Okaz

الطريفي ل== : اخلطاب الديني املتشدد تفسيق وتكفير ثم عنف!

الفتوى في الس=عودية بحاجة إلى تنظيم وجلنة متخصصة التفريق بني الزوجني بحجة «عدم تكافؤ النسب» يخالف الشريعة

-

• هل يمكن أن تفكك لنا الخطاب الديني؟ أقصد أن نعرف منطلقاته؟ كيف نشأ وكيف استمال شبابنا وكرسهم لخدمة توجهاته وأصبح خطابا حزبيا؟ وما هي مآربه؟ •• ال بد من القول إن الخطاب الديني ينقسم إلى قسمني؛ قسم أصيل جميل يمتلئ بالتوازن واالعـتـدا­ل ويرعى قيم التسامح والـخـيـري­ـة. والـقـسـم الـثـانـي كـل مـا شـذ عـن األول. فـالـقـسـم األول هــو الــخــطــ­اب املـنـطـلـ­ق مــن مــقــاصــ­د الشرع الكبرى املستلهم لها كمعرفة الله وحسن التعبد له وإشباع الــــروح بــذلــك وأن الــديــن جـــاء رحــمــة لـلـعـاملـ­ن وفــيــه تأكيد الحقوق الطبيعية وإقامة العدل وتحقيق األمـن والعناية بالحياة الكريمة لإلنسان، يراعي الفطرة ويهذب الغريزة وال يلغيها، فهذا خطاب محمود، تريده كل العقول السليمة والـنـفـوس الصحيحة، وهـنـاك خطابات أخــرى تخالف ما ذكـــرت. وحينما تخالف الخطابات األخـــرى هــذه املقاصد الـسـامـيـ­ة العلية سـتـكـون مـصـدر شـقـاء عـلـى أتـبـاعـهـ­ا ومن عايشها. ألن بعضها سيقع فـي التشدد أو تضييع القيم الكبرى فـي الحياة. غياب مقاصد اإلســام الكبرى عـن أي خطاب سيولد ضيق العطن واخـتـزال قيم اإلســام الكبرى في فـروع ضيقة وتضييق حياة الناس بتضييق وتقييد الــحــال. وسـيـولـد اسـتـبـدال سعة اإلســـام بـنـظـرات أحادية وإقـصـائـي­ـة حـتـى يـصـل الــحــال إلــى اسـتـخـدام مصطلحات قوية هي بمثابة ساح فتاك، كالتبديع والتفسيق والتكفير بغير وجه حق، ومن ثم العنف، ويتم في ظل ذلك تحويل اإلسـام إلى صراعات مذهبية وحزبية واستخدام اإلسام ملـــآرب حـزبـيـة وســلــطــ­ويــة، وهـــذه الــخــطــ­ابــات سيشقى بها أهلها ومجتمعاتها من جهة تكبيل العقل ومعاندة الفطرة ومخالفة الطبيعة التي خلق الله اإلنسان عليها. ال حل إال بـالـعـودة لانطاق مـن املقاصد الخيرة والنبيلة الكبرى حيث تجمع بن املحافظة على الثابت الذي ال يتغير بتغير الزمان واملكان وبن متغيرات الحياة ومتطلباتها، وتجمع إلــى ذلــك تقدير تـجـارب وفـهـوم البشر املتراكمة املتنامية فـي شتى مـجـاالت الـحـيـاة، ونقل الـنـاس مـن ضيق الفهوم وحــــروب يـجـرهـا الـجـهـل والـتـعـصـ­ب وعـــدم الــوضــوح إلى مفاهيم أكثر مدنية وتحضرا وإنسانية وحقوقية. •ت ɝ ق ɝول: «ظنوني وه ɝ واج ɝ س ɝ ي ع ɝ نال ɝɝ ث ɝɝ ورة ال ɝ س ɝوري ɝ ة، ت ɝ دخ ɝ ل ف ɝ يباب

الحدس والتفاؤل والتشاؤم فلتتحملوا وساوسي هذه املرة». حدس، تــفــاؤل، تــشــاؤم، هـل أنــت قـلـق؟ أخــرج لنا وســاوســك بـشـأن الشام وسورية تحديدا؟ •• أنɝا على عالقة قديمة ببالد الشام بالذات سـوريـة، منذ 30 عاما وأنــا أتــردد على تلك الــبـــاد ولـعـائـلـ­تـنـا أصــــول وفـــــروع قديمة هناك، سورية بلد يتميز بموقعه الجغرافي الــحــســ­اس إضـــافـــ­ة إلــــى تــركــيــ­بــة سكانية مــتــنــو­عــة مــــع وجــــــود أغــلــبــ­يــة مضطهدة مـــن قــبــل الــنــظــ­ام الــحــاكـ­ـم، الــنــظــ­ام الحاكم هناك كـان يرفع شعارات العلمانية والبعث واالشتراكي­ة لكنه في حقيقة األمـر يعمل على بعد طائفي وتمسك طائفة معينة بمفاصل الحكم الحقيقية، وإن وضع النظام واجهات من أبناء األغلبية ليس بيدها شــيء ويعمل الـنـظـام الــســوري، أو على األقل يسمح بالعمل على التغيير املذهبي، لقد كان بعض الكام يتردد بن الناس في الشارع هناك ويعرف اإلنسان العادي، فـضـا عــن املتخصص أن نـظـام الـحـكـم يعمل عـلـى تغيير التركيبة السكانية في بعض املدن كحمص وحماة، ويتردد فــي الــشــارع أن مخططي الـعـلـويـ­ن يــعــدون مـديـنـة حمص لتكون عاصمة لهم، لقد كانت تلك الهواجس والتخوفات موجودة لدى معظم السورين ويهمسون بها في مجالسهم الخاصة. لقد انتقلت إلـي هـذه التخوفات من املــزاج العام الــســوري، خـصـوصـا أنـنـي أرى لـهـا شــواهــد واقـعـيـة هناك منذ زمن طويل، كنت متيقنا أن محاولة إخراج األسد ومن معه من طائفته من الحكم ستكلف كثيرا وقد تحيل الباد إلى دمار، وسيعمل النظام الحاكم على إبادة أغلب الشعب ألن األمــر يتعلق بتخوفات قديمة لــدى الطائفة العلوية، ويتعلق ببعد إقليمي أكثر خطورة وهو املطامع اإليرانية الـتـي تحمل طمعن مـتـازمـن؛ طمع قـومـي فـارسـي قديم، وبعد مذهبي عقائدي. فكنت متخوفا من هذه الثورة منذ البداية، فمحافظة أهل الباد على مدنهم وبقائهم أولى من حمامات الــدم والــخــرا­ب، لكن الشعب الـسـوري ضــاق ذرعا وسدت بوجهه األبواب من قبل نظام طائفي وتسلط إيراني ومذهبي حتى اضـطـر اضــطــرار­ا للثورة فـي أيــام الثورات العربية التي ساعدت على تشجيع مناخ الثورة، ومع تحول الثورة إلى العمل املسلح تعاظمت مخاوفي على سورية، ألن النظام الحاكم كان يدفع بالشعب الثائر نحو هذا االتجاه لينقلهم إلـى املربع الــذي يظن أنـه يجيد إدارة اللعب فيه، ومــا لبث الـوضـع إال قليا حتى دخلت القاعدة وفروعها إلـى صفوف الثورة ليكون هـذا من أعظم ما يتمناه األسد ويـــخـــط­ـــط له لــــــــي­ــــــــقـ­ـــــــول للعا لم

هؤالء

الــذيــن أقاتلهم هــم إرهـابـيـو الـقـاعـدة وليست ثــورة شعب، لقد دخلت الجماعات اإلسامية الجهادية وغير الجهادية إلى معترك الثورة، وهذه الجماعات من طبيعتها التناحر وعــدم الـتـعـاون فـي املـشـتـرك­ـات، وهــي تـقـوم على املفاصلة في ما بينها عند أدنى خاف، وهذا قد شتت الثوار ومزق وحـدتـهـم ونـــوع أهــدافــه­ــم، ويصعب الــخــاص االجتماعي مــن وجــودهــم املنهجي مستقبا، ومـمـا زاد الـطـن بـلـة أن نحا الـصـراع منحى االصطفاف الطائفي بسبب تدخات إيـــران وحـــزب الــلــه، إضــافــة إلــى تــخــاذل اإلدارة األمريكية، هـذا التخاذل الــذي له أهـدافـه التي يخفى بعضها ويظهر الــبــعــ­ض اآلخــــر، وتــدخــل الــــروس الــــذي عــقــد املــشــهـ­ـد وكان بمثابة اإلنــعــا­ش لـنـظـام األســـد املـتـرنـح ودعــــوات التقسيم املقلقة التي بـدأت بواكيرها بالتهجير الطائفي والتغيير الــديــمـ­ـوغــرافــ­ي.. كــل ذلــك يجعلني غـيـر مـتـفـائـل بمستقبل قريب للخاص. • قلت مرة ردا على الدكتور تركي الحمد: «بالتأكيد هناك فرق بــن نـقـد الــثــواب­ــت وبــن نـقـد الـفـهـوم السيئة لـلـديـن والتصرفات الخاطئة باسم الــديــن».. هـل تقصد أن تركي الحمد كـان ينتقد ثوابت الدين؟ •• الدكتور تركي الحمد رجɝل مفكر وهɝو متخصص في العلوم السياسية ولــه بــاع فـي الثقافة واألدب، وكــان ردي عليه تأييدا لكامه في تلك التغريدة وليس انتقادا له وال اتهاما، ثقافته واطاعه محل تقدير واحترام بل إني أوافقه في كثير مما يطرح. •ت ɝ ق ɝول: «الطبقات التي تشعر بالدونية تجد تناقضا فɝ يخطاب

املشايخ، يعطونني صورة وردية على املنبر باملساواة، هم في املحاكم يفّرقون الزوجن ألجل كفاءة النسب».. ملاذا يرتهن اإلنسان لخطاب ديني لفئة معينة؟ وعندما تحكم املحاكم بذلك فهل هي تستند إلى حكم شرعي هنا أم على حكم اجتماعي؟ •• املتتبع للقرآن والسنة يجد مقصدا ساميا حول املساواة العادلة وإلـغـاء التمييز العنصري والطبقي بكل أشكاله، فـــاإلســ­ـام يــشــيــر إلـــى أصـــل واحــــد لــلــبــش­ــريــة، والنصوص الشرعية ترفض التمييز الطبقي في املسائل االجتماعية، وترفع شعار األخـوة اإليمانية بدال من كل العصبيات، بل الحوادث الواقعية في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم تـشـيـر إلـــى نـــوع واحـــد مــن الــكــفــ­اءة في الــــزواج هــو كــفــاءة الــديــن، وتهمل وتحذر من اعتبار أي إضافات تمييزية، إحداث قول كفاءة الـنـسـب وإن قـــال بــه بعض الفقهاء فهو ساقط وال قيمة لــــه، بـــل هـــو مـــن بــــاب اإلثم والعصيان املخالف ملقاصد الشريعة ولصريح نصوصها الـــصـــح­ـــيـــحــ­ـة الــــثـــ­ـابــــتــ­ــة، إن املــشــكـ­ـلــة الــكــبــ­رى تـكـمـن في تكييف العادات االجتماعية شــرعــيــ­ا ونـسـبـتـه­ـا إلـــى الشرع بـــتـــلـ­ــمـــس أشباه األدلة،واإلعـراضع­نالدالالت الــصــريـ­ـحــةإرضاء لــــــهــ­ــــوى الـــــنــ­ـــفـــــس، ومجاملة لألعراف التي لم ينزل الله بها سلطانا. • بعض كالمك، يظل كالما عاما وشموليا.. ما هو العلم الصحيح

الذي تدعو إليه؟ وما هي مالمح الوعي الذي تطالب به تجاه الحقوق الطبيعية واإلنسانية؟ •• دع ɝ ن ɝ ي ف ɝ يال ɝ ب ɝداي ɝ ة أح ɝɝ دد مفهومي عɝ نال ɝɝ وع ɝɝ ي، فالوعي هـــو الــفــهــ­م الــجــيــ­د والــدقــي­ــق والــعــمـ­ـيــق حـــول قـضـيـة مـــا أو مجموعة من القضايا وبناء عليه يختار اإلنسان السلوك األقــــرب لـلـصـواب واالســتــ­جــابــة املـنـاسـب­ـة ملتطلبات املوقف حـيـالـهـا وال يـمـكـن أن يــكــون عـنـد اإلنــســا­ن وعـــي عـلـى هذا النحو حتى يتحصل على املعرفة الصحيحة. إن أي قطرة من مطر املعرفة الصحيحة تحدث تراكما في الوعي حتى يصبح الوعي كبيرا في كمه وكيفيته، وهذا يحتاج إلى عدة عوامل على مستوى الفرد أو املجتمع. فعلى مستوى الفرد تكون عوامل املعرفة متمثلة في الـدراسـة املتخصصة أو البحث واالطاع شريطة أن يكون من مصادره املوثقة وبمنهجية سليمة. وعـلـى املـسـتـوى الـعـام يحتاج الــنــاس إلــى إعـــام هـــادف لــه رســالــة واضــحــة في نــشــر الـــوعـــ­ي، كــمــا يــحــتــا­جــون إلــــى مؤسسات ناشطة كل في مجاله ينشر الوعي الصحيح، وهذا يتطلب أيضا السماح بنوع من الحراك املؤسساتي املدني. إننا بحاجة إلى كل أنواع العلوم النافعة سواء أخذنا العلم بتعريفه عند علماء االتـجـاه الفلسفي التجريبي، أو أخذناه بتعريفه املعرفي كما في نظريات املعرفة األبستمولو­جية األخرى، شريطة خلوه من الخرافة والتزييف والدعاية املضللة ألي هــــدف، واالبــتــ­عــاد عــمــا يصور أنـــه عـلـم وهـــو فــي الحقيقة نوع من الحشو الذي ال قيمة له. أما الحقوق الطبيعية فهي الحقوق التي يكتسبها اإلنسان بأصل خلقته اإلنسانية الطبيعية التي خلقه الله عليها، وال بد لكل فـرد أن يعيها كما يعي وجــوده تماما، ويجب أن تــؤمــن حـمـايـتـه­ـا األنــظــم­ــة، ويــجــرم مــن ينتهكها. وإذا تأملت الـضـرورات الخمس التي جـاءت بحفظها الشريعة تجدها متضمنة ألغـلـب فـــروع الـحـقـوق الطبيعية. تبقى هناك بعض النقاط ذات اإلشكالية التي قد يتبادر للذهن مــعــارضـ­ـتــهــا لــلــشــر­ع، لــكــن عــنــد تــدقــيــ­ق الــنــظــ­ر تــجــد أنها مـشـمـولـة ضــمــن مــقــاصــ­د اإلســـــا­م الــكــبــ­رى وقــيــمــ­ه العليا، الـــوعـــ­ي بــالــحــ­قــوق الـطـبـيـع­ـيـة جــــزء مــنــه يــــدرك بالبداهة، وأجـــزاء أخــرى منه تحتاج إلــى تنوير تقوم بـه املؤسسات الحقوقية والنظامية والخيرون ممن ينشد كرامة اإلنسان، كما يشارك فيه علماء الدين والحقوق والدعاة والخطباء واملــــرش­ــــدون االجــتــم­ــاعــيــو­ن والنفسيون، الحقوق الطبيعية املتمثلة في حق الحياة وسـامـة الـبـدن والفكر مــن االعــتــد­اء أو االضطهاد وحــق االخـتـيـا­ر والحرية املــــنــ­ــظــــمــ­ــة بــــالـــ­ـقــــوانـ­ـــن األخاقية وحق الكرامة واملساواة وحق االمتاك الخاص وتكوين األسرة وإشــــبــ­ــاع الـــغـــر­ائـــز دون مخالفة القيم.

• «س ɝɝɝ ام ɝɝɝ ح ال ɝɝɝ ل ɝɝɝ ه ب ɝɝ ع ɝɝ ض العلماء

الذين أفتوا بجواز حل السحر بسحر مثله، أعذر نياتهم واجتهادهم، لكنه إدخال للمريض فـي دوامـــة ال تـنـتـهـي».. هـل تعني أن فتواهم كانت خاطئة؟ وكيف ترى موضوع الفتاوى في السعودية؟ •• نعم فتوى حل السحر بسحر مثله هي تسويغ لعمل السحرة في طياتها، وهي أيضا باب يلج منه املشعوذون بحجة هذه الفتوى أو بحجة رفع معاناة الناس. إن كثيرا من املشتغلن في هـذا العمل هم من الدجالن ولكون هذا العمل ال معايير معروفة لـه فـا يستطيع املـريـض معرفة من يجيد العاج ممن ال يجيده فكثير منهم يقع ضحية لـــهـــؤا­لء الـــدجـــ­الـــن، لـــذلـــك تـــذهـــب أمــــــوا­ل الـــنـــا­س بالباطل ويـعـيـش املــريــض فــي دوامـــة مــن األوهــــا­م والتضليل الذي يزيده مرضا. لقد تقدمت فنون الطب فما كـان يتوهم أنه سـحـر صــار مـعـروفـا بالنسبة للطب الـبـشـري أو النفسي، إضافة إلى أن رقية اإلنسان نفسه إذا ظن أنه أصيب بمثل هــذه األشــيــا­ء كـافـيـة جــدا عــن كــل عــاج لـلـشـعـوذ­ة أو طلب الرقية من اآلخرين. لست أنــا مـن يقيم إنـتـاج علماء الـشـرع فـي السعودية فهم عـلـمـاءكـ­بـارخـصـوص­ـاالــذيــ­نيعملون فـــــــــ­ـــــــــي ســـــلـــ­ــك دار اإلفــــــ­ـــتــــــ­ـــاء ولــــهـــ­ـم تقديرهم وهـم معروفون بـــالـــو­رع والحرص على الدليل، إال أن

الـفـتـوى فــي الـسـعـودي­ـة تـحـتـاج إلــى تنظيم أكــثــر، وأتمنى أن نكتفي بعمل لجنة متخصصة تجيب بشكل مدروس ومنظم ومتخصص حتى في األسلوب، فعمل اللجان أفضل مــن اإلجــابــ­ات الـفـرديـة أو الـتـي على الــهــواء مـبـاشـرة لعدة أسـبـاب، منها طبيعة االتـصـاال­ت التي قـد ال يكون السؤال فيها واضحا، أو يحمل إشكاالت تحتاج إلى مزيد تدقيق وبحث، وهناك من يتصيد في املــاء العكر، إضافة إلـى ما قــد يــكــون جــوابــا فــي غـيـر محله نتيجة للفهم املستعجل للسؤال الــذي تقتضيه طبيعة هــذه الـبـرامـج، وألنـنـا نقدم فكرنا ومنهجنا للعالم هذا الفكر يجب أن يكون أكثر دقة وتنظيما ويقظة ودراسة وتفهما لاختاف والتنوع. • معظم تغريداتك توحي بأنك نادم على الفترة األولɝى من حياتك

الــتــي قضيتها فــي أوســــاط الــتــشــ­دد واملــتــش­ــدديــن؟ مــا هي الرسالة التي توجهها لألجيال الجديدة؟ •• ل ɝɝɝ س ɝɝɝ ت ن ɝɝɝɝɝ ادم ɝɝɝɝɝ ا ع ɝɝɝ ل ɝɝɝ ى م ɝɝɝɝɝ ا م ɝɝɝ ض ɝɝɝ ى من حــيــاتــ­ي حــيــث لـــم أعـــش فــتــرة طويلة في التشدد، طبيعة التشدد تفرض عــلــى اإلنـــســ­ـان ضـيـقـا وحـــرجـــ­ا مع الــوقــت كـمـا قــال الـنـبـي صـلـى الله عليه وسـلـم (إن هــذا الــديــن متن فـأوغـلـوا فـيـه بـرفـق فــإن املـنـبـت ال أرضــا قطع وال ظهرا أبـقـى)، لذلك فـــمـــآا­لت الــتــشــ­دد غــيــر حــمــيــد­ة إما بمزيد منه حتى الغلو ورفض الحياة واالختاف، وإما بالنكوص عن كل طريق التدين. إن رسالتي التي أوجهها للجيل القادم تحمل شقن مهمن األول ضـرورة االعتناء بالصحة النفسية فكلما كانت صحة الفرد الــنــفــ­ســيــة ســلــيــم­ــة ومــــتـــ­ـوازنــــة وانفعاالته طبيعية، فإنه سيحصل على استمتاع حقيقي بالحياة وسلوك مـتـوازن ووعــي جيد بذاته ومن حوله، وبالضرورة سينتج ذلك أهدافا راقية واقعية ورســالــة سامية، ومــن ضمن ذلــك االهـتـمـا­م بمهارات التفكير وتعلمها تعلما سليما. والشق الثاني أن االطاع الرصن والنوعي واملتنوع واملنظم من مصادر موثقة يزيدك عقا وقناعات سليمة وسعة أفق ورحابة صدر، ويجعلك أكثر وعيا وتــأقــلـ­ـمــا مـــع مـــن حـــولـــك، فــعــلــي­ــك أن تبني ثقافتك ومعرفتك مـركـزا على املضمون الجيد املكثف واملتنوع. إن االهتمام بهاتن النقطتن السابقتن يعتبر ضمانة بإذن الله من الوقوع في براثن األدلجة املمقوتة والتطرف واألحزاب املشبوهة.

عموم الدعاة جتاربهم مخيبة لآلمال في إدارتهم للصراع اجلماعات اجلهادية وغيرها أفسدت الثورة السورية تكييف العادات ونسبتها إلى الشرع.. مشكلة كبرى احلرب على املتوسعني في الفقه واإلباحة قمٌع وقتٌل لإلبداع

• ت ɝɝɝɝ ق ɝɝɝɝ ول: «م ɝɝɝɝɝ ن األف ɝɝɝɝ ك ɝɝɝɝ ار ال ɝɝ ج ɝɝ ال ɝɝ ب ɝɝ ة ل ɝɝ ل ɝɝ ع ɝɝ ن ɝɝ اء إلى

صــاحــبــ­هــا فـــكـــرة حـــريـــة االخــــتـ­ـــيــــار في مجتمعات تفرض الوصاية حتى في كثير من املباحات».. من الواضح أنك تقصد مجتمعنا، شيخ سليمان كــم نحتاج من الوقت والجهد، وما العمل الذي يجب أن نقوم به ليخرج املجتمع من هذه الحالة املعتمة؟ •• امل ɝɝɝɝ ج ɝɝɝɝ ت ɝɝɝɝ م ɝɝɝɝ ع ɝɝɝɝ ات التي تـــــــــ­ــعـــــــ­ــــودت عـــــــلـ­ــــــى رأي واحـــــــ­ـــــد وقــــــــ­ــــول واحـــــــ­د وال تـــعـــيـ­ــر اهتماما لــاخــتــ­اف والتنوع وتـــقـــص­ـــي املختلف مجتمعات ستفشل فـــي املــســتـ­ـقــبــل في احــتــواء أبنائها؛ ألنهم سيعيشون ضـــــيـــ­ــقـــــا فيها وشــــــــ­ــــــــــ­ـعــــــــ­ــــــــــ­ـورا مـــــــــ­ــــتـــــ­ــــــــزا­يـــــــــ­ــــدا باالضطهاد، بـــــــــ­ـل ستفشل فــي مــد جسور اإلخــــــ­ـــــــاء

والتعاون مع املجتمعات األخرى في عاملنا اإلسامي، بل العالم كله، وهذا ليس خاصا بمجتمعنا، لم تعد املجتمعات كالسابق مـعـزولـة عـن بعضها ولــم يعد االطــــاع مــحــدودا بــأدبــيـ­ـات املـجـتـمـ­ع نفسه وثقافته واختياره فمع تقدم التقنيات الحديثة التي سهلت االطــــــ­ــاع، ومـــعـــر­فـــة االخـــــت­ـــــاف، وتــــنـــ­ـوع الثقافات، وسهولة التواصل، بات الناس بحاجة إلى تفهم كثير من االختيارات داخــل املنظومة التي ال تتجاوز إلى فوق الثوابت الحقيقية ال املتوهمة، كاملحرم صراحة با مواربة. إن الحرب التي تشن على من اختار قوال يـسـعـه الــفــقــ­ه اإلســـامـ­ــي أو تـسـعـه دائـــــرة املـــبـــ­اح هي بالضرورة حرب ستولد ضيقا وربما خوفا وشعورا بالقمع وتقتل اإلبداع، وستكون هناك هواجس سيئة حول الحرية واالستقالي­ة، وربما ولـدت اضطرابات نفسية وتيارات متمردة على كل القيم. • أكد األستاذ خالد الدخيل أن اإلسالم السياسي لم يتراجع في املغرب

واملشرق العربي، فكان ردك عليه: التجربة ال تزال قصيرة في عمر الزمن، إضافة إلى أن العاطفة الدينية متجذرة في الشعوب، السؤال أال توجد إجراءات أو مبادرات يمكن القيام بها عوض انتظار الوعي والزمن؟ وهل الدين عاطفة أم عقل؟ •• ال ɝɝɝ دي ɝɝɝ ن ع ɝɝ اط ɝɝ ف ɝɝ ة وع ɝɝ ق ɝɝ ل وق ɝɝ ن ɝɝ اع ɝɝ ات وس ɝɝɝ ل ɝɝɝ وك وروح وتعاليم، فالدين في ذاتـه وفهمه على وجـه صحيح لــيــس إشــــكـــ­ـاال بــــل هــــو طــمــأنــ­يــنــة وركــــيــ­ــزة أساسية فــي ســعــادة اإلنـــســ­ـان، لـكـن إحـــدى مـشـكـات الخطاب اإلسامي املعاصر أنه خاطب الجماهير عبر العاطفة الــديــنـ­ـيــة، هــــذه الــعــاطـ­ـفــة الــديــنـ­ـيــة لــــدى الجماهير العربية تم شحنهم بها خال أزمنة طويلة، املتفحص لواقع املجتمعات اإلسامية يجد أنه قد غلبت عليها العاطفة أكثر من الجوانب األخرى، فليس ثمة معرفة ثقافية راسخة مؤصلة ومتنوعة عند الغالبية ناهيك عــن أن القليل مــن يـحـمـل قـنـاعـات عميقة متوازنة، إذا كنا نشتكي هــذه األمــور فـي العاملن فـي الصف اإلســامــ­ي مـن دعــاة وخطباء فغيرهم مـن بــاب أولى سيكونون أقل ثقافة ووعيا، لذلك كله سينساق الناس موقتا خلف عاطفتهم الدينية خلف األحزاب التي ترفع شعارات دينية، ولألسباب الـسـابـقـ­ة الــنــاس يـحـسـنـون الظن بكل اإلسامين فهم يتوقعون الــــثـــ­ـقــــة واألمـــــ­ـــانـــــ­ـــة وانــــــع­ــــــدام الــــفـــ­ـســــاد والــــعــ­ــمــــل للعموم إضـــافـــ­ة إلــــى الــعــلــ­م الشرعي والـقـوة، لكنهم بعد فترة من تجربة اإلسامين في الحكم سيتفقدون حصيلتهم من هذا االختيار، ولن يكون التصويت إال بقدر املنفعة والعائد من حيث الحياة الكريمة للعموم وتـرسـخ الـحـقـوق العامة ووجــــود حــريــات ال تــأطــرهـ­ـم عـلـى نظرات ومسالك ضيقة، وبحكم تـقـارب أيدلوجيا وسلوك الجماعات الحزبية الدينية وقلة هامش الحريات وطبيعة هذه الجماعات في املفاصلة مع اآلخــريــ­ن حتى ولــو كـانـوا مـن الـصـف اإلســامــ­ي عند أدنــى خــاف وضيق كثير مـن نظراتهم االجتماعية فإني أتوقع أن املجتمعات ستضيق بهم ولن تطيق معهم صـبـرا. إن العمل السياسي االنتخابي النزيه حديث في هذه البلدان وحديث جدا إذا تمت مقارنته بالبلدان العريقة ديمقراطيا، وإذا استمر قليا ومع التناوب على تسنم السلطة سيقارن الناس بن هذه األحزاب، ولن يعطوا أصواتهم ملجرد أن املرشح ممن يدعوهم إلى ترشيحه باسم الدين أو عبر املواعظ أو التخويف مــن اآلخــريــ­ن، بــل سيعطون أصـواتـهـم ملن يحقق متطلباتهم الحقيقية مــن الـنـزاهـة وتحقيق الـــعـــد­الـــة واملـــــس­ـــــاواة والـــحـــ­يـــاة الــكــريـ­ـمــة والحريات والــحــقـ­ـوق الطبيعية، وكـــون الـحـكـم يــرعــى الجميع، ليس هناك ثمة إقـصـاء وال تهميش وال حـرمـان وال اضطهاد وال تمييز مهما كان، ولن يهتم الناس بعد التجارب بالشعارات الدينية الحزبية بقدر اهتمامهم باملحصلة والعائد. ال حل إال في التجربة الواقعية، فالتجربة هـي التي تصقل العقل وتنضجه، ثـم في التعددية والحرية معا التي تمكن جميع األطراف من اختيار مسارها وعرضه بحرية وفقا ملفهومه الفلسفي الرصن، كما أن التوجهات األخرى ال تزال في مهدها األول، إذ لم تشكل إلى اآلن منافسا حقيقيا لألحزاب ذات الـتـوجـه الـديـنـي املــؤدلــ­ج ألسـبـاب عـديـدة أهمها حــداثــة تشكل األحــــزا­ب عـلـى أســـاس مـفـهـوم فلسلفي عميق له نظرياته املدروسة، وملا سبق كله أعتقد أنه مـن املبكر جدا الـــحـــك­ـــم على التجارب فـــي عاملنا العربي.

 ??  ?? خالد الدخيل
خالد الدخيل
 ??  ?? تركي الحمد
تركي الحمد

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia