ناصر يجاور ابنه في قاعة االختبار.. ويلحق بـ «الركب»
لم يمنع ناصر راشد القربي بلوغه عتبة الـ 45 عاما من إكمال تعليمه الـــثـــانـــوي وإقـــــدامـــــه عــلــى خوض اخـتـبـارات الفصل الــدراســي األول بنظام «مـنـازل» مع ابنه في قاعة واحـــــدة بــثــانــويــة كــعــب بـــن زهير بمركز صمخ (جنوب بيشة). الــتــحــق نــاصــر الــقــربــي فـــي ركب الــتــعــلــيــم فـــــي وقــــــت مـــتـــأخـــر من حــيــاتــه، بـعـد أن فــاتــه فــي صغره لـظـروف خـاصـة، بيد أن همته لم تــضــعــف، وواصـــــل تـعـلـيـمـه حتى بــلــغ الــــعــــام الـــثـــانـــي فــــي املرحلة الثانوية «تخصص علمي». ويــــــرى الـــقـــربـــي فــــي حـــديـــثـــه إلى «عــكــاظ» أن طلب العلم ال يعرف حــاجــز الــعــمــر، مـحـمـا ظــروفــا لم يسمها بالوقوف أمام تعليمه في الصغر. وال يخفي القربي سعادته يوجود ابنه معه في قاعة االختبار والتي بـــدت عـلـى مـحـيـاه أثــنــاء حديثه، ويــشــيــر إلـــى أن املــشــهــد تنافسي لحصد درجــــات الـنـجـاح وإكمال مشوار التعليم سويا. والافت أن القربي يشير إلـى أنه مدين البنه بالكثير في مساعدته فــــي املـــــذاكـــــرة ومـــراجـــعـــة املنهج الــــدراســــي، فـيـمـا يـــرى ابــنــه سالم أن والـــــده ضــــرب مــثــا رائـــعـــا في الــطــمــوح واإلصـــــــرار عــلــى إكمال دراســتــه، على الــرغــم مــن مشاغله الــكــثــيــرة. ويــقــفــز ســالــم بطموحه إلــــــى مـــرحـــلـــة أبــــعــــد، لـــيـــقـــول إنه يتمنى أن يزامله والده في املقاعد الجامعية. وأوضــــــــح قـــائـــد املـــــدرســـــة محمد عايض الشهراني أن إدارة املدرسة قـــامـــت بــتــجــهــيــز قـــاعـــة االختبار عـلـى شـكـل مــســارات، إذ تــم كتابة أسماء الطاب وفصولهم وأرقام جـــلـــوســـهـــم عـــلـــى املــــقــــاعــــد داخـــــل الــقــاعــة بـطـريـقـة مـنـظـمـة ملــنــع أي خـلـل فــي سـيـر االخــتــبــارات، ومن الــطــريــف أنـــه تــصــادف وجـــود أب وابنه في نفس القاعة وكل منهما في مسار بعيد عن اآلخر.