السعوديون الكسالى على حافة اإلفالس..!
بعض التصريحات غير املـدروسـة التي يطلقها مــســؤول ســعــودي متحمس فــي لــقــاء تلفزيوني عــابــر يـمـكـن أن تـتـحـول إلـــى أداة لــضــرب سمعة اقتصاد اململكة دوليا في الوقت الــذي نعمل فيه على تحقيق االنفتاح االقتصادي واستقطاب االستثمارات العاملية بل وبيع السندات الحكومية، وهــو أمــر تؤثر فيه كثيرا جــودة الصورة العامة القتصادنا الداخلي. صحيفة التايمز البريطانية نشرت أمس األول تقريرا بعنوان «الـــســـعـــوديـــون الــكــســالــى عــلــى حـــافـــة اإلفـــــــالس» اســـتـــنـــادا إلى تصريحات غير موفقة أطلقها مسؤولون سعوديون استضافهم برنامج «الثامنة» الـذي يقدمه الزميل داود الشريان على قناة ،mbc إذ أكــد أحـدهـم أن إنتاجية املـوظـف الـسـعـودي الحكومي ال تتجاوز ساعة في اليوم استنادا على دراسـة مجهولة سيئة السمعة، كما أشار كثير ممن علقوا على تصريحه الغريب الذي يمثل في الواقع تبريرا «مبالغا فيه جدا» لإلجراءات الحكومية األخيرة الهادفة إلى اإلصالح االقتصادي. استند تقرير الصحيفة البريطانية أيضا على تصريح ملسؤول آخر ظهر في نفس البرنامج مؤكدا أن السعودية التي توصف بأنها مـن أقــوى 20 دولــة اقتصاديا فـي العالم قـد تفلس بعد ثــالث ســنــوات.. هكذا بكل بـسـاطـة.. متجاهال أن هــذا التصريح شــديــد الــســوداويــة لــه انـعـكـاسـاتـه عـلـى الــداخــل الــســعــودي قبل الخارج ويمثل في أفضل حاالته أيضا تبريرا «مبالغا فيه جدا» لذات اإلجراء ات الحكومية األخيرة. لــم يـــدرك ضــيــوف الــشــريــان أن الـسـعـوديـن لـيـسـوا بـحـاجـة إلى هذه املبالغات غير املنطقية ليقفوا مع سياسات اإلصالح التي سـتـعـود بالنفع عليهم وعـلـى األجــيــال الــقــادمــة، وهـــذا لألسف سلوك يوصف عامليا بـــ«األوفــر ريأكشن» أو ردة الفعل املبالغ فيها، وهو من سمات الشخصية املضطربة وتحديدا األشخاص الذين يعانون من مرض نفسي شائع في العالم العربي يسمى اختصارا: «االضطراب الوجداني». بــعــض الــتــصــريــحــات مــثــل طــلــقــات الـــرصـــاص إن خــرجــت من املـسـدس ال يمكن إعـادتـهـا، لكن يبقى املـتـاح هـو محاولة عالج أثرها قبل فـوات األوان، وأعتقد أن ذلك ما زال باإلمكان في ما يخص التصريحات املشار إليها، وليس من العيب أو الخطأ أن يعلن أي مسؤول أن تصريحه لم يكن موفقا أو فهم بغير املعنى الذي قصده في بيان رسمي يتدارك تداعيات ما حدث، بل أعتقد أن هذا أمر في منتهى الشجاعة والثقة بالنفس التي ينبغي أن يتحلى بها املسؤول الحكومي. وحتى يمكن أن يفهم ضيوف الشريان مدى الضرر الـذي لحق بصورة االقتصاد السعودي نتاج تصريحاتهم «املبالغ فيها» يمكنهم زيارة كافة املواقع اإلخبارية اإليرانية التي درجت على مهاجمة اململكة أو حتى موقع قناة املـنـار التابعة لحزب الله اإلرهابي ليشاهدوا بأنفسهم مدى االهتمام بهذه التصريحات و«بــروزتــهــا» وكـأنـهـا إنــجــاز لـلـعـدو الـــذي يـــروج أنــه ألـحـق بنا هزيمة أدت ملا نحن فيه.. فهل هذا مقبول يا سادة؟؟