لصوص املال العام
مـــع كـــل حـــرب تــطــال املــفــســديــن تـتـغـشـانـا فــرحــة مشوبة باالنتظار أن تتواصل الجهود الصطياد آخـريـن تربوا شحما وشعرا من غير أن تتطلع فيهم عيون االرتياب.. هــــؤالء الــذيــن ســرقــوا املــــال الــعــام ونـــامـــوا عــلــى سرقتهم كدجاج مــدرب على التفقيس، إذ تربض على «بيضها» إلـى أن تأتي نقرة كتكوت فتغادر مربضها ومـن خلفها كتاكيتها امللونة.. وفـــي كــل عـمـلـيـة اكــتــشــاف إلحــــدى هـــذه الـــحـــاالت نتمنى مشاهدة محاكمة من سرق املال العام، مع إعطائنا نبذة عــن كــيــف تــمــت عـمـلـيـة الــســرقــة ومـــا هــي الــوســائــل التي أسقطت اطمئنان مسؤول زور أو ارتشى موقنا أن وضعه الوظيفي سيكون ساترا. عـــشـــرات مـــن قــضــايــا الـــفـــســـاد املـــالـــي واإلداري تمضي محتجبة بستر الغفلة فـيـحـدث تـنـاقـص فــي املـــال العام يقابله ازديـاد في أعـداد النصابني واملحتالني وأصحاب الثراء الوظيفي... وكم هم أولئك األثرياء؟ بــــاألمــــس «أحــــالــــت الــهــيــئــة الــوطــنــيــة ملــكــافــحــة الفساد (نــــزاهــــة)، بــعــد اتــخــاذ اإلجـــــــراءات الــنــظــامــيــة، إلـــى هيئة التحقيق واالدعاء العام نتائج تحرياتها بشأن مخالفات وتجاوزات مالية وإدارية لقيام عدد من املسؤولني - بينهم مسؤول سابق - وموظفني في الشركة السعودية للكهرباء فـي املنطقة الشرقية بخيانة األمـانـة وتبديد املــال العام في إبـرام ثمانية عقود بأكثر من 80 مليون ريـال، لشراء مجموعة من التراخيص بهدف تنفيذ برنامج إلكتروني لتوحيد أنظمة الشركة..». وتقصدت نقل بـدايـة الخبر كما هـو كنتيجة تحدث في أمــاكــن كــثــيــرة وال تـكـشـف إال مــن خـــال ضـمـيـر حــي ظل يكاتب عدة جهات لكي يقول: هنا سرقة!. فالضمير الحي هو شخص (أو مجموعة أشخاص) ظلت مراسلته لـ «نزاهة» متواصلة لكي يقود عيون املراقبة إلى مرعى «القطط السمان»... واإلخـاص ليس سمة نـادرة وإنما تكون الندرة في عدم اإلصــغــاء لـذلـك الــصــوت، وألن الصمم منتشر فـي مواقع أخرى وجدنا أن كلمة مواطن مخلص تتم قصقصتها أو إعادة تدويرها بالقول: نحن بحاجة إلى مخلص وليس إلى مخ .... لص.