شتم املواطن السعودي!
أســـهـــل طــريــقــة لــلــتــخــلــص مـــن مــســؤولــيــة الــفــشــل هو إلقاؤها على اآلخرين، لذلك ال يجد بعض املسؤولني غــضــاضــة فــي تـحـمـيـل املـــواطـــن واملــجــتــمــع مسؤولية عــجــزه كـمـســؤول وصــاحــب قـــرار عــن إحــــداث التغيير وتحقيق النجاح! فعندما يـقـول وزيـــر الـخـدمـة املـدنـيـة خـالـد الــعــرج إن إنـتـاجـيـة املــوظــف الــســعــودي تـبـلـغ ســاعــة واحــــدة في اليوم مستندا إلى دراسات مجهولة، فإن عليه أوال أن يسأل نفسه عن بيئة العمل وما إذا كانت تملك مناخا صحيا يحفز على العمل واإلنتاجية! هذا الوزير لم يقدم لوسائل اإلعالم األجنبية واملعادية مالحظة سلبية تستخدمها في تشويه صورة املواطن السعودي وحسب، بل إنه بموقفه هذا تقمص شخصية رجل األعمال السلبي الذي يبرر توظيفه لأجنبي على حساب املواطن بحجة ضعف اإلنتاجية وعدم االلتزام، بينما الحقيقة أن رجــل األعــمــال يبحث عـن موظفني يعملون لساعات أطول بأجور أقل، بدليل أن املوظفني السعوديني يلتزمون بأعمالهم في قطاعات كاملصارف واالتـصـاالت والبتروكيماويات عندما تتوفر البيئة املحفزة والرواتب املجزية! هـــــذا املــــواطــــن الــــــذي اتــهــمــه الــــوزيــــر بــتــعــمــيــم افتقر لــلــمــوضــوعــيــة واملــهــنــيــة بــالــكــســل وعـــــدم اإلنتاجية هــو نـفـسـه الــــذي بــرهــن عــلــى كــفــاءتــه وإنــتــاجــيــتــه في مؤسسات حكومية وخـاصـة؛ كالبنوك واملستشفيات واملــصــانــع واملـــطـــارات وأرامــكــو وســابــك وهـيـئـة سوق املــال وشـركـات االتــصــاالت والبتروكيماويات والغاز والـكـهـربـاء ومـؤسـسـة الـبـريـد، وهــو نفسه الــذي شرف وطنه في موسم الحج، ووصـل الليل بالنهار لخدمة ضيوف الرحمن! فـتـشـوا عــن مــعــوقــات اإلنــتــاجــيــة فــي الـقـطـاعـني العام والــخــاص، ولــن تـجـدوهـا عـنـد املــوظــف الــســعــودي بل عند بيئة العمل السلبية التي تحتضنه وأنظمة العمل التي ال تحفزه ورؤساءه الذين يحبطون همته!