يحرمون على الفراج ما حللوه ألنفسهم!
بني الجرأة واإلســاءة في النقد الصحفي خيط رفيع، ال يبصره إال املجردون من إرهاصات االنطباعات املأثورة ودوافع التصيد، وما حدث أخيرا من جدل وهجوم إزاء آراء أطلقها الزميل اإلعامي وليد الفراج بشأن الرياضة الكويتية ولم تتعد حدودها بحسب تأكيده بنفسه، بدا بحسب مراقبني أن التركيز فيه كان منصبا على قشور نقده الحاد دون تعمق أو تأمل في لبه وفحواه وجوهره، السيما من طيف الناقمني على طرحه من بعض زماء املـهـنـة فــي الــكــويــت الــذيــن بـشـكـل أو بــآخــر لــم ينطلقوا فــي هجومهم مــن قــاعــدة منطقية ومهنية بحسب آراء متابعني ومحبني للرياضة الخليجية، إذ إن الحديث عن تدخله في شأن رياضة البلد الخليجي الشقيق والتحدث بمنتهى الشفافية عن أزمتها التي بلغ مداها زيورخ ولم ينقطع الحديث عنها ليس وجع الكويتيني وحدهم، بل وجع محبي رياضة هذا البلد في الخليج كله، بما فيهم الــســعــوديــون، الــذيــن تـعـاطـوا مــع األمـــر بـأنـه لـيـس شأنا خاصا يعنى به الكويتيون وحدهم، بل إنه وجع مشترك للجميع من الساحل الشرقي إلى ساحل البحر األحمر. لم يبد السعوديون بما فيهم الفراج، ضجرا أو غضبا من اآلراء الحادة التي أطلقها إعاميو الكويت وغيرهم من الخليجيني عبر برامجهم الرياضية عن الشأن الرياضي الــســعــودي فــي وقـــت ســابــق، ســــواء فــي مـجـلـس الدوحة القطري، مــرورا بـمـدرج قناة دبـي اإلمــاراتــي، وانتهاء بـ «لوبي العدالة» الكويتي، وغيرها من البرامج ووسائل اإلعـــــام، ذلـــك ألن الــشــأن واحد والهم واحد والنقد ال يتعدى بــكــل درجــــــات قــســوتــه حدود الــنــقــاش الــريــاضــي الـبـعـيـد عن الشخوص ومكانة الناس وتقديرهم. وبــــدا مــؤســفــا لـكـثـيـر مـــن املــهــتــمــني بالشأن الــريــاضــي الــســعــودي أن يـتـم جــر حــديــث الزميل وليد الـفـراج، الــذي خـرج مـغـردا بأنه يرفض املزايدة عن حبه للكويت والكويتيني، إلـى منطقة خـارج حدود الرياضة التي يفترض أن تتوقف عندها، الفتعال إثارة غير هادفة انجرف معها بعض املتعصبني واملتشنجني دون وعي أو منطق.