Okaz

‪W$dH «Ë ”dH « WNł«u‬ ‪w WM‬ ‪« »dF‬ «

- ﻃﻼل ﺻﺎﻟﺢ ﺑﻨﺎن talalbanna­n@icloud.com

ليس مصادفة تاريخية وال مفارقة جغرافية أن يتم الهجوم على العرب السنة، من قبل الغرب وشــرقــه، والــفــرس، على طــول جبهة املـوصـل حلب الـتـي تمتد ملـا يـقـرب مـن 00٧ كــم. إن هذه الجبهة تمثل التخوم الشمالية للعرب الذين استقروا بها ألكثر من 1٤00 سنة، تفصلهم عن أرض الفرس شرق دجلة بعمق منطقة شرق املتوسط من إدلب واملوصل شماال، حتى غزة والبصرة جنوبﴼ. بل إن العرب استقروا في هذه املنطقة، قبل الفتح اإلسامي لها، إال أنه منذ عهد الخافة الراشدة للشيخني أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب، ظلت السيادة املطلقة للعرب في هذه املنطقة متصلة، ولم تنقطع. إن كانت الفتوحات حينها تهدف لنشرة رسالة التوحيد، التي جاء بها خاتم املرسلني عليه الصاة والسام، إال أنها كانت تهدف الستعادة أرض عربية وتحريرها من مستعمريها الفرس والـروم، كما جاء في إحدى خطب الخليفة الراشد األول أبي بكر الصديق وهو يودع جحافل املجاهدين العرب لفتح أرض السواد )العراق(. استكمل عمر بن الخطاب هذا الفتح، حتى سفوح األناضول الجنوبية، حيث كان البيزنطيون.. وباد ما وراء النهر، إلى التخوم الغربية لصحراء جوبي، حيث كان الفرس. لقد تم تقويض إمبراطورية الفرس، منتصف العقد الثاني من الهجرة. إال أن طرد البيزنطيني بعيدﴽ عن قارة آسيا، وحتى شرق ووسط أوروبا وتقويض الكنيسة األرثــوذك­ــســيــة أخــد مــن املسلمني مــا يـقـرب األلـفـيـة، ليفتح الـسـلـطـا­ن العثماني الغازي محمد الفاتح )٩2٤1 - 1٨٤1( القسطنطيني­ة في: ٩2 مايو .1٤53 إال أنه وإن تقلص النفوذ العربي السني، في باد فارس، منذ الدولة الصفوية 1501) - ٦3٧1(، ظل العرب السنة يفرضون سيادتهم على منطقة الهال الخصيب بصورة متصلة حتى سبعينيات القرن املاضي، كما هو الحال في سـوريـا.. وبداية األلفية الحالية في الـعـراق. ليست فقط السيادة كانت للعرب السنة في هذه الباد، بل أيضﴼ، يشكل العرب السنة األغلبية الكاسحة من السكان، بالذات في سوريا ووسط العراق وشماله، حتى املوصل. غير ما يشاع من أن الفرس، اعتنقوا اإلسام ورفضوا العربية، نجد أن الفرس -في حقيقة األمر- تولد لديهم حقد على اإلسـام والعروبة معﴼ، بداية من اغتيال الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه. كما أن الفرس هم وراء فتنة الخافة بني اإلمام علي كرم الله وجهه ومعاوية بعد مقتل الخليفة الراشد الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه ...(ـــه35) باإلضافة إلى أن الخوراج، هم من كان وراء استشهاد اإلمـام علي بن أبي طالب )0٤هـ(، وابنه الحسني بن علي )1٦هـ(، رضي الله عنهما. لقد اختار الفرس ضرب اإلسام والعرب معﴼ، بالكيد لإلسام والتربص بالعرب، وكان هذا أس تشيعهم. الفرس، إذن: في حقيقة األمر، كانوا ال يفرقون بني العرب واإلسام، فكيدهم لإلسام، يسبق أخذهم بثأرهم من العرب. الفرس، لم يقد إسامهم إلى تخلصهم من شيفونية قوميتهم وعنصرية ثقافتهم. لقد أبقوا نار املجوس متقدة، لليوم، كرمز لقوميتهم ودليل على نبذهم لإلسام، وتمسكهم بدينهم وأعيادهم املجوسية املـتـوارث­ـة. وإن