلوه من شفاعة أضاعوا بها حقًا أو حموا بها مجرمًا مستحقًا للعقاب أو أوقفوا بها مجريات العدالة ضد من شفعوا له حمية أو طلبًا للسمعة بني الناس، وكيف تكون ملن يشفع شفاعة سيئة سمعة طيبة، ال سيما إن كـان بــاذل الشفاعة من أهـل الـدرايـة والعلم، وأن من تشفع فيه شفاعة سيئة تــدور حوله الشبهات وتتعدد ضــده الـشـكـاوى وله ملفات في عدة جهات وكونت حول أفعاله لجان تحقيق، وكان بإمكان أولئك الشفعاء إن أرادوا الخير والبر أن يتحروا عما يريدون الشفاعة فيه قبل إقدامهم على بذل شفاعتهم، أما التسرع في بذل الشفاعة دون تحر أو بحث عن الحق فإنه ال يمكن تفسيره تفسيرًا حسنًا، بل إنه قد يفسر بكونه إمعانًا في مساندة الظلم والباطل وإصرارًا على الشفاعة السيئة دون أي إحساس باملسؤولية أو خشية من مآل الباذل للشفاعات السيئة، أمــا الشخص أو الجهة التي تتجاوب مـع الشفاعات السيئة فإنها تكون معينة على الظلم مكرسة للفساد، فلوال أنها قبلت تمرير الشفاعات السيئة ملا ظفر شفعاء السوء بمطلبهم، وهــؤالء جميعًا إن لم يحاسبوا في الدنيا ووجــدوا من يـجـادل عنهم وعـن أعمالهم فمن يجادل الله عنهم يوم القيامة؟.

للتواصل أرسل sms إلى 88548 االتصاالت 636250, موبايلي, نيز738303 تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia