تفجير النفس باألحزمة الناسفة نهاية القتلة!
أكــــد نــفــســيــون واجــتــمــاعــيــون لـ«عكاظ» أن الـــفـــئـــة اإلرهـــــابـــــيـــــة الــــتــــي تــــقــــدم على تــفــجــيــر نــفــســهــا بـــاألحـــزمـــة الــنــاســفــة هي شـخـصـيـة مـــزروعـــة بــأفــكــار مـضـلـلـة تدير حياتها بمنهج مخالف للشريعة والدين واإلنسانية والبشرية فتتجه كل أعمالها للقتل وسفك الدماء ونشر الذعر. ووصــــف أســتــاذ عــلــم االجــتــمــاع التربوي بـجـامـعـة أم الــقــرى الــبــروفــيــســور محمود كسناوي، اإلرهابي الذي ينتحر باألحزمة الناسفة شخصية عدوانية ترعرعت على مفاهيم ومـقـاصـد مخالفة لـشـرع الـلـه وال يـقـبـلـهـا الــديــن وال الــعــقــل، وتــلــقــت تربية وتنشئة بمفاهيم ضد اإلنسانية. وأكد أن املرحلة األهم في حياة هؤالء هي مرحلة غسل املخ، ألنها مرحلة يموت فيها الضمير، وتغرس في دواخلهم اعتقادات، وتــدربــهــم عـلـى كيفية اســتــخــدام األسلحة وتنفيذ العمليات اإلرهــابــيــة، وفــي حالة فشلهم فـي تنفيذ مؤامراتهم وعملياتهم ال بــد أن تــكــون الــنــهــايــة دون االستسالم بأيديهم من خالل األحزمة الناسفة، وفي اعتقادهم أن هــذه النهاية تـذكـرة العبور إلى الجنة. واعتبر استشاري الطب النفسي الــدكــتــور أبــوبــكــر بــانــاعــمــة االنتحاريني باألحزمة الناسفة شخصيات يغلب على طبعها ضعف الشخصية وسهولة اإلغرار بـهـا وتـفـكـيـرهـا األحـــــادي، وبــالــتــالــي تقع بسهولة ضحية ألي عمل يطلب منها حتى لو كان تفجير نفسها، ألنه أصبح مسلحا بمزاعم االستشهاد وأوهام أنه على موعد مــع الــجــنــة والـــحـــور الــعــني مــن خـــالل هذا الطريق، وهـذه الفئة أساسا مهيأة نفسيا مــن قــبــل عــنــاصــر تــدربــهــا إلـــى أن تصبح جاهزة لتنفيذ ما يطلب منها. وأوضــــــح األخـــصـــائـــي االجــتــمــاعــي طالل الناشري أن اإلرهابي االنتحاري يجمع كل الصفات العدوانية ولديه استعداد نفسي لـلـقـيـام بـــأي عـمـل إجــرامــي ينتهك حقوق اآلخــــريــــن مـــن قــتــل وســـفـــك الــــدمــــاء ونشر الــخــوف والـــرعـــب وغــيــر ذلـــك مــن األعمال املنافية للشرع، وهـذه الفئة لألسف يغرر بها بسهولة بإغراءات ومفاهيم وقصص تــوحــي بــأن مــا يـرتـكـبـونـه سـيـقـودهـم إلى الجنة دون حساب ظنا أن أعمالهم تقربهم إلـــى الــلــه فـيـمـا الــديــن اإلســالمــي الحنيف بريء منهم ومن أفعالهم. وأضاف أستاذ التربية اإلسالمية بجامعة أم القرى الدكتور نجم الدين األنديجاني أن االنتحاري باألحزمة الناسفة شخصية مضطربة وعــدوانــيــة ورافــضــة ألي أفكار ال تتفق مــع اتـجـاهـاتـهـم الــعــدوانــيــة التي رسخت في أذهانهم في مرحلة غسل املخ، مبينا أن ســمــات الـشـخـصـيـات اإلرهابية تختلف بفكرها وعقلها ونفسياتها عن األصحاء ألن أعمالهم أحادية وغوغائية منافية للشرع واإلنسانية، لذا يحرصون على اختيار الشباب من خالل اإلغرار بهم بعملية غسل املــخ بمعتقدات ومعلومات خاطئة ومخالفة للشرع، وبالتالي سهولة قيامهم بتنفيذ أي عملية إجرامية حتى لو كانت تفجيرا انتحاريا بالحزام الناسف.