Okaz

.. ومتى كانت ثانيا!

- زياد عيتاني (بيروت)

مصطلح بارز في خطاب قسم اليمني للرئيس األمريكي دونالد ترمب يشكل التوقف عنده حاجة ضرورية الستكشاف وفهم الرؤية واإلستراتي­جية التي سيتبعها سيد البيت األبيض الجديد. فعبرها يمكن قراءة خريطة الطريق لألشهر الستة األولى لإدارة الجمهورية. «أمريكا أوال»، مصطلح أكـد عليه ترمب بشكل الفـت في خطابه الرئاسي وجـعـلـه مــحــور الـقـضـايـ­ا بـرمـتـهـا خــارجــيـ­ـة كــانــت أم داخــلــيـ­ـة مــع الحلفاء واألصـــدق­ـــاء وحــتــى مــع األعــــــ­داء. لــقـد سـعـى تــرمــب فــي خـطـابـه إلـــى القول لألمريكيني والعالم إن الـواليـات املتحدة التي تعرفونها انتهت وهـا هي أمريكا الجديدة تولد معي، لقد كـان في خطابه يحمل التغيير الجذري، فتحدث عن املساواة عبر عدم استثناء أحد من العمل، و تحدث عن التوازن اإلنمائي بني واشنطن وباقي املدن األمريكية وتحدث عن الهدر والفساد.. إنه التغيير الشامل وتحديدا على واشنطن وما تعنيه كعاصمة السياسة والقرار. «أمريكا أوال»، شعار وضعه ترمب لعهده وتحديدا لألشهر الستة األولـــــ­ى وهـــي فــتــرة الــســمــ­اح الـطـبـيـع­ـيـة ألي رئــيــس جــديــد إن من الكونغرس ومجلس الشيوخ أو من مؤسسات املجتمع األمريكي، شعار يدغدغ قلوب املاليني من األمريكيني املحبطني من سياسات أحزابهم وإخفاقات رؤسائهم. «أمريكا أوال»، شعار جــذاب والفــت ولكن متى كانت أمريكا عند اإلدارات األمريكية املتعاقبة ثانية أو ثالثة؟! فكل السياسات األمريكية التي طبقت في الداخل أو الخارج في كل العهود كانت وفقا للمصالح األمريكية الصرفة. لم تكن أمريكا يوما من األيـام جمعية خيرية ولم تخض حـروب اآلخرين في كل العهود والظروف بل قاتلت حيث اقتضت املصالح األمريكية ذلك، وصادقت الشياطني حني اقتضت املصالح األمريكية ذلك. «أمريكا أوال»، شعار ليس جديدا على شعوب املنطقة العربية فلطاملا رفع في األردن وفي لبنان وحتى في إيران، لكن السؤال هل هو شعار للتسويق السياسي أو للعمل السياسي؟. ترمب قال «دعونا من الكالم ولننصرف إلى العمل» ومن املتوقع أن يتركوه يعمل لكن سيراقبونه والكل متحفز لكل االحتماالت.

 ??  ?? ترمب متحدثا في الـ«سي آي أيه» أمس.(أ. ف. ب)
ترمب متحدثا في الـ«سي آي أيه» أمس.(أ. ف. ب)

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia