«عابثو» مواقع التواصل.. آفة الشهرة
ال غرابة في أن ضربا ﻣن ضروب التهريج قد يﺠعل شخﺼا هاﻣشيا نﺠﻤا شهيرا، وال دهشة حن يعتﻠي أشباه هــوالء ﻣﻨابر أكاديﻤية وعﻠﻤية يفترض أن ال يقف عﻠيها ﻣن لم يحفر الﺼخر عﻠﻤا وفكرا وﻣعرفة، فﻤع وجــود هـذه الﻨوافذ املشرعة عﻠى ﻣﺼارعها في ﻣواقع التواصل االجتﻤاعي عﻠى اﺧتالف أشكالها وأساليبها ال حاجة بكل أسف لذلك إذ أصبح الطريق لﻠشهرة ﻣﻤهدا أكﺜر ﻣن أي وقت ﻣضى. فﻤن «تويتر» و«فيسبوك» إلى «يو ناو» و«سﻨاب» وغيرها، تتعدد أبواب الشهرة بﻤالين املتابعن الذين ﻣن حيث يعﻠﻤون أو ال يعﻠﻤون، يﻤطرون هؤالء ذهبا وﻣاال وأضواء، بل ويﺠعﻠونهم أحيانا فـي ﻣوقع ﻣهم، فـال يﻠبﺜون أن يﺜيروا ﻣـن ﺧاللﻪ الــﺠــدل بــتــﺼــرفــات ال ﻣــســؤولــة تــســيء لﻠﻤﺠتﻤع وتخدش الﺼور الﺠﻤالية التي يفترض أن نقدم بها ﻣﺠتﻤعاتﻨا وعقيدتﻨا لآلﺧرين. «أكـاديـﻤـيـون» ﻣتخﺼﺼون فـي اإلعـــالم الﺠديد، اﻣــتــدحــوا فـــي حــديــﺜــهــم لــــ«عـــكـــاظ» جــهــود إدارة الـتـحـريـات والـبـحـث الـﺠـﻨـائـي فــي شـرطـة ﻣﻨطقة الـــريـــاض بــإلــقــاء الــقــبــض عــﻠــى أكــﺜــر ﻣـــن شخص ﻣــســيء الســتــخــدام بــراﻣــج الــتــواصــل االجتﻤاعي أﺧيرا، واعتبروا ﻣﺜل هذه التﺼرفات ﺧطوة عﻠى الطريق الﺼحيح. يـقـول األكــاديــﻤــي املتخﺼص فــي شـــؤون اإلعالم الﺠديد فـي جاﻣعة املـﻠـك ﺧـالـد الـدكـتـور عبدالﻠﻪ بــن عـﻠـي الــعــســيــري: «ﻣــؤســف أن يـــؤدي التهريج والحﻤاقات عﻠى بـراﻣـج سﻨاب شــات وإنستغرام واليوتيوب وغيرها إلى إفراز الﻨﻤاذج غير الﺠيدة إلى الواجهة، ويتحﻤل املتابعون لهم جزءا كبيرا ﻣن املسؤولية ﻣن حيث دعﻤهم بزيادة املتابعن وبــالــتــرويــج لــهــم بـــتـــداول ﻣــقــاطــعــهــم»، ويضيف «أتــﻤــﻨــى ﻣـــن الــﻨــشــطــاء ورواد ﻣـــواقـــع التواصل االجتﻤاعي إطــالق ﻣـبـادرات وحﻤالت إلكترونية إيـﺠـابـيـة تـﺠـابـﻪ هـــذه الـشـريـحـة وتــبــرز الﺼورة املشرفة عن الوطن واملواطن. وطـــالـــب املـــحـــاضـــر فـــي قــســم اإلعــــــالم واالتﺼال فـي جاﻣعة املـﻠـك ﺧـالـد عيسى املستﻨير أصحاب هــذه املقاطع أن يـعـتـذروا عـن املحتوى السطحي واملفردات الهابطة التي تفوهوا بها، تﺼحيحا لتأثيرهم السﻠبي عﻠى الﻨشء واملراهقن املتابعن لهم، وإذا ﻣـا استﺜﻨيت بعض املـواقـع الهادفة والترفيهية الﺠيدة فـإن الكم الكبير لـتـداول هذه املواقع يشكل ﺧطرا عﻠى األجيال املقبﻠة ﻣا لم يتم ردعﻪ بعﻤل إيﺠابي ﻣضاد.