«رهام» تعود إلى األضواء.. تعويض النصف مليون ال يكفي!
عــــادت قـضـيـة الـطـفـلـة «رهــــــام» ضـحـيـة حـقـنـة اإليدز بمستشفى جــازان العام قبل ثالثة أعــوام إلـى السطح مجددا أمس بعدما أكد املحامي واملستشار القانوني إبراهيم الحكمي، املترافع عن قضيتها أمـام الجهات املسؤولة، تحديد الـ12 من الشهر القادم موعدا للجلسة فــي الـقـضـيـة املــرفــوعــة فــي ديــــوان املــظــالــم ضــد وزارة الـصـحـة. وأشـــار الحكمي لـــ«عــكــاظ» إلــى أن القاضي طلب تزويده بتقارير عن حالة والدي الطفلة إلدراجها في ملف القضية بعد الضرر النفسي واملرضي الذي تعرضا لــه بعد إصــابــة طفلتهما بــاإليــدز عــن طريق الـخـطـأ، إذ وضـحـت الـتـقـاريـر األضـــرار النفسية التي أصابت أسرة رهام. وأوضح أن مطلب تعويض األسرة بـ05 مليونا يستند إلــى أمــريــن، إهـمـال وزارة الـصـحـة، واعــتــراف وزيرها ومـــديـــر املــخــتــبــرات بــالــخــطــأ، وتــقــديــمــهــمــا العتذار لألسرة. يذكر أن الهيئة الطبية الشرعية بجازان أصــدرت في جلسة سابقة حكما نهائيا بتعويض الطفلة رهام بـمـبـلـغ 500 ألـــف ريـــــال، ونـــص الــحــكــم الــــذي أصدره رئيس الهيئة، بعد عـدة جلسات على تغريم األطباء والــفــنــيــن الــذيــن تــعــامــلــوا مــع الــحــالــة فــي مستشفى جازان العام مبلغ 500 ألف ريال، يتم دفعها للطفلة، غير أن األســـرة اعـتـرضـت على الحكم الــصــادر، وأكد املحامي إبراهيم الحكمي أن التعويض غير منصف حــال تتمت مقارنته بـالـجـرم الـــذي وقــع على الطفلة وأسرتها، لذلك تم تقديم الئحة استئناف، ورفع دعوى أخرى في ديوان املظالم.
آخر كيس دم
وتـعـود واقـعـة الطفلة رهــام إلــى نحو ثــالث سنوات حــن راجــعــت مستشفى جـــازان الــعــام لتغيير دمها إلصابتها بمرض األنيميا املنجلية، وخضعت إلى حـقـن مــن إحـــدى املــمــرضــات، فيما تـولـى طبيب من قسم الطوارئ عمل فحص شامل لها قبل مغادرتها املــســتــشــفــى، وبـــعـــد يـــومـــن اضـــطـــرت إلــــى مراجعة مستشفى امللك فهد املـركـزي وفوجئت بطاقم طبي كبير في انتظارها ســارع بنقلها إلـى قسم التنويم ليتبن بـعـد ذلــك تعرضها إلــى نـقـل دم مــن مريض مصاب بنقص املناعة املكتسبة (اإليـــدز) عن طريق الخطأ. وأعقب ذلك بيان من وزارة الصحة بتكليف فريق للتحقيق في الواقعة، وأكدت الوزارة وقتذاك أن عملية نقل الدم جرت بخطأ فردي من أحد العاملن بمستشفى جازان العام، وتبن في التحقيق أن الدم امللوث من متبرع ال من املركز نفسه، وبحسب إفادات الوزارة فإن آخر كيس دم تم استيراده كان في العام ،1985 كما تبن أن املـمـرض الــذي زود رهــام بالدم يعمل في ذات املختبر ولم يكن يعرف بأن الدم ملوث بفيروس اإليدز.
طوفان من اإلعفاءات
أعــقــب ذلـــك إصـــــدار وزارة الــصــحــة قــــــرارات بإعفاء قــيــادات صحية فــي جــــازان شملت مــديــر مستشفى جـــــازان الـــعـــام واملـــديـــر الــطــبــي بـاملـسـتـشـفـى ومدير املختبر وبنك الــدم وتغريمه، كما تم إعفاء املشرف الفني على بنك الدم وتغريمه وإعفاء منسق برنامج اإليدز في املنطقة وتغريمه، ثم إقالة مدير املختبرات وبنوك الدم باملنطقة، وإغـالق التبرع ببنك الدم في مستشفى جـــازان الــعــام إلــى حــن تصحيح الوضع وتـقـويـمـه، وإعــــادة هيكلة إدارة املـخـتـبـرات وبنوك الــدم فـي صحة جــازان، كما تـم تكليف اإلدارة العام لــلــمــخــتــبــرات بـتـشـكـيـل إدارة جـــديـــدة فـــي املنطقة، وأحيلت القضية إلـى الهيئة الصحية الشرعية في منطقة جازان للحق الخاص، وإحالة املتبرع املصاب للجهات املختصة التخاذ اإلجــراءات الالزمة. وكان وزير الصحة السابق الدكتور عبدالله الربيعة سجل زيـــارة للطفلة رهــام والـتـقـى بأسرتها ليبلغهم عن خطة الـعـالج ومراحلها للطفلة، كما أهــدى للطفلة ريها جهاز «آيــبــاد» بصفة شخصية. وتفاعل عدد كبير من املغردين عبر موقع التواصل االجتماعي مع قرار تعويض الطفلة بمبلغ 500 ألف ريال، كما نالت تبرع «اآلي باد» حزمة من التعليقات الطريفة.
رهام تعافت من اإليدز
فـــي الــســيــاق، كــشــف رئــيــس الــفــريــق الــطــبــي الذي أشــــــرف عــلــى الـــحـــالـــة الــصــحــيــة لـــرهـــام الدكتور سامي الحجار أن الفحوصات الطبية والتحاليل املــخــبــريــة الـــتـــي تــــم إجـــــراؤهـــــا بــمــســتــشــفــى امللك فيصل التخصصي ومركز األبحاث في الرياض، أظـهـرت خلو دم الطفلة مـن الـفـيـروس، إذ أجريت لها ثالثة فحوصات على فترات، وأكــدت النتائج فــي مـخـتـبـرات مــايــو كـلـيـنـك األمــريــكــيــة أن نشاط الفيروس خامل، وتمت االستعانة بطبيب أمريكي مــن جامعة هــارفــرد لعمل فـحـوصـات دقيقة جدا وظـهـرت النتيجة بـأنـه ال وجــود لنشاط فيروس اإليدز في دم رهام، وأصدر مستشفى امللك فيصل التخصصي بيانا في أغسطس 2013 أشار فيه إلى أن التشخيص املبكر للحالة والعالجات الوقائية التي تناولتها مـن مـضـادات للفيروس، أدى إلى انخفاض الفيروس تدريجيا من دم الطفلة حتى اختفى تماما منها.