أم سعود.. زوجة العقيد املغرم بتفاصيل العرب
بالنسة ألم سعود، فإضافة إلـى كتابها عن الـزهـور البرية، شـاركـت زوجـهـا فـي تأليف كتاب (الكويت وجـاراتـهـا)، كما ألفت كتاب (أربـعـون عاما في الكويت: ـ1929 )1969 الذي قدم له وراجعه وحققه املؤرخ الكويتي سيف مرزوق الشمالن، وصدرت طبعته العربية األولى عن دار قرطاس الكويتية في .1995 في هذا الكتاب تطرقت أم سعود إلى أمور شخصية خــاصــة بـحـيـاتـهـا مــنــذ والدتـــهـــا، لــكــن ما يهمنا هو حديثها عن زواجها بالعقيد ديــكــســون ألنــــه مــفــتــاح ســـر ارتباطهما الوثيق وعملها التوثيقي املشترك. قالت أم سعود (بتصرف) في الصفحات من 45 إلى :49 «في خريف عام ،1919 كــنــت أعــمــل فــي بــنــك شــركــة كــوكــس في كانبيير بمرسيليا، عندما دخل الكابنت هارولد ديسكون الضابط بفرقة الخيالة بجيش الهند، ليسأل عما إذا كانت هناك رســائــل لـــه. لــقــد شــدنــي االهــتــمــام الذي أبــداه الضابط الشاب الوسيم. ولكنني وهــــو يـــغـــادر الــبــنــك كــنــت أعــتــقــد أنني لــن أراه بـعـد ذلـــك. ولـكـم تخيل دهشتي حينما تلقيت منه برقية بعث بها إلـي من بور سعيد بعد أسبوع من ذلـك اللقاء يطلبني فيها لـلـزواج وااللتحاق به في الخليج العربي .)...( لقد كان علي أن أصنع قرارا هائال. وكـان تـرددي طبيعيا، ولكنه لم يدم طويال. فبعد قليل من التفكير العاطفي وبعض االستشارة من أصدقاء عطوفني في مرسيليا، قررت أن ألقي بثقلي إلى جانب خطيبي الوسيم، فـأبـرقـت لــه (نــعــم) ودام زواجــنــا 39 عــامــا، لــم أجــد خاللها ما يدعوني للندم على قــراري .)...( استقبلني خطيبي في بـومـبـاي وأخـبـرنـي بــأن كــل الترتيبات قــد أعــدت لزواجنا، بموجب تصريح خـاص في اليوم التالي وهـو العاشر من ديسمبر فــي كـاتـدرائـيـة سـانـت تــومــاس». وفــي الصفحتني 56 و75 من الكتاب تروي لنا أم سعود كيف أنها اكتشفت أثـنـاء إقامتها مـع زوجـهـا فـي الــعــراق، أن األخـيـر مـن الذين يمشون أثناء نومهم، وكيف تعاملت مع هذه اإلشكالية في فصل الصيف الحار حيث ينام الناس على أسطح منازلهم فقالت إن: «السطح لم يكن مسورا، وكان ارتفاعه يبلغ ثماني عشرة قدما، وقد وضعنا سريرينا متجاورين، وفي البداية، وبرضائه، كنت أربط ساقه إلى حافة السرير. ولكن كان هذا يضايقه عـنـدمـا يتقلب فــي نــومــه، لـذلـك عـمـدت إلــى وضع حـوض استحمام من الصفيح به قليل من املــاء إلـى جانب سـريـره، وقـد نجحت هـذه الفكرة، ألنه عندما كــان ينزل مـن سـريـره تغوص قدماه في املاء فيستيقظ». وفـــي الــصــفــحــات مــن 121 إلـــى 123 تـــصـــف أم ســــعــــود رحــــلــــة وصولها إلــى الـكـويـت الـتـي كـانـت وقــتــذاك بال مــاء والكـهـربـاء والمــواصــالت فتقول (بتصرف): «في يوم 22 مايو ،1929 وصلنا الى الكويت بعد رحلة شديدة الــحــرارة، ورســـت سفينتنا عـلـى بعد ميلني عــن الــشــاطــئ، وخـــرج املفوض الـــســـيـــاســـي الـــكـــولـــونـــيـــل مــــــور، الــــذي كـــان هـــارولـــد سـيـحـل مــكــانــه، بزورق املعتمدية للقائنا. وعـنـدمـا اقتربنا مــن املــرفــأ الـصـغـيـر أمـــام املـعـتـمـديـة انـتـقـلـنـا إلـــى جالبوت صغير، وألن املــد كــان مرتفعا فقد حملنا مـالحـو الزورق الـواحـد تلو اآلخــر في محفة خاصة وخـاضـوا بنا في املاء والوحل ووضعونا على الشاطئ الرملي الجاف، وفي هذا الوقت بدأت أشعر باملرض واإلعياء، وحاملا أصبحت داخل مــنــزل املـعـتـمـديـة استلقيت عـلـى الــفــراش فــي غــرفــة شديدة الـــحـــرارة، وبــعــد مـــدة مــن الــوقــت أمــكــن الــعــثــور عـلـى صبي ليجذب حبل البنكة -وهي مروحة تشبه الستار تتدلى من السقف- فشعرت بالتحسن. وفي الهواء الطلق قمنا بجولة حول املنزل لتفقده فوجدناه في حالة مروعة، فكانت بداية غير سعيدة لحياتنا الجديدة .)...( وقد أقر الكولونيل مور بــأن املـنـزل لـم يـرمـم منذ سنني عــديــدة، وأخـبـرنـا أنــه وضع خطة لبناء معتمدية جديدة قبل سنوات، وقـدم خريطتها إلى حكومة الهند البريطانية لكن األخيرة أهملتها».