األزمات والكوارث .. وضرورة املراكز!
األزمــــات والـــكـــوارث املـتـالحـقـة الــتــي يشهدها الــعــالــم، دفعت الـكـثـيـر مــن الـــــدول لــالســتــعــداد ملــواجــهــة املــخــاطــر واألزمــــات الناجمة عن الـكـوارث املناخية أو أزمــات األوبـئـة واألمراض الــتــي بــاتــت ســريــعــة االنــتــشــار بــشــكــل غــيــر مــســبــوق أو تلك الناجمة عـن األعـمـال اإلجـرامـيـة للبشر كالحروب واإلرهاب وأعمال العنف. وعلى الصعيد املحلي، أخذت األجهزة الحكومية والقطاعات العامة والخاصة الكبرى بهذا املبدأ الحيوي ووضعت خطط للطوارئ ملواجهة األزمــات التي تدخل مسؤولية مواجهتها ضمن اختصاصها. ويمكن هنا اإلشـــارة بالبنان للتجارب الـوطـنـيـة املـتـراكـمـة إلدارة األزمــــات وتـفـويـج الـحـشـود خالل موسم الحج والـعـمـرة، وفــي مجال اإلدارة املحلية للمناطق واملــــدن الـرئـيـسـيـة الــتــي تــوجــت أخــيــرًا بـجـهـود األمــيــر خالد الفيصل الـذي أنشأ مركزا لألزمات والطوارئ في إمـارة مكة املكرمة، وكذلك مـبـادرة األمير فيصل بن سلمان الــذي دشن أخيرًا مركزًا رقميًا إلدارة األزمات بمقر إمارة املدينة املنورة، وغـيـرهـا. إال أن اسـتـثـمـار مـثـل هــذه الـجـهـود وتـعـزيـز نجاح التجارب املماثلة على املستوى الوطني يتطلب الكثير من االستعداد واملتابعة والتطوير املستمر لـإجـراءات وتأهيل الكوادر املتخصصة في إدارة األزمــات، حتى تكون على قدر عال من املهارة واالستعداد للمساهمة في الحد من تداعيات الكوارث، واستمرار األزمات التي ال يعفينا اختالف مسبباتها من اتباع منهجية علمية وتنفيذية تتكامل من خاللها جهود كافة القطاعات فـي سرعة حـل األزمــة متى مـا وقـعـت، ومنع تكرار حدوثها، واإلسهام في بناء بيت خبرة وطني يستفيد من التجارب العاملية. وعلى القطاعات املتخصصة كالدفاع املدني والهالل األحمر والـصـحـة، االسـتـفـادة مـن التقنيات واملـمـارسـات الـجـديـدة في مواجهة األزمـات، وتدريب كوادرها في الظروف املختلفة، من خــالل املساهمة ميدانيًا فـي الجهود األممية والـدولـيـة أثناء األزمات والكوارث التي تحدث بن الحن واآلخر، والتي غالبًا ما يكون بلدنا سباقًا في مد يد العون للمتضررين جراءها، حتى أصبحت اململكة من كبار املانحن وفق تقارير منظمات األمـــم املــتــحــدة. خـتـامـًا يمكن الــقــول إن عــدم االكــتــفــاء بإرسال املساعدات املالية والعينية، وتكليف فرق سعودية باإلشراف على تـوزيـع املـسـاعـدات فـي املـنـاطـق املـنـكـوبـة، واملـسـاهـمـة في عمليات اإلنقاذ واإلخالء؛ سيخلق مجاال رحبا لبناء الخبرات، إذا لم يكن للكوادر الرسمية، فليتح املجال للفرق التطوعية التابعة للجمعيات واملؤسسات غير الحكومية، واملحصلة النهائية؛ تنمية الكوادر الوطنية السعودية.