شقيق املفقود: بطء اإلجراءات قتل القضية.. ولم أقابل السفير
تحدث علي الغنام، الشقيق األكبر للمبتعث املــــفــــقــــود مـــحـــمـــد الــــغــــنــــام، عـــــن الــــعــــديــــد من الــتــفــاصــيــل حـــــول قــضــيــة اخـــتـــفـــاء شقيقه، ومعاناة أسرته في متابعة القضية وإجراء ات البحث التي تضاعفت تعقيداتها في البداية نـتـيـجـة لتقصير بــعــض مــوظــفــي القنصلية السعودية في هيوسنت في التعامل مع باغ االختفاء بجدية، ما تسبب في ضياع الكثير مـن الـوقـت وتـأخـيـر الـبـدء العملي فـي عملية البحث عن شقيقه ألكثر من ثاثة أسابيع. وبــني لــ «عــكــاظ» أنــه عندما اتـصـل فـي بادئ األمــر على القنصلية السعودية فـي مدينة هيوسنت لإلباغ عن الحالة، أجابه املوظف الـــــذي تــلــقــى الـــبـــاغ بــأنــهــم سيعاودون االتصال عليه في أقرب وقت، ولم يعاود أحــد االتــصــال لــعــدة أيـــام، مـشـيـرًا إلــى أن املوظف الذي تلقى الباغ لم يتعامل مع الحالة باهتمام كاف أو كما يجب ولم يراع الظروف النفسية ألسرته، مؤكدًا أن لـــديـــه تــســجــيــات باملحادثات توضح مماطلة موظفي القنصلية فــــي الـــتـــعـــاون والـــتـــفـــاعـــل وعدم الــتــجــاوب مــع الــظــرف الـــطـــارئ، مـضـيـفـًا أنـــه أبــلــغ املـلـحـقـيـة الثقافية السعودية في واشنطن في ذات التوقيت واكتفوا بإباغه بأن املوضوع أحيل إلــى الجهات املتخصصة مـن دون إفـادتـه بــأي تفاصيل. وقال الغنام إنه حصل من أحد املعارف على رقم الهاتف الخلوي الخاص باألستاذ عادل الجبير وكان حينها السفير في واشنطن، ما ساهم في تسريع اإلجراءات بشكل عاجل بمجرد االتصال عليه، مضيفًا أنه وعده بتغطية تكاليف سـفـره إلــى العاصمة واشـنـطـن ملتابعة القضية مع الشؤون القانونية في السفارة، إال أن تعيني الجبير وزيـرًا للخارجية في ذلك الوقت أجل الكثير من األمــور. وأكـد أن تأخر إجــراءات تعيني املـمـثـل الـقـانـونـي أثـــرت سلبًا عـلـى مـجـريـات الـقـضـيـة، وتــرتــب عليها سلبيات أخرى، إذ إن املحققني عندما ذهبوا ملشاهدة ما رصدته كاميرا الفندق الذي أقام به شقيقه قبل أن يختفي بعد وقت وجيز من مغادرته، وجدوا أن إدارة الفندق قامت بمسح تسجيات كاميرات املراقبة بحجة أنــهــا تـفـعـل ذلـــك دوريــــًا كــل أســبــوعــني إذا لــم يصلها أي بـــاغ رسمي يستدعي عدم مسحها، وبالتالي لم يستطيعوا الوصول ألي معلومات قد تقود لكشف مابسات اختفائه، مبينًا أن املحققني فشلوا أيضًا في الوصول ملعلومات الحساب البنكي لشقيقه ملعرفة آخر العمليات التي قام بها وذلك بسبب تعقيدات متعلقة بسياسات الخصوصية للعماء. وحول أبرز احتماالت أسباب اختفاء شقيقه، أوضح الغنام أن الشرطة رجـحـت احـتـمـاال غـريـبـًا وهــو أن شقيقه ربـمـا قــرر التخفي مــن تلقاء نفسه نتيجة لضغوطات الدراسة أو ظروف نفسية تعرض لها ودفعته التخاذ قـرار االختفاء واالبتعاد عن اآلخرين دون اإلفصاح عن مكان وجوده، لكنه أكد استبعاده ملثل هذا االحتمال تمامًا ملعرفته بطبيعة أخيه وشخصيته البعيدة عن مثل هـذه التصرفات، مرجحًا احتمال تعرضه لجريمة جنائية. وعن آخر املستجدات في القضية، أفاد الغنام بأن السفارة في واشنطن وافقت أخيرا على التعاقد مع محقق خاص بالقرب من مقر إقامته في مدينة ميامي بوالية فلوريدا لتخفيف عناء وتكاليف السفر إلى نيو أورلينز ملتابعة نتائج التحقيقات. كما تحدث عن تواصل الشرطة األمريكية معه، قائا إنه التقى خال األشهر األولـى من الحادثة برئيس شرطة مدينة نيو أورلينز ووعده بأنه سيفعل كل ما بوسعه ملعرفة مصير شقيقه محمد وتواصل معه أيضًا بعدة رسائل نصية ليطمئنه على استمرار سير التحقيقات، ثم توقف عن التواصل فجأة، واصفًا القضية بأنها «نامت» ولم يعد يتلقى أي اتـصـاالت مـن قبل الشرطة منذ أكثر مـن عــام، وأنــه تحمل تكاليف السفر إلـى واشنطن ألكثر من 10 مـرات خـال هـذا العام ملتابعة ملف القضية مع محامي السفارة السعودية وممثلها للشؤون القانونية فهد الرواف. وختم حديثه، بأنه حاول كثيرا طلب ماقاة سفير اململكة في واشنطن لتحريك ملف القضية والضغط على الجهات األمنية الستخراج املزيد مــن املـعـلـومـات املعلقة الـتـي قــد تـسـاهـم فــي فــك شــفــرات لـغـز االختفاء الغامض، إال أن أنه ال يزال في انتظار تحديد املوعد، مناشدًا املسؤولني دعم هذه القضية بتسهيل جميع اإلجـراءات الازمة واملعنوية ملعرفة مصير شقيقه.