نجح الـفـرس، سياسيﴼ وجغرافيﴼ، فـي اســتــردا­د الـجـزء األكـبـر مـن إقليمهم، إال أنهم يتوقون الستعادة إيوان كسرى على نهر دجلة، بل واستعادة العراق، بأكمله من العرب. اإليرانيون ال يخفون أطماعهم التوسعية في العراق، لدرجة الزعم بأن عاصمتهم الحقيقية هي بغداد، وليست طهران! فرس قم اليوم، ال تتوقف أطماعهم التوسعية في أرض السواد )العراق( قبل اإلسام، بل في استرجاع مملكة الهكسوس القديمة، لتجاوز أحامهم التوسعية الـعـراق والـهـال الخصيب، حتى شمال أفريقيا العربي. وجنوبﴼ، يتوقون الستعادة سيطرتهم على اليمن ومنطقة القرن األفريقي، بعمق هضبة الحبشة. اليوم، وعلى جبهة حلب املوصل تتاقى مصالح الغرب، بشرقه )روسيا( بمخططات إيران التوسعية. الروس لن ينسوا أن أحفاد محمد الفاتح من املجاهدين الـعـرب، هم الذين قاتلوا لتسعمائة سنة لتحقيق نبوءة الرسول عليه الصاة والسام بفتح القسطنطيني­ة. كان خلفاء بني أمية، الذين استشهد أحدهم سليمان بن عبدامللك )٤٧٦ - ٧1٧( بمرج دابق وهو في طريقه لانضمام لجيﺶ أخيه مسلمة بن عبدامللك املتجه لفتح القسطنطيني­ة. كان خلفاء بني العباس يفعلون مثل هذا الشيء، بالرغم من عدم االستقرار الطويل الذي كان يتميز به عهدهم داخليﴼ. حتى جاء الخليفة العثماني محمد الفاتح وتحققت نبوءة سيد الخلق على يديه، وفتحت القسطنطيني­ة. نـفـس املــــرار­ة الــتــي ذاقـتـهـا الكنيسة الـشـرقـيـ­ة مــن الــعــرب واملـسـلـم­ـني، بسقوط القسطنطيني­ة وانهيار اإلمبراطور­ية البيزنطية، تجرعتها الكنيسة الغربية، في روما. ال ينسى الغرب بتراثه الروماني واملسيحي، أن العرب املسلمني األوائل، هم من أسقط سيادتهم عن القدس، بداية الفتح اإلسامي.. وهم من استعاد القدس منهم، مرة ثانية، في معركة حطني في 3 - ٤ يوليو ٧٨11 بقيادة الناصر صاح الدين األيوبي ‪.(11٩3 -113٨)‬ كما أن العرب، في العصر الحديث، لن ينسى الغرب أنهم كانوا رأس الحربة إلخراجهم من مستعمراتهم في املنطقة وشمال وشرق وغرب أفريقيا. العرب الذين لم يكن لهم شأن كبير قبل اإلسام، فتحوا ممالك وهزموا إمبراطوريا­ت وبنوا حضارة، كانت على حساب الرصيد الثقافي والحضاري واملجد اإلمبراطور­ي للفرس والفرنجة، معﴼ. لقد حافﻆ العرب على سؤددهم هذا، ونالوا حقد الشرق والغرب معﴼ، ألن اإلسام تجسد فيهم تمسكﴼ بعقيدة أهل السنة والجماعة.. وظل العرب مخلصني لنقاء عقيدتهم، ولم يعتنقوا اإلسام كيدﴽ، أو طمعﴼ في استعادة أمجاد، كان اإلسام والعرب وراء كشف زيفها وضالها، كما هو حال الفرس، هذه األيام. ال عجب، أن تكون حلب واملوصل هذه األيام ساحة الوغى التي تتحدد بنتيجتها وجهة مسيرة التاريﺦ. لن تسقط العروبة واإلسام إال بهزيمة حاسمة للعرب السنة، في هذه املنطقة. ميزان القوى، فيه خلل واضح، لكن كثيرﴽ من ماحم التاريﺦ الحاسمة، شكلت خيبة أمل سحيقة لطغيان وجبروت القوة، لينتصر الخير بمضاء قوة الحق، لتمضي مسيرة التاريﺦ في وجهتها الخيرة من أجل السام والحرية وانتصار إرادة الله.

للتواصل أرسل رسالﺔ نصيﺔ sms إلى 88548 اﻻﺗصاﻻت أو 636250 موبايلي أو 738303 زين ﺗبدأ بالرمز 154 مﺴافﺔ ﺛم الرسالﺔ

 ??  ??
 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia