مواجهة حاسمة لالختراق اإللكتروني
لــيــســت ثــمــة جــهــة يــمــكــن اإلشــــــــارة إليها بــأصــابــع االتــــهــــام فـــي مـــوجـــة الهجمات اإللكترونية التي تتعرض لها الشبكات الـحـكـومـيـة والــخــاصــة هـــذه األيـــــام سوى إيران. فقد كانت إيران وراء املوجة األولى مــن الـهـجـمـات بــفــايــروس «شــمــعــون ،»1في عـام ،2012 التي استهدفت حواسيب شبكة أرامكو السعودية - أكبر شركة نفط في العالم. وعلى رغم نجاح ذلك االختراق في إعطاب 35 ألف جهاز كمبيوتر بشبكة أرامــكــو، إال أنــه لـم يحقق هـدفـه النهائي، وهو وقف عمليات إنتاج وتصدير النفط السعودي. والــــــواقــــــع أن شـــمـــعـــون األول والثاني مصممان بـــذات الــلــؤم والـخـبـث اإليراني الـــذي يهمه اإلضــــرار بـأكـبـر قـــدر، وألبعد مــدى. ذلــك أن كـا منهما مصمم برمجيًا بـحـيـث يـمـحـو الــقــرص الــصــلــب، فيضرب قـــــاعـــــدة الـــبـــيـــانـــات فـــــي مـــقـــتـــل. كـــمـــا أنه مــصــمــم بــخــبــث يــجــعــلــه مــتــخــفــيــًا داخل النظام، بحيث ال يمكن رصــده، وبالتالي يتعذر إبطال مفعوله. وهـو بذلك وصفة مضمونة لتحقيق خسائر قـد تصل إلى مئات مايني الرياالت. صـــحـــيـــح أنــــــه ال ســـبـــيـــل لــلــتــكــهــن بمتى سيغدر هـذا الفايروس الفارسي الخبيث بأنظمة الـكـمـبـيـوتـر، لـكـن تــكــرار الهجمة يحتم اللجوء للحلول األمنية التي ال بد منها مهما تطلب اإلنـفـاق على موازنات الحماية اإللكترونية، ورب ضـارة نافعة، فمن شأن تلك الحلول أن تشجع الشركات على اإلقبال على حلول التخزين السحابي اآلمــــن، فــضــا عــن تـطـويـر حــلــول مبتكرة لـلـحـمـايـة واألمــــن اإللــكــتــرونــي. وسيكون فـــي ذلــــك تــشــجــيــع كــبــيــر لـــشـــركـــات األمن اإللــكــتــرونــي املـحـلـيـة، وتـحـفـيـز الشركات التي تملك شبكات حاسوبية ضخمة على االستثمار في هذا املجال الحيوي، لحماية البيانات الحساسة لعمائها، ولضمان تبادل آمن لسلعها ومنتجاتها. وال بد من أن يوضع في الحسبان أن نتوقع األسوأ فـــي قــــادم األيــــــام، إذ إن الــنــظــام اإليراني الـخـبـيـث يــتــربــص بــالــســعــوديــة عــلــى أمل النيل منها بكل الـوسـائـل والـسـبـل. وهي دعـوة مخلصة للقطاعني العام والخاص إلــى مـواجـهـة حاسمة تسحب مـن طهران ورقة الهجوم اإللكتروني إلى األبد.