رفع أسعار التذاكر

كشف رئيس لجنة الطيران والخدمات املساندة في غرفة تجارة وصناعة جدة لـ «عكاظ» أن تحرير أسعار التذاكر الداخلية سيتم بالتزامن مع رفع الدعم عن الوقود في منتصف عام 2017 (بدال من عام 2019 كما كان مجدوال) وضرب مثاال على ذلك، عندما أشــار إلـى أن سعر التذكرة من الـريـاض إلـى جـدة يمكن أن يصل إلى 1000 ريال!. والحقيقة أن تفاوت عملية دعـم أسعار الـوقـود من ناقل محلي إلى آخر، وغياب مفهوم التسعير على أسس اقتصادية وغيرها، عـوامـل أضــرت بالسوق السعودية ولــم تخدم حاضر ومستقبل هذه الصناعة ال من حيث عائداتها، أو مستوى خدماتها، رغم أن غياب هذا التسعير قد خفف من التكاليف على كاهل الركاب على مدى عقود طويلة، لكن في الوقت نفسه فإن بعض أوجـه الدعم األخــرى لم تكن موزعة على الـركـاب بالتساوي، حيث استفادت بـعـض الـفـئـات أكـثـر مــن فـئـات أخـــرى، وكـــان مـعـدل الكلفة يوزع على مجموع الركاب بالتساوي، حتى وإن كانت أسعار الرحالت املحلية منخفضة قياسًا باألسواق العاملية وهذه حقيقة، لكنها رغم ذلك ظلت حقيقة مربكة للمخططني ملستقبل هذه الصناعة خصوصا مع تزايد دخول الشركات الجديدة، خالف أن مثل هذا الدعم لم يكن ضمن إستراتيجية متكاملة وطويلة األمد تستطيع الدولة الحفاظ على استمراريتها وفي نفس الوقت ال تؤثر على نمو القطاع أو كـفـاءة خـدمـاتـه، األمــر الــذي وددت قوله فـي هذا املقال إنه إذا ما تم رفع الدعم عن الوقود وتحرير السوق وبالتالي رفع قيمة التذاكر بهذه الصورة، فثمة إجراء ات مصاحبة يفترض حـدوثـهـا بـالـتـزامـن أولــهــا تخصيص «الــســعــوديــة» ومولودتها املـنـتـظـرة «أديــــل» وأن تعمل (األم والــبــنــت) عـلـى أســس تجارية وعلى نفس املسافة من جميع فئات املجتمع وأن تعلن ميزانيتها بشفافية؛ ألن أسعارها حينئذ ستكون مفتوحة وحسب التكاليف الفعلية، وهــذه التكاليف ال يمكن احتسابها بـصـورة صحيحة إذا كانت الناقلة تعمل مـن دون ميزانية معلنة، باملقابل يجب أن ال يتم مقارنة األسـعـار على إطالقها مـع بقية الــدول األخرى كـمـا يـحـصـل حــالــيــا، فـفـي أوروبــــا مـثـال يـتـم اسـتـقـطـاع %52 من قيمة التذاكر كضرائب عامة، وفي الواليات املتحدة %22 وهكذا، خالف أن «السعودية» تتمتع بنظام حمولة مرتفع أساسا، ففي حـني يبلغ هــذا املـعـدل فـي أمريكا %72 factor load نـجـده يصل لدى «السعودية» إلى ،%85 وبالتالي يفترض أن تؤخذ كل هذه العوامل وغيرها مجتمعة، دون استدعاء مثال انتقائي بعينه يخدم الخطوة القادمة كما تعودنا دائما.