Okaz

صفعة في الهواء!

- صدقة يحيى فاضل sfadil50@hotmail.com للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 االتصاالت أو 636250 موبايلي أو 738303 زين تبدأ بالرمز 121 مسافة ثم الرسالة

على كـل املستويات العربية، الرسمية وغير الرسمية. وكما يبدو لـلـمـراقـ­بـني، فـــإن اإلعــــام الــعــربـ­ـي، هــو اآلن أقـــل اهـتـمـامـًا وانشغاال بــ «الصراع العربي - اإلسرائيلي»، وبما تفعله إسرائيل من محاوالت تهويد كل فلسطني. ووصل عدم االهتمام، وقلة االكتراث، إلى أكثر املعنيني باألمر، وهم الفلسطينيو­ن، ضحايا هذا العدوان املباشرون. إنه اليأس، واإلحباط. إضافة النشغال معظم العرب اآلن بأنفسهم، وبما يجري فـي ديــارهــم، ومــن حولهم مـن أحــداث جلل، وتطورات تدفع للتشاؤم، وليس األمــل. فهذه األحــداث املتاحقة واملتسارعة تمس حياتهم مباشرة، وتهدد أمنهم، بل وبقاء هم. **** وفـــى ظــل هـــذا االرتـــيـ­ــاح والــحــبـ­ـور الـصـهـيـو­نـي املــســعـ­ـور، صعقت إسرائيل، في العام املـاضـي، وخاصة في نهايته، بصفعات كبيرة ثــاث... آملت الكيان الغاصب، وسـرت ضحاياه وأعــداءه، وأفرحتهم قـلـيــا. ولـضـيـق الـحـيـز املــتــاح لـلـمـقـال، ســـوف نـخـصـص مــقــال هذا األســبــو­ع لــذكــر مــا نعتبره «الـصـفـعـة األولــــى» إلســرائــ­يــل فــي العام .م2016 وفــــى املـــقـــ­ال الـــقـــا­دم نــتــطــر­ق - بــاخــتــ­صــار – للصفعتني األخريني. فبتاريخ 18 / 10 / ،م2016 تبنت منظمة األمم املتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو) قـرارا ينفي وجـود ارتباط ديني لليهود باملسجد األقصى وحائط البراق وتلة باب املغاربة، واعـــتـــ­بـــارهـــ­ا حـــقـــا لــلــمــس­ــلــمــني، وتراثا إســـامـــ­يـــا خـــالـــص­ـــا، ومـــكـــا­نـــا مخصصا لـــعـــبـ­ــادتـــهـ­ــم. وطــــالــ­ــب الـــــقــ­ـــرار إسرائيل بــالــعــ­ودة إلـــى الــوضــع الــتــاري­ــخــي الذى كان قائما حتى سبتمبر ،م2000 عندما كانت دائـرة األوقــاف اإلسامية األردنية هي السلطة املشرفة على املسجد األقصى وتلة املغاربة. وتشير إسرائيل لكل هذه املــنــطـ­ـقــة بــــ «جــبــل الــهــيــ­كــل». وبالطبع، غضبت إسرائيل من هذا القرار، وسخرت – كالعادة – من مضمونه، وتعهدت بتجاهله. ويعتبر اليهود حائط الـبـراق (املبكى عندهم) الـواقـع أسفل باحة األقصى آخـر بقايا املعبد اليهودي (الهيكل) الــذى دمــره الرومان. وأكد القرار، في أحد بنوده، على الوضع القانوني للقدس الشرقية، معتبرا إياها مدينة محتلة، بموجب قرارات األمم املتحدة املتعلقة بفلسطني. وتكاد هـذه الصفعة، وغيرها، تذهب هـــدرا... في الـهـواء. وتمضي إســرائــي­ــل فــي غــيــهــا... غــيــر مـكـتـرثـة بــاســتــ­يــاء الــعــالـ­ـم مــن عدوانها واحـتـالـه­ـا، طـاملـا ال تستخدم اآللــيــة الـدولـيـة الحاسمة والحازمة لتنفيذ القرارات الدولية الصادرة بحق إسرائيل، وطاملا أن العرب هم اآلن أضعف من أن يضغطوا على املعنيني، لنيل حقوقهم املشروعة. كـان العرب قبل عقود يتأففون من وضعهم السياسي الـــعـــر­بـــي الــــعـــ­ـام، ويــتــضــ­جــرون مـــن تــــدهـــ­ـوره وسوئه، ويحذرون من تداعياته ونتائجه املستقبلية. ولكن أكثر املراقبني املشفقني تشاؤما لم يتوقع أن يصل حال األمـة العربية – بصفة عامة – إلى حالها وما وصلت إليه اليوم... الحال الذى يسير، في واقع األمر، من سيئ ألسوأ. انتشر االضطراب، وسادت القاقل، وعــم عــدم األمــن واالسـتـقـ­رار فـي كثير مـن الـربـوع العربية. وأخذت هـــذه األرجـــــ­اء تـشـهـد سـفـك بـعـض الــعــرب دمـــاء بـعـضـهـم، وانتشار القتل والتدمير، والتشرد واملجاعات وهتك األعراض. وبدل أن تهيأ اإلمكانات العربية لرعاية اإلنسان العربي وحماية حقوقه املشروعة، أصبحت تسخر لقتله، وتدمير بــاده، أو تشريده منها على األقل. لقد فتحت أبواب الفتنة والجحيم على مصراعيها، ودخل كثير من العرب – عنوة – في نفق مظلم ودام، ال يرى له نهاية.

وبــالــطـ­ـبــع، فـــإن إســرائــي­ــل، عـــدو األمـــة األول، تــرقــص فــرحــا وطربا مما يجري على الساحة العربية اآلن. وقــد لخص أحــد املسؤولني اإلسرائيلي­ني موقف الصهاينة تجاه ما يجري بقوله: «على إسرائيل أن تنتشي، ألن العرب اليوم يقتلون بعضهم بعضا، ودون أن نقوم نحن بذلك»...؟! ولقد كان إلسرائيل - وما زال - نصيب كبير في تفجير أغلب األحداث املــــأسـ­ـــاويــــ­ة الـــعـــر­بـــيـــة، وفـــــي هــــز الكيان العربي، وإشـعـال االضــطــر­اب والفوضى فــي كـثـيـر مــن ديــــار الـــعـــر­ب. صــحــيــح، أن هناك «أسبابا» أخرى ملا املنطقة العربية فيه من فوضى واضطراب وعدم استقرار، وغياب لألمن الحقيقي. إذ اقتربت األمة مـن حافة االنهيار نتيجة أسـبـاب، يأتي في مقدمتها: ما يسود في أكثر بادها من: استبداد، وطائفية مقيتة، ومذهبية مدمرة، وســوء فهم لدينهم اإلسـامـي، وتفسير ألحكامه على نحو غير صحيح (اإلسـامـوي­ـة). إضافة إلـى دور إيــران والقوى الدولية املتنفذة، وأطماعها باملنطقة. وتظل إسرائيل، بما توفر لها من إمكانات استخباراتي­ة وسياسية وعسكرية هائلة، ودعم دولي مطلق، هي الطرف الرئيس املتربص، الذي يعمل ليل نهار لإلضرار بهذه األمة، واستغال ما في املنطقة من تناقضات لضرب أمن واستقرار الباد العربية. أضحت إسرائيل تعمل لتفاقم مـن علل األمــة، وتصب الـزيـت على نيرانها. ثـم تقف فـرحـة شـامـتـة فــي مــا يــجــري، ورادة سببه إلــى «همجية ووحشية العرب» – كما يقول إعام الصهاينة. **** ومما يسهل من مهمة إسرائيل التخريبية أن «االهتمام» العربي بــالــعــ­دوان الـصـهـيـو­نـي عــلــى األمــــة الــعــربـ­ـيــة أمــســى أقـــل كــثــيــرًا من السابق، ومما يجب. وتكاد األنظار والبصائر تصرف عنه. إذ بلغ اآلن )م2017( أدنــى درجـاتـه منذ قيام دولــة إسرائيل عـام ،م1948 على حساب شعب بأكمله، وضد أمة ممتدة. لقد تقلص هذا االهتمام

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia