Okaz

تلك احلقيقة بال رتوش!

- جميل الذيابي jameel@okaz.com.sa ‪Twitter: @ jameelAlTh­eyabi‬

أضحت نيات التوسع اإليراني في املنطقة هاجسا مؤرقا، ليس للدول الخليجية وحدها؛ بل العربية والعاملية. ومهما تم جرد العوامل التي تعني طهران على مد نفوذها، فإن الحقيقة املؤملة التي تنبغي مواجهتها بجرأة وقولها بكل صراحة، وصدق مع النفس، تتمثل في أن طابور إيران في الدول الخليجية والعربية، من أحد أهم أسباب االختراق وتمدد النفوذ اإليراني، الذي يأتي «كامل الدسم»! بمعنى أنه ينتقل من مرحلة الدعم الطائفي واملذهبي إلى مرحلة تفكير إيران في الهيمنة على الدول املستهدفة. يــجــب أال نــلــطــف الــجــمــ­ل والـــعـــ­بـــارات عــلــى حـــســـاب أمن واســتــقـ­ـرار بلداننا ونسيجها االجـتـمـا­عـي، ونــواجــه بكل حزم كل هؤالء املنافقني املتلونني الذين فضحت األزمات قــوة والءاتــهـ­ـم لـسـيـاسـا­ت «الــولــي الـفـقـيـه» وحنقهم على بلدانهم، وأولهم حسن نصر الله. ومـمـا يـؤسـف لــه أن هـنـاك دوال تتجمل أمـــام إيــــران، كأن تـوددهـا لطهران سينجيها من قوائم التوسع والهيمنة اإليرانية، ولم تتعلم من الدروس الراهنة، وما وصل إليه الـحـال فـي سـوريـة والــعــرا­ق والـيـمـن ولـبـنـان. وهــي بلدان استقلت منذ بضعة عقود مـن االستعماري­ن البريطاني والــفــرن­ــســي، فـكـيـف تـغـفـل عــن اسـتـعـمـا­ر إيــرانــي إجرامي أضحى يراه رأي العني - الشرق والغرب؟ وعلى رغم تلك السلوكيات واألجندات اإليرانية التوسعية الخبيثة، ال تزال هناك دول خليجية تستقبل مجموعات مــمــا يــســمــى بـــ«املــســتـ­ـثــمــريـ­ـن» اإليـــران­ـــيـــني الـــذيـــ­ن يأتون إليها، ويسمح لهم بسذاجة أو حسن نية أو عـدم معرفة تامة باألجندات اإليرانية للتغلغل فيها، والتخطيط من داخلها. يـجـب أن يعلم الــكــل، أنــه ال يسمح ألي إيــرانــي بمغادرة طهران، وممارسة أي نشاط تجاري أو استثماري خارج حـدودهـا، إال بمعرفة نظام املرشد علي خامنئي، وهـو - كما هو معروف - نظام أمني عسكري مهووس بالغزو، ومـــد الــنــفــ­وذ، ومــصــادم­ــة الــقــوى األخــــــ­رى، إلقــامــة إيران الكبرى (اإلمبراطور­ية الفارسية) على أنقاض العواصم العربية املتهاوية. ويـجـب أن نـكـون صــادقــني مــع أنفسنا حــني نـقـول إن من يذعن إليران، ويفتح لها األبواب لتتسلل إلى املجتمعات العربية والـتـدخـل فـي شؤونها الـداخـلـي­ـة، غالبيتهم من شيعة لبنان والعراق وبعض دول الخليج من على شاكلة الــهــارب دشـتـي، الـذيـن أتــاحــوا إليـــران تمديد نفوذها في بلدان عربية عـدة، واملنافحة عن السياسات اإليرانية في كل محفل عبر تسويق األكاذيب. علما، أن هناك في املقابل رجاالت وطنيني حتى النخاع من شيعة الباد الخليجية والعربية، ويـرفـضـون بكل قــوة كـل املـمـارسـ­ات اإليرانية، وما أكثرهم. وهل مثل هذا القول حول وجود العماء والخونة يعوزه دليل؟ أولــــم يظهر فـي السعودية نبت شيطاني إرهــابــي، خلية الــــ٢٣ عميا إليــــران، الــذيــن كــانــوا يعملون وفــق أجندات إيرانية ويخططون للتخريب والتدمير، كما قد تم قبل عامني القبض على املجرم أحمد املغسل بعد سنوات من املاحقة والتخفي فـي إيــران وبــيــروت، وهــو املـتـورط في تفجير الخبر عام ٦991؟ أليسوا هم الذين يهاجمون رجال األمن في القطيف؟ أليس من هؤالء من هم تامذة أولئك األشرار في طهران. ولننظر إلــى الـيـمـن: ألـيـس بــدر الــديــن الـحـوثـي هــو أكبر عـمــاء إيـــران هــنــاك؟ هــل كــان الـيـمـن وصــل إلــى مــا وصل إلــيــه لــوال الشيطنة اإليــرانـ­ـيــة وتـوجـيـهـ­ات قــم، وتحويل املدنيني البسطاء إلى ميليشيات، ومقاتلني، وانتحاريني، وحــاملــن­ي بالسيطرة على الـيـمـن، أرضــا وشعبا وموارد؟ لننظر إلى البحرين، وهي دولة صغيرة املساحة، تكتوي بنيران مهاجمي رجال األمن، والسجون، وتفجير املساجد واملـنـشـآ­ت الحيوية، بسند قــوي مـن عـمـاء إيـــران، بـل من إيران بشكل مباشر، كما أثبتت التحقيقات مرارا. لكنهم لم يجنوا سوى الحصرم! ولنذهب إلى العراق... من يمارس الطائفية النتنة، ويقتل السكان على الهوية، ويدخل املـدن املحررة ليسوم أهلها تعذيبا، وتقتيا، واغتصابا؟ هل هناك من يشارك «داعـش» سوى امليليشيات الشيعية الطائفية؟ أليس من يرغم أهالي املحافظات السنية على مــغــادرت­ــهــا لـيـصـبـحـ­وا نـــازحـــ­ني داخــــل وطــنــهــ­م هـــم قادة وعناصر «الحشد الشعبي»، و«منظمة بـدر»، و«عصائب أهل الحق»، و«النجباء»؟ واألنكى أن تلك املنظمات الطائفية املجرمة تتولى قيادتها إيـــران مـبـاشـرة، ودونــكــم قـاسـم سليماني الــذي أنـشـأ تلك امليليشيات ويقودها ميدانيا بدعوة من رئيس الحكومة حيدر العبادي، وبتحريض من رئيس الحكومة السابق الننت نـوري املالكي. ومن سخافات التاريخ أن سليماني يتمتع بـكـامـل االمــتــي­ــازات والـحـمـاي­ـة والـتـدخـل فــي عمل الجيش العراقي ألنه يشغل منصبا رسميا في الحكومة العراقية: مستشار حكومة بغداد! والطموح اإليــرانـ­ـي للهيمنة على دول خليجية وعربية ليس وليد اليوم، وال األمس القريب. فقد كشفه امللك الراحل فهد بن عبد العزيز قبل 7٢ عاما، بحسب وثائق رئيسة وزراء بريطانيا الراحلة مارغريت تاتشر التي نشرتها «عكاظ» أخيرًا. وحذر منه قبل أكثر من ثاثة عقود العاهل األردني الراحل املـلـك حـسـني بــن طــال بـقـولـه لـلـقـادة الــعــرب «قــم ستحكم العالم العربي إذا استمرت فرقتنا». األكـيـد أن الـسـكـوت عـن دور املـذعـنـن­ي املستطربني إليران ووالية الفقيه، مثل النعامة التي تدفن رأسها في الرمال، ظنا منها أن ذلك سيحميها من الخطر الذي يدهمها. إيــران تجاهر بالعداء لباد خليجية وعربية بمساعدة «طــــابـــ­ـور عـــمـــاء» يـــنـــدس بـــني الـــصـــف­ـــوف بـــجـــوا­ز عربي وبمهنة «مستثمر» بهدف حد السكني للرؤوس ومن داخل

بلداننا.. تلك الحقيقة با رتوش!

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia