Okaz

غرق هيئة الترفيه

- عبده خال Abdookhal2@yahoo.com

فـي جلسة جمعتني ببعض األصــدقــ­اء كــان النقاش دائــرا حول فـحـوى وجـــود هيئة الـتـرفـيـ­ه، وهــل يمكنها أن تـؤسـس لوجود مـنـاشـط حـيـاتـيـة مــن غـيـر االصـــطــ­ـدام بــالــواق­ــع، وقــبــل أن يطول الحديث كــان أحـدهـم يـقـول إن الهيئة تراجعت عـن طموحاتها لوجود رأي يقول إن الحفات مدعاة لاختاط. صحت بصديقي: بصلف: على هونك.. ما هذه الحجج الواهية؟ قاطعني - انتبه هذه آراء معتبرة. قلت له: الـرأي ال يعني أنه مقدس.. بل هو رأي قابل للنقاش، ثم أن املجتمع شرائح متعددة إذ يمكن لشريحة واحــدة أن ترفض السينما وإقـامـة الحفات الغنائية، بينما هناك بقية الشرائح ترحب بهذا الفعل، وما دام الرأي رأيا فهناك حجج كثيرة تدفع بهذا الرأي وال تمكنه من التعميم.. صمت ألوجه سؤاال لهم: - هــل تـعـيـشـون فــي الــواقــع أم أنــكــم ال تــزالــون فــي زمـــن األبيض واألســـــ­ود حــن كـــان الــنــاس يـتـلـقـون الــــرأي الــواحــد وهــــذا بداية سـؤالـي، ولكي أكمله عن التغير الزمني في حياة الناس سوف أقول لكم... كل بيت توجد به سينما من خال القنوات املختلفة املنتشرة في الفضاء وإذا كانت الخشية من األفــام اإلباحية أو األفـكـار املنحرفة فهي مما يحدث فـي البيت وليس أمــام البشر وألنـنـا أمتنا الرقيب االجتماعي بدفعنا الـنـاس لفعل كـل شيء في الخفاء، أصبحت البيوت غير آمنة إذ تمارس بها كل األمور الـتـي نخشى ظهورها فـي العلن، فأصبحنا مجتمعا محافظا متناقضا، أي أن الـصـورة فـي األمــام لها (نيجتف) خلفي أكثر سوداوية مما نتصور. فقال أحد األصدقاء: هذا أفضل من املجاهرة؟ قلت له: عندما يكون الفعل غير محرم وال يحق لك ممارسته إال داخل البيت تصبح كل الرذائل مجتمعة نمارسها داخل البيت... وهذه هي الكارثة التي نعيش بها. بمعنى: دعوا الناس تمارس الحياة الطبيعية وسـوف يكون املجتمع رقيبا على أي تصرف يخدش الذوق العام. قال أحدهم: دع عنك الفلسفة هذه آراء شرعية. فــأجــبــ­تــه: االحــتــي­ــاج يـخـلـق الــفــعــ­ل املـــــوا­زي ألي رأي مواصلة حياته الطبيعية. ربما احتجت إلى أخذ نفس عميق وأنا ألقي سؤالي: - مـا فـائـدة وجــود هيئة للترفيه وهــي ال تستطيع فعل أي أمر يدخل السعادة للناس، فكلما توجهت فـي اتـجـاه قيل لها قفي مكانك؟ وكأن هذه الهيئة تردد البيت الشهير: ألقاه في البحر مكتوفا وقال له... إياك إياك أن تبتل باملاء. يـمـنـعـه من

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia