«احلوثيّون» يجندون 561 طفًال ويجبرون أسر املقتولني على «الفرح»
يغتالون براءتهم بانتهاكات خطيرة
أجـبـرت ميليشيا الحوثي واملـخـلـوع صالح أهـالـي األطـفـال املجندين للقتال فـي الخطوط األمــامــيــة عـلـى الــتــزيــن والــفــرحــة ورفـــع الــصــوت بـــ«الــزغــاريــد» حـــال وصـــول خـبـر قـتـل أحد أبنائهم، وذلك تحت الضغط واإلكراه بالقوة الجبرية والتهديد بـ«القتل» عند رفضهم تلك التعليمات. وطبقًا لتقرير حديث أعده فريق الرصد والتوثيق امليداني للتحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق اإلنسان، فإن امليليشيا تجبر األسر على إطاق األلعاب واألعيرة النارية في السماء بهدف إيصال مظاهر الفرح املزيفة لألسر األخرى، لاقتداء بذات نهجهم، مبينًا أن مهمات األطفال املجندين تتنوع بني القتال املباشر وحراسة األمتعة واملناوبة على نقاط التفتيش، وتوزيع األكل والشرب والذخيرة للمقاتلني في الصفوف األمامية حول املحافظات اليمنية التي تشهد مواجهات عسكرية مع الجيش املوالي للشرعية. ورصـــد الـتـقـريـر حـــاالت اسـتـخـدام األطــفــال املـجـنـديـن ألغـــراض غـيـر أخـاقـيـة مــن قـبـل أفراد ميليشيا الحوثي واملـخـلـوع صـالـح، مشيرًا إلــى أن جميع حــاالت التجنيد جــاءت ألسباب إما غير أخاقية، أو تجنيد قسري، أو تحت ضغوط اقتصادية ومعيشية ألسرهم؛ إذ تلجأ بعض األسر للموافقة على تجنيد أبنائهم األطفال بسبب الفقر والحاجة امللحة إلى الغذاء، خصوصًا األسر النازحة، تحت تعهدات من قبل قيادات امليليشيا بعدم الزج بأبنائهم في ساحات القتال وإنما في الحراسة فقط. وأشـــار التقرير إلــى أن املعلومات الـتـي دونــهــا فـريـق الـرصـد والتوثيق املـيـدانـي للتحالف اليمني لـرصـد انـتـهـاكـات حـقـوق اإلنــســان تـوضـح أن ميليشيا الـحـوثـي والــقــوات املوالية للمخلوع صالح جـنـدت مـا ال يقل عـن 1٦5 طفا أعمارهم تــراوح بـني 9 و81 عـامـًا، وذلك بحسب الباغات التي رفعتها أسر تشتكي من تجنيد أطفالهم بالقوة، فضا عن األطفال الذين تـم تجنيدهم ولـم تتقدم أسرهم بباغات عنهم، إذ تتكتم بعض األســر على تجنيد أطفالهم خشية تنكيل امليليشيا بهم أو قتل أطفالهم. وأفصح التقرير عن إخضاع ميليشيا الحوثي األطـفـال املجندين للتدريب في معسكرات قتالية أنشئت في محافظات عدة، منها صنعاء وعمران، ونقلهم بعد ذلك ملحافظات أخرى للقتال بها، كاشفًا عن رصد الجيش املوالي للشرعية كتبا إرشادية متنوعة بحوزة األطفال األسـرى، منها كتاب «جاهد يا ولدي الحبيب»، وكتاب «املهدي املوعود أمل األجيال»، كما وجدت صور للمرشد األعلى للثورة اإليرانية السابق الخميني، وأمني عام حزب الله اللبناني اإلرهابي حسن نصر الله، وزعيم ميليشيا الحوثي السابق حسني الحوثي، وزعيم امليليشيا اإلرهابية الحالي عبدامللك الحوثي. وبحسب التقرير، فإن فريق الرصد سجل انتهاكات حوثية بحق الطفولة جميعها تندرج تحت التوزيع الفئوي النتهاكات الطفولة التي حددها مجلس األمن التابع لألمم املتحدة، التي تعرف بـ «االنتهاكات الـ٦ الخطيرة»، وتشمل: قتل األطفال أو تشويههم، وتجنيد األطفال واستخدامهم كجنود، والعنف الجنسي ضـد األطــفــال، ومهاجمة املـــدارس واملستشفيات، والحرمان من املساعدة اإلنسانية لألطفال، واختطاف األطفال. وبحسب التقرير، فإن من أبرز آثار االنتهاكات التي لحقت بالطفولة في اليمن القتل واإلصابة والتشوه واإلعاقات سواء املوقتة أو الدائمة، والتأثير السلبي على النمو واالستقرار النفسي، وإجبار األطفال على تحمل املسؤولية املبكرة التي قد تؤثر في الغالب على حالتهم التعليمية والنفسية، إضافة إلى عدم الحصول على التعليم والرعاية الصحية املطلوبة، ووفاة أو فقد العائل الذي يقوم برعاية الطفل، وتأثير كل ذلك على حياته بشكل كبير جدًا. ولفت إلى أن من بني االنتهاكات التي لحقت بالطفولة في اليمن التهجير القسري وتأثيره السلبي على نفسية الطفل ومعيشته، وانتشار عمالة األطفال بشكل واسـع ما قد يجعلهم ضحايا عنف مستقبلي، وبروز ظاهرة االتجار باألطفال وعدم توفير الحماية الكافية لهم، إضافة إلى تفكك األسر نظرًا إلى احتياجاتها وأسباب معيشية عدة.