الدين هم بالليل ومذلة في النهار!

ﻣﻊ ﺍﻟﻔﺠﺮ

..«الدين هم بالليل ومذلة في النهار» وكثيرًا ما تتسبب في املعاناة األسرية ما يؤدي إلى الفشل الذريع والدمار الشامل والتفكك لهذه األسر. ََْ َُِ ََُ َََ َْ َََّ َْ ُُ ُُ ََ ََ ْْ ََ َِّ َْ ََ ََ َِّ فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: «دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ََْ ٍَْ َِ َِ ٌَ َُ ََُ َِ َُ ََ ذات يوم املسجد فإذا هو برجل من األنصار يقال له أبو أمامة جالسًا فيه فقال: يا أبا َِ أمامة مالي أراك جالسًا في املسجد في غير وقت صاة ؟ قال: هموم لزمتني وديون ٍَ َُ ََ ََ َِ َََ َُ ََ ََ ََ يا رسول الله، قال: أفا أعلمك كامًا إذا قلته أذهب الله عز وجل همك، وقضى عنك ََ َِ ِْ َُ َْ َْ ََ دينك، فقال بلى يا رسول الله، قال: قل إذا أصبحت وإذا أمسيت: اللهم إني أعوذ بك ِْ ُِ من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من البخل والجب، وأعوذ َِِ َِ َِ َِ ِْ َْ َِّ بك من غلبة الدين وقهر الرجال. قال: فعلت ذلك فأذهب الله عز وجل همي وقضى عني ديني». ََّْ ُُ وعن محمد بـن عبدالله بـن جحش قــال «كنا جلوسا بفناء املسجد حيث توضع َُ الجنائز ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس بني ظهرينا فرفع رسول الله صلى َِ ََ َْ ََ ََ َُ ََ ََ الله عليه وسلم بصره قبل السماء فنظر ثم طأطأ بصره ووضـع يده على جبهته َِ ثم قال سبحان الله سبحان الله ماذا نزل من التشديد قال فسكتنا يومنا وليلتنا َْ َُ ًَّ ََ ََ فلم نرها خيرا حتى أصبحنا قال محمد فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ََّ ََ َْ َْ التشديد الذي نزل قال في الدين والذي نفس محمد بيده لو أن رجا قتل في سبيل َْ َِ ِْ َِ َّْ الله ثم عاش ثم قتل في سبيل الله ثم عاش وعليه دين ما دخل الجنة حتى يقضي َِ دينه»، رواه أحمد والنسائي. فا ينكر أحد أننا في هذا الجيل الذي نعيش فيه قد دوختنا ثقافة الديون واألقساط.. ال نخرج من دين أو قسط إال لندخل في غيره بما يمثله ذلك من أعباء على مداخيل الطبقة الوسطى حتى لتكاد تنحدر إلـى طبقة الـفـقـراء، وتـكـاد ال تستطيع الوفاء بالتزامات ضرورية مثل أجرة السائق أو راتب الشغالة أو إيجار البيت. واألدهـى من ذلك التنصل.. وعدم الوفاء بالديون.. مما نتج عنه قلة األمانة.. وذلك أدى إلى عدم الثقة حتى بمن كان أمينا. ومــن يتنصل عـن أداء دينه بسبب عجزه لـه حـق البر حسبما استطاعته كما قال تعالى: {وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة}، لكن األقوياء من الدائنني قادرون على استيفاء حقوقهم مباشرة من دخل املدين بقوة السلطة، فالبنوك مثا تستطيع إلــزام املـديـن بدفع األقـسـاط التي عليه بتهديده بالسجن، وبـإبــاغ مؤسسة النقد وإباغ بقية البنوك عنه، والبنوك تتضامن فيما بينها لتحصيل حقوقها. أما االقتراض من أشخاص عاديني فإن ذلك أيضا قد انتشر واستشرى، وبعد ذلك يتوارى املدين، وقد يبقى الدين في ذمته عشرات السنني دون أن يرف له جفن، وإال فإنه لو كـان أمينًا لخصص كل شهر مبلغ %5 من الدين أو حتى ..%2 ورده شيئا فشيئا حتى يبرأ من دينه. إن حقوق الناس ال يجوز العدوان عليها بالكذب واالحتيال أو املكر أو التسويف واملماطلة.. فهناك من يقترض ألمور أو حاجات ليست في موضع الضرورة وإنما للمتعة والتزين والتشهي وما أكثر القصص في هذا املجال. السطر األخير:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أخذ أمـوال الناس يريد أداءهـا أدى الله عنه ومن أخذها يريد إتافها أتلفه الله».