ما يفلس وطن هذوال عياله!
زرت أمـــس الـكـلـيـة الـعـاملـيـة لـلـطـيـران الـتـابـعـة ملؤسسة الــتــدريــب التقني فــوجــدت شـبـابـا يــدرســون ويتدربون لساعات طويلة لنيل شهاداتهم فـي صيانة محركات وأبــدان الطائرات املدنية واملروحية والعسكرية، وقبل أيام سافرت بالقطار من الرياض إلى املجمعة في رحلة تجريبية أدار محطتيها ونظم سيرها وقاد قطارها من األلف إلى الياء شباب سعوديون! وقبل ذلك زرت كليات ومعاهد مهنية وتقنية وصحية وصــنــاعــيــة ســـعـــوديـــة تــابــعــة لــلــجــامــعــات السعودية والجمارك وأرامكو ومؤسسة التدريب التقني والهيئة امللكية والدفاع املدني فوجدت شبابا يقضون الساعات الطويلة ويقطعون املـسـافـات الطويلة ويـتـغـربـون عن أهلهم لينالوا التأهيل الالزم لخدمة مجتمعهم! لذلك ثقتي بأبناء وشباب وطني ال أستمدها من عاطفة تسطرها مقالة أو تكتبها قصيدة أو تنشدها أغنية، بل من واقــع أراه في كل بيئة صحيحة محفزة يجد فيها املوظف السعودي نفسه فينتج فيها ويتفوق! فــتــشــوا عـــن ســـر تــفــوق املـــوظـــف الــســعــودي فـــي الكثير مــن مــؤســســات الـتـعـلـيـم ومــراكــز األبــحــاث والجامعات واملستشفيات واملـطـارات واملؤسسات املالية الحكومية واإلدارات ذات التشغيل الـذاتـي وستجدون أن املشكلة ليست في اإلنسان بقدر ما هي في أنظمة العمل وعدالة التقييم وبيئة العمل الحاضنة ومناخ تحفيزها لإلنتاج والعطاء! نعم هناك موظفون كسالى وفاشلون أحيانا ينتجهم النظام نفسه عندما يفتقر للعدالة ويعجز عن تحرير الطاقات وخلق محفزات العطاء واإلنتاج والتخلص من أسباب الكسل، لكن هؤالء املوظفني الكسالى والفاشلني ليسوا حكرا على مجتمعنا السعودي وال يخلو منهم أي مجتمع! الخالصة لست بحاجة لدراسات مجهولة ملعرفة إمكانات أبناء وطني في مختلف القطاعات الحكومية والخاصة، ووطن يملك هؤالء الشباب ال يمكن أن يفلس!