Okaz

العودة إلى اخلليج من بوابة الكويت

-

في عام ،1927 عاد ديكسون إلى منطقة الخليج مجددا بصحبة زوجته ليعمل سكرتيرا للمقيم السياسي البريطاني في الخليج، الذي كان يباشر مـهـامـه مــن املــنــام­ــة. غـيـر أن إقـامـتـه لــم تـطـل فــي الـبـحـريـ­ن، إذ ســرعــان ما صدر قرار سنة 1929 قضى بنقله إلى الكويت للعمل في وظيفة الوكيل السياسي لبريطانيا العظمى في الكويت، فكان سابع بريطاني يشغل هذا املنصب الذي خلفه فيه اللفتنانت دي كوري في .1936 ومن لحظة تعيينه هناك بدأت فصول ارتباط الرجل بالكويت وحكامها وشعبها وقبائلها دون انقطاع حتى تاريخ وفاته سنة 1959 ودفنه في مدينة األحمدي. أما ملاذا األحمدي تحديدا، فألن ديكسون، بعدما بلغ سن التقاعد في عام ،1936 وتحتم عليه ترك وظيفته الرسمية كوكيل سياسي، آثر أال يعود إلى وطنه األم، مفضال البقاء في الكويت والعمل بها كممثل محلي لشركة نفط الكويت التي كانت تتخذ من األحمدي مقرا رئيسيا لها. أما زوجته فقد عاشت من بعده 30 سنة ظلت خاللها مقيمة في الكويت، التي كانت تتمنى أن تدفن فيها إلى جانب زوجها، إال أن الغزو العراقي أجبرها على الـعـودة إلـى بريطانيا سنة 1990 لتتوفى هناك في العام التالي بعيدا عن األرض التي عشقتها وعن دارها الكائنة في منطقة شرق التي حولها املجلس الوطني للثقافة والفنون واآلداب اليوم إلى متحف. ومــن املـهـم اإلشـــارة هنا إلــى أن فـتـرة عمل ديكسون فـي الكويت أتاحت لـه فـرصـة بـنـاء عـالقـات شخصية قـويـة مـع أنــاس مـن مختلف الطبقات السياسية واالقـتـصـ­اديـة واالجتماعي­ة فـي كـل مـن الكويت والسعودية والعراق؛ من بني تلك العالقات عالقته بامللك عبدالعزيز التي بدأت على هامش مؤتمر العقير لترسيم الحدود الشمالية لسلطنة نجد مع مملكة العراق ومشيخة الكويت في عام .1922 هذه العالقة التي بـدأت وثيقة (بدليل أنــه أطلق على ابنه اســم سعود تيمنا باسم العائلة السعودية املالكة) وظلت مستمرة دون انقطاع حتى وفاة امللك عبدالعزيز في ،1953 ثم عالقته بشيخ قبيلة العجمان في بادية الكويت والسعودية املرحوم «زنيفر بن حويله املحفوظي العجمي»، ناهيك عن الروابط التي نسجها مــع شـيـوخ وأعــيــان قبيلة مطير أثــنــاء إقـامـتـه هــو وزوجــتــه وطفليهما وسط رجالها ونسائها وأطفالها في الصحاري السعودية الكويتية سنة ،1934 األمر الذي تجلى في حديثه اإليجابي عن هذه القبيلة حينما كتب في كتابه (الكويت وجاراتها) الذي أصدره في 1956 وأهداه إلى الشيخ أحمد الجابر الصباح.

 ??  ?? ديسكون في مكتبه بالكويت، ويبدو وهو يشرب القهوة العربية.
ديسكون في مكتبه بالكويت، ويبدو وهو يشرب القهوة العربية.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia