عودة «داعش» إلى الرطبة تخلط أوراق املعركة
آشتون يبحث مع بارزاني سير املعارك.. البيشمركة يستعيدون «بعشيقة»
أعـــاد الــهــجــوم املــفــاجــئ لتنظيم «داعــــش» عـلـى منطقة الرطبة العراقية املحاذية للحدود األردنية، بعد أن جرى تحرير منطقة الرمادي بالكامل، وخروج عناصر «داعش» منها وفرض سيطرة الـحـكـومـة عليها، تــســاؤالت كـبـيـرة أبــرزهــا «أيـــن كـانـت تختبئ عـنـاصـر داعـــش وكــيــف تمكنت مــن الــعــودة إلــى الـرطـبـة بكامل تجهيزاتها العسكرية؟». األردن مــن جانبه أعـلـن االسـتـنـفـار العسكري على الــحــدود مع الــعــراق، فـعـودة «داعـــش» إلــى الرطبة يعني ماصقته للحدود األردنية بما يشكل تهديدا عسكريا كبيرا يهدد أيضا بالسيطرة عــلــى املــعــبــر الـــحـــدودي بــن الــبــلــديــن. فـيـمـا صــدمــت الحكومة الـعـراقـيـة مــن الــتــطــورات املـفـاجـئـة وعـــودة «داعــــش» األمـــر الذي دفـع رئيس الـــوزراء العبادي لطلب توضيحات وتفسيرات من جهاز االستخبارات وجهاز مكافحة اإلرهاب الذي أعلن محافظة الرمادي ومحيطها منطقة محررة بالكامل وفجأة يعود «داعش» للظهور من جديد. ميدانيا تـضـاربـت األنــبــاء بـشـان هـجـوم «داعـــش» على الرطبة بسبب انشغال كل أجهزة الدولة في معركة تحرير املوصل وما تسرب مـن معلومات تفيد بــأن مـعـارك شرسة تــدور فـي الرطبة مما دفع قائمقامية الرطبة لطلب النجدة من بغداد. فيما طالب عضو لجنة األمن والدفاع البرملانية النائب محمد الكربولي في بيان له قيادة عمليات الجزيرة والبادية إلى اتخاذ زمام املبادرة والقيام بعمليات عسكرية نوعية للقضاء على معاقل داعش اإلرهابي في مناطق الرطبة والقائم. مـن جانبه، حــذر الخبير األمـنـي سعيد الجياشي مــن إقــــدام تنظيم داعـــش عـلـى مـهـاجـمـة عـــدد من املــحــافــظــات الــعــراقــيــة عــبــر خاياه املـــوجـــودة فـــي تــلــك املحافظات لــتــخــفــيــف الـــضـــغـــط الحاصل عـلـيـه مــن قــبــل الـــقـــوات األمنية في محافظة نينوى، الفتا إلى أن عودة «داعش» إلى الرطبة باتت تشكل خطرا كبيرا. أعلنت قــوات البيشمركة الكردية السيطرة على بلدة «بعشيقة» قـرب املوصل من أيــدي تنظيم «داعش» أمس، فيما تشق قوات التحالف طريقها صوب آخر معقل للتنظيم في العراق. وقال مسؤول أمريكي إن مسعود بارزاني رئيس إقليم كردستان العراق أبلغ وزير الدفاع األمريكي آشتون كارتر أن األكــراد نجحوا في تحرير بعشيقة. ونـوه كارتر بـ«التنسيق الـتـام» بـن الـقـوات الحكومية العراقية وقــوات البيشمركة الـكـرديـة فـي الهجوم على املوصل، رغم التوتر الكامن بن بغداد والحكومة املحلية في أربيل. فــي غـضـون ذلــك ، تـخـوض الــقــوات الـعـراقـيـة املشتركة فــي الــيــوم الـسـابـع ملعركة املــوصــل بــإســنــاد مـبـاشـر مــن مــقــاتــات الـتـحـالــف الـــدولـــي، مــعــارك شــرســة في مناطق مختلفة، ورفع الجيش العراقي علمه فوق املباني الحكومية بقضاء الحمدانية شرق املوصل. وتمكنت قـــوات الـفـرقـة 16 مــن الـجـيـش الــعــراقــي مــن اجـتـيـاح خطوط داعش املنهارة بضربات جوية وصاروخية، وال تزال املعارك مستمرة في تلك املنطقة القريبة من محيط املوصل الشمالي الغربي. كما تمكنت من تطويق ناحية الشورة، أهم معاقل «داعش» في تلك املنطقة اســتــعــدادًا القـتـحـامـهـا، بـعـد اسـتـعـادتـهـا الكثير من القرى واألراضي من التنظيم اإلرهابي. تستعد قــوات الـفـرقـة الذهبية واملـعـروفـة بـقـوات جهاز مــكــافــحــة اإلرهـــــــاب مـــن اقــتــحــام أســــــوار املـــوصـــل من جهتها الشرقية، منطلقة من ناحية برطلة املحررة قـبـل ثـاثـة أيـــام. فيما تـطـوق قـــوات البيشمركة الــكــرديــة لـلـيـوم الــثــالــث عـلـى الــتــوالــي ناحية بعشيقة املتاخمة ألحياء املوصل من جهة الشمال، استعدادًا القتحام املدينة التي تــحــاول البيشمركة اســتــنــزاف قدرات داعش القتالية هناك عبر صواريخ الـــــطـــــائـــــرات لـــلـــتـــحـــالـــف الــــدولــــي واملدفعية ومختلف األسلحة